مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
نماذج بشرية
صفحة 1 من اصل 1
نماذج بشرية
الناس كالأواني تماما ، لكل آنية حجمها و قدرتها على الاستيعاب، فهناك أواني ذات اللتر الواحد ، و هناك ذات العشر لترات، وهناك ما تتسع للمائة و الألف، و هناك الصهاريج التي تتسع لـ: 10000لتر و ربما 100000لتر.
كذلك الناس منهم من لا تتحمل طاقته فوق *السر الواحد* م ومنهم من يستطيع كتمان 10 أسرار و فريق آخر يستطيع كتمان المئات الأسرار لكن هناك قلة قليلة من الناس تملك القدرة على دفن أسرار البشرية كلها، و يجلس الرجل من هؤلاء في بعض المجالس فلا تراه إلا صامتا و لا تسمع منه كلمة و لا حرفا.
فهو كما قالت مريم: " إني نذرت الرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيّا."و هذا الصنف من الناس يكاد يكون في مكاننا معدوما.
فقد صاحبت كثيرا من الناس فلم أجد فيهم من الكاتمين إلا قليلا حينما أدركت أن العلة تكمن في أمرين أساسيين هما ك
الطبع و التطبع.
الطبع غريزة، و الإنسان إطلاقا يحب الكلام و الثرثرة و الجدل، و كثرة الجدل تكشف المخبوء من الأسرار.
" و كان الإنسان أكثر شيء جدلا " .
التطبع ما يتربى عليه الإنسان من خلال علاقاته بالمحيط الاجتماعي الثقافي و التربوي، و لعل أهم صفة تميز واقعنا اليوم هي :
صفة التسابق إلى معرفة الجديد بالبحث عن مصادره.
فإن لم يكن هناك جديد لجأ بعض الناس إلى اختراعه " كذبا و تدليسا" ثم يصبح بفعل التكرار و التناقل حديثا شائعا أو قصة صادقة.
فإذا صادفت مثل هذه الأراحيف المؤلفة قلوبا مريضة و نفوسا فسد طبعها و تطبعت على حب التقاط الأخبار لم يعد للكلام من قيمة. فما تقرأه اليوم من أخبار على صفحات الجرائد مثلا يطالعك تكذب له نهار الغد على صفحات نفس الجرائد.
و ما تسمعه اليوم من أفواه الثرثارين على أرصفة الشوارع أو فوق كراسي المقاهي تسمع ما يناقضه صبيحة الغد....
و هكذا و قد عرفت نماذج بشرية يتحدثون للناس دائما مؤكدين ما يقولونه بأنه من "مصدر موثوق" و "من جهة رسمية" و من "شخصية معتبرة" و من" شاهد عيان" فلما تنقل أنت الخبر تجده من "مصدر وهمي" أو "جهة غير موجودة" و "من شاهد ماشافش حاجة " ...
فتضطر أن تراجع ما تروي كل مرة و أن تصحح لنفسك اليوم ما قلته بالأمس و أنت في كل الحالات متهم بالكذب و النقل المدلس من جميع المقاييس العلمية أنت متهم في مصداقيتك و جدير بمن يحترم عقله و لسانه ألاّ يستمع إليك لأنك كالقربة المثقوبة لا تحمل ماء و لا هواء.
و إني لأستحي أن أقول إن الإنسان إذا بالغ في الثرثرة أصبح في نظر الناس قربة مثقوبة، فإذا كثر سقط و توالت أكاذيبه تحول إلى "شنّة" يرمى في مزابل المجتمع.
لذلك أنصح نفسي و قراء الجرائد بالتدرب على الحكمة و طول الصمت، فإن اللسان حصان جموح لا بد أن نوقفه بلجام الصمت، فإن الصمت حكمة و قليل فاعله و يقول الحكماء " إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب".
ولقد ندم كثير من الثرثارين على ما صدر منهم من كلام في حق زيد أو عمر، و لكن ما سمعنا أن صامتا ندم و القاعدة تقول " لا ينسب لساكت قول".
فلا تكن كأسا تفيض بعشر قطرات و إنما كن " صهريجا" يحمل عشرات الأمتار من السوائل و لا يتعب من حملها حتى يصير"بكباكا" لا فارغا" طبطابا" و العرب جميعا يعرفون أن العنزة الطبطاب ضرعها كبير لكن لا حليب فيه و الإنسان الطبطاب كلامه كثير لكن لا نفع فيه، و كم عرفت في حياتي من نماذج طبطابة.
كذلك الناس منهم من لا تتحمل طاقته فوق *السر الواحد* م ومنهم من يستطيع كتمان 10 أسرار و فريق آخر يستطيع كتمان المئات الأسرار لكن هناك قلة قليلة من الناس تملك القدرة على دفن أسرار البشرية كلها، و يجلس الرجل من هؤلاء في بعض المجالس فلا تراه إلا صامتا و لا تسمع منه كلمة و لا حرفا.
فهو كما قالت مريم: " إني نذرت الرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيّا."و هذا الصنف من الناس يكاد يكون في مكاننا معدوما.
فقد صاحبت كثيرا من الناس فلم أجد فيهم من الكاتمين إلا قليلا حينما أدركت أن العلة تكمن في أمرين أساسيين هما ك
الطبع و التطبع.
الطبع غريزة، و الإنسان إطلاقا يحب الكلام و الثرثرة و الجدل، و كثرة الجدل تكشف المخبوء من الأسرار.
" و كان الإنسان أكثر شيء جدلا " .
التطبع ما يتربى عليه الإنسان من خلال علاقاته بالمحيط الاجتماعي الثقافي و التربوي، و لعل أهم صفة تميز واقعنا اليوم هي :
صفة التسابق إلى معرفة الجديد بالبحث عن مصادره.
فإن لم يكن هناك جديد لجأ بعض الناس إلى اختراعه " كذبا و تدليسا" ثم يصبح بفعل التكرار و التناقل حديثا شائعا أو قصة صادقة.
فإذا صادفت مثل هذه الأراحيف المؤلفة قلوبا مريضة و نفوسا فسد طبعها و تطبعت على حب التقاط الأخبار لم يعد للكلام من قيمة. فما تقرأه اليوم من أخبار على صفحات الجرائد مثلا يطالعك تكذب له نهار الغد على صفحات نفس الجرائد.
و ما تسمعه اليوم من أفواه الثرثارين على أرصفة الشوارع أو فوق كراسي المقاهي تسمع ما يناقضه صبيحة الغد....
و هكذا و قد عرفت نماذج بشرية يتحدثون للناس دائما مؤكدين ما يقولونه بأنه من "مصدر موثوق" و "من جهة رسمية" و من "شخصية معتبرة" و من" شاهد عيان" فلما تنقل أنت الخبر تجده من "مصدر وهمي" أو "جهة غير موجودة" و "من شاهد ماشافش حاجة " ...
فتضطر أن تراجع ما تروي كل مرة و أن تصحح لنفسك اليوم ما قلته بالأمس و أنت في كل الحالات متهم بالكذب و النقل المدلس من جميع المقاييس العلمية أنت متهم في مصداقيتك و جدير بمن يحترم عقله و لسانه ألاّ يستمع إليك لأنك كالقربة المثقوبة لا تحمل ماء و لا هواء.
و إني لأستحي أن أقول إن الإنسان إذا بالغ في الثرثرة أصبح في نظر الناس قربة مثقوبة، فإذا كثر سقط و توالت أكاذيبه تحول إلى "شنّة" يرمى في مزابل المجتمع.
لذلك أنصح نفسي و قراء الجرائد بالتدرب على الحكمة و طول الصمت، فإن اللسان حصان جموح لا بد أن نوقفه بلجام الصمت، فإن الصمت حكمة و قليل فاعله و يقول الحكماء " إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب".
ولقد ندم كثير من الثرثارين على ما صدر منهم من كلام في حق زيد أو عمر، و لكن ما سمعنا أن صامتا ندم و القاعدة تقول " لا ينسب لساكت قول".
فلا تكن كأسا تفيض بعشر قطرات و إنما كن " صهريجا" يحمل عشرات الأمتار من السوائل و لا يتعب من حملها حتى يصير"بكباكا" لا فارغا" طبطابا" و العرب جميعا يعرفون أن العنزة الطبطاب ضرعها كبير لكن لا حليب فيه و الإنسان الطبطاب كلامه كثير لكن لا نفع فيه، و كم عرفت في حياتي من نماذج طبطابة.
مع أطيب التحيات
توفيق- عضو متميز
- عدد الرسائل : 425
نقاط : 1075
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo