مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
الرضاعة الطبيعية وإعجاز طب الأمومة والطفولة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الرضاعة الطبيعية وإعجاز طب الأمومة والطفولة
اخواني ان السنوات الاخيرة اصبح عزوف الامهات عن ارضاع ابنائهن موضة العصر بل اصبحن يتباهين بينهن بقصر مدة الرضاعة فكأن الرضاعة اصبحت شبح لهن فتعالوا معي نأخذ قليلا في هذا الموضوع :
بسم الله الرحمان الرحيم
إن التكييف الفقهي للرضاعة بالنسبة إلى الرضيع أنها حق ثابت بحكم التفرع يلزم إيصاله إليه من قبل من وجب عليه هذا الحق ...
وللرضاعة في القرآن الكريم إشارة خاصة فقد وردت في آيات أكثر من مرة ، بل إن الله سبحانه وتعالى اعتبرها أمرا واجبا على الأم فقال " والوالدات يرضعن أولادهن " ( البقرة : 233 .) " إن الله سبحانه وتعالى أمر الأم الوالدة بإرضاع ابنها ، وهي التي ينبغي عليها أن تقوم بهذه المهمة والوظيفة ، وألا تسلمها إلى غيرها .
فالرضاع من الأم الوالدة أمر إلهي ، والله عز وجل أعلم بمن خلق ، فقد يكون وراء هذا الأمر حكم كثيرة لم يعرف بعد كنه أثرها حتى الآن ، لذا فقد أمر الله سبحانه تعالى الأمهات بإرضاع أطفالهن ، وجعل الله سبحانه وتعالى هذه القضية قرآنا يتلى حتى قيام الساعة ...
حكم الرضاع المستنبط من الآية
فالله عز وجل يأمر الأم الوالدة ويفرض عليها فرضا واجبا لازما في عنقها أن ترضع وليدها . وأمر الإرضاع مناط بها و لا يتعداها إلا لعذر أو سبب قاهر .فأسلوب الآية بالإخبار بالجملة الفعلية يفيد الحصر والاختصاص فالمرضع هي الوالدة وهذا عملها وهذه وظيفتها الملزمة بها من رب العالمين .
إن في الآية " والوالدات يرضعن أولادهن " إعجاز قرآني بليغ ودلالة قطعية ، لا يستطيع كل ذي فهم وبصيرة في القرآن ، واللغة العربية إلا أن يقف عندها ويستجلي ما في هذه الآية من أسرار الإعجاز البياني في القرآن .
إن هذه الآية متكونة من مبتدأ وخبر وهي أمر مثبت من الله عز وجل إلى الأمهات الوالدات وإلى الأباء بل إلى الأمة المخاطبة بأسرها
إن تقديم المخبر وهن الأمهات للمرضعات على الفعل " يرضعن " فيه تقديم وتأخير بلاغي ، ولا يكتفي أن يقال أن تقديم الوالدات كان للعناية بذكر الفاعل لأن ذكره أهم
ومهما تحرينا في الوصف لنبرهن على حميمية العلاقة فإن نجد صورة واحدة قدرتها وهي صورة الأم المرضع التي لا يشغلها عن رضيعها شاغل من شواغل الدنيا إلا خطب ألـمّ بالكون فغيره وأدرك الجبال فسيرها سرابا ودك السماء فصارت نتفا كالصوف المنفوش ... إته يستأهل أن تذهل المرضعة عن رضيعها فتنساه . فلقد استشهد القرآن بذهول المرضعة عمّا أرضعت لإثبات هول القيامة ، فإذا ما استشهد على هول القيامة بذهول المرضعة عما أرضعت أوحى هذا الإستشهاد إلى عظيم المستشهد به وقدره
وإن علاقة الإرضاع علاقة متينة بين المرضعة ورضيعها وقد بينتها آيات القرآن ، فقال تعالى :" يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" ( الحج : 1 – 2 ).
وقد أثار الزمخشري في " الكشاف " الفرق بين" مرضع " و " مرضعة " فقال متسائلا :" فان قلت لم قيل : " مرضعة " دون مرضع ثم أجاب عن تساؤله قائلا :" المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي ، و ( المرضعة ) التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به.
و "الأصل في لغة العرب أن لفظة ( مرضع ) - بدون التاء – وصف خاص بالمرأة ، ولا يكون هذا الوصف للرجل ، ولهذا لا تدخل التاء عليها ، إذا الأمور الخاصة بالمرأة لا تدخل التاء ، فلا يقال رجل مرضع ، وامرأة مرضعة ، وإنما يقال : امرأة مرضع فقط.
وإذا كان هذا هو طريقة نظم الكلام عند العرب ، فلماذا جاء القرآن ، بالتاء في كلمة ( مرضعة ) في الآية السابقة مع أنه وصف يختص به الإناث ؟ .
" فان دخول التاء هاهنا يتضمن فائدة لا تحصل بدونها فتعين الإتيان بها وهي أن المراد بـ ( المرضعة ) فاعلة الإرضاع، فالمراد الفعل لا مجرد الوصف ، ولو أريد الوصف المجرد بكونها من أهل الإرضاع لقيل : مرضع : فالمرضع : وصف عام يقال على من لها ذلك وصفا ، وان لم يكن قائما بها فأدخلت التاء هاهنا إيذانا بأن المراد من تفعل الإرضاع فإنها تذهل عما ترضعه لشدة هول زلزلة الساعة ، وأكد هذا المعني بقوله :
( عمآ أرضعت ) فعلم أن المراد : المرضعة التي ترضع بالفعل لا بالقوة و التهيؤ .
علاقة الأمومة بالطفولة
فالأمومة القطعية في تحقيقها الكاملة في أحكامها هي أمومة الولادة ، أمومة الرحم . و يطلق اسم
الطفولة على تلك المرحلة التي يعتمد فيها الطفل على غيره في تأمين متطلباته الحياتية ، فكلما كانت المجتمعات بدائية بسيطة كانت مرحلة الطفولة قصيرة
" ولو حاولنا تحليل كلمة ( رضع : ر ض ع ) لغويا كما كان يفعل السلف أمثال ابن جنى و الفارسي لنتعرف عليه من خلال تقاليب حروفها لوجدنا أن مقلوب الحرفين الأولين منها هو (ض ر ) و بإضافة الحرف الأخير تحصل على (ضرع ) وهناك تضاد بين ( ضر ) و مقلوبها ( رض ) ، فالأول اندفاع.
و الثاني : استقرار يتمثل فيما يضعه السيل من رضراض في الأرض يمكث مستقرا فيها فينفع الناس بإخصابه ، وأنت ترى في هذا أن ( الضرع ) يدفع بالبن إلى الرضيع ( مشتق رضع ) الذي يستقر به ويسكن إليه ، ويفعل فيه فعل الرضراض في الأرض .
يخصها ويقويها ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ( الرعد : 3 ) ، فالعلاقة إذا بين ( رضاع ) و( ض رع ) هي علاقة لحم ونسب ودم نظر لحروفها الواحدة ، مثلما أن العلاقة بين ( الرضيع ) و ( ضرع ) أمه علاقة لحم ونسب ودم ، و بالتالي فإن الخروج من هذه العلاقة و فصلها هو خروج عن الفطرة ... فهل من مذكر ؟؟!!
الهرمونات بين الأمومة و الطفولة
" من المتعارف عليه علميا أن تغيرات هرمونية معينة ، أثناء الحمل و الولادة ، هي التي تسبب إثارة عواطف الأم" وقد استخلص العلماء الذين أجروا العديد من التجارب من مشاهدتهم ، أنهم يعتقدون أن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل ليست هي التي تثير السلوك الأموي في الحيوانات ، " وقد استخلص العلماء الذين أجروا هذه التجارب من مشاهدتهم ، أنهم يعتقدون أن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل ليست هي التي تثير السلوك الأموي في الحيوانات ، ولكن يبدو أن هناك مزيجا هرمونيا معينة ، أو هرمونا واحدا ، ينتج عن تغير الصورة الهرمونية الذي يحدث قبل عملية الولادة بزمن قليل وبعدها مباشرة ، هو الذي يؤثر تأثيرا على السلوك و يثير عواطف الأمومة في الحيوانات الثدية ".
" ويعتمد الإرضاع الناجح إلى حد كبير على توافق ردود فعل الأم الفيسيولوجية ، مع ردود فعل الطفل الرضاعية ... بل تعمل الأم وليد معا كثنائي متجانس ، أحدهما قادر على حث الاستجابة أو تشكيل في الآخر ...
بل هناك من الدلائل ما يشير إلى أن تأثير الهرمونات الجارية في مجرى دم الأم يهيئ ، الحملة للجهد الذي يبذله الطفل للرضاعة.
الرائحة بين الأمومة و الطفولة
" ولقد أثبتت الدراسات و الأبحاث اليوم أن الرضاع استجابة تكاملية من الأم نحو ولدها ، وهي أكثر من ملء المعدة بالوقود ، بل هدفها ضمان النمو الجسدي و النفسي الاجتماعي للطفل ، والفصل بين هذه الأنواع خطأ كبير
ذلك أن الطفل حين يتناول غذاءه من ثدي أمه يمارس فاعلية واسعة وغنية ، فهو يكتشف أمه ، وكتشف العالم من خلالها في معاني البهجة و المسرة في وجهها ، ليبادرها فرحا بفرح وابتساما بابتسام وتعبيرا بتعبير وتأملا بتأمل . وهو حين ذلك يكتشف نفسه فهو كائن مقبول و محبوب ، تجتمع فيه اهتمامات الآخرين ، وهو حين ذلك يكتشف جمال تبادل العلاقات العاطفية و الاجتماعية ، مما يمهد له أرضية صلبة مستقبلية من الأمن النفسي و الاتزان الاجتماعي .
وإن " للرضاعة من لبن الأم ، - لاسيما الوالدة – فوائد نفسية و معنوية ، تتمثل في الأثر النفسي و الأخلاقي ، الذي بتركه الرضاع الطبيعي في الإنسان ، من خلال التماس الحسي بين الأم ورضعها ، ولا يكون هذا إلا حين تتسلم الأم الوالدة طفلها بعد الوضع مباشرة لتعيده إلى حضنه الهنيء ،فقد انتقل غذائيا من الحبل السري إلى الثدي و مكانيا من البطن إلى الحجر ، ولذا قال الله عز وجل : ( والوالدات يرضعن أولدهن حولين كاملين )
( البقرة : 233 ).
وفي ذلك أكبر دلالة على أن الرضاع يأتي مباشرة بعد الولادة ، و التعبير بالمبتدأ ، ثم الخبر بالفعل المضارع ، يدل على الإسراع في إرضاع المولود بعد الولادة مباشرة.
وهذا ما توصل إليه العلم الحديث الآن ، وذلك " أن النتائج الحديثة للأبحاث العلمية تخلص إلى القول بوجوب وضع اليد على تماس حسي مع الأم بعد الولادة مباشرة ، وذلك لأهمية هذه اللحظات في العلاقات اللاحقة بين الطفل و الأم .
كما " أن التماس الحسي بين الطفل و الأم يساهم مساهمة كبير في تعرف كل منهما على الآخر وذلك لسبب الرائحة المتبادلة بينهما لأن الرائحة تلعب دورا كبيرا في توثيق الرابطة و العلاقة بين الأم و الطفل خاصة في الفترة الزمنية التي تلي الولادة مباشرة .
" واليوم تقوم الأبحاث و الدراسات حول حاسة الشم ومالها من دور في النمو للاستقرار النفسي
فقد أوضحت الدراسات المتعلقة بتأثير الرائحة في علاقة الأم بطفلها ، بأن الرائحة تلعب دورا هاما في تطوير هذه العلاقة خاصة في المرحلة الأولى بعد الولادة .
" وأن التعرف على الطفل بواسطة الشم يكون أكثر عندما تهيأ الأم و الطفل فرصة اللقاء اللمسي المطول بعد الولادة مباشرة .
" وأن التماس الجسدي يمكن أن يؤثر في الاتصال المتبادل بين الطفل و الأم ، وهذا ما توضحه الدراسة التالية ، حيث تمت مقارنة ثلاث مجموعات من الصغار ، تعرضت الأولى إلى تماس جسدي مطول يوضع المولود على بطن أمه بعد الولادة مباشرة لمدة ثلاثين دقيقة ، بينما تعرضت المجموعة الثانية إلى تماس مع قصر لمدة خمس دقائق ، بينما لم تتعرض من المجموعة الثالثة للتماس مع ألم نهائيا وذلك لأسباب طبية .
وقد بينت هذه الدراسة بأن التماس المطول يمكن أن يسهل على الأم التعرف على رائحة الطفل ، ويكون الطفل أكثر حساسية لرائحة الأم بالمقارنة مع روائح أو رائحة أم أخرى – فلقد أوضحت هذه التجارب بأن الرائحة تلعب دورا هاما في تطور هذه العلاقة خاصة في المرحلة الأولى بعد الولادة .
وتشير الدراسات الحديثة عن الأطفال ، أنه حاسة الشم لديهم تلعب دورا هاما في تمكين الطفل من معرفة موقع الحلمة ، فعندما تقرب الأم ثديها من الطفل ، فأنه يدير رأسه نحوها بطريقة يبدي فيها تفضيله للثدي النظيف وهذه القدرة على تمييز رائحة اللبن يمكن بيانها في عدد كبير من الأطفال من سن خمسة أيام ، ومن اليوم السادس يفضل الطفل ثدي الأم على الأثداء الأخرى .
" ولقد كشفت الأبحاث التي أجريت خلال السنوات الأخيرة عن أثر تلك الروائح في الإنسان ، فقد وجد مثلا أن الطفل الرضيع يرتبط بأمه ، كما يقال أن الأم ترتبط برضيعها أيضا عن طريق الرائحة .
ففي إحدى الدراسات وجد أن أغلب الأطفال " في عمر ستة أسابيع " يستطيعون تمييز روائح أمهاتهم ، والتي تم استخلاصها من الأمهات بواسطة وسائد قطنية صغيرة ألصقت بأجسادهن لفترة معينة .
وفي دراسة أخرى أجريت على أطفال أصغر سنا " في عمر 8 – 10 أيام " وجد أن خمسة وعشرون طفلا من بين اثنين وثلاثين يتوجهون إلى رائحة أمهاتهم ويتجاهلون الروائح المستخلصة من نساء أخريات
التعلق بين الأمومة و الطفولة
" ينمو الدماغ عند الطفل متسارعا في الثمانية عشر شهرا الأولى بعد الولادة ، بسرعة لن يبلغها بعدها ، فالمثيرات المتنوعة التي يعترض لها الصغير تؤثر تأثيرا مهما في تنشيط هذا النمو وإثرائه . وتكون الأم المصدر الأساسي لهذه المثيرات ... فالتفاعل اللمسي و التواصل البصري ، و الشمي و الصوتي يؤثر تأثيرا مهما في تأثير الطفل من مختلف الجوانب ، الجسدية و المعرفية و الاجتماعية و الانفعالية.
" وقد ساهمت البحوث الحديثة المتعلقة بالسلوك في إعادة النظر في طبيعة بين الطفل و الأم . فقد نظر علماء النفس ردحا طويلا إلى وقت قريب ، إلى هذه العلاقة أنها تنشأ وتنمو على هامش الدوافع الأولية ، فالطفل يتعلق بالأم لأنها ترضي حاجته الفيزيولوجية ، خصوصا حاجة الغذاء ... إلا أن البحوث و الدراسات الحديثة أدت إلى مراجعة نظرية التعلق التقليدية مراجعة جوهرية ، إذ وضحت أن التعلق حاجة أساسية من حاجات النمو ، قائمة بذاتها ومستقلة عن الحاجات الأخرى ، حيث يظهر سبوك التعلق (ATTACHMENT BAHAVIOUR ) ويتطور بمعزل عن إرضاء الحاجات الفيزيولوجية الأخرى .
وينظر إلى التعلق الآن على أنه دافع أولي كغيره من الدوافع الأساسية ، ويتمتع بوظيفة بيولوجية نفسية مهمة .
فيعد التعلق – من وجه النظر هذه – حاجة أساسية تمعن الطفل من النمو سويا من النواحي البيولوجية و العاطفة و الاجتماعية ، وتمكن الأم من تحقيق ذاتها عبر ممارسة الأمومة.
" ويرى بعض الباحثين أن مظهر الخوف المفرط ( PHOBIO ) التي يعاني منها الطفل ، تكون نتيجة للاضطراب المتعلق بينه وبين الأم .
دقات القلب بين الأمومة و الطفولة
لقد لاحظ أحد العلماء النفسانيين أن أغلبية الأمهات يحملن أطفالهن على الناحية اليسرى من صدورهن ، وتكررت الملاحظات هذه حتى في حديقة الحيوانات عندما شاهد قردة أما تحمل رضيعها أيضا على الناحية اليسرى من صدرها ... وأدت هذه الملاحظات العابرة إلى اهتمام هذا العالم النفساني وهو الدكتور lee salk بهذه الظاهرة و القيام بعدة تجارب ، لمعرفة ما إذا كانت لهذه الظاهرة أسباب علمية أو نفسية .
ومن بين التجارب التي قام بها هذا الدكتور وأدت إلى الاعتقاد أنه ربما يكون الطفل قد تعود على هذا الصوت وارتبط في مخيلته ، أن تقوم بمنازلة الأم حديثة الولادة طفلها ... وينظر ليرى إلى أي ناحية من صدرها ستنقله وهي تحمله ، وقد أثبتت التجربة ( 88 % ) من الأمهات يحمل أطفالهن على الناحية اليسرى وقريبا من قلوبهن.
" وكانت التجربة الثانية التي قام بها هذا العالم النفساني قائمة على أن صوت دقات قلب الأم هو الصوت الأول الواضح المنتظم و الذي كان الطفل يسمعه بصفة دائمة ،وهو جنين في بطن أمه ، وهذا يؤدي إلى حالة الاكتفاء و الراحة التي كان يتمتع بها داخل رحم أمه .
فصوت دقات القلب له تأثير نفساني على الطفل حديث الولادة ، مما يؤدي إلى هدوئه وقلة صراخه وبكائه ، كما يؤدي هدوء الطفل إلى زيادة وزنه ونموه بصورة طبيعية .
" ويبدو أن الأم عندما تحمل وليدها وتضمه إلى الناحية اليسرى من صدرها ، فإنها تشعر هي الأخرى بنفس الراحة التي يشعر بها وليدها.
" كما قيل إن هزات القلب المنتظمة ، تؤدي إلى نمو خلايا معينة في مخ الطفل ، فتجعله أكثر سلامة من الناحيتين الصحية و النفسية .
فالأم علاوة على استطاعتها إرضاع طفلها اللبن الذي وهبه الله له ، تحمل بين جوانبها عاطفة فياضة ، وهي عاطفة الأمومة التي لا غنى للطفل عنها ، وهي تظهر وتكون أكثر وضوحا أثناء الرضاعة ، إذ تضمه الأم إليها و إلى صدرها ، فيشعر بالدفء و الحنان و الحب ، مما يهدئ أعصابه ، ويجعله أكثر اطمئنانا وراحة و سكينة.
كما " أشارت دراسات أمريكية دقيقة إلى أن ( 80 % ) من الأمهات يرقدن أطفالهن على اليد اليسرى لصق الجانب الأيسر من أجسادهن . ولتفسير فحوى هذا التفصيل أجريت عدة تجارب :
فقد تعرضت مجموعات من حديثي الولادة في مستشفيات الولادة لفترة من الوقت إلى تسجيل لصوت دقات القلب بالمعدل الطبيعي وهو ( 72 ) دقة لكل دقيقة ، وقد كان في كل مجموعة ( 9 ) أطفال ، ووجد أن طفلا وحدا أو أكثر كان يبكي لمدة ( 60 % ) من الوقت عند إيقاف تشغيل الصوت ، لكن هذا المعدل انخفض إلى ( 38 % ) عندما يقل الصوت دقات القلب تدريجيا ، وقد أظهرت تلك المجموعات نموا كبيرا بالنسبة للأطفال الآخرين بالرغم من أن كمية الطعام كانت نفسها في الحالتين ، وبوضوح فإن الأطفال الذين لم يسمعوا لدقات القلب كانوا يحرقون طاقة أكبر نتيجة تحركاتهم القوية بسبب البكاء.
كما أجري اختبار آخر لمجموعة أطفال أكبر سنا وقت النوم ، فكانت الغرفة لبعض المجموعات هادئة ، وفي غرفة أخرى سجل صوت تهليلة الأم ، ونظم في غرفة أخرى بندول الساعة بسرعة دقات القلب ( 72 ) دقة كل دقيقة ، بينما بقي تسجيل صوت دقات القلب نفسها في غرف أخرى .
بعد ذلك تمت مراجعة الغرفة لمعرفة أي الأطفال غلبها النوم أسرع ، فالمجموعة التي كانت تسمع لصوت دقات القلب غلبها النوم بنصف الوقت الذي احتاجت إليه المجموعات الأخرى .
وبذلك فقد أظهرت التجارب تفسيرا منصفا لتفصيل اليد اليسرى لحمل الأطفال .
ومن المثيرأن (466) صورة موسومة للسيدة مريم و للمسيح عليه السلام مؤرخة قبل مئات السنين قد حللت لهذه الملامح ، فأظهرت ( 373 ) منها للطفل عند الثدي الأيسر ، وقد مثلت هذه الصور ما نسبته ( 80 % ).
النمو اللغوي بين الأمومة و الطفولة
" توضح بعض البحوث الحديثة أهمية دور الأم في النمو اللغوي ، المعرفي للطفل ، وبعد التفاعل بين الأم و الطفل في المرحلة الأولى من حياة الصغير نقطة انطلاق مهمة في تطور التواصل الكلامي ، إذ يستند هذا التواصل إلى الإشارات الجسدية ، كالتعابير الوجهية المتنوعة و الإصدارات الصوتية و التبادل الصوتي و الشمي ، ويرى الكثير من الباحثين أن هذه المرحلة تمهد لاكتساب اللغة الكلامية ، وإن السياق الإبداعي الذي يؤدي إلى التفاهم بين الأم والطفل يشكل حجر الزاوية في تطور الطفل اللغوي و المعرفي .
كما تشير بعض البحوث إلى وجود علاقة قوية بين النمو اللغوي عند الطفل ، نسبة المحادثة بين الطفل و الأم ، التي تظهر في أثناء النشاطات المشتركة بينهما ، ويرجع النمو السريع عند الطفل الأول ( البكر ) إلى وفرة فرص النشاطات المشتركة بين الأم والطفل الوحيد.
الصحة النفسية بين الأمومة و الطفولة
يقول الدكتور علي مطاوع الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر في دراسة له :
" لقد ثبت علميا أن لبن الأم هو أحسن الألبان على الإطلاق للرضيع ، كما أن عملية الإرضاع و الحنان الذي يشعر به الطفل وتغمره به الأم أثناء الرضاعة ، يؤثر على التركيب العضوي لمخ الرضيع ، و بالتالي يتأثر سلوك الطفل لذا تظهر بعض آثار التخلف العقلي على الأطفال الذين لا يتمتعون بحنان الأم حتى ولو كان اللبن هو لبنها.
وبناءا على هذه الحقائق فإنه يتحتم على الأم أن ترضع وليدها.
" ففي عام ( 1951 ) انتهى بولبي BOWLBYإلى أن " أهمية حب الأم لطفلها في مرحلة الرضاعة و الطفولة ، بالنسبة لصحته النفسية تعادل أهمية الفيتامينات و البروتينات بالنسبة لصحته الجسمية
" و من ناحية أخرى نجد أن الإرضاع من ثدي الأم يجنب الطفل و الأم معا ، نتائج حرمان مكبوت قد تكون وخيمة العواقب أحيانا ، أما إذا أخذنا بآراء علماء النفس على الأقل ، فإن إعطاء الثدي للطفل من شانه أن يقوي الروابط الحقيقة ويغذي الحب النبوي وكما يعرف كل إنسان ، فالسعادة و الفرح عنصران رئيسان في حفظ الصحة وصيانتها .
أن كل أم لا يمكن إلا أن تفيد فوائدة جمة من إرضاعها طفلها بنفسها .
ومما يستطاب ذكره أن الباحثين قد أجروا تجارب على علاقة الإرضاع بالصحة ، وكل تلك التجارب زادت من قناعتهم بأن الزجاجة لم تكن يوما أما رحيمة ، ولم تكن أبدا يوما أما بديلة .
" ولعل الرضاع هو أقوى روابط الاتصال الحسي بين الأم و طفلها ، إذ تضمه إلى قلبها ، وتلقمه ثديها وتحميه بذراعيها لترضعها خلاصة دمها وعظمها.
ولذا كان الأمر من الله عز وجل إلى أم موسى بإرضاعه عند ولادته قبل إلقائه في اليم ، حتى إذا ما عاد إليها عرفها وعرفته باسترجاع تلك الخبرة في ذلك الرضاع السابق للفراق .
قال الله تعالى : ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) ( القصص : 7 ) .
" فالطفل و الأم كلاهما محتاج لعملية الرضاعة لما لذلك من كبير الأثر على الوالدة وعلى المولود من جميع النواحي ، ولا سيما السعي لنجاح عملية الرضاعة ، التي لها الأثر الأكبر في شخصية هذا الإنسان.
من خلال ما سبق يتبين لنا أن عاطفة الأمومة و الطفولة هي أول عاطفة يكونها الرضيع حول أمه .
وتأتي البراهين و الأدلة العلمية متظافرة لتؤكد أن هذه العاطفة المتبادلة ضرورة فيزيولوجية أساسية في مرحلة الرضاعة ، لما لها من عظيم الأهمية في الوقاية من العلل و الأسقام و العضوية ...
كما تبين لنا أن الحنان هو العاطفة الضرورية للوليد ، ولا يستطيع أحد غير أمه أن يوفره له.
ويأتي الطب النفسي الحديث داعيا الأم إلى أن تضم ابنها إلى صدرها بعيد الولادة ، وتشعره بحنانها حتى وهي متعبة ...
هل كانت الزجاجة أما رحيمة او أما بديلة؟ (فهل من مدكر؟؟؟ !!!)
رحم الله امهات زمان وصح فطوركم
المراجع
ـ محمد الهادي بن عبد الله عيشاوي
ـ الموسوعة الطبية العربية ، ط 1، ( بغداد ، مطبعة القادسية ، ( د ت ) ) ، ص 162 .
- الأبرش ، مها عبد الله عمر ، الأمومة والطفولة ومكانتها في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة . 1 / 285 .
- السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، الإتقان في علوم القرآن : 2 / 108 .
- الزمخشري ، أبي القاسم جار الله محمود بن عمر ، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، سورة الطلاق ، ص 1117 .
بسم الله الرحمان الرحيم
إن التكييف الفقهي للرضاعة بالنسبة إلى الرضيع أنها حق ثابت بحكم التفرع يلزم إيصاله إليه من قبل من وجب عليه هذا الحق ...
وللرضاعة في القرآن الكريم إشارة خاصة فقد وردت في آيات أكثر من مرة ، بل إن الله سبحانه وتعالى اعتبرها أمرا واجبا على الأم فقال " والوالدات يرضعن أولادهن " ( البقرة : 233 .) " إن الله سبحانه وتعالى أمر الأم الوالدة بإرضاع ابنها ، وهي التي ينبغي عليها أن تقوم بهذه المهمة والوظيفة ، وألا تسلمها إلى غيرها .
فالرضاع من الأم الوالدة أمر إلهي ، والله عز وجل أعلم بمن خلق ، فقد يكون وراء هذا الأمر حكم كثيرة لم يعرف بعد كنه أثرها حتى الآن ، لذا فقد أمر الله سبحانه تعالى الأمهات بإرضاع أطفالهن ، وجعل الله سبحانه وتعالى هذه القضية قرآنا يتلى حتى قيام الساعة ...
حكم الرضاع المستنبط من الآية
فالله عز وجل يأمر الأم الوالدة ويفرض عليها فرضا واجبا لازما في عنقها أن ترضع وليدها . وأمر الإرضاع مناط بها و لا يتعداها إلا لعذر أو سبب قاهر .فأسلوب الآية بالإخبار بالجملة الفعلية يفيد الحصر والاختصاص فالمرضع هي الوالدة وهذا عملها وهذه وظيفتها الملزمة بها من رب العالمين .
إن في الآية " والوالدات يرضعن أولادهن " إعجاز قرآني بليغ ودلالة قطعية ، لا يستطيع كل ذي فهم وبصيرة في القرآن ، واللغة العربية إلا أن يقف عندها ويستجلي ما في هذه الآية من أسرار الإعجاز البياني في القرآن .
إن هذه الآية متكونة من مبتدأ وخبر وهي أمر مثبت من الله عز وجل إلى الأمهات الوالدات وإلى الأباء بل إلى الأمة المخاطبة بأسرها
إن تقديم المخبر وهن الأمهات للمرضعات على الفعل " يرضعن " فيه تقديم وتأخير بلاغي ، ولا يكتفي أن يقال أن تقديم الوالدات كان للعناية بذكر الفاعل لأن ذكره أهم
ومهما تحرينا في الوصف لنبرهن على حميمية العلاقة فإن نجد صورة واحدة قدرتها وهي صورة الأم المرضع التي لا يشغلها عن رضيعها شاغل من شواغل الدنيا إلا خطب ألـمّ بالكون فغيره وأدرك الجبال فسيرها سرابا ودك السماء فصارت نتفا كالصوف المنفوش ... إته يستأهل أن تذهل المرضعة عن رضيعها فتنساه . فلقد استشهد القرآن بذهول المرضعة عمّا أرضعت لإثبات هول القيامة ، فإذا ما استشهد على هول القيامة بذهول المرضعة عما أرضعت أوحى هذا الإستشهاد إلى عظيم المستشهد به وقدره
وإن علاقة الإرضاع علاقة متينة بين المرضعة ورضيعها وقد بينتها آيات القرآن ، فقال تعالى :" يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" ( الحج : 1 – 2 ).
وقد أثار الزمخشري في " الكشاف " الفرق بين" مرضع " و " مرضعة " فقال متسائلا :" فان قلت لم قيل : " مرضعة " دون مرضع ثم أجاب عن تساؤله قائلا :" المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي ، و ( المرضعة ) التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به.
و "الأصل في لغة العرب أن لفظة ( مرضع ) - بدون التاء – وصف خاص بالمرأة ، ولا يكون هذا الوصف للرجل ، ولهذا لا تدخل التاء عليها ، إذا الأمور الخاصة بالمرأة لا تدخل التاء ، فلا يقال رجل مرضع ، وامرأة مرضعة ، وإنما يقال : امرأة مرضع فقط.
وإذا كان هذا هو طريقة نظم الكلام عند العرب ، فلماذا جاء القرآن ، بالتاء في كلمة ( مرضعة ) في الآية السابقة مع أنه وصف يختص به الإناث ؟ .
" فان دخول التاء هاهنا يتضمن فائدة لا تحصل بدونها فتعين الإتيان بها وهي أن المراد بـ ( المرضعة ) فاعلة الإرضاع، فالمراد الفعل لا مجرد الوصف ، ولو أريد الوصف المجرد بكونها من أهل الإرضاع لقيل : مرضع : فالمرضع : وصف عام يقال على من لها ذلك وصفا ، وان لم يكن قائما بها فأدخلت التاء هاهنا إيذانا بأن المراد من تفعل الإرضاع فإنها تذهل عما ترضعه لشدة هول زلزلة الساعة ، وأكد هذا المعني بقوله :
( عمآ أرضعت ) فعلم أن المراد : المرضعة التي ترضع بالفعل لا بالقوة و التهيؤ .
علاقة الأمومة بالطفولة
فالأمومة القطعية في تحقيقها الكاملة في أحكامها هي أمومة الولادة ، أمومة الرحم . و يطلق اسم
الطفولة على تلك المرحلة التي يعتمد فيها الطفل على غيره في تأمين متطلباته الحياتية ، فكلما كانت المجتمعات بدائية بسيطة كانت مرحلة الطفولة قصيرة
" ولو حاولنا تحليل كلمة ( رضع : ر ض ع ) لغويا كما كان يفعل السلف أمثال ابن جنى و الفارسي لنتعرف عليه من خلال تقاليب حروفها لوجدنا أن مقلوب الحرفين الأولين منها هو (ض ر ) و بإضافة الحرف الأخير تحصل على (ضرع ) وهناك تضاد بين ( ضر ) و مقلوبها ( رض ) ، فالأول اندفاع.
و الثاني : استقرار يتمثل فيما يضعه السيل من رضراض في الأرض يمكث مستقرا فيها فينفع الناس بإخصابه ، وأنت ترى في هذا أن ( الضرع ) يدفع بالبن إلى الرضيع ( مشتق رضع ) الذي يستقر به ويسكن إليه ، ويفعل فيه فعل الرضراض في الأرض .
يخصها ويقويها ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ( الرعد : 3 ) ، فالعلاقة إذا بين ( رضاع ) و( ض رع ) هي علاقة لحم ونسب ودم نظر لحروفها الواحدة ، مثلما أن العلاقة بين ( الرضيع ) و ( ضرع ) أمه علاقة لحم ونسب ودم ، و بالتالي فإن الخروج من هذه العلاقة و فصلها هو خروج عن الفطرة ... فهل من مذكر ؟؟!!
الهرمونات بين الأمومة و الطفولة
" من المتعارف عليه علميا أن تغيرات هرمونية معينة ، أثناء الحمل و الولادة ، هي التي تسبب إثارة عواطف الأم" وقد استخلص العلماء الذين أجروا العديد من التجارب من مشاهدتهم ، أنهم يعتقدون أن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل ليست هي التي تثير السلوك الأموي في الحيوانات ، " وقد استخلص العلماء الذين أجروا هذه التجارب من مشاهدتهم ، أنهم يعتقدون أن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل ليست هي التي تثير السلوك الأموي في الحيوانات ، ولكن يبدو أن هناك مزيجا هرمونيا معينة ، أو هرمونا واحدا ، ينتج عن تغير الصورة الهرمونية الذي يحدث قبل عملية الولادة بزمن قليل وبعدها مباشرة ، هو الذي يؤثر تأثيرا على السلوك و يثير عواطف الأمومة في الحيوانات الثدية ".
" ويعتمد الإرضاع الناجح إلى حد كبير على توافق ردود فعل الأم الفيسيولوجية ، مع ردود فعل الطفل الرضاعية ... بل تعمل الأم وليد معا كثنائي متجانس ، أحدهما قادر على حث الاستجابة أو تشكيل في الآخر ...
بل هناك من الدلائل ما يشير إلى أن تأثير الهرمونات الجارية في مجرى دم الأم يهيئ ، الحملة للجهد الذي يبذله الطفل للرضاعة.
الرائحة بين الأمومة و الطفولة
" ولقد أثبتت الدراسات و الأبحاث اليوم أن الرضاع استجابة تكاملية من الأم نحو ولدها ، وهي أكثر من ملء المعدة بالوقود ، بل هدفها ضمان النمو الجسدي و النفسي الاجتماعي للطفل ، والفصل بين هذه الأنواع خطأ كبير
ذلك أن الطفل حين يتناول غذاءه من ثدي أمه يمارس فاعلية واسعة وغنية ، فهو يكتشف أمه ، وكتشف العالم من خلالها في معاني البهجة و المسرة في وجهها ، ليبادرها فرحا بفرح وابتساما بابتسام وتعبيرا بتعبير وتأملا بتأمل . وهو حين ذلك يكتشف نفسه فهو كائن مقبول و محبوب ، تجتمع فيه اهتمامات الآخرين ، وهو حين ذلك يكتشف جمال تبادل العلاقات العاطفية و الاجتماعية ، مما يمهد له أرضية صلبة مستقبلية من الأمن النفسي و الاتزان الاجتماعي .
وإن " للرضاعة من لبن الأم ، - لاسيما الوالدة – فوائد نفسية و معنوية ، تتمثل في الأثر النفسي و الأخلاقي ، الذي بتركه الرضاع الطبيعي في الإنسان ، من خلال التماس الحسي بين الأم ورضعها ، ولا يكون هذا إلا حين تتسلم الأم الوالدة طفلها بعد الوضع مباشرة لتعيده إلى حضنه الهنيء ،فقد انتقل غذائيا من الحبل السري إلى الثدي و مكانيا من البطن إلى الحجر ، ولذا قال الله عز وجل : ( والوالدات يرضعن أولدهن حولين كاملين )
( البقرة : 233 ).
وفي ذلك أكبر دلالة على أن الرضاع يأتي مباشرة بعد الولادة ، و التعبير بالمبتدأ ، ثم الخبر بالفعل المضارع ، يدل على الإسراع في إرضاع المولود بعد الولادة مباشرة.
وهذا ما توصل إليه العلم الحديث الآن ، وذلك " أن النتائج الحديثة للأبحاث العلمية تخلص إلى القول بوجوب وضع اليد على تماس حسي مع الأم بعد الولادة مباشرة ، وذلك لأهمية هذه اللحظات في العلاقات اللاحقة بين الطفل و الأم .
كما " أن التماس الحسي بين الطفل و الأم يساهم مساهمة كبير في تعرف كل منهما على الآخر وذلك لسبب الرائحة المتبادلة بينهما لأن الرائحة تلعب دورا كبيرا في توثيق الرابطة و العلاقة بين الأم و الطفل خاصة في الفترة الزمنية التي تلي الولادة مباشرة .
" واليوم تقوم الأبحاث و الدراسات حول حاسة الشم ومالها من دور في النمو للاستقرار النفسي
فقد أوضحت الدراسات المتعلقة بتأثير الرائحة في علاقة الأم بطفلها ، بأن الرائحة تلعب دورا هاما في تطوير هذه العلاقة خاصة في المرحلة الأولى بعد الولادة .
" وأن التعرف على الطفل بواسطة الشم يكون أكثر عندما تهيأ الأم و الطفل فرصة اللقاء اللمسي المطول بعد الولادة مباشرة .
" وأن التماس الجسدي يمكن أن يؤثر في الاتصال المتبادل بين الطفل و الأم ، وهذا ما توضحه الدراسة التالية ، حيث تمت مقارنة ثلاث مجموعات من الصغار ، تعرضت الأولى إلى تماس جسدي مطول يوضع المولود على بطن أمه بعد الولادة مباشرة لمدة ثلاثين دقيقة ، بينما تعرضت المجموعة الثانية إلى تماس مع قصر لمدة خمس دقائق ، بينما لم تتعرض من المجموعة الثالثة للتماس مع ألم نهائيا وذلك لأسباب طبية .
وقد بينت هذه الدراسة بأن التماس المطول يمكن أن يسهل على الأم التعرف على رائحة الطفل ، ويكون الطفل أكثر حساسية لرائحة الأم بالمقارنة مع روائح أو رائحة أم أخرى – فلقد أوضحت هذه التجارب بأن الرائحة تلعب دورا هاما في تطور هذه العلاقة خاصة في المرحلة الأولى بعد الولادة .
وتشير الدراسات الحديثة عن الأطفال ، أنه حاسة الشم لديهم تلعب دورا هاما في تمكين الطفل من معرفة موقع الحلمة ، فعندما تقرب الأم ثديها من الطفل ، فأنه يدير رأسه نحوها بطريقة يبدي فيها تفضيله للثدي النظيف وهذه القدرة على تمييز رائحة اللبن يمكن بيانها في عدد كبير من الأطفال من سن خمسة أيام ، ومن اليوم السادس يفضل الطفل ثدي الأم على الأثداء الأخرى .
" ولقد كشفت الأبحاث التي أجريت خلال السنوات الأخيرة عن أثر تلك الروائح في الإنسان ، فقد وجد مثلا أن الطفل الرضيع يرتبط بأمه ، كما يقال أن الأم ترتبط برضيعها أيضا عن طريق الرائحة .
ففي إحدى الدراسات وجد أن أغلب الأطفال " في عمر ستة أسابيع " يستطيعون تمييز روائح أمهاتهم ، والتي تم استخلاصها من الأمهات بواسطة وسائد قطنية صغيرة ألصقت بأجسادهن لفترة معينة .
وفي دراسة أخرى أجريت على أطفال أصغر سنا " في عمر 8 – 10 أيام " وجد أن خمسة وعشرون طفلا من بين اثنين وثلاثين يتوجهون إلى رائحة أمهاتهم ويتجاهلون الروائح المستخلصة من نساء أخريات
التعلق بين الأمومة و الطفولة
" ينمو الدماغ عند الطفل متسارعا في الثمانية عشر شهرا الأولى بعد الولادة ، بسرعة لن يبلغها بعدها ، فالمثيرات المتنوعة التي يعترض لها الصغير تؤثر تأثيرا مهما في تنشيط هذا النمو وإثرائه . وتكون الأم المصدر الأساسي لهذه المثيرات ... فالتفاعل اللمسي و التواصل البصري ، و الشمي و الصوتي يؤثر تأثيرا مهما في تأثير الطفل من مختلف الجوانب ، الجسدية و المعرفية و الاجتماعية و الانفعالية.
" وقد ساهمت البحوث الحديثة المتعلقة بالسلوك في إعادة النظر في طبيعة بين الطفل و الأم . فقد نظر علماء النفس ردحا طويلا إلى وقت قريب ، إلى هذه العلاقة أنها تنشأ وتنمو على هامش الدوافع الأولية ، فالطفل يتعلق بالأم لأنها ترضي حاجته الفيزيولوجية ، خصوصا حاجة الغذاء ... إلا أن البحوث و الدراسات الحديثة أدت إلى مراجعة نظرية التعلق التقليدية مراجعة جوهرية ، إذ وضحت أن التعلق حاجة أساسية من حاجات النمو ، قائمة بذاتها ومستقلة عن الحاجات الأخرى ، حيث يظهر سبوك التعلق (ATTACHMENT BAHAVIOUR ) ويتطور بمعزل عن إرضاء الحاجات الفيزيولوجية الأخرى .
وينظر إلى التعلق الآن على أنه دافع أولي كغيره من الدوافع الأساسية ، ويتمتع بوظيفة بيولوجية نفسية مهمة .
فيعد التعلق – من وجه النظر هذه – حاجة أساسية تمعن الطفل من النمو سويا من النواحي البيولوجية و العاطفة و الاجتماعية ، وتمكن الأم من تحقيق ذاتها عبر ممارسة الأمومة.
" ويرى بعض الباحثين أن مظهر الخوف المفرط ( PHOBIO ) التي يعاني منها الطفل ، تكون نتيجة للاضطراب المتعلق بينه وبين الأم .
دقات القلب بين الأمومة و الطفولة
لقد لاحظ أحد العلماء النفسانيين أن أغلبية الأمهات يحملن أطفالهن على الناحية اليسرى من صدورهن ، وتكررت الملاحظات هذه حتى في حديقة الحيوانات عندما شاهد قردة أما تحمل رضيعها أيضا على الناحية اليسرى من صدرها ... وأدت هذه الملاحظات العابرة إلى اهتمام هذا العالم النفساني وهو الدكتور lee salk بهذه الظاهرة و القيام بعدة تجارب ، لمعرفة ما إذا كانت لهذه الظاهرة أسباب علمية أو نفسية .
ومن بين التجارب التي قام بها هذا الدكتور وأدت إلى الاعتقاد أنه ربما يكون الطفل قد تعود على هذا الصوت وارتبط في مخيلته ، أن تقوم بمنازلة الأم حديثة الولادة طفلها ... وينظر ليرى إلى أي ناحية من صدرها ستنقله وهي تحمله ، وقد أثبتت التجربة ( 88 % ) من الأمهات يحمل أطفالهن على الناحية اليسرى وقريبا من قلوبهن.
" وكانت التجربة الثانية التي قام بها هذا العالم النفساني قائمة على أن صوت دقات قلب الأم هو الصوت الأول الواضح المنتظم و الذي كان الطفل يسمعه بصفة دائمة ،وهو جنين في بطن أمه ، وهذا يؤدي إلى حالة الاكتفاء و الراحة التي كان يتمتع بها داخل رحم أمه .
فصوت دقات القلب له تأثير نفساني على الطفل حديث الولادة ، مما يؤدي إلى هدوئه وقلة صراخه وبكائه ، كما يؤدي هدوء الطفل إلى زيادة وزنه ونموه بصورة طبيعية .
" ويبدو أن الأم عندما تحمل وليدها وتضمه إلى الناحية اليسرى من صدرها ، فإنها تشعر هي الأخرى بنفس الراحة التي يشعر بها وليدها.
" كما قيل إن هزات القلب المنتظمة ، تؤدي إلى نمو خلايا معينة في مخ الطفل ، فتجعله أكثر سلامة من الناحيتين الصحية و النفسية .
فالأم علاوة على استطاعتها إرضاع طفلها اللبن الذي وهبه الله له ، تحمل بين جوانبها عاطفة فياضة ، وهي عاطفة الأمومة التي لا غنى للطفل عنها ، وهي تظهر وتكون أكثر وضوحا أثناء الرضاعة ، إذ تضمه الأم إليها و إلى صدرها ، فيشعر بالدفء و الحنان و الحب ، مما يهدئ أعصابه ، ويجعله أكثر اطمئنانا وراحة و سكينة.
كما " أشارت دراسات أمريكية دقيقة إلى أن ( 80 % ) من الأمهات يرقدن أطفالهن على اليد اليسرى لصق الجانب الأيسر من أجسادهن . ولتفسير فحوى هذا التفصيل أجريت عدة تجارب :
فقد تعرضت مجموعات من حديثي الولادة في مستشفيات الولادة لفترة من الوقت إلى تسجيل لصوت دقات القلب بالمعدل الطبيعي وهو ( 72 ) دقة لكل دقيقة ، وقد كان في كل مجموعة ( 9 ) أطفال ، ووجد أن طفلا وحدا أو أكثر كان يبكي لمدة ( 60 % ) من الوقت عند إيقاف تشغيل الصوت ، لكن هذا المعدل انخفض إلى ( 38 % ) عندما يقل الصوت دقات القلب تدريجيا ، وقد أظهرت تلك المجموعات نموا كبيرا بالنسبة للأطفال الآخرين بالرغم من أن كمية الطعام كانت نفسها في الحالتين ، وبوضوح فإن الأطفال الذين لم يسمعوا لدقات القلب كانوا يحرقون طاقة أكبر نتيجة تحركاتهم القوية بسبب البكاء.
كما أجري اختبار آخر لمجموعة أطفال أكبر سنا وقت النوم ، فكانت الغرفة لبعض المجموعات هادئة ، وفي غرفة أخرى سجل صوت تهليلة الأم ، ونظم في غرفة أخرى بندول الساعة بسرعة دقات القلب ( 72 ) دقة كل دقيقة ، بينما بقي تسجيل صوت دقات القلب نفسها في غرف أخرى .
بعد ذلك تمت مراجعة الغرفة لمعرفة أي الأطفال غلبها النوم أسرع ، فالمجموعة التي كانت تسمع لصوت دقات القلب غلبها النوم بنصف الوقت الذي احتاجت إليه المجموعات الأخرى .
وبذلك فقد أظهرت التجارب تفسيرا منصفا لتفصيل اليد اليسرى لحمل الأطفال .
ومن المثيرأن (466) صورة موسومة للسيدة مريم و للمسيح عليه السلام مؤرخة قبل مئات السنين قد حللت لهذه الملامح ، فأظهرت ( 373 ) منها للطفل عند الثدي الأيسر ، وقد مثلت هذه الصور ما نسبته ( 80 % ).
النمو اللغوي بين الأمومة و الطفولة
" توضح بعض البحوث الحديثة أهمية دور الأم في النمو اللغوي ، المعرفي للطفل ، وبعد التفاعل بين الأم و الطفل في المرحلة الأولى من حياة الصغير نقطة انطلاق مهمة في تطور التواصل الكلامي ، إذ يستند هذا التواصل إلى الإشارات الجسدية ، كالتعابير الوجهية المتنوعة و الإصدارات الصوتية و التبادل الصوتي و الشمي ، ويرى الكثير من الباحثين أن هذه المرحلة تمهد لاكتساب اللغة الكلامية ، وإن السياق الإبداعي الذي يؤدي إلى التفاهم بين الأم والطفل يشكل حجر الزاوية في تطور الطفل اللغوي و المعرفي .
كما تشير بعض البحوث إلى وجود علاقة قوية بين النمو اللغوي عند الطفل ، نسبة المحادثة بين الطفل و الأم ، التي تظهر في أثناء النشاطات المشتركة بينهما ، ويرجع النمو السريع عند الطفل الأول ( البكر ) إلى وفرة فرص النشاطات المشتركة بين الأم والطفل الوحيد.
الصحة النفسية بين الأمومة و الطفولة
يقول الدكتور علي مطاوع الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر في دراسة له :
" لقد ثبت علميا أن لبن الأم هو أحسن الألبان على الإطلاق للرضيع ، كما أن عملية الإرضاع و الحنان الذي يشعر به الطفل وتغمره به الأم أثناء الرضاعة ، يؤثر على التركيب العضوي لمخ الرضيع ، و بالتالي يتأثر سلوك الطفل لذا تظهر بعض آثار التخلف العقلي على الأطفال الذين لا يتمتعون بحنان الأم حتى ولو كان اللبن هو لبنها.
وبناءا على هذه الحقائق فإنه يتحتم على الأم أن ترضع وليدها.
" ففي عام ( 1951 ) انتهى بولبي BOWLBYإلى أن " أهمية حب الأم لطفلها في مرحلة الرضاعة و الطفولة ، بالنسبة لصحته النفسية تعادل أهمية الفيتامينات و البروتينات بالنسبة لصحته الجسمية
" و من ناحية أخرى نجد أن الإرضاع من ثدي الأم يجنب الطفل و الأم معا ، نتائج حرمان مكبوت قد تكون وخيمة العواقب أحيانا ، أما إذا أخذنا بآراء علماء النفس على الأقل ، فإن إعطاء الثدي للطفل من شانه أن يقوي الروابط الحقيقة ويغذي الحب النبوي وكما يعرف كل إنسان ، فالسعادة و الفرح عنصران رئيسان في حفظ الصحة وصيانتها .
أن كل أم لا يمكن إلا أن تفيد فوائدة جمة من إرضاعها طفلها بنفسها .
ومما يستطاب ذكره أن الباحثين قد أجروا تجارب على علاقة الإرضاع بالصحة ، وكل تلك التجارب زادت من قناعتهم بأن الزجاجة لم تكن يوما أما رحيمة ، ولم تكن أبدا يوما أما بديلة .
" ولعل الرضاع هو أقوى روابط الاتصال الحسي بين الأم و طفلها ، إذ تضمه إلى قلبها ، وتلقمه ثديها وتحميه بذراعيها لترضعها خلاصة دمها وعظمها.
ولذا كان الأمر من الله عز وجل إلى أم موسى بإرضاعه عند ولادته قبل إلقائه في اليم ، حتى إذا ما عاد إليها عرفها وعرفته باسترجاع تلك الخبرة في ذلك الرضاع السابق للفراق .
قال الله تعالى : ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) ( القصص : 7 ) .
" فالطفل و الأم كلاهما محتاج لعملية الرضاعة لما لذلك من كبير الأثر على الوالدة وعلى المولود من جميع النواحي ، ولا سيما السعي لنجاح عملية الرضاعة ، التي لها الأثر الأكبر في شخصية هذا الإنسان.
من خلال ما سبق يتبين لنا أن عاطفة الأمومة و الطفولة هي أول عاطفة يكونها الرضيع حول أمه .
وتأتي البراهين و الأدلة العلمية متظافرة لتؤكد أن هذه العاطفة المتبادلة ضرورة فيزيولوجية أساسية في مرحلة الرضاعة ، لما لها من عظيم الأهمية في الوقاية من العلل و الأسقام و العضوية ...
كما تبين لنا أن الحنان هو العاطفة الضرورية للوليد ، ولا يستطيع أحد غير أمه أن يوفره له.
ويأتي الطب النفسي الحديث داعيا الأم إلى أن تضم ابنها إلى صدرها بعيد الولادة ، وتشعره بحنانها حتى وهي متعبة ...
هل كانت الزجاجة أما رحيمة او أما بديلة؟ (فهل من مدكر؟؟؟ !!!)
رحم الله امهات زمان وصح فطوركم
المراجع
ـ محمد الهادي بن عبد الله عيشاوي
ـ الموسوعة الطبية العربية ، ط 1، ( بغداد ، مطبعة القادسية ، ( د ت ) ) ، ص 162 .
- الأبرش ، مها عبد الله عمر ، الأمومة والطفولة ومكانتها في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة . 1 / 285 .
- السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، الإتقان في علوم القرآن : 2 / 108 .
- الزمخشري ، أبي القاسم جار الله محمود بن عمر ، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، سورة الطلاق ، ص 1117 .
رد: الرضاعة الطبيعية وإعجاز طب الأمومة والطفولة
هو ادراج جيد أخي اسماعيل
بوركت ـ مزيدا من هذه الادراجات المفيدة .
تحياتي .
بوركت ـ مزيدا من هذه الادراجات المفيدة .
تحياتي .
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
مواضيع مماثلة
» بحث حول الموارد الطبيعية في الجزائر
» المحليات اليوم تكشف عن وجوه الفت الرضاعة وترفض الفطام
» ألفاظ البيئة الطبيعية في شعر ابن حمديس(بحث في اللغة العربية)
» المحليات اليوم تكشف عن وجوه الفت الرضاعة وترفض الفطام
» ألفاظ البيئة الطبيعية في شعر ابن حمديس(بحث في اللغة العربية)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo