مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
خواطـــــر رمضانية ( 8 ) .
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
خواطـــــر رمضانية ( 8 ) .
خواطـــــر رمضانية
بقلم : محمد بن زعبار
( 8 ) .
ـ طوبى لمن ثابر وأجهد نفسه في الطاعات :
ـ هاهو رمضان على مشارف الأفول والرحيل ، ونكاد نحصي لحظاته الأخيرة وهو يهم بتوديعنا ربما الوداع الأخير لبعضنا ، فعودته العام المقبل أكيدة ، ولكن عودتنا نحن إلى عالم الأحياء وإلى رمضان المقبل في علم علام الغيوب . فهو مازال يستحضر حضوره منذ نزول آيات فرضية الصيام على قلب الأميــــــن " محمد صلى الله عليه وسلم " وسيبقى كذلك حتى قيام الساعة ، وما بقي المسلمون على ظهــــر هذه البسيطة يوحدون الله الواحد الأحد ويؤدون الطاعات المفروضة عليهــــم .
في هذا الشهر الفضيل تسابق خلق الله على بذل متاح الجهد وزج النفس في محراب العبودية لله تعالى ، وكل منهم ، تحدوه الرغبة أن يُتقبل منه ، ويجزل عليه الباري المثوبة والقبول الحسن ، وكلهم عاقد العزم على جعل أفضلية هذا الشهر سبيلا للتكفير عن درن و زلات الأيام الخوالي ، وكلهم قد منى نفسه بعقبى الدار .
ـ هو رمضان إذن كما الفصل الدراسي ، والصائمون المتبتلون المتهجدون وحتى الكسالى النائمون كما التلاميذ داخل هذا الصف ، فالذي أجهد نفسه من التلاميذ وذاكر جيدا واستصحب نصائح أستاذه لاشك أن النجاح سيكون حليفه في الأخير ، وسيحضى بقبول حسن عند معلميه وذويه وسائـــــر الناس ، أما التلميذ المتواكل أو بالأحرى المتقاعس في أداء الواجبات والمذاكرة بشكل لائق ، والارتكان إلى الكسل والخمول فحتما سيجني وبار فشله أخيرا ، وسيندم لما يرى أترابه يزهون بنجاحهم والحبور يملأ ساحتهم .
فالنجاح على المطلق إحساس جميل ورائع ، وكل الخلائق تتمناه في الدنيا ، وتجهد نفسها لبلوغه كل مجهد ، وكل نجاحات الدنيا هينة بسيطة إذا ما قرنت بالنجاح الحق المسبغ على العباد الإجلال كله والتعظيم جميعه ...
فالنجاح لا يكون ذا وزن وقيمة في الدنيا وإن علا قدره وسما مقداره ، بخلاف ما يُمنح للعباد التقاة الوارعين الزاهدين المتبتلين من قدر ومقــــــدار ، لأن المانح للجائزة هو الله تعالى .
لقد أوشكت أيام رمضان على الأفول حقا ، وفيها من محطات الأجر الكثير ، ومن البركات الكثير الكثير ، فيا سعد من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، ويا سعد من قام لياليه تضرعا وتهجدا وتبتلا .. ويا حسرة على المفرطين لجنب الله المتقاعسين المتوانين عن استغلال محطات الخير .
فلا شك أننا سنحس حتما بالغربة لفقدان هذا الضيف العزيز ، لأنه ليس كأي ضيف ، وليس ثقيلا أبدا على النفوس بخلاف ما يشعر به الكسالى والخائبون في تحصيل الخير والظفر بمتاح الأجــــــر ، وليس أيضا مدعاة للنفور منه و استهجان تواجده ومكوثه لشهر كامل .
" فلو علمت الأمة ما في رمضان من خير لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان " .
ـ فالوحشة عشية الغياب ، والندامة بعد توزيع صحائف قبول الأعمال ، فليس كل صائم مأجــــور على الصيام ، وإن كابد فيه الجوع والعطش " فرب صائم ليس له من صومـــــه إلا الجوع والعطش " .
وليس كل صائم مأجور على القيام والدعاء إن خلا من الإخلاص لوجه الله الكريم .
ـ فالذي ما راع حق إخوانه وترك لسانه ينهش في أعراض الناس ، والذي ما نهته صلاته عن فاحش القول والفعل .. والذي تساوى عنده شهـــــر الصيام بغيره ، لأنه ما استشعــــر في داخلة نفسه قدسية وأفضلية هذا الشهر الفضيل ، وقد يقضي نهاره نائما خاملا .. والذي ثُقل عليه الشهـــــر وتمنى زواله ، وشعر في أخر يوم له بالراحـــــة ، لأنه ـ حسب اعتقاده ـ قد تخلص من هذا الثقيل على نفسه ـ الزائغة ـ . هل ترى هؤلاء جميعا يظفرون بالجائـــــــزة ؟
حتما : لا .
ـ الظافر بالجائزة هو الذي أجهد نفسه في الطاعات والبكاء في الخلوات ، وصان النفس عن الدنية وصنوف الاذايات ، وأخلص عمله لعلام الغيوب، لم يرائي به أحـــــدا من الخلائق ، والذي جعل من رمضان نفحة علوية ايمانية بها يستزيد من الأجــــــر ، وبها تسمو روحه إلى مصاف التشريف الأعلى ، حيث نسائم الرحمة والغفران ، وما تمنى على الله تعالى الأماني ، فهو يعتقد ـ وهو المُجـــــد المُقدم للطاعات ـ بأنه مقصر ، ويطلب عفو ربه ورحمته ، فبرحمة الله وعفوه يدرك ، وندرك جميعا الرحمات .
نمني أنفسنا جميعا بالقبول الحسن للأعمال ، وعقبى الدار في دار الخلد والقرار .
ـ رمضان كريم في أخر يوم له هذا العام ، ونسأله تعالى أن يرزقنا الصحة ويمد في أعمارنا سنينا مديــــدة لنشهده مرات عديدة ، ويبارك لنا جميعا في أعمالنا ويجعلنا نورانيين بنفحات هذا الشهـــــر الفضيل .
دمتم .
بقلم : محمد بن زعبار
( 8 ) .
ـ طوبى لمن ثابر وأجهد نفسه في الطاعات :
ـ هاهو رمضان على مشارف الأفول والرحيل ، ونكاد نحصي لحظاته الأخيرة وهو يهم بتوديعنا ربما الوداع الأخير لبعضنا ، فعودته العام المقبل أكيدة ، ولكن عودتنا نحن إلى عالم الأحياء وإلى رمضان المقبل في علم علام الغيوب . فهو مازال يستحضر حضوره منذ نزول آيات فرضية الصيام على قلب الأميــــــن " محمد صلى الله عليه وسلم " وسيبقى كذلك حتى قيام الساعة ، وما بقي المسلمون على ظهــــر هذه البسيطة يوحدون الله الواحد الأحد ويؤدون الطاعات المفروضة عليهــــم .
في هذا الشهر الفضيل تسابق خلق الله على بذل متاح الجهد وزج النفس في محراب العبودية لله تعالى ، وكل منهم ، تحدوه الرغبة أن يُتقبل منه ، ويجزل عليه الباري المثوبة والقبول الحسن ، وكلهم عاقد العزم على جعل أفضلية هذا الشهر سبيلا للتكفير عن درن و زلات الأيام الخوالي ، وكلهم قد منى نفسه بعقبى الدار .
ـ هو رمضان إذن كما الفصل الدراسي ، والصائمون المتبتلون المتهجدون وحتى الكسالى النائمون كما التلاميذ داخل هذا الصف ، فالذي أجهد نفسه من التلاميذ وذاكر جيدا واستصحب نصائح أستاذه لاشك أن النجاح سيكون حليفه في الأخير ، وسيحضى بقبول حسن عند معلميه وذويه وسائـــــر الناس ، أما التلميذ المتواكل أو بالأحرى المتقاعس في أداء الواجبات والمذاكرة بشكل لائق ، والارتكان إلى الكسل والخمول فحتما سيجني وبار فشله أخيرا ، وسيندم لما يرى أترابه يزهون بنجاحهم والحبور يملأ ساحتهم .
فالنجاح على المطلق إحساس جميل ورائع ، وكل الخلائق تتمناه في الدنيا ، وتجهد نفسها لبلوغه كل مجهد ، وكل نجاحات الدنيا هينة بسيطة إذا ما قرنت بالنجاح الحق المسبغ على العباد الإجلال كله والتعظيم جميعه ...
فالنجاح لا يكون ذا وزن وقيمة في الدنيا وإن علا قدره وسما مقداره ، بخلاف ما يُمنح للعباد التقاة الوارعين الزاهدين المتبتلين من قدر ومقــــــدار ، لأن المانح للجائزة هو الله تعالى .
لقد أوشكت أيام رمضان على الأفول حقا ، وفيها من محطات الأجر الكثير ، ومن البركات الكثير الكثير ، فيا سعد من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، ويا سعد من قام لياليه تضرعا وتهجدا وتبتلا .. ويا حسرة على المفرطين لجنب الله المتقاعسين المتوانين عن استغلال محطات الخير .
فلا شك أننا سنحس حتما بالغربة لفقدان هذا الضيف العزيز ، لأنه ليس كأي ضيف ، وليس ثقيلا أبدا على النفوس بخلاف ما يشعر به الكسالى والخائبون في تحصيل الخير والظفر بمتاح الأجــــــر ، وليس أيضا مدعاة للنفور منه و استهجان تواجده ومكوثه لشهر كامل .
" فلو علمت الأمة ما في رمضان من خير لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان " .
ـ فالوحشة عشية الغياب ، والندامة بعد توزيع صحائف قبول الأعمال ، فليس كل صائم مأجــــور على الصيام ، وإن كابد فيه الجوع والعطش " فرب صائم ليس له من صومـــــه إلا الجوع والعطش " .
وليس كل صائم مأجور على القيام والدعاء إن خلا من الإخلاص لوجه الله الكريم .
ـ فالذي ما راع حق إخوانه وترك لسانه ينهش في أعراض الناس ، والذي ما نهته صلاته عن فاحش القول والفعل .. والذي تساوى عنده شهـــــر الصيام بغيره ، لأنه ما استشعــــر في داخلة نفسه قدسية وأفضلية هذا الشهر الفضيل ، وقد يقضي نهاره نائما خاملا .. والذي ثُقل عليه الشهـــــر وتمنى زواله ، وشعر في أخر يوم له بالراحـــــة ، لأنه ـ حسب اعتقاده ـ قد تخلص من هذا الثقيل على نفسه ـ الزائغة ـ . هل ترى هؤلاء جميعا يظفرون بالجائـــــــزة ؟
حتما : لا .
ـ الظافر بالجائزة هو الذي أجهد نفسه في الطاعات والبكاء في الخلوات ، وصان النفس عن الدنية وصنوف الاذايات ، وأخلص عمله لعلام الغيوب، لم يرائي به أحـــــدا من الخلائق ، والذي جعل من رمضان نفحة علوية ايمانية بها يستزيد من الأجــــــر ، وبها تسمو روحه إلى مصاف التشريف الأعلى ، حيث نسائم الرحمة والغفران ، وما تمنى على الله تعالى الأماني ، فهو يعتقد ـ وهو المُجـــــد المُقدم للطاعات ـ بأنه مقصر ، ويطلب عفو ربه ورحمته ، فبرحمة الله وعفوه يدرك ، وندرك جميعا الرحمات .
نمني أنفسنا جميعا بالقبول الحسن للأعمال ، وعقبى الدار في دار الخلد والقرار .
ـ رمضان كريم في أخر يوم له هذا العام ، ونسأله تعالى أن يرزقنا الصحة ويمد في أعمارنا سنينا مديــــدة لنشهده مرات عديدة ، ويبارك لنا جميعا في أعمالنا ويجعلنا نورانيين بنفحات هذا الشهـــــر الفضيل .
دمتم .
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
مواضيع مماثلة
» خواطـــــر رمضانية ( 4 ) .
» خواطـــــر رمضانية ( 5 ) .
» خواطـــــر رمضانية ( 6 ) .
» خواطـــــــــــــر رمضانية ( 1 ) ...
» * خواطر رمضانية ( 2 ) .
» خواطـــــر رمضانية ( 5 ) .
» خواطـــــر رمضانية ( 6 ) .
» خواطـــــــــــــر رمضانية ( 1 ) ...
» * خواطر رمضانية ( 2 ) .
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo