مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
ثقافة "الأول من نوعه"
صفحة 1 من اصل 1
ثقافة "الأول من نوعه"
ثقافة "الأول من نوعه"
بقلم : سامي عكيلة
إذا ما قام الواحد منا بعمل جميل تأخذه العزة بالإثم فلا يقبل أن يسمى عمله إلا بالأول من نوعه, وهي حالة نفسية وعقلية تذهب بصاحبها إلى الشعور بالتفرد والانفراد دوما
حتى في الأعمال التي سبقه فيها أناس من قبل أن تلده أمه.
ثقافة الأول من نوعه نجدها في كثير من مؤسساتنا المجتمعية, فلا تنفك الواحدة منها عن وصف كافة فعالياتها بالأولى, فهذا هو المؤتمر العلمي الأول, وذاك هو المهرجان الأول, وتلكم الإصدارات الأولى .. الخ, فيعتقد القائمون عليها أنهم الأوائل في كل شيء وأن المعمورة لم تعرف غيرهم بل كانت من قبلهم صحراء جرداء قاحلة لا كلأ فيها ولا ماء.
وإن استحكام هذا المزاج الخطير بين أوساطنا يعتبر جريمة بحق الجهود السابقة وعرق المجتهدين الأوائل, حيث إن فيه نكراناً لجميلهم في مجال التطوير الإنساني وفق النظام الكوني القائم على أساس لولا هم ما كنا نحن.
فلماذا نعتقد أننا الأوائل دوما في كل شيء؟!, حتى ولو كان هذا الشيء، مثلا، مهرجاناً للترفيه عن الأيتام وهي الفعالية التي ظهرت مع ظهور اليتم والأيتام في الحياة الدنيا, ولماذا نحن دوما متفردون ومنفردون في إنجازاتنا المجتمعية ولا نعترف بجهود الذين سبقونا بالإيمان؟! وهل فعلا في المحاولة الثانية أو الثالثة مهانة وضعف؟!
لا شك أن الأمر فيه شيء من الكبر في النفس, ولا شك أيضا أن فيه غبناً لحقوق الغير وحباً للذات والظهور, وهو أيضا سلوك مجتمعي معتاد أصبح يكتسب صفتي الانتشار والإلزامية في المجتمعات.
إن من أهم سمات القادة العظماء الذين غيروا مجرى التاريخ وصنعوا الحياة بهندسة حركية فذة, الاعتراف بجميل السابقين وذكرهم لآثارهم وفضلهم عليه وعلى الناس, ومن أجمل القصص التي رويت عن قائد المغيرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المضمار أنه عندما كان في طريق عودته من الطائف وكان السفهاء يرمون عليه الحجارة التجأ إلى مزرعة, فالتقى هناك بغلام نصراني يسمى عداس, فسأله عليه الصلاة والسلام : (من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟ قال: أنا نصراني من أهل نِينَوَى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى). قال له: وما يدريك ما يونس بن متى؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي)، فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها.
وحتى نغرس هذه الثقافة في مجتمعاتنا التي تمثلت في قول خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم لعداس (ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي), فنحتاج إلى تعديل في الأدبيات التربوية عبر المحاضن التربوية والمجتمعية التي يخضع لها الفرد في الوطن العربي وتدسُ فيه ثقافة الذات والأنا.
وليقف كل فرد وكل مؤسسة عند حدودها ولا تترك لنفسها وطموحاتها العنان لأن تسمى كل ما تفعل بالأول من نوعه, ولتفكر مليا قبل أن تمنح نفسها الألقاب العليا حتى لا تهضم في بطنها حقوق السابقين الذين أمر الله تعالى بمنحهم حقوقهم فقال :" لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى [ الحديد: 10]
ولتعد السكينة النفسية إلى مؤسساتنا حتى تكون عند درجة المسئولية في أحلك ظرف تعيشه الأمة الإسلامية في هذا الزمن العجيب, ولنعلم أن سلامة الصدر وحفظ الجميل من أهم دعامات الإنجاز والإتقان في العمل بل والنهضة المنشودة, :"والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم" (سورة الحشر آية 10)
بقلم : سامي عكيلة
إذا ما قام الواحد منا بعمل جميل تأخذه العزة بالإثم فلا يقبل أن يسمى عمله إلا بالأول من نوعه, وهي حالة نفسية وعقلية تذهب بصاحبها إلى الشعور بالتفرد والانفراد دوما
حتى في الأعمال التي سبقه فيها أناس من قبل أن تلده أمه.
ثقافة الأول من نوعه نجدها في كثير من مؤسساتنا المجتمعية, فلا تنفك الواحدة منها عن وصف كافة فعالياتها بالأولى, فهذا هو المؤتمر العلمي الأول, وذاك هو المهرجان الأول, وتلكم الإصدارات الأولى .. الخ, فيعتقد القائمون عليها أنهم الأوائل في كل شيء وأن المعمورة لم تعرف غيرهم بل كانت من قبلهم صحراء جرداء قاحلة لا كلأ فيها ولا ماء.
وإن استحكام هذا المزاج الخطير بين أوساطنا يعتبر جريمة بحق الجهود السابقة وعرق المجتهدين الأوائل, حيث إن فيه نكراناً لجميلهم في مجال التطوير الإنساني وفق النظام الكوني القائم على أساس لولا هم ما كنا نحن.
فلماذا نعتقد أننا الأوائل دوما في كل شيء؟!, حتى ولو كان هذا الشيء، مثلا، مهرجاناً للترفيه عن الأيتام وهي الفعالية التي ظهرت مع ظهور اليتم والأيتام في الحياة الدنيا, ولماذا نحن دوما متفردون ومنفردون في إنجازاتنا المجتمعية ولا نعترف بجهود الذين سبقونا بالإيمان؟! وهل فعلا في المحاولة الثانية أو الثالثة مهانة وضعف؟!
لا شك أن الأمر فيه شيء من الكبر في النفس, ولا شك أيضا أن فيه غبناً لحقوق الغير وحباً للذات والظهور, وهو أيضا سلوك مجتمعي معتاد أصبح يكتسب صفتي الانتشار والإلزامية في المجتمعات.
إن من أهم سمات القادة العظماء الذين غيروا مجرى التاريخ وصنعوا الحياة بهندسة حركية فذة, الاعتراف بجميل السابقين وذكرهم لآثارهم وفضلهم عليه وعلى الناس, ومن أجمل القصص التي رويت عن قائد المغيرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المضمار أنه عندما كان في طريق عودته من الطائف وكان السفهاء يرمون عليه الحجارة التجأ إلى مزرعة, فالتقى هناك بغلام نصراني يسمى عداس, فسأله عليه الصلاة والسلام : (من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟ قال: أنا نصراني من أهل نِينَوَى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى). قال له: وما يدريك ما يونس بن متى؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي)، فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها.
وحتى نغرس هذه الثقافة في مجتمعاتنا التي تمثلت في قول خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم لعداس (ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي), فنحتاج إلى تعديل في الأدبيات التربوية عبر المحاضن التربوية والمجتمعية التي يخضع لها الفرد في الوطن العربي وتدسُ فيه ثقافة الذات والأنا.
وليقف كل فرد وكل مؤسسة عند حدودها ولا تترك لنفسها وطموحاتها العنان لأن تسمى كل ما تفعل بالأول من نوعه, ولتفكر مليا قبل أن تمنح نفسها الألقاب العليا حتى لا تهضم في بطنها حقوق السابقين الذين أمر الله تعالى بمنحهم حقوقهم فقال :" لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى [ الحديد: 10]
ولتعد السكينة النفسية إلى مؤسساتنا حتى تكون عند درجة المسئولية في أحلك ظرف تعيشه الأمة الإسلامية في هذا الزمن العجيب, ولنعلم أن سلامة الصدر وحفظ الجميل من أهم دعامات الإنجاز والإتقان في العمل بل والنهضة المنشودة, :"والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم" (سورة الحشر آية 10)
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
مواضيع مماثلة
» هي ثقافة شعب فقط ما نحتاجه
» ـ ثقافة التطبيع ...
» ثقافة الصورة
» ثقافة الاعتذار
» ثقافة القتل عند اليهود ...قتل الأطفال :صور
» ـ ثقافة التطبيع ...
» ثقافة الصورة
» ثقافة الاعتذار
» ثقافة القتل عند اليهود ...قتل الأطفال :صور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo