* ألا فلتقرع الطبول على السادة المفتشين الفارهين والانتهازيين ...

* كتبت هذا المقال قبل سنوات طويلة من الآن ، وكتبته حينها لأني رأيت حالة من العفن داخل قطاعنا التربوي الموسوم بالخيرية والصلاح ، رأيت كما رأى غيري الفساد ضاربا في الأرجاء ، وأحسست الأن بأن ذات الفساد لايزال موجودا ومستشريا في بعض مقاطعاتنا ومناحينا التعليمية ، وليعذرني زملائي المفتشين والمعلمين إن قلت هذا ـ فمع الفساد يوجد الخير والخير الكثير ، ولكن أمر هذا الفساد لابد أن يعلم وأن يشار إليه بالبنان ، فهو أدعى أن يعلم وأن يشار إليه بالبنان .
وإليكم المقال .

لا شك أن التربية والتعليم في الجزائر كما هو الحال بالنسبة للكثير من الدول النامية ، والتي لا تزال تتخبط في أثار ويلاتها ومطباتها القاتلة ، دونما تفكير سليم في إيجاد حلول ناجعة ، وعدم الاكتفاء بالحلول الظرفية غير اللائقة وغير التربوية بالمرة ، والتي كانت ولا تزال تشكل محور هذه الانتكاسات ، التي يشهدها القطاع عبر كل هذه الحقب المتعاقبة من الزمن ، والتي مكنت لاستفحال شأفة الفساد والدونية الحقيرة لتأخذ لها مكانا رئيسا بين كامل أطــــــــــــر وفاعليات هذا المنحى التعليمي أو ذاك ...
فقد عايشت الجزائر وكباقي هذه الدول المتخلفة وضعا كارثيا لا يقبل بالمرة هذي الحلول والوصفات العاجلة ، كحال العضو المصاب بداء لا شفاء منه ، ولن يبقي باقي الأعضاء على حال الصحة والعافية إلا ببتر هذا العضو والتخلص منه ، لأنه فاسد ، وبقاؤه يشكل تهديدا صريحا لسلامة كامل الجسد ، فلا غرو أن يكون هذا التوصيف الحي مثالا لحال العفن والمرض المستشري في قطاع التربية وفي بعض المناحي من جزائرنا المفجوعة بالويلات والنكبات المتوالية ، فقد وصل إلى إمـــــــــــــــــرة هذا الجهاز بعض المحسوبين على العفن ــــ وكلمة بعض تدل بأن القطاع لا يخلُ من طيبين ومن مسؤولين نزهاء ، يستشعرون المسؤولية والخيرية ، ويتفاعلون مع مرامي التربية بمفهومها الرسالي النبيل ـــ من الذين استوطن الشر دواخلهم ، ولعب الشيطان بقلوبهم وعقولهم ، وراحوا يعيثون فسادا في الأرض وفي الخلائق ، بما مُكنوا عليه من نفــــــــــــــــــــــــــوذ وسطـــــــــــــــــــــوة محدودة وظرفية ، لا تعدوا أن تكون ذات شأن وقيمة عند العقلاء والراجحين من الناس ...
فحديثي لا يتعلق بالإمــــــــــــــــــرة على المستوى الأعلى ، فتلك قضية أخرى ومعالجتها تحتم ضرورة التمحيص والتأكد من سياق المعلوم ، ولكني هنا أسوق شواهد عن بعض المنتسبين إلى هيكلية هذا النظام على المستوى الأدنى ، من الذين خانوا الأمانات واستغلوا جزافا صفتهم الوظيفية كمسؤولين وحاملي أختام ، وضنـــــــــــــــــوا أن مصائر الخلق ــ وبالأخص الذين يسوسونهم وفقا للقانون ـــ بأيديهم ، وبأنهم قادرون على خلع أو شطب أو معاقبة أي فرد أو مستخدم لا يروق لهم ، دونما أساس تربوي أو قانوني ، فقد حصل ذات الفعل والسلوك من بعض هؤلاء الذين يحملون صفة مفتش التربية والتعليم ، والحقيقة أنهم في حاجة إلى تفتيش أو بالأحرى إلى بتــــــــــــــــــــــــــــــــر ، لأنهم يُشــــــــــــــــكلون بأعمالهم تهديدا صريحا للتربية ولمسارها النبيل ، بدءا بالأنبياء والرسل والعلماء والمجددين ، وانتهاء بذاك المربي المنسي والمقموع في كل بقاعنا المفجـــــــــــــــــــــوعة .
فقد وصلت النذالة أن ُيتآمر على بعض الفاعلين في قطاع التربية والتعليم ، والقائمين بحق في معاقل ومرابط الإحياء والتقويم ، و كذا ببعض المربين الواعين الراعين لجيل هذه الأمة ، والذين يحاولون دوما زرع بذور الخير والصلاح في عقول وقلوب الأبناء ، وهذا التآمــــــــــــــــر يحمل صورا عديدة ، فتارة بالوشاية الكاذبة وأخرى بالنكاية الفارغة والفاضحة ، وأخرى بالتحريض الموبوء ، وأخرى وأخرى وأخرى ، وكل هذه الصور المفجوعة تأتي لترســـــــــــــــــــــــخ مفهوم العفن بين بطانة السوء ، الداعمين وبالباطل لهذا المسؤول أو ذاك من باب التملق والمصلحة العاجلة ، وأيضا من باب الرضا وغض الطرف عن العثرات القاتلة المرتكبة من شخص هذا المتآمـــــــــــــــــــــــر أو ذاك ، وقد تُــــــشن واعتبارا لهذه المعطيات الفاسدة حروبا شعواء على كل الفاعلين في كامل هذه المقاطعة أ و تلك ، ــــ لا يفهم من كلامي أني أقدح في مجموع من يحملون صفة مفتش التربية ، ولكني هنا أحاول التشهير بالفساد ، الذي لمسناه وشاهدناه بأم أعيننا في حدود ما نتعامل معه من تربويات وما نتحرك فيه من إطـــــــــــــــــــــــار ــ .
، والغرض من وراء كل ذلك هو الاستفزاز والاستغلال والصيد في الماء العكــــــــــــــــــــــر ، وهذا ما يحصل كل عام ، وشواهد الإثبات موجودة ، ودواعي هذا المرض مشاهدة كل حين ، حتى صارت الفوضى والرشوة قانون بل دستور هؤلاء الفارهـــــــــــــــــــين ، ويستحيل أن يقدمــــــــــــــوا الخدمة بالمجان ، رغم أنهم مستخدمون لدى الدولة ويقاضون أجورهم على هذا الأساس ـــ ، وكأنهم مستخدمون عند الخواص يقاضون أجورهم على كاهل السادة المربين ، حتى سادت بين الأوساط التعليمية هذه التسعيرات والتكييفات الخاصة ، فمن أراد أن تمنح له نقطة زائــــــــــــــــــدة في تقريره عليه أن يدفع كـــــــــــذا ، ومن أراد أن تمنح لها نقطتان عليه أن يدفع كذا ، و من أراد الترقية العاجلة عليه أيضا أن يدفع كذا ، ومن أراد التستــــــــــــــــــــــــر عن جرم أو فاجعة قانونية أو تربوية عليه أيضا أن يدفـــــــــــــــــع كـــــــــــــــــذا ، ومن أراد أن يستخلف أحدا من معارفه عليه أيضا أن يدفع كــــــــــــــــذا ، ومن أراد النكاية أو تسليط مسؤول أكبر على مستخدم أو مربي عليه أيضا أن يدفــــــــــــــــــــع حتى يستميل هذا المسؤول إلى صفه ، وقد تقطع أرزاق ويتسبب في إذابة أناس خدموا هذا الجهاز بصدق ، وحققوا نتائج محمودة وبجـــــــــــــــــدارة ، وكل ما في الأمر أنهم لا ينزلون على مسؤولهم المباشر منزلا يستسيغه ، لأنهم وبكل بساطة لم يألفوا حياة الذل والخنوع والهوان ، وأضحى كل شيء يقدم وعلى المقاس ،حتى صــــــــــــــــرنا أضحوكـــــــــــة الناس وحديث المجالس ، وصار هذا المربي ينعت بكل النعوت الذميمة ، التي لا تحفظ له الكرامة ولا تحقق له جانبا من القدر والقيمة ، رغم كونه مربي أجيال ، وهذه المهنة درج عليها الأنبياء والأخيار من الأمة ن ولكن الدناءة التي أوصلنا إليها هؤلاء الفار هون ، جعلتنا نعايش هذا الواقع المهني الصعب ، والذي أقل ما يقال عنه ، أنه وسط متعفن وموبــــــــــــــــــــــــوء ، بينما الذين يشكل بقاؤهم وباء وكوليرا متعفنة ، فتقام لهم الحفلات وتضرب لهم الطبول ، ويكرمون في كل وقت وحين ، ويجازون بما لا يستحقون من علاوات وترقيات ودرجات ، وتعطى لهم المهام ــــ كل المهام ـــ أن عيثوا فسادا في الأرض فإنكــــــــــــــــم مُحصنون ومحضــــــــــــيون ، وقد يتدرجون في مساق الترفيعات ، حتى يطالون أكبر المناصب والغايات ، هكـــــــــــــذا على الجاهز والمريح ، فويل للتربية منهم ومن صنيعهم إن غدوا يأتمـــــــــــــــرون بإمـــــــــــــــرة ملاك القرار و مالكي الأختام ، فهل لجزائر الأصالة من أصيل يبتر هذا المرض ، ويجتث أصوله وشأفته من أساسها ، ؟.
ـــ ربما قد يوجد من يبعث العزم ويحيي موات الروح والنفس ، ويضع نصابا عادلا وإضبـــــــــــــــــــــارة موثقة لكل من سولت له نفسه اللعب بمصائر الناس والعبث بالقانون والأخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاق .

والســـــــــــــــــــــــــــلام

بســـــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم الأخ محمد ، إن ما نعانيه من مصائب وويلات على جميع الأصعدة هو جراء تلك التصرفات المشينة والتي مردها إسناد الأمور الى غير أهلها بشتي الوسائل ، وهو علامة من علامات آخر الزمن ، والطرائق الخسيسة ، وكل ذلك هو عقوبة من الله لأن خرجنا عن الطريق السوي الذي رسمه الله لنا......... تحياتي.