مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
عيسى لحيلح للشروق السلفية سبب فشل المشروع الإسلامي في الجزائر
صفحة 1 من اصل 1
عيسى لحيلح للشروق السلفية سبب فشل المشروع الإسلامي في الجزائر
عيسى لحيلح للشروق السلفية سبب فشل المشروع الإسلامي في الجزائر
الكاتب عبد الله عيسى لحيلح
السلفية بدعة مقدسة أوجدتها السلطة للإفلات من التزامات القرآن
لا أعرض جراح الوطن على الفضائيات ليتسلى بها المتفرغون للنميمة السياسية
يشكل الجزء الثاني من رواية عبد الله عيسى لحيلح "كراف الخطايا" إضافة نوعية للمكتبة الأدبية الجزائرية بالنظر إلى أسلوبها وشكل الكتابة الأدبية، حيث خرج لحيلح عن الأنماط السائدة في الرواية عندنا، فجاء نصه محترفا لغويا وفكريا ودينيا.. نص يثير أسئلة فكرية حرجة حري بنا أن نتوقف عندها لاستخلاص دروس من الأزمة التي أتت على الأخضر واليابس .. كما تأتي أهمية نص لحليج كونه يمثل شهادة قيمة وصادقة عن ما عرفته الجزائر في عشرية الدمار. عن هذه التجربة يفتح الكاتب قلبه لـ "الشروق" في حوار اختصر فيه معنا تجربة الرواية بكل تشعباتها، كما ناقشنا معه بعض مواقفه من القضايا الأدبية والسياسية المطروحة في الساحة.
تتكئ "كراف الخطايا2" على معجم لغوي ثري ومتنوع الاقتباسات والإحالات، حتى يخيل للقارئ أن اللغة هي بطل آخر من أبطال الرواية مثلما حدث في الجزء الأول.. كيف يراهن لحيلح على اللغة في أعماله؟
لكل مادته الأولية التي يشكل بها ومن خلالها أحاسيسه ورؤيته والمادة للكاتب هي اللغة، التي ما أدري هل هي أداة أم غاية فنية، أم هي غاية وأداة، من هذا المنطلق أقول إنني أحترم اللغة، وأنني أراودها كثيرا حتى أجعلها تتدلل في سياق فني أونسق مؤثر، تستغوي القارئ إلى " المكنون " من الكتاب، والذي لا يتوصل إليه إلا بالعقل لأنني أعتقد أن العقل قارئ ومنظم لما تقدمه إليه أدوات الإدراك .
في ثنايا الواقع تختفي قصص أغرب من الخيال ..
الرواية رغم أهميتها وثقلها، لكنها صدرت في طبعة رديئة لا تشجع على القراءة كما أن تسويقها الإعلامي لم يتم بشكل جيد .. لماذا لم يختر لحيلح دار نشر كبيرة تكون في مستوى وقيمة العمل؟
شكرا لكم على تقديركم لروايتي، لكن مسألة الطبع وتوابعه، فإن الذي يتحكم فيها هو حجم الرواية وما ما ينجر عن ذلك من كلفة مادية . وإن شاء الله سيكون للرواية طبعات أخرى أنقى وأرقى، وفي إخراج أجمل وأحكم لتبقى " الطبعة الأولى " ذكرى عزيزة .
تتناول الرواية قصة منصور الذي يعود لقريته بعد مدة من الغيابو لا أحد يعلم أين قضاهاو فيختصم بشأنه أهل القرية وعبره تعود للجرح الجزائري خلال عشرية الدم .. ما هي حدود التقاطع بين التجربة الإبداعية والتجربة الشخصية لدى عيسى لحيلح؟
إن الانخراط في حميميات الواقع بصدق وعمق يغني عن التخيل، ففي ثنايا الواقع تختفي قصص أغرب من الخيال، وفيه أبطال نموذجيون لكل الحالات الإنسانية، لهذا فلا عجب أن يحدث تقاطع بين التجربة الإبداعية والتجربة الشخصية لكل كاتب. أما فيما يخص هذا النص، فإني أستطيع أن أشير إلى أحداثها بتواريخها، وإلى أبطالها بأسمائهم وألقابهم التي ينبزون بها، ولكن دع الأيام تفعل ما تشاء، ربما قد يأتي يوم يرى كل واحد وجهه في هذا النص، ليقول في همس خجول: "له الويلات.. كأنه يعنيني.. إنني بائع مرايا من حروف".
" كراف الخطايا " تدين في متنها السلطة والمعارضة، أومن تسميهم الرواية بأصحاب السهل وأصحاب الجبل، هل تريد أن تقول إن الإسلاميين فشلوا فيما حاولوا أن ينتقدوا فيه السلطة؟ ولماذا فشل المشروع الإسلامي في المعارضة حسب رأيك؟
في حديث سابق قلت إن المعارضة التي تشبه السلطة لن تنتصر عليها، لهذا تعمل السلطة على مر التاريخ على جعل المعارضة تشبهها. والإسلاميون جزء من هذه المعارضة، وإنهم يتقاطعون مع السلطة في الأصولية، وكل أصولي هو مستبد إن كان في السلطة، ومشروع مستبد إن كان في المعارضة، وعندما تقدم الأصولية بعيدا عن الظلال والإيحاءات الدينية ندرك أننا جميعا أصوليون ومستبدون، وما جعل الإسلاميين أصوليين إلا الأصوليات الوطنية واليسارية واللائكية. أما بالنسبة لفشل المشروع الإسلامي فإني أرد ذلك إلى السلفية فكرة ومنهجا وذاكرة، وقد توقعت ذلك وكتبته كالتالي في جبال "بني غافر" يوم26 / 1 / 1996 : "إذا كانت خاتمة الصحوة الإسلامية كما يبدو سلفية فقد خابت وخسرت وانتكست". إن اعتقاد القداسة في القرون الثلاثة الأولى فكرة سياسية تكذبها وتسفهها انحرافات القرون الثلاثة الأولى وما لها شيء من رصيد الإيمان. إن السلفية بدعة مقدسة أوجدتها السلطة السياسية للإفلات من التزامات القرآن وضوابطه، وليس في إمكان الشعوب أن تتحرر من الأنظمة بأيديولوجية الأنظمة، حتى لوكانت غنيمة حرب، وأنا من جهتي لا أرى في السلفية إلا أبائية قريش وقد ارتدت قناعا جديدا كما غير تموز العراقي جلده وقناعه مندسا في سرابيل الحسين، إن مناحات عاشوراء ينكرها الحسين وأبوه وجده ومن قتلوا بين يديه شهداء إنما يرضى عنها الإله " تموز " لأنه من خلالها يستمد أنفاس الحياة والاستمرار .
مطالبة فرنسا بالاعتذار أكبر شتيمة للشهداء
وصية المجاهد صاحب المقهى التي حاول منصور أن يقرأها في ساحة السوق رغم المنع الرسمي تحيل ربما إلى وصية المجاهدين والتاريخ الذي ما زال مشجبا نعلق عليه كل أخطائنا.. في رأيك ما هو نصيب وموقع التاريخ من أزمات الجزائر المتكررة؟
نصيب التاريخ من أزمات الجزائر المتكررة نصيب وافر معتبر، فقسم كبير من مشاكلنا المفصلية الحالية هو تجليات لتناقضات الحركة الوطنية وتناقضات سنوات الاستقلال الأولى، وستبقى هذه التناقضات تتجدد حتى نحسن الاستجابة إليها من خلال"القراءة الموضوعية" لها وما يبنى على ذلك من استنباطات ومواقف، ونفس الحكم هذا ينطبق على التاريخ الإسلامي الذي أدخل قسما كبيرا منه إلى دائرة المسكوت عنه واللامفكر فيه ليصير جزءا مما اصطلح عليه بـ"العقيدة". مازال التاريخ عندنا يخضع للقراءة الانتقائية المدرسية، يتساوى في ذلك التاريخ الوطني والتاريخ الإسلامي، وآخر تجليات تناقضات الحركة الوطنية هو مطالبة فرنسا بالاعتذار، إن الأحرار يطالبون بالثأر ولا يطالبون عدوهم أن يقدم اعتذارا، إن مطلبا كهذا استهانة سافرة واسترخاص مقيت لتضحيات الملايين من الشهداء، ذلك أنه عندما كنا ذا قابلية لاستعمار استعمرنا وعندما صرنا ذا قابلية للتحرر وضحينا وتحررنا، فما موقع الاعتذارين هذا وذاك، لمن هذه المطالبة، لن تفهم إلا في سياق مشوه فهو يشبه الدلال الذي يكون بين حبيبين تجافيا، ولئن نطالب باسترجاع الأرشيف الوطني، وجماجم بعض الشهداء لنعيد دفنها بما يليق بها أولى وأجدى وأنفع، لكن يبدو أنه إذا كان المستعمر تلميذا غبيا حسب تعبير الجنرال جياب فإن المستعمر تلميذ أغبى .
تنحو الرواية في بعض جوانبها منحى صوفيا خاصة في علاقة منصور مع إبليس أو مع كلبه .. هل صارت الصوفية طريقا آخر للخلاص من الأسئلة الثقيلة والخطيرة التي يطرحها العمل؟
الصوفية عندي هي "وجودية الإسلام"، والوجودية هي صوفية الحضارة الغربية لأن الأسئلة واحدة، والهدف يكاد يكون واحدا. وبطل هذه الرواية صوفي من الطراز الأول بل إنه حاز درجة الولاية من خلال تلك العلاقة الحميمة الاستثنائية مع الله. لقد ترقى عبر سلم الآلام والمكابدة، والثورة على المؤسسات، حتى على اللغة وبذلك وصل إلى يقينه القائم على أنه يستحيل أن لا يعرف الله، ويستحيل أن يعرف.. إن الصوفية التي يؤمن بها منصور ليست الطرقية، ذاك أن الطرقية هي التفاف السلطة أو الجماعة على الصوفية وما تدعو إليه من تخلية وتحلية. إن الصوفية عند منصور هي تلك التي يستطيع المرء فيها أن يتوسل إلى الله بذنوبه، في مثل قوله: "اللهم أسألك بكل ذنب ارتكبته ولم أخش فيه أحدا إلاك".. إن التصوف يراهن على الفرد بينما الفقه يراهن على الجماعة، التي صارت تذكرنا بـ"ديكتاتورية البروليتاريا"، من خلال الاستبداد الذي تمارسه ضد الفرد، ويكفيك أنها احتكرت حتى الله، عندما جعلته معها، ومن شذ عنها فمصيره جهنم. إن هيمنة "التصور الفقهي" جعل من الإسلام العظيم "منظومة تشريعية" ناشفة، ومن لله رب العالمين مشرعا وحارس شريعة كما هو غالب في التصور الفقهي. إن القلق الوجودي الذي نمتلئ به والذي هو من ضرورات الحياة لن يجيب عنه إلا التصوف، والتصوف كله اضطراب فإذا حدث استقرار فلا تصوف، فأين المتصوف الحق الذي يقيم حياته على أساس منابذة الجماعة والخليفة والفقيه؟
يعتمد السرد في العمل على القرآن والشعر والكثير من المصادر التراثية .. ما رأيك في من يعتبر التمسك بالتراث أحد مصادر البلاء عندنا؟
لكل أمة تراث، بل إن إحدى مقومات الأمة هو وجود تراث ما.. وهو نعمة ونقمة في آن واحد.. نعمة لمن يتكئ عليه في أي قراءة جديدة من أجل إنتاج معارف جديدة، ونقمة لمن يثوبه ويلبسه سرابيل القداسة، ثم يشرع في تقديم الطقوس والذبائح له التي لن تكون إلا رؤوس المنورين. ومشكلة التراث عندنا تكمن في ارتباطه بـ "المقدس" وتداخله معه، وتكمن في استطاعة الأولين بإقناعنا أن قولهم مقدس، كذلك أننا نعيش فوضى معرفية لأننا لم نستطع أن نفصل بين المقدس الحقيقي والمقدس الزائف.. إن التراث الإسلامي قد وسع دائرة الحرام وتجاوز بها حدود ما حرم الله، وهذا الذي أصاب حياتنا بالارتباك، لأنه حيثما التفتنا وجدنا إشارة "قف.. حرام" ولذلك ها نحن واقفون بينما الأمم الأخرى تسابق المستقبل إلى المستقبل، يجب أن نعتقد في أي قراءة للتراث أن الأسلاف ولا أقول السلف الصالح لم يقولوا كل شيء ولم يكونوا صادقين في كل ما قالوا .
العمل يمتد زمنيا على7 سنوات كاملة استغرقتها في الكتابة .. كيف عشت هذه التجربة إبداعيا؟ وهل راودك ولو لحظة أن العمل قد يمنع مثلا بالنظر للجرأة في تشريح الأزمة الجزائرية؟
هذا الجزء الثاني من روايتي استغرق أكثر من سبع سنين، ولقد أعدت كتابته أربع مرات بقلمي ومرتين على شاشة الكومبيوتر، وخلال كل ذلك كنت أنقح وأصحح وأحذف وأزيد حتى أخذ الصورة النهائية التي أنا راض عنها. لقد كنت خلال هذه السنوات متجردا من كل شخصيتي مستحضرا كل فرديتي ومندمجا في العمل إلى حد العشق، ولهذا كتبت أشياء كثيرة لا أرضى عنها عندما أعود إلى كامل شخصيتي، لكن الحق أحق بأن يتبع. أما بالنسبة للقسم الثاني من السؤال، فإننى أقول حقيقة وطني في وطني لوطني، ولست دونكشوت أصارع طواحين الهواء عبر الفضائيات الأجنبية أنكأ قروح الوطن وجروحه ليتسلى برؤيتها الساديون والفارون من كل هم واهتمام والمتفرغون للنميمة والتنابز السياسي، وهذا المنطلق أو السلوك لا يقدره حق قدره إلا التفرد الجزائري ولا تنزله منزلته المناسبة إلا "الحالة الجزائرية " وكثيرا ما كنت استحضر لثناء الكتابة قول نزار قباني " إننى إن كويت لحم بلادي .. فمن الكي قد يجيء الشفاء " .
سأكتب مذكراتي بطريقة أدبية
العمل محترف لغويا وفلسفيا وفكريا يفتح أكثر من باب يحرج الفكر .. في رأيك على ماذا يجب أن يتكئ قارئ أعمالك حتى يفهمك ويستوعبك؟
لكي يفهمني القارئ ويستوعبني عليه أن يقرأنى بدون خلفية وأفكار مسبقة لأننى كتبت بدون خلفية وأفكار مسبقة. لقد كتبت للجميع عن الجميع، ولم أكن منحازا مع أحد ضد أحد فمن وجد نفسه في موقع حسن فليلزمه ومن وجد نفسه في موقع سيئ، فلست أنا الذي وضعته فيه، وإني لتعجبني شهادة أحد القراء استوقفني بمدينة الطاهير صائفة 2010 وقال لي بعد أن شكرني على الرواية : " عندما أقرأ روايتك أحسن كأنني أكلم نفسي " .
أعلنت منذ مدة عن قرب صدور مذكراتك ماذا ستقول فيها؟
عموما لا يكتب المذكرات إلا السياسيون عندما يبلغون سن اليأس وعندما يريدون الانتصار على هزائمهم الماضية، ولكنني سأكتب مذكراتي بطريقة أدبية وهذا الذي سأشتغل عليه في قابل الأيام إنشاء الله، وإنني لأطلب من أصدقائي العون والمساعدة.
ما رأيك في من يطلق على أدب عيسى لحيلح " أدب الجبل " ؟
لقد وصمت كتاباتي بعدة صفات ونبزت بعدة ألقاب وآخرها هذا وما أشبه الموقف يقول الشاعر "تكاثرت الضباع على خراش.. فما يدري خراش ما يصيد" ومهما يكن فهذه الصفة لا تنطبق إلا على جزء محدد من كتاباتي.
كانت لك علاقة مميزة بفقيد الرواية الجزائرية الراحل الطاهر وطار وتبادلتم خلال فترة رسائل لم نشر .. هل لك أن تروي لنا بعض مواقفك معه؟
لم تكن لي مع الفقيد الكبير، رحمه الله، مراسلات كثيرة وإنما كانت لي معه لقاءات عدة خضنا خلالها في أحاديث متنوعة، وقد كان دائما يسألني عن "الجواجلة" وعن منصور بطل روايتي ويتبع سؤاله مداعبا: "عمي عيسى كيف صنعت هذا البطل؟". رحمه الله فقد كان مثقفا مناضلا ورجلا طيبا وكان إنسانا .
نوافذ للحوار
* كل أصولي مستبد إن كان في السلطة ومشروع مستبد إن كان في المعارضة
* إنني أقول حقيقة وطني في وطني لوطني .. إنني بائع مرايا من حروف .
* عموما لا يكتب المذكرات إلا السياسيون عندما يبلغون سن اليأس وعندما يريدون الانتصار على هزائمهم الماضية.
عن الشروق
الكاتب عبد الله عيسى لحيلح
السلفية بدعة مقدسة أوجدتها السلطة للإفلات من التزامات القرآن
لا أعرض جراح الوطن على الفضائيات ليتسلى بها المتفرغون للنميمة السياسية
يشكل الجزء الثاني من رواية عبد الله عيسى لحيلح "كراف الخطايا" إضافة نوعية للمكتبة الأدبية الجزائرية بالنظر إلى أسلوبها وشكل الكتابة الأدبية، حيث خرج لحيلح عن الأنماط السائدة في الرواية عندنا، فجاء نصه محترفا لغويا وفكريا ودينيا.. نص يثير أسئلة فكرية حرجة حري بنا أن نتوقف عندها لاستخلاص دروس من الأزمة التي أتت على الأخضر واليابس .. كما تأتي أهمية نص لحليج كونه يمثل شهادة قيمة وصادقة عن ما عرفته الجزائر في عشرية الدمار. عن هذه التجربة يفتح الكاتب قلبه لـ "الشروق" في حوار اختصر فيه معنا تجربة الرواية بكل تشعباتها، كما ناقشنا معه بعض مواقفه من القضايا الأدبية والسياسية المطروحة في الساحة.
تتكئ "كراف الخطايا2" على معجم لغوي ثري ومتنوع الاقتباسات والإحالات، حتى يخيل للقارئ أن اللغة هي بطل آخر من أبطال الرواية مثلما حدث في الجزء الأول.. كيف يراهن لحيلح على اللغة في أعماله؟
لكل مادته الأولية التي يشكل بها ومن خلالها أحاسيسه ورؤيته والمادة للكاتب هي اللغة، التي ما أدري هل هي أداة أم غاية فنية، أم هي غاية وأداة، من هذا المنطلق أقول إنني أحترم اللغة، وأنني أراودها كثيرا حتى أجعلها تتدلل في سياق فني أونسق مؤثر، تستغوي القارئ إلى " المكنون " من الكتاب، والذي لا يتوصل إليه إلا بالعقل لأنني أعتقد أن العقل قارئ ومنظم لما تقدمه إليه أدوات الإدراك .
في ثنايا الواقع تختفي قصص أغرب من الخيال ..
الرواية رغم أهميتها وثقلها، لكنها صدرت في طبعة رديئة لا تشجع على القراءة كما أن تسويقها الإعلامي لم يتم بشكل جيد .. لماذا لم يختر لحيلح دار نشر كبيرة تكون في مستوى وقيمة العمل؟
شكرا لكم على تقديركم لروايتي، لكن مسألة الطبع وتوابعه، فإن الذي يتحكم فيها هو حجم الرواية وما ما ينجر عن ذلك من كلفة مادية . وإن شاء الله سيكون للرواية طبعات أخرى أنقى وأرقى، وفي إخراج أجمل وأحكم لتبقى " الطبعة الأولى " ذكرى عزيزة .
تتناول الرواية قصة منصور الذي يعود لقريته بعد مدة من الغيابو لا أحد يعلم أين قضاهاو فيختصم بشأنه أهل القرية وعبره تعود للجرح الجزائري خلال عشرية الدم .. ما هي حدود التقاطع بين التجربة الإبداعية والتجربة الشخصية لدى عيسى لحيلح؟
إن الانخراط في حميميات الواقع بصدق وعمق يغني عن التخيل، ففي ثنايا الواقع تختفي قصص أغرب من الخيال، وفيه أبطال نموذجيون لكل الحالات الإنسانية، لهذا فلا عجب أن يحدث تقاطع بين التجربة الإبداعية والتجربة الشخصية لكل كاتب. أما فيما يخص هذا النص، فإني أستطيع أن أشير إلى أحداثها بتواريخها، وإلى أبطالها بأسمائهم وألقابهم التي ينبزون بها، ولكن دع الأيام تفعل ما تشاء، ربما قد يأتي يوم يرى كل واحد وجهه في هذا النص، ليقول في همس خجول: "له الويلات.. كأنه يعنيني.. إنني بائع مرايا من حروف".
" كراف الخطايا " تدين في متنها السلطة والمعارضة، أومن تسميهم الرواية بأصحاب السهل وأصحاب الجبل، هل تريد أن تقول إن الإسلاميين فشلوا فيما حاولوا أن ينتقدوا فيه السلطة؟ ولماذا فشل المشروع الإسلامي في المعارضة حسب رأيك؟
في حديث سابق قلت إن المعارضة التي تشبه السلطة لن تنتصر عليها، لهذا تعمل السلطة على مر التاريخ على جعل المعارضة تشبهها. والإسلاميون جزء من هذه المعارضة، وإنهم يتقاطعون مع السلطة في الأصولية، وكل أصولي هو مستبد إن كان في السلطة، ومشروع مستبد إن كان في المعارضة، وعندما تقدم الأصولية بعيدا عن الظلال والإيحاءات الدينية ندرك أننا جميعا أصوليون ومستبدون، وما جعل الإسلاميين أصوليين إلا الأصوليات الوطنية واليسارية واللائكية. أما بالنسبة لفشل المشروع الإسلامي فإني أرد ذلك إلى السلفية فكرة ومنهجا وذاكرة، وقد توقعت ذلك وكتبته كالتالي في جبال "بني غافر" يوم26 / 1 / 1996 : "إذا كانت خاتمة الصحوة الإسلامية كما يبدو سلفية فقد خابت وخسرت وانتكست". إن اعتقاد القداسة في القرون الثلاثة الأولى فكرة سياسية تكذبها وتسفهها انحرافات القرون الثلاثة الأولى وما لها شيء من رصيد الإيمان. إن السلفية بدعة مقدسة أوجدتها السلطة السياسية للإفلات من التزامات القرآن وضوابطه، وليس في إمكان الشعوب أن تتحرر من الأنظمة بأيديولوجية الأنظمة، حتى لوكانت غنيمة حرب، وأنا من جهتي لا أرى في السلفية إلا أبائية قريش وقد ارتدت قناعا جديدا كما غير تموز العراقي جلده وقناعه مندسا في سرابيل الحسين، إن مناحات عاشوراء ينكرها الحسين وأبوه وجده ومن قتلوا بين يديه شهداء إنما يرضى عنها الإله " تموز " لأنه من خلالها يستمد أنفاس الحياة والاستمرار .
مطالبة فرنسا بالاعتذار أكبر شتيمة للشهداء
وصية المجاهد صاحب المقهى التي حاول منصور أن يقرأها في ساحة السوق رغم المنع الرسمي تحيل ربما إلى وصية المجاهدين والتاريخ الذي ما زال مشجبا نعلق عليه كل أخطائنا.. في رأيك ما هو نصيب وموقع التاريخ من أزمات الجزائر المتكررة؟
نصيب التاريخ من أزمات الجزائر المتكررة نصيب وافر معتبر، فقسم كبير من مشاكلنا المفصلية الحالية هو تجليات لتناقضات الحركة الوطنية وتناقضات سنوات الاستقلال الأولى، وستبقى هذه التناقضات تتجدد حتى نحسن الاستجابة إليها من خلال"القراءة الموضوعية" لها وما يبنى على ذلك من استنباطات ومواقف، ونفس الحكم هذا ينطبق على التاريخ الإسلامي الذي أدخل قسما كبيرا منه إلى دائرة المسكوت عنه واللامفكر فيه ليصير جزءا مما اصطلح عليه بـ"العقيدة". مازال التاريخ عندنا يخضع للقراءة الانتقائية المدرسية، يتساوى في ذلك التاريخ الوطني والتاريخ الإسلامي، وآخر تجليات تناقضات الحركة الوطنية هو مطالبة فرنسا بالاعتذار، إن الأحرار يطالبون بالثأر ولا يطالبون عدوهم أن يقدم اعتذارا، إن مطلبا كهذا استهانة سافرة واسترخاص مقيت لتضحيات الملايين من الشهداء، ذلك أنه عندما كنا ذا قابلية لاستعمار استعمرنا وعندما صرنا ذا قابلية للتحرر وضحينا وتحررنا، فما موقع الاعتذارين هذا وذاك، لمن هذه المطالبة، لن تفهم إلا في سياق مشوه فهو يشبه الدلال الذي يكون بين حبيبين تجافيا، ولئن نطالب باسترجاع الأرشيف الوطني، وجماجم بعض الشهداء لنعيد دفنها بما يليق بها أولى وأجدى وأنفع، لكن يبدو أنه إذا كان المستعمر تلميذا غبيا حسب تعبير الجنرال جياب فإن المستعمر تلميذ أغبى .
تنحو الرواية في بعض جوانبها منحى صوفيا خاصة في علاقة منصور مع إبليس أو مع كلبه .. هل صارت الصوفية طريقا آخر للخلاص من الأسئلة الثقيلة والخطيرة التي يطرحها العمل؟
الصوفية عندي هي "وجودية الإسلام"، والوجودية هي صوفية الحضارة الغربية لأن الأسئلة واحدة، والهدف يكاد يكون واحدا. وبطل هذه الرواية صوفي من الطراز الأول بل إنه حاز درجة الولاية من خلال تلك العلاقة الحميمة الاستثنائية مع الله. لقد ترقى عبر سلم الآلام والمكابدة، والثورة على المؤسسات، حتى على اللغة وبذلك وصل إلى يقينه القائم على أنه يستحيل أن لا يعرف الله، ويستحيل أن يعرف.. إن الصوفية التي يؤمن بها منصور ليست الطرقية، ذاك أن الطرقية هي التفاف السلطة أو الجماعة على الصوفية وما تدعو إليه من تخلية وتحلية. إن الصوفية عند منصور هي تلك التي يستطيع المرء فيها أن يتوسل إلى الله بذنوبه، في مثل قوله: "اللهم أسألك بكل ذنب ارتكبته ولم أخش فيه أحدا إلاك".. إن التصوف يراهن على الفرد بينما الفقه يراهن على الجماعة، التي صارت تذكرنا بـ"ديكتاتورية البروليتاريا"، من خلال الاستبداد الذي تمارسه ضد الفرد، ويكفيك أنها احتكرت حتى الله، عندما جعلته معها، ومن شذ عنها فمصيره جهنم. إن هيمنة "التصور الفقهي" جعل من الإسلام العظيم "منظومة تشريعية" ناشفة، ومن لله رب العالمين مشرعا وحارس شريعة كما هو غالب في التصور الفقهي. إن القلق الوجودي الذي نمتلئ به والذي هو من ضرورات الحياة لن يجيب عنه إلا التصوف، والتصوف كله اضطراب فإذا حدث استقرار فلا تصوف، فأين المتصوف الحق الذي يقيم حياته على أساس منابذة الجماعة والخليفة والفقيه؟
يعتمد السرد في العمل على القرآن والشعر والكثير من المصادر التراثية .. ما رأيك في من يعتبر التمسك بالتراث أحد مصادر البلاء عندنا؟
لكل أمة تراث، بل إن إحدى مقومات الأمة هو وجود تراث ما.. وهو نعمة ونقمة في آن واحد.. نعمة لمن يتكئ عليه في أي قراءة جديدة من أجل إنتاج معارف جديدة، ونقمة لمن يثوبه ويلبسه سرابيل القداسة، ثم يشرع في تقديم الطقوس والذبائح له التي لن تكون إلا رؤوس المنورين. ومشكلة التراث عندنا تكمن في ارتباطه بـ "المقدس" وتداخله معه، وتكمن في استطاعة الأولين بإقناعنا أن قولهم مقدس، كذلك أننا نعيش فوضى معرفية لأننا لم نستطع أن نفصل بين المقدس الحقيقي والمقدس الزائف.. إن التراث الإسلامي قد وسع دائرة الحرام وتجاوز بها حدود ما حرم الله، وهذا الذي أصاب حياتنا بالارتباك، لأنه حيثما التفتنا وجدنا إشارة "قف.. حرام" ولذلك ها نحن واقفون بينما الأمم الأخرى تسابق المستقبل إلى المستقبل، يجب أن نعتقد في أي قراءة للتراث أن الأسلاف ولا أقول السلف الصالح لم يقولوا كل شيء ولم يكونوا صادقين في كل ما قالوا .
العمل يمتد زمنيا على7 سنوات كاملة استغرقتها في الكتابة .. كيف عشت هذه التجربة إبداعيا؟ وهل راودك ولو لحظة أن العمل قد يمنع مثلا بالنظر للجرأة في تشريح الأزمة الجزائرية؟
هذا الجزء الثاني من روايتي استغرق أكثر من سبع سنين، ولقد أعدت كتابته أربع مرات بقلمي ومرتين على شاشة الكومبيوتر، وخلال كل ذلك كنت أنقح وأصحح وأحذف وأزيد حتى أخذ الصورة النهائية التي أنا راض عنها. لقد كنت خلال هذه السنوات متجردا من كل شخصيتي مستحضرا كل فرديتي ومندمجا في العمل إلى حد العشق، ولهذا كتبت أشياء كثيرة لا أرضى عنها عندما أعود إلى كامل شخصيتي، لكن الحق أحق بأن يتبع. أما بالنسبة للقسم الثاني من السؤال، فإننى أقول حقيقة وطني في وطني لوطني، ولست دونكشوت أصارع طواحين الهواء عبر الفضائيات الأجنبية أنكأ قروح الوطن وجروحه ليتسلى برؤيتها الساديون والفارون من كل هم واهتمام والمتفرغون للنميمة والتنابز السياسي، وهذا المنطلق أو السلوك لا يقدره حق قدره إلا التفرد الجزائري ولا تنزله منزلته المناسبة إلا "الحالة الجزائرية " وكثيرا ما كنت استحضر لثناء الكتابة قول نزار قباني " إننى إن كويت لحم بلادي .. فمن الكي قد يجيء الشفاء " .
سأكتب مذكراتي بطريقة أدبية
العمل محترف لغويا وفلسفيا وفكريا يفتح أكثر من باب يحرج الفكر .. في رأيك على ماذا يجب أن يتكئ قارئ أعمالك حتى يفهمك ويستوعبك؟
لكي يفهمني القارئ ويستوعبني عليه أن يقرأنى بدون خلفية وأفكار مسبقة لأننى كتبت بدون خلفية وأفكار مسبقة. لقد كتبت للجميع عن الجميع، ولم أكن منحازا مع أحد ضد أحد فمن وجد نفسه في موقع حسن فليلزمه ومن وجد نفسه في موقع سيئ، فلست أنا الذي وضعته فيه، وإني لتعجبني شهادة أحد القراء استوقفني بمدينة الطاهير صائفة 2010 وقال لي بعد أن شكرني على الرواية : " عندما أقرأ روايتك أحسن كأنني أكلم نفسي " .
أعلنت منذ مدة عن قرب صدور مذكراتك ماذا ستقول فيها؟
عموما لا يكتب المذكرات إلا السياسيون عندما يبلغون سن اليأس وعندما يريدون الانتصار على هزائمهم الماضية، ولكنني سأكتب مذكراتي بطريقة أدبية وهذا الذي سأشتغل عليه في قابل الأيام إنشاء الله، وإنني لأطلب من أصدقائي العون والمساعدة.
ما رأيك في من يطلق على أدب عيسى لحيلح " أدب الجبل " ؟
لقد وصمت كتاباتي بعدة صفات ونبزت بعدة ألقاب وآخرها هذا وما أشبه الموقف يقول الشاعر "تكاثرت الضباع على خراش.. فما يدري خراش ما يصيد" ومهما يكن فهذه الصفة لا تنطبق إلا على جزء محدد من كتاباتي.
كانت لك علاقة مميزة بفقيد الرواية الجزائرية الراحل الطاهر وطار وتبادلتم خلال فترة رسائل لم نشر .. هل لك أن تروي لنا بعض مواقفك معه؟
لم تكن لي مع الفقيد الكبير، رحمه الله، مراسلات كثيرة وإنما كانت لي معه لقاءات عدة خضنا خلالها في أحاديث متنوعة، وقد كان دائما يسألني عن "الجواجلة" وعن منصور بطل روايتي ويتبع سؤاله مداعبا: "عمي عيسى كيف صنعت هذا البطل؟". رحمه الله فقد كان مثقفا مناضلا ورجلا طيبا وكان إنسانا .
نوافذ للحوار
* كل أصولي مستبد إن كان في السلطة ومشروع مستبد إن كان في المعارضة
* إنني أقول حقيقة وطني في وطني لوطني .. إنني بائع مرايا من حروف .
* عموما لا يكتب المذكرات إلا السياسيون عندما يبلغون سن اليأس وعندما يريدون الانتصار على هزائمهم الماضية.
عن الشروق
توفيق- عضو متميز
- عدد الرسائل : 425
نقاط : 1075
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
مواضيع مماثلة
» عـذابات حسينيـة شعر : عبدالله عيسى لحيلح
» وبقيت وحدك في المطار .. القصيد الذي هز اجيالا بكاملها ( عبدالله عيسى لحيلح ) .
» الروائي عبد الله عيسى لحيلح : لم التحق يوما بالجيا ولم أكن مفتيا للجيش الاسلامي ...
» نابغات الجزائر يكشفن للشروق أسرار التفوق والنجاح
» واسيني الأعرج للشروق لو قذفنا كل كلب نبح لما بقي على الأرض حجر
» وبقيت وحدك في المطار .. القصيد الذي هز اجيالا بكاملها ( عبدالله عيسى لحيلح ) .
» الروائي عبد الله عيسى لحيلح : لم التحق يوما بالجيا ولم أكن مفتيا للجيش الاسلامي ...
» نابغات الجزائر يكشفن للشروق أسرار التفوق والنجاح
» واسيني الأعرج للشروق لو قذفنا كل كلب نبح لما بقي على الأرض حجر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo