مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
نعم لحقوق المرأة .. ولكن ماهي أولا ؟
صفحة 1 من اصل 1
نعم لحقوق المرأة .. ولكن ماهي أولا ؟
نعم لحقوق المرأة .. ولكن ماهي أولا ؟
عزيزة الطائي
طرحت هذا التساؤل على نفسي، بعد أن طُلِب إليَّ الحديث عن “حقوق المرأة” ممن يعاركون مضمار الصحافة باقتدار؛ وهو موضوع أجد نفسي لست بحاجة في تناوله والخوض فيه بين الرجل والمرأة، ولم يشغل في يوم ما اهتماماتي وأنا أخطو بخطواتي الواثقة على أرض بلادي.
ثم جاءني طلب آخر مغلف بأن أكتب ما أشاء عن ما يعنيه لي يوم “المرأة العمانية” ككاتبة ومثقفة… سألت نفسي حينها إن كنت كاتبة أو مثقفة؟!!! وما عساني أن أدلو بدلوي المتواضع، وأنا التي لم أعاني من اضطهاد الرجل القريب إلى نفسي في يوم ما؛ بل عانيت من حرماني منه كأب يحنو عليَّ بدفئه، ويغرس حلمي بيديه، ويدفع أملي برؤيته… نعم أحب الرجل وأعشقه؛ بل أحن إليه وأتنفسه ولا أستطيع العيش دونه، فهو أكسير حياتي الذي تحيا به حنايا روحي وتعانقه أشجاني.
هو أبي الطيب الدافئ، وزوجي الداعم الودود، وأخي المحب الحنون، وابني الواعد بعطائه والمتألق بفكره… ابني الذي ربيته كما ربتني أمي برؤى أبي… وهو زميلي المتعاون المحترم؛ فكيف لي بعدها أن أشن حرابي ضده، وأشعل النيران نحوه؟؟!
وحين قلبت أروقة الماضي الجميل، وزوايا الحاضر المشرق، وسياج المستقبل المزهر وجدت المرأة العمانية حاضرة حضورا مشعا طيبا بثبات أمامي بحراكها التربوي والفكري والثقافي… أتذكرهن فيسري ذكرهن بانتشاء في عروقي، أقرأهن فيغذي حديثهن أوصالي ليسقي الحقول والبساتين والعوابي النظرة على أرض بلادي؛ نشتمها قطوفا دانية ونتأمل ثمارها يانعة ونحصدها مواسم عطرة في ربوع عمان.
رأيتها أمرأة حثيثة الخطى بهمتها، واثقة التطلع بعزمها، رانية الأمل بمرامها؛ توقد الدروب بشموعها، وتضيء الرحاب بفكرها، وتنير القلوب بإخلاصها؛ فجدتي منحت وعملت وعلَّمت، وأمي دعمت وبنت وضحَّت؛ وبذلك قدَّمت النساء العمانيات دورا واضحا لرقي الوطن وتقدمه على مسار التاريخ يدفعها الرجل بحب وإخلاص، ويشد من أزرها بقوة وثبات… وها نحن بناتهن نسير على خطاهن بوعي وهمة وتصميم واقتدار ندفع النشء بحب، ونرسم العزم بتطلع نستلهمه من سياسة حكيمة تحلَّت بالموضوعية والاتزان والاقتدار والانجاز.
واليوم وكل يوم … رأيت المرأة العمانية حاضرة في كل موقع منذ بداية عصر تألقنا وازدهارنا بنسيج متناسق متناغم قابلة للمغامرة والتحدي بوعي وإدراك، عازمة على العمل والعطاء بهمة ونشاط متسلحة بالعلم والإيمان غير مبالية بالتثبيط والمعوقات.
لذا أجد عيدي متجدد بحلل زاهية، ومتألق بشمس دافئة، ومتوقد بسخاء غامر كل يوم في – صباحاتي ومساءاتي – تقوده همة النشء الواعد، وعطاء الشباب الطامح، وعزيمة الكهولة الصادقة – نساء ورجالا- دون كلل وملل، وتحتضنته رؤية ثاقبة راسخة على أرض بلادي عمان.
نعم، فالرجل النير الواثق هو الذي قدم لي هذا اليوم هدية ليذكرني بدوري الفاعل، ويحفزني لعطائي الجزل، ويدفعني لرؤى همتي، ويقودني لتوقد عزمي… والهدية محبة والمحبة معزة ممن منحني إياها؛ وإيمانا من المانح أنني خصبة نضرة بآمال عطائي؛ ليزهر ويشرق ويثمر حلمي بسخاء في ربوع بلادي.
وأطرح هذا التساؤل ثانية بعد استقرائي وقراءاتي واطلاعي على ما يدور عن المرأة العربية بشكل عام… فيا ترى من الذي اضطهد المرأة؟ ومتى اضطهدت؟ وأين اضطهدت؟ وكيف اضطهدت أو هُمِشت؟ وهل بإمكاننا تعميم هذه المقولة وحسم الرأي من خلال تجارب فردية ومواقف جانبية؟ وهل المرأة ظالمة أم مظلومة؟ أم هي التي ظلمت نفسها بنفسها؟ أم المجتمع بثقافته ظلمها؟ أم الأنظمة بضيقها همشتها؟ أم الرجل دائما وأبدا هو السيف الصارم لعذابات المرأة وظلمها؟! أم عدالة الميزان الظالمة تتوازن بين المرأة والرجل؟ وهل حقوق المرأة في الغرب والشرق تتساوى رغم اختلاف الثقافة بينهما؟!!!
إشكالات كثيرة مطروحة تبحث عن رؤى منصفة وآراء واعية؛ لنستدل بعدها على حقيقة موضوعية فاصلة جازمة من خلال مناقشات واعية وحوارات مقنعة عن شأن المرأة وحضورها؛ ونحن نواكب مسيرة التقدم والتطور والتحديث والتغيير في بلادنا.
فتماسكت ثانية، وأدركت حينها أن المنهاج الغربي للاقتراب من قضية المرأة في الوطن العربي عموما بعيدا كل البعد عن أُفقنا؛ لكنه باقٍ على حاله وثابت لا جدوى من نقاشه، فمنظومة القيم الغربية هي المعيار الأوحد لحقوق المرأة أينما كانت وإلى أيَّة حضارة تنتمي؛ وهكذا أوقعنا الغرب في إشكالية مترهلة هزيلة بغية الهيمنة والسيطرة على فضاء العالم أجمع، فقادته مساراته الإساءة إلى قيم ومبادئ حضارات أخرى لها باع حضاري مشرق جميل تحكمه القيم الجليلة والمبادئ السمحة، وأضحت وباتت تجتهد الحكومات والمنظمات الغربية لفرض هذه الرؤية على مجتمعات أُخر تختلف معها حضارياً وثقافيا ودينياً.
فبأيِّ حق تفرض هذه الرؤية بحضورها الثابت الصارم، وكأنَّها معيار عالمي أوحد أحب لتصنيف مدى تقدم أو تأخر هذا المجتمع أو ذاك؟
ومن الأهمية بمكان التنبيه على ضرورة التحلي بالتوازن والإدراك؛ إنْ كنَّا نبحث عن حقوقنا كنساء عربيات مسلمات؛ فالأجدر ألَّا نستورد الانتقادات الغربية الموجهة إلى وضع المرأة و واقعها في مجتمعات العالم العربي والإسلامي ونجتهد في مسألة تطبيع المعايير الحقوقية الغربية على واقع ثقافة مجتمعاتنا وأُطرها.
من هنا علينا أن نعي بإدراك متزن واعٍ حين نقبل بنداءاتنا العالية المطالبة بالحقوق فتعلو أصواتنا ويتردد صداها بأن نركز على نبذ الأعراف البالية، والعادات الخرافية، والتقاليد الوهمية التي ورثناها من ثقافتنا المجتمعية فأودت بنا و- أصبحنا وأمسينا- أسرى لها كونها هي التي حاصرتنا بسياجها وكبلتنا بقيودها.
لذا أقول بصدق: إن المجتمع بما حمله من قيود لثقافة هشة مهترئة هو الذي ظلم المرأة ومنح السيادة للرجل، فكأن الرجل والمرأة على السواء أسيران لها؛ فما كان من الرجل – ضيق الأفق- إلَّا أن استحسن هذا القيد الذي يكبل به المرأة؛ فأصبح جلبابا يستر به أفقه و يتخوف من إماطته أمام عيون ناظريه في المجتمع، والعكس صحيح مع المرأة حيث أصبحت تتوجس من مواجهة هذه الثقافة المجتمعية الهرئة التي ورثتها من أعرافها المجتمعية أمام نظيراتها.
إن مثل هذا التعسف في الفهم والممارسة هو الذي يؤدي إلى حالة من سوء الفهم بيننا وبين الآخر ويتحول بمرور الزمن إلى صدامات حضارية صاخبة وحجاجات ثقافية صارخة؛ يتأجج صياحها وتضطرب نداءاتها.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: هل تجهل منظمات حقوق الإنسان الغربية القيم الإنسانية النبيلة المبنية على المبادئ والأحكام التي جاء بها الإسلام؟ هل تجهل ما ينطوي عليه القرآن الكريم والحديث الشريف من أوامر ونواهٍ.. وحلال وحرام؟ وهل تفرق بين ما ورثناه من أعراف بالية هشة لم نتجاوزها بعد، وعادات طيبة جميلة، وتقاليد نيَّرة حسنة لم نتمسك بها؟!!
أشك في أن المنظمات الغربية وحكوماتها تجهل المبادئ الثقافية والعادات العربية والتعاليم السمحة؛ عندما تتصدى لحقوق المرأة في الوطن العربي، وحتى لو جهلت فإنَّها لا تملك عذراً وجيهاً لأنَّ لديها معاهد ومراكز بحثية متخصصة في الحضارات العالمية وقراءات الآخر؛ ومن بينها الحضارة العربية ما يشكل مرجعية جاهزة وفي متناول اليد.
ومن الخير أن ندرك بوعي مبين أن الهدف هو منع تبلور كتلة سياسية للأمة العربية ذات حضور يحسب له حسابه في الساحة الدولية، وأن الخطوة الرئيسة في اتجاه هذا الهدف الكبير هو تمزيق نسيج المجتمعات العربية وتغريبها عن طريق إشاعة الثقافية الغربية البحتة في مجتمعاتنا الأصيلة المترابطة، والمتحابة الدافئة؛ وهذا ما بدأنا نشعر به حين تغلغلت العولمة الثقافية دون وعي منا فبدأ التغير الاجتماعي يعصف بمدنيته بنا، وتحققت مآربها بفصم عرى المجتمعات العربية عن مرجعيتها ومنظومة قيمها المنبثقة عن هذه المرجعية الأثيلة السمحاء.
وأخيرا … تنشد العدالة تحقق توازنها بين قضبين متجاذبين متحابين منذ الأزل – لا محالة – إلَّا أن مؤشر الميزان غير ثابت ببسط عدالته فقد يميل بظلمة قسوته نحو الرجل، وقد يميل بظلمة سطوته على المرأة؛ ولا يعدل الميزان في كفته بين المرأة والرجل، أو ينصف بكفته بين الرجل والمرأة؛ وقد يثبت بمؤشر توازن عدالته بانصاف الأنظمة المتبعة، والوعي المجتمعي بحقوق الجنسين معا ليتحقق مسار مؤشر عدالة الأثنين معا بين كفتي ميزان.
عزيزة الطائي
طرحت هذا التساؤل على نفسي، بعد أن طُلِب إليَّ الحديث عن “حقوق المرأة” ممن يعاركون مضمار الصحافة باقتدار؛ وهو موضوع أجد نفسي لست بحاجة في تناوله والخوض فيه بين الرجل والمرأة، ولم يشغل في يوم ما اهتماماتي وأنا أخطو بخطواتي الواثقة على أرض بلادي.
ثم جاءني طلب آخر مغلف بأن أكتب ما أشاء عن ما يعنيه لي يوم “المرأة العمانية” ككاتبة ومثقفة… سألت نفسي حينها إن كنت كاتبة أو مثقفة؟!!! وما عساني أن أدلو بدلوي المتواضع، وأنا التي لم أعاني من اضطهاد الرجل القريب إلى نفسي في يوم ما؛ بل عانيت من حرماني منه كأب يحنو عليَّ بدفئه، ويغرس حلمي بيديه، ويدفع أملي برؤيته… نعم أحب الرجل وأعشقه؛ بل أحن إليه وأتنفسه ولا أستطيع العيش دونه، فهو أكسير حياتي الذي تحيا به حنايا روحي وتعانقه أشجاني.
هو أبي الطيب الدافئ، وزوجي الداعم الودود، وأخي المحب الحنون، وابني الواعد بعطائه والمتألق بفكره… ابني الذي ربيته كما ربتني أمي برؤى أبي… وهو زميلي المتعاون المحترم؛ فكيف لي بعدها أن أشن حرابي ضده، وأشعل النيران نحوه؟؟!
وحين قلبت أروقة الماضي الجميل، وزوايا الحاضر المشرق، وسياج المستقبل المزهر وجدت المرأة العمانية حاضرة حضورا مشعا طيبا بثبات أمامي بحراكها التربوي والفكري والثقافي… أتذكرهن فيسري ذكرهن بانتشاء في عروقي، أقرأهن فيغذي حديثهن أوصالي ليسقي الحقول والبساتين والعوابي النظرة على أرض بلادي؛ نشتمها قطوفا دانية ونتأمل ثمارها يانعة ونحصدها مواسم عطرة في ربوع عمان.
رأيتها أمرأة حثيثة الخطى بهمتها، واثقة التطلع بعزمها، رانية الأمل بمرامها؛ توقد الدروب بشموعها، وتضيء الرحاب بفكرها، وتنير القلوب بإخلاصها؛ فجدتي منحت وعملت وعلَّمت، وأمي دعمت وبنت وضحَّت؛ وبذلك قدَّمت النساء العمانيات دورا واضحا لرقي الوطن وتقدمه على مسار التاريخ يدفعها الرجل بحب وإخلاص، ويشد من أزرها بقوة وثبات… وها نحن بناتهن نسير على خطاهن بوعي وهمة وتصميم واقتدار ندفع النشء بحب، ونرسم العزم بتطلع نستلهمه من سياسة حكيمة تحلَّت بالموضوعية والاتزان والاقتدار والانجاز.
واليوم وكل يوم … رأيت المرأة العمانية حاضرة في كل موقع منذ بداية عصر تألقنا وازدهارنا بنسيج متناسق متناغم قابلة للمغامرة والتحدي بوعي وإدراك، عازمة على العمل والعطاء بهمة ونشاط متسلحة بالعلم والإيمان غير مبالية بالتثبيط والمعوقات.
لذا أجد عيدي متجدد بحلل زاهية، ومتألق بشمس دافئة، ومتوقد بسخاء غامر كل يوم في – صباحاتي ومساءاتي – تقوده همة النشء الواعد، وعطاء الشباب الطامح، وعزيمة الكهولة الصادقة – نساء ورجالا- دون كلل وملل، وتحتضنته رؤية ثاقبة راسخة على أرض بلادي عمان.
نعم، فالرجل النير الواثق هو الذي قدم لي هذا اليوم هدية ليذكرني بدوري الفاعل، ويحفزني لعطائي الجزل، ويدفعني لرؤى همتي، ويقودني لتوقد عزمي… والهدية محبة والمحبة معزة ممن منحني إياها؛ وإيمانا من المانح أنني خصبة نضرة بآمال عطائي؛ ليزهر ويشرق ويثمر حلمي بسخاء في ربوع بلادي.
وأطرح هذا التساؤل ثانية بعد استقرائي وقراءاتي واطلاعي على ما يدور عن المرأة العربية بشكل عام… فيا ترى من الذي اضطهد المرأة؟ ومتى اضطهدت؟ وأين اضطهدت؟ وكيف اضطهدت أو هُمِشت؟ وهل بإمكاننا تعميم هذه المقولة وحسم الرأي من خلال تجارب فردية ومواقف جانبية؟ وهل المرأة ظالمة أم مظلومة؟ أم هي التي ظلمت نفسها بنفسها؟ أم المجتمع بثقافته ظلمها؟ أم الأنظمة بضيقها همشتها؟ أم الرجل دائما وأبدا هو السيف الصارم لعذابات المرأة وظلمها؟! أم عدالة الميزان الظالمة تتوازن بين المرأة والرجل؟ وهل حقوق المرأة في الغرب والشرق تتساوى رغم اختلاف الثقافة بينهما؟!!!
إشكالات كثيرة مطروحة تبحث عن رؤى منصفة وآراء واعية؛ لنستدل بعدها على حقيقة موضوعية فاصلة جازمة من خلال مناقشات واعية وحوارات مقنعة عن شأن المرأة وحضورها؛ ونحن نواكب مسيرة التقدم والتطور والتحديث والتغيير في بلادنا.
فتماسكت ثانية، وأدركت حينها أن المنهاج الغربي للاقتراب من قضية المرأة في الوطن العربي عموما بعيدا كل البعد عن أُفقنا؛ لكنه باقٍ على حاله وثابت لا جدوى من نقاشه، فمنظومة القيم الغربية هي المعيار الأوحد لحقوق المرأة أينما كانت وإلى أيَّة حضارة تنتمي؛ وهكذا أوقعنا الغرب في إشكالية مترهلة هزيلة بغية الهيمنة والسيطرة على فضاء العالم أجمع، فقادته مساراته الإساءة إلى قيم ومبادئ حضارات أخرى لها باع حضاري مشرق جميل تحكمه القيم الجليلة والمبادئ السمحة، وأضحت وباتت تجتهد الحكومات والمنظمات الغربية لفرض هذه الرؤية على مجتمعات أُخر تختلف معها حضارياً وثقافيا ودينياً.
فبأيِّ حق تفرض هذه الرؤية بحضورها الثابت الصارم، وكأنَّها معيار عالمي أوحد أحب لتصنيف مدى تقدم أو تأخر هذا المجتمع أو ذاك؟
ومن الأهمية بمكان التنبيه على ضرورة التحلي بالتوازن والإدراك؛ إنْ كنَّا نبحث عن حقوقنا كنساء عربيات مسلمات؛ فالأجدر ألَّا نستورد الانتقادات الغربية الموجهة إلى وضع المرأة و واقعها في مجتمعات العالم العربي والإسلامي ونجتهد في مسألة تطبيع المعايير الحقوقية الغربية على واقع ثقافة مجتمعاتنا وأُطرها.
من هنا علينا أن نعي بإدراك متزن واعٍ حين نقبل بنداءاتنا العالية المطالبة بالحقوق فتعلو أصواتنا ويتردد صداها بأن نركز على نبذ الأعراف البالية، والعادات الخرافية، والتقاليد الوهمية التي ورثناها من ثقافتنا المجتمعية فأودت بنا و- أصبحنا وأمسينا- أسرى لها كونها هي التي حاصرتنا بسياجها وكبلتنا بقيودها.
لذا أقول بصدق: إن المجتمع بما حمله من قيود لثقافة هشة مهترئة هو الذي ظلم المرأة ومنح السيادة للرجل، فكأن الرجل والمرأة على السواء أسيران لها؛ فما كان من الرجل – ضيق الأفق- إلَّا أن استحسن هذا القيد الذي يكبل به المرأة؛ فأصبح جلبابا يستر به أفقه و يتخوف من إماطته أمام عيون ناظريه في المجتمع، والعكس صحيح مع المرأة حيث أصبحت تتوجس من مواجهة هذه الثقافة المجتمعية الهرئة التي ورثتها من أعرافها المجتمعية أمام نظيراتها.
إن مثل هذا التعسف في الفهم والممارسة هو الذي يؤدي إلى حالة من سوء الفهم بيننا وبين الآخر ويتحول بمرور الزمن إلى صدامات حضارية صاخبة وحجاجات ثقافية صارخة؛ يتأجج صياحها وتضطرب نداءاتها.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: هل تجهل منظمات حقوق الإنسان الغربية القيم الإنسانية النبيلة المبنية على المبادئ والأحكام التي جاء بها الإسلام؟ هل تجهل ما ينطوي عليه القرآن الكريم والحديث الشريف من أوامر ونواهٍ.. وحلال وحرام؟ وهل تفرق بين ما ورثناه من أعراف بالية هشة لم نتجاوزها بعد، وعادات طيبة جميلة، وتقاليد نيَّرة حسنة لم نتمسك بها؟!!
أشك في أن المنظمات الغربية وحكوماتها تجهل المبادئ الثقافية والعادات العربية والتعاليم السمحة؛ عندما تتصدى لحقوق المرأة في الوطن العربي، وحتى لو جهلت فإنَّها لا تملك عذراً وجيهاً لأنَّ لديها معاهد ومراكز بحثية متخصصة في الحضارات العالمية وقراءات الآخر؛ ومن بينها الحضارة العربية ما يشكل مرجعية جاهزة وفي متناول اليد.
ومن الخير أن ندرك بوعي مبين أن الهدف هو منع تبلور كتلة سياسية للأمة العربية ذات حضور يحسب له حسابه في الساحة الدولية، وأن الخطوة الرئيسة في اتجاه هذا الهدف الكبير هو تمزيق نسيج المجتمعات العربية وتغريبها عن طريق إشاعة الثقافية الغربية البحتة في مجتمعاتنا الأصيلة المترابطة، والمتحابة الدافئة؛ وهذا ما بدأنا نشعر به حين تغلغلت العولمة الثقافية دون وعي منا فبدأ التغير الاجتماعي يعصف بمدنيته بنا، وتحققت مآربها بفصم عرى المجتمعات العربية عن مرجعيتها ومنظومة قيمها المنبثقة عن هذه المرجعية الأثيلة السمحاء.
وأخيرا … تنشد العدالة تحقق توازنها بين قضبين متجاذبين متحابين منذ الأزل – لا محالة – إلَّا أن مؤشر الميزان غير ثابت ببسط عدالته فقد يميل بظلمة قسوته نحو الرجل، وقد يميل بظلمة سطوته على المرأة؛ ولا يعدل الميزان في كفته بين المرأة والرجل، أو ينصف بكفته بين الرجل والمرأة؛ وقد يثبت بمؤشر توازن عدالته بانصاف الأنظمة المتبعة، والوعي المجتمعي بحقوق الجنسين معا ليتحقق مسار مؤشر عدالة الأثنين معا بين كفتي ميزان.
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
مواضيع مماثلة
» الموضوع الشامل في الثقافة العامة والمعلومات 2 هذا الرجل هو الذي اخترع الورق، ولم يرد اسمه كثيراً في الموسوعات الكبرى ولكن ليس معنى ذلك أنه نكرة . أو لم يكن له وجود حقيقي . ولكن تسى آى لون كان موظفاً بالبلاط الإمبراطوري الصيني. وانه بسبب اختراعه للورق ق
» صناعة المرأة :كيف ينتفع المجتمع من المرأة ؟
» نفسك أولا.. هل هذه العبارة صحيحة؟
» الزواج
» ماهي قصة فندق عثمان بن عفان
» صناعة المرأة :كيف ينتفع المجتمع من المرأة ؟
» نفسك أولا.. هل هذه العبارة صحيحة؟
» الزواج
» ماهي قصة فندق عثمان بن عفان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo