احذر لسانك

من طرف الكلمة الطيبة الأربعاء مارس 17, 2010 8:53 am

انتشرت في مجالس المسلمين عادات ذميمة يرفضها الاسلام ، وحاربها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تتمثل في الغيبة.
إنها فاكهة المجالس، يحلو للكثير أن يتلذذ بالخوض في أعراض الناس والحديث عن خصوصياتهم غير مبالين ولا مكترثين.
حسبك أن تجد الواحد يوميا لا هم له إلا التقاط أخبار الناس والخوض في شؤونهم دون خشية.
لقد شدد الشارع الحكيم على المغتاب واعتبر الأمر كبيرة توجب مقت الله عز وجل وغضبه. بقول عز و جل في سورة الحجرات {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم } الحجرات الآية 12
ولقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغيبة في مواطن كثيرة نذكر قوله { أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال : ذكرك أخاك بما يكره، قالوا أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال : ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته.} رواه مسلم في صحيحه.
فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده لا من تهالكت عليه الألسن بالتجريح والإساءة. والأصل في المسلم الصادق الإيمان أن يتنزه عن هذه الرذائل المقيتة التي من شأنها تقويض أواصر المجتمع وتهدد استقراه ، بل تزيد من الضغائن وانتشار الحقد والبغضاء. قد تسمع أحدهم ناقدا مفشيا أسرار غيره فإذا ما بادرته بالكف عن الغيبة أجابك أنه يقول أشياء حقيقية موجودة في الشخص و تناسى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما بين أن هذه هي الغيبة الحقيقية.
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ،ولماذا نأكل حسناتنا بمثل هذه الموبقات في مجالس ، الأصل أن تكون حافلة بالذكر والمذاكرة والنصيحة لله ورسوله ولعامة المسلمين. فلسانك حصانك إن صنته صانك وان خنته خانك.
أخي الفاضل ، أختي الفاضلة من أراد النجاة فعليه بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسله عندما سأله أحدهم قائلا :ما النجاة ؟ فقال عليه الصلاة والسلام { أمسك لسانك ، وليسعك بيتك ، ولتبك على خطيئتك }
حري بنا أن نكون مفاتيح خير مغاليق شر نعود ألستنا باللهج بذكره وبنشر الخير والكلمة الطيبة لقوله عز وجل : { مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين ..}
فلنعاهد الله عز وجل أن نلجم ألستنا عن الإساءة إلى الغير وأن نقول خيرا أو نصمت ولله در من قال : الصمت زين والسكوت سلامة فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
ما إن ندمت على السكوت مرة لكن ندمت على الكلام مرار.