* أين قالاوي العــــــرب ؟...

هل من قالاوي أخــــــــــر بين ظهراني المسلمين ليصنع صنيع قالاوي الغرب * .
أو بالأحرى : أين قالاوي الـــعرب ؟

* أين قالاوي العــــــرب ؟... 08-01-rafah-de-une-dr-300x263

* أين قالاوي العــــــرب ؟... 08-01-rafah-de-une-dr-300x263

بقلم الأستاذ : محمد بن زعبار .

ـ عندما نرى الغرب يتهافت لنصرة أهل غزة ، ويقطع لأجل ذلك ألاف الأميال ، ويتكبد صنوف المشاق والمتاعب لتحقيق غايته النبيلة ، يحــــز في أنفسنا ألم شديد و تنتابنا حرقة قاتلة ، كوننا الأدعى إلى النصرة ، والأولى بتقديم العون للأخ المسلم .

ولكن فرضيات الواقع وسياسات الحكومات العربية والمسلمة هنا أوهناك تمنع مثل هذه النصرة ، بل تعمد إلى المقاطعة وكأن " غزة " "إسرائيل " ولربما هي أدهى من " إسرائيل " .

نبني المتاريس والجـُـــدر الإسمنتية ونعمد عمد قصد إلى إعلاء أسوار " الخزي " لا لشيء سوى الزيادة من جوع وألم ذاك القابع هناك ، المنتظر لقطعة خبز تسد جوعته أو جرعة دواء تذهب ألمه أو خرقة كساء تستر عورته ، وننتشي فيما بيننا المدامة حتى الثمالة ، نتجرع الديم ، ونسرح في ملذات الحرام ، تحكمنا الشهوة الجامحة فتقودنا كالمعتوهين البلهاء إلى مواطن العار ، نُســــر بالمعانقات الحارة وننعم برؤية الأجساد تتلوى كما الثعابين والحيات لتعلن جهرها بالعري المفضوح ، تستوهينا الفرش والمفارش الوثيرة ، و نجزل في العطاء لذوات الخصور والأرداف ، تستميلنا الجيفة ونرى بأنها أطيب وأشهى من لذيذ المأكل الذي نملك ....

ونعلن بعدها للعالمين أننا من نسل الخيرين ومن أطهار وأشراف الناس .

ألا نشعر في داخلة أنفسنا بأننا قد غرفنا من الحقارة حتى صرنا للحقارة عنوان .ونهلنا من الذلة والدونية والحطة حتى تساوينا فيما نفعل بالجزمة الحقيرة الناقلة للوسخ والدرن ، ولربما للجزمة في حياتنا أثرة الحفظ والتعهد بالرعاية لعضو من أعضاء الجسم ، فلولاها لأدمت حصى الأرض أقدامنا ، و لعدنا القهقرى إلى سنواتنا الأولى من التخلف فلبسنا الجريد .

ألا نشعر بالخزي والعار ونحن نرى غربيين يتهافتون لنصرة إخوان لنا في " غزة " المكلومة ، ونعمد نحن إلى تضييق المسالك وجعل مسعاهم الخير والنبيل أكثر صعوبة .

لماذا لا نباشر نحن إلى مسعى النصرة وتقديم العون والمساعدة لهذا الأخ المنهك بالجراحات والأسقام والبلاوي الكثيرة التي تأتيه من الداخل والخارج .

ألسنا مسلمين ؟

أليس الغزاويين أيضا مسلمون ؟

متى نشعر في داخلة أنفسنا بأن " الأخوة " في الإسلام تقتضي منا الكثير ، وتلزمنا أن نكون أدعى إلى النصرة والتأييد والعون متى لزم الأمـــــــــر .

ألا نخجل من أنفسنا لما نرى ذلك البريطاني " الضرير" وقد أجهد نفسه وحملها على الوقوف على مصاب أهل غزة ، رغم إعاقته الواضحة .

متى متى يفيق ضميرنا العربي * المسلــــــم * ، ويحرك فينا الإحساس بأننا أمة واحدة تجمعها : أصالة ولهجة ودم ، أم أن واقعنا ينبي بتفاقم أزماتنا ، فصارت أممنا العربية * على كثرتها * عدم .

نعم :

أسرتنا بالغة الكرم ،
تحت ثراها غنم حلوبة، وفوقه غنم ،
تأكل من أثدائها وتشرب الألم ،
لكي تفوز بالرضا من عمنا صنم ،
أسرتنا فريدة القيم ،
وجودها عدم ،
جحورها قمم ،
لاآتها نعم ،
والكل فيها سادة لكنهم خدم ،
أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها، تطيل من سجودها ،
وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم ،
أسرتنا واحدة تجمعها أصالة، ولهجة، ودم ،
وبيتنا عشرون غرفة به ، لكن كل غرفة من فوقها علم ،
يقول إن دخلت في غرفتنا فأنت متهم ،
.أسرتنا كبيرة ، وليس من عافية أن يكبر الورم

تحياتي للشرفاء ، وللذين يمتلكون ضميرا حيا ، يشعرون بحرارة الانتماء ، وتنتابهم قشعريرة الألم لمصاب إخوانهم وآلامهم .