خيط النفس الرفيع ...

خيط النفس ...

بقلم الأستاذ : محمد بن زعبار .

ـ فكرت قليلا في أمر هذه الحياة ، فوجدت أن الخيط الذي يدق في قيثارتها الوحيدة ، و يتحرك في عودها هو " خيط النفس " .

إذا طربت بلابلها وغنت شحاريرها فما أجملها من حياة !.

إذا أشرقت شمس شبابها على أديم سمائها وأرسلت نسمة تختلط بالشعاع الهادئ ، ينعشان الجسم ويطمئنان النفس فما أروعها من حياة !

فالحياة مدارج .. فأي مدرج ارتقيت وظننت في كيان نفسك أنك في منجاة من مخالبها ، وجدت روحك أسيرا .

ـ والنفس في الحياة مذاهب تسقط من عليائها ، فتهوي إلى أسفل السافلين ، وترتفع إلى النجوم ، فتضحي نجما بين النجوم ...

وأعلم أنه ليس في قانون النفس العلو والهبوط ، بل هي تتحرك في مدارات متعددات ، تسكن فتراها بالصخر أشبه ، وتهيج فتفيض وتنتفخ فيحسبها الإنسان بركانا متفجرا .

ـ تنبسط وتنتفخ فتراها وردة تدل على علو الحياة وقيمتها .. تجمع بين كثير من القضايا فلا تفهم ، برق ورعد ومطر وابل ...

فتجري في ساحتها سيول فتنبت الرخاء وما به تموين الناس .

فِكــــر أقرب إلى العاطفة ، أخـــذ منها قبسا فيستنار به في دهاليز الحياة ..

و هي الغلظة و القوة للدفاع عن سياج الحياة قل : ما شئت يا قارئ عن هذه الكلمات ...

أتحب أن أكون لك وهدة فتهوي إلى قرارها السحيق ، أم جبلا فتعجز عن صعود قمته الشماء ، وإذا سََــــرت بك في هذه الطرقات سير الأعرج فلا نقول انه عجز عن السير .

المسافات تقطع أشواطا ، والعمر أعواما والحياة أمال وأعمال ..

فاعملوا فإننا معكم عاملون ....