مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
الشاعر والناقد رمضان حمود
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الشاعر والناقد رمضان حمود
الشاعروالناقد الجزائري رمضان حمود
دراسات ادبية بقلم الاستاذ: الاخضر بن هدوقه
ولد رمضان حمود في سنة 1906 بمدينة غرداية في بيئة محافظة ,وكان لجده ووالده فيما يبدو أكبر الأثر في تنشئته هذه النشأة الصالحة بما زرعوه في نفسه منذ الصغر من استقامة في الدين وتمسكه بالأخلاق الكريمة وحب الوطن ولما بلغ السادسة من عمره اصطحبه والده معه إلى –غليزان – حيث كانت تجارته ,عندها التحق حمود بإحدى المدارس الفرنسية هناك وقد شهد له بالذكاء والنبوغ منذ الصغر مثالا للنشاط في فصله والاعتناء التام بدروسه ,فطوي باجتهاده ومواهبه في سنتين اثنتين مايطويه غيره من التلاميذ في أربع سنوات وهو ما جعل معلميه يخصونه بالمحبة والعطف ويضربون به المثل في حب التحصيل عندما يريدون تحفيز تلاميذهم ولكنه اصطدم منذ مراحل التعليم الأولى بمأساة التعليم في الجزائر مستعمرة حيث غدا التلميذ ممزقا في اغلب الأحيان بين تعليمين احدهما فرنسي عصري المناهج والأساليب ولكنه يهدم الروحيات و ومقومات الشخصية الجزائرية هدما وثانيهما عربي حر والذي عرفته الكتاتيب والمساجد وبعض المدارس الخاصة ولكنه عقيم الأساليب ضعيف المناهج .
ونتيجة لذلك قرر والده ان يبعث به الى تونس وكانت آنئذ قبلة كل شغوف للمعرفة فانظم حمود الى افراد البعثة التعليمية التي كان يراسها الشيخ ابو اليقظان والشيخ ابو اسحاق اطفيش والشيخ محمد الثميني .
فكونته المطالعة والأندية الأدبية وابرز مواهبه الشعرية ورباه مشائخه في البعثة وزرعوا فيه حب الإستقامة خلقا ودينا وبثوا في نفسه حب التضحية وتقلب هناك في مدارس منها السلام ، فالمدرسة القرآنية الأهلية ثم المدرسة الخلدونية ثم الجامع الأعظم درس الخط العربي وبرع فيه كما درس مبادئ في الجغرافيا والتاريخ ثم النحو والصرف والتشريح والهندسة وفي القسم الثاني العلوم الطبيعية باسرها فكون مع بعض اخوانه الطلبة في البعثة ( جمعية ادبية وطنية ) حيث كن من ابرز عناصرها ولكن مرض السل الخطير بدأ ينهش رئتيه وهو ما يزال طالبا في تونس لم تسلمه مخالبه الا بعد ان مزقته واخيرا انطفات شعلته .
ضرورة الإحتكاك بالأداب الغربية :
ان الشعر الجزائري ابان الثلاثينات كان اقل ما يقال عنه انه شعر تقليدي محافظ ينتمي الى الكلاسيكية الجديدة عند شباب الحركة الإصلاحية ويرتد الى عصر الإنحطاط عند غيرهم ونتيجة لذلك فإن الدعوة الجريئة والصريحة الى الإتصال بالغرب انما اتت من رمضان حمود الذي جهر بدعوته في وقت كان النقد والأدب في المغرب العربي عبارة عن اجترار للقديم وفي هذا الوقت المبكر فهم حمود ان السبيل الوحيد لتحرير الأدب من قيود الماضي وما يطلق عليه بالجمود والتقليد الأعمى ويظهر ذلك من خلال قوله " انا لا اقصد بالترجمة الترجمة اللفظية والإختلاس والمسخ وقتل الأدب بالسيف العجمية شر قتلة ...... بتحطيم الأوضاع والقواعد الأساسية والبلاغة العربية والإمتيازات والفروق التي بني عليها كل قوم .... ولكن اقول واكرر بكل حرية وافوه إلا بما اعتقد .... ان الأدب العربي مريض ومشرف على الهلاك ان لم يتداركه ابناؤه في عصر تخالف تماما المخالفة عصوره المتقدمة فهو يحتاج الى دواء ناجع يوافق علته ومزاج طبيعته المنغمسة في حالة الجو الحار فإن لكل زمان رجالا ولكل ادب مخصوصا به لا يزن ان يقلده الجيل الذي يليه بدء ان دعوته لا تعني ان الأدب العربي ضيف يحتاج الى توسيع او معوز يفتقر الى ثروة او خامل الفكر فلا بد له ممن يرفع صوته ليعرفه الناس
ولكن الأدب الجزائري في نظر ه اصيب بإنتكاسة شديدة فهو في حاجة ماسة الى البحث عن علاج وهذا لا يمكن إلا بالإحتكاك بالآداب الأجنبية وانما ركز هو وزملائه على قضية التطور لكل ادب ثم يتساءل عن العوامل النفسية لتشبث بعض الأدباء بالقديم فيقول " وهل قوة الإدراك في تقهقر مستمر حتى ان المرء لا يفعل شيئا الا ويسأل هل فعلته القدماء ام لا ؟ وهل هو مطابق لإرادتهم ام لا ؟ وهل القدماء رمز على ( كذا ) العلم والإختراع المتاخرون على الجهل والإتباع ؟ وهل خلق الإنسان ليكون ذيل غيره وغيره هو الرأس ؟ وهل يدوم بناء بغير ترميم وتجدد مهما كانت صلابته و قوة مشيدة .
:
لم يهتم حمودة في نقده برسالة الشعر ومضامينه وحدها وانما اهتم بشكل القصيدة ايضا ذلك لأنه لم يفصل قط بين الشكل والمضمون فهما عنده متكاملان متلاحمان في نسيج واحد اذ يرى بأنه لا يمكن ان تكون هناك جدة او تطور في احدهما دون الآخر ومن ثم كان لا بد من العناية ببعض القضايا الفنية المحضة واهم هذه القضايا كما يتجلى من خلال النصوص قضية الصدق الفني التي عرفت هي الأخرى نقاشا حادا بين القدامى والمحدثين في الشعر العربي لهذا فإن رمضان حمود يريد ان يشير الى ان العملية الشعرية هي الأساس في القصيدة الشعرية سواء كانت ذاتية الإنسان المتمدن او المتوحش وإن كل ذلك يظهر بالممارسة وما دام ان الشعر مصدره النفس الإنساسية فإن المثقف والعامي فيه سيان فكلاهما يرسل كلامه من نفس متقدة وروح ملتهبة وقلب مملوء احساسا وشعورا فتقبله اسواق الأفئدة والصدور اذن مصدر الشعر النفس والروح والقلب ومادته الإحساس والشعور وهذا لا يتاتى الا بالإحتكاك والممارسة ومن هنا فإنه في نظره ايضا ان الشعر سطر بريشة الشعور على صحائف لغات الأمم الخاصة بها .
الإلهام والموهبة :
ويترتب عن التحديد السابق للأدب بعامة والشعر بخاصة ان نقاد الإتجاه التأثري في المغرب العربي نظروا الى الشعر على انه الهام أي انه موهبة منحها الإنسان
لتصوير ما يضطرب في نفسه من مشاعر وعواطف لهذا فإن رمضان حمود نظر في هذه القضية معتمدا على الناقد الفرنسي المشهور شابيلين فقال " إن الشعر وهو النطق بالحقيقة تلك الحقيقة العميقة الشاعر بها القلب والشعار الصادق قريب جدا من الوحي فالشعور في نظر هذا الناقد الجزائري ليس عملا يمكن ان يقوم به من شاء من الناس بل هو الهام تولده الطبيعة في نفس الشاعر .
لهذا فإن حمود تجنب استخدام وحي حتى لا يؤدي به الى مجابهة رجال الإصلاح خاصة وأنه يشاركهم في كثير من مواقفهم قال ذلك حتى يتجنب الشاعر التصنع وان يصور ما في نفسه من شعور صادق او ما يسميه " وحي الضمير والهام الوجود " والحق ان نظرته هذه تكتمل مع شخصيته تمام الإكتمال فقد عرف عنه كره شديد للنفاق والدجل ومقت قوي للتقليد والجمود .
أو لم يقل عن مذهبه الفني ولست من الذين يكتبون للتسلية والترويح عن النفس ولا الذين يتذللون بالعبارات المنمقة الرقيقة ولكن اكتب لأفيد واستفيد لا ليقال انه كتب بل ليقول لي ضميري انك قمت بواجبك واديت ما عليك فكن مطمئنا
والصدق عنده اساس نجاح التجربةالفنية بصفة عامة لذلك فإن الشاعر من هذه الوجهة لا يختلف عن الرسام في شيء فكما ان الرسام لا بنجح الا اذا تزود بطاقة حية من الشعور وكان المنظر الذي يريد رسمه حاضرا في ذهنه وامام عينيه كذلك الشاعر لا طاقة له على امتلاك العقول والأخذ بأزمة النفوس الا اذا اجاد تصوير العواطف الهائلة التي تقوم في ميدان صدره الرحب عندما يريد ان يعرب للسامع عن خواطره الخاصة او العامة لا مجرد تنسيق وتزويق وتكلف مشين وكذب فادح فإن هذا مما ينقص من قيمة الشعر والشعراء في الأمة النبيهة
الموقف من لغة الشعر
وكل ماكان يهم رمضان حمود وزملاؤه ان تكون اللغة بسيطة وان يكون الاسلوب غير معقد او بعبارة اخرى عدم تكلفالشاعر في التعبير عما في نفسه من احاسيس لهذا يخاطب من يصفهم بالاحداث قائلا: فياا يها الادباء الاحداث انبذوا عنكم التكلف و التنطع في اللغة و افرغوا المعنى الجميل في اللفظ الجميل
فحمود لا يريد اكثر من الصدق في التعبير و هو الصدق الذي ان اخذ به الشاعر جنبه التكلف و التنطع في اللغة
و جعله يعبر عن نفسه بدل ان يبقى ظلا لغيره من الادباء فاللغة التي يفضلها هي التي تتماشى و روح العصر المتطورة معه المستجيبة لمتطلباته لغة سهلة التناول من طرف المتلقين بسيطة تصل الى النفس الانسانية بدون
جهد او تكلف فهي لا تتعالى بكلمات غريبة معقدة كما لا تنزل الى عامية شوهاء مبتدلة انها اللغة الوسطى كما
يعبر عنها اليوم حيث يرى رمضان حمود بانه (لايسمى الشاعر شاعرا عندي الا اذا خاطب الناس باللغة التي يفهمونها بحيث تنزل على قلوبهم نزول ندى الصباح على الزهرة الباسمة لاان يكلمونا في القرن العشرين بلغة
امرئ القيس و طرفه و المهلهل الجاهليين الغابرين )
و من الواضح انه لم يدع الى لغة دارجة او عامية كما دعا الى ذلك بعض النقاد في المشرق العربي في تلك الفترة
بالذات لان الحفاظ على اللغة عنده هو حفاظه على القومية و الاصالة و الشخصية و يتجلى ذلك في هده الدعوة التي وجهها الى الادباء و الشعراء قائلا
اجهدوا انفسكم في درس لغتكم في فهم اسرارها في تدقيق معانيها في اتقانها غاية الاتقان فاذا تم لكم المراد و استحوذتم على جانب وافرمنها انبدوا عنكم كل صلة بينكم و بين ماضيها اجعلوها وسيلة الى نيل ماربكم لا غاية تتجاوزونها غيروا فننوا وسعوا اصلحوا فانكم بذلك تكونون عصرا انت ما يحلو لك
التصوير و التعبير في الشعر
لقد التفت النقاد التاثريون في المغرب العربي الى جوانب اخرى في الشعر فبالاضافة الى النظر في الوزن و اللغة و الذوق و الاحساس و العاطفة نظروا كذلك فيما اطلقوا عليه احيانا ((الصورة الشعرية )و احيانا (التصوير الشعري ) لذلك فان رمضان حمود اعتبر الشاعر و المصور اجيرين للفن و الجمال و كلاهما مدين بالاجادة و التدقيق في النظر و البحث فهذا في المحسوسات و ذاك في المعنويات
و اذا كان التصوير يستلزم بالاضافة الى الشعور حواس متطورة قادرة على التقاط الجزيئات الدالة فان التصوير في المعنويات يقتضي من الشاعر التامل و مراجعة النفس في الحالات الرقيقةاو المتشابهة كما يتطلب منه اجادة استعمال العقل الباطن في هضم المادة التي يستند عليها عمل الشاعر في البداية و تكييفها لذلك فهو يقول (فكذلك الشاعر لا طاقة له على امتلاك العقول و الاخذ بازمة النفوس الا اذا اجاد تصوير تلك الوقائع الهائلة التي تقوم في ميدان صدره عندما يريد ان يعرب للسامع عن خاطرمن خواطره الخاصة او العامة كانت (كدا) لا مجرد تنميق و تزويق مشين )
و هذا يقودنا الى الحديث عن الصدق و بالتالي يقودنا الى الحديث عن العاطفة و دورها في ابراز الصورة الشعرية تلك القضية التي وجدت كل الاهتمام من رمضان حمود حين اعتبر العاطفة اول عنصر يساعد على انجاح الشعر و اخفاقه و قد حذر الاديب الناشئ من ان يتقدم الى مهنة الشعر و الادب بزاد النحو و الصرف او العروض و القوافي او البلاغة و المادة اللغوية ...ما لم يسعف كل ذلك في نفسه وازع قوي نحو التجربة الادبية
(فهو ليس بضاعة كما يقولون و لكنه الهام و جداني و وحي الضمير )
...فان الادب الدي لا يصدر عن نفس حساسة في نفحاتها لا يتسرب الى اعماق النفوس الحية بل لا يخلد طويلا و لا يلبث ان يقضي عليه سلطان النسيان و الاهمال
و الواقع ان المذهب الرومانسي في الادب كان يعطي اهمية عظيمة للصورة الفنية و العاطفة في التجربة الفنية و يعود هذا اعتبارا الى طبيعة الرومانسية نفسها التي جعلت للقلب و الشعور اعلى قوة من العقل باعتباره هاديا للانسان .
و الخلاصة بعد كل هذا نستطيع ان نقول بان رمضان حمود يعتبر بالنسبة للادب الجزائري الحديث رائد في ميدان النقد الادبي و لا سيما في مجال نقد الشعر فقد عالج قضايا جوهرية منها رسالة الشعر و دوره في الحياة و اوضح ما في المضامين التقليدية من قصور كما عالج بعض القضايا المعنوية منها العاطفة و دورها في الشعر و قضية الصدق الفني و اللغة الشعرية و كيف يجب ان تكون
لهذا فإن حمود تجنب استخدام وحي حتى لا يؤدي به الى مجابهة رجال الإصلاح خاصة وأنه يشاركهم في كثير من مواقفهم قال ذلك حتى يتجنب الشاعر التصنع وان يصور ما في نفسه من شعور صادق او ما يسميه " وحي الضمير والهام الوجود " والحق ان نظرته هذه تكتمل مع شخصيته تمام الإكتمال فقد عرف عنه كره شديد للنفاق والدجل ومقت قوي للتقليد والجمود .
أو لم يقل عن مذهبه الفني ولست من الذين يكتبون للتسلية والترويح عن النفس ولا الذين يتذللون بالعبارات المنمقة الرقيقة ولكن اكتب لأفيد واستفيد لا ليقال انه كتب بل ليقول لي ضميري انك قمت بواجبك واديت ما عليك فكن مطمئنا
والصدق عنده اساس نجاح التجربةالفنية بصفة عامة لذلك فإن الشاعر من هذه الوجهة لا يختلف عن الرسام في شيء فكما ان الرسام لا بنجح الا اذا تزود بطاقة حية من الشعور وكان المنظر الذي يريد رسمه حاضرا في ذهنه وامام عينيه كذلك الشاعر لا طاقة له على امتلاك العقول والأخذ بأزمة النفوس الا اذا اجاد تصوير العواطف الهائلة التي تقوم في ميدان صدره الرحب عندما يريد ان يعرب للسامع عن خواطره الخاصة او العامة لا مجرد تنسيق وتزويق وتكلف مشين وكذب فادح فإن هذا مما ينقص من قيمة الشعر والشعراء في الأمة النبيهة
الموقف من لغة الشعر
وكل ماكان يهم رمضان حمود وزملاؤه ان تكون اللغة بسيطة وان يكون الاسلوب غير معقد او بعبارة اخرى عدم تكلفالشاعر في التعبير عما في نفسه من احاسيس لهذا يخاطب من يصفهم بالاحداث قائلا: فياا يها الادباء الاحداث انبذوا عنكم التكلف و التنطع في اللغة و افرغوا المعنى الجميل في اللفظ الجميل
فحمود لا يريد اكثر من الصدق في التعبير و هو الصدق الذي ان اخذ به الشاعر جنبه التكلف و التنطع في اللغة
و جعله يعبر عن نفسه بدل ان يبقى ظلا لغيره من الادباء فاللغة التي يفضلها هي التي تتماشى و روح العصر المتطورة معه المستجيبة لمتطلباته لغة سهلة التناول من طرف المتلقين بسيطة تصل الى النفس الانسانية بدون
جهد او تكلف فهي لا تتعالى بكلمات غريبة معقدة كما لا تنزل الى عامية شوهاء مبتدلة انها اللغة الوسطى كما
يعبر عنها اليوم حيث يرى رمضان حمود بانه (لايسمى الشاعر شاعرا عندي الا اذا خاطب الناس باللغة التي يفهمونها بحيث تنزل على قلوبهم نزول ندى الصباح على الزهرة الباسمة لاان يكلمونا في القرن العشرين بلغة
امرئ القيس و طرفه و المهلهل الجاهليين الغابرين )
و من الواضح انه لم يدع الى لغة دارجة او عامية كما دعا الى ذلك بعض النقاد في المشرق العربي في تلك الفترة
بالذات لان الحفاظ على اللغة عنده هو حفاظه على القومية و الاصالة و الشخصية و يتجلى ذلك في هده الدعوة التي وجهها الى الادباء و الشعراء قائلا
اجهدوا انفسكم في درس لغتكم في فهم اسرارها في تدقيق معانيها في اتقانها غاية الاتقان فاذا تم لكم المراد و استحوذتم على جانب وافرمنها انبدوا عنكم كل صلة بينكم و بين ماضيها اجعلوها وسيلة الى نيل ماربكم لا غاية تتجاوزونها غيروا فننوا وسعوا اصلحوا فانكم بذلك تكونون عصرا انت ما يحلو لك
التصوير و التعبير في الشعر
لقد التفت النقاد التاثريون في المغرب العربي الى جوانب اخرى في الشعر فبالاضافة الى النظر في الوزن و اللغة و الذوق و الاحساس و العاطفة نظروا كذلك فيما اطلقوا عليه احيانا ((الصورة الشعرية )و احيانا (التصوير الشعري ) لذلك فان رمضان حمود اعتبر الشاعر و المصور اجيرين للفن و الجمال و كلاهما مدين بالاجادة و التدقيق في النظر و البحث فهذا في المحسوسات و ذاك في المعنويات
و اذا كان التصوير يستلزم بالاضافة الى الشعور حواس متطورة قادرة على التقاط الجزيئات الدالة فان التصوير في المعنويات يقتضي من الشاعر التامل و مراجعة النفس في الحالات الرقيقةاو المتشابهة كما يتطلب منه اجادة استعمال العقل الباطن في هضم المادة التي يستند عليها عمل الشاعر في البداية و تكييفها لذلك فهو يقول (فكذلك الشاعر لا طاقة له على امتلاك العقول و الاخذ بازمة النفوس الا اذا اجاد تصوير تلك الوقائع الهائلة التي تقوم في ميدان صدره عندما يريد ان يعرب للسامع عن خاطرمن خواطره الخاصة او العامة كانت (كدا) لا مجرد تنميق و تزويق مشين )
و هذا يقودنا الى الحديث عن الصدق و بالتالي يقودنا الى الحديث عن العاطفة و دورها في ابراز الصورة الشعرية تلك القضية التي وجدت كل الاهتمام من رمضان حمود حين اعتبر العاطفة اول عنصر يساعد على انجاح الشعر و اخفاقه و قد حذر الاديب الناشئ من ان يتقدم الى مهنة الشعر و الادب بزاد النحو و الصرف او العروض و القوافي او البلاغة و المادة اللغوية ...ما لم يسعف كل ذلك في نفسه وازع قوي نحو التجربة الادبية
(فهو ليس بضاعة كما يقولون و لكنه الهام و جداني و وحي الضمير )
...فان الادب الدي لا يصدر عن نفس حساسة في نفحاتها لا يتسرب الى اعماق النفوس الحية بل لا يخلد طويلا و لا يلبث ان يقضي عليه سلطان النسيان و الاهمال
و الواقع ان المذهب الرومانسي في الادب كان يعطي اهمية عظيمة للصورة الفنية و العاطفة في التجربة الفنية و يعود هذا اعتبارا الى طبيعة الرومانسية نفسها التي جعلت للقلب و الشعور اعلى قوة من العقل باعتباره هاديا للانسان .
و الخلاصة بعد كل هذا نستطيع ان نقول بان رمضان حمود يعتبر بالنسبة للادب الجزائري الحديث رائد في ميدان النقد الادبي و لا سيما في مجال نقد الشعر فقد عالج قضايا جوهرية منها رسالة الشعر و دوره في الحياة و اوضح ما في المضامين التقليدية من قصور كما عالج بعض القضايا المعنوية منها العاطفة و دورها في الشعر و قضية الصدق الفني و اللغة الشعرية و كيف يجب ان تكون
ملاحظة: تمت مراجعة قراءة المقالة من طرف الكاتب فمعذرة للقراء على الاخطاء المطبعية السابقة
في:1994
في:1994
عدل سابقا من قبل الاخضر بن هدوقه في الجمعة يناير 02, 2009 12:06 pm عدل 2 مرات
الاخضر بن هدوقه- عضو نشط
- عدد الرسائل : 60
نقاط : 15
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
رد: الشاعر والناقد رمضان حمود
شكرا على هذا الموضوع
لست من أهل الأدب أو الشعر لكني سأحتفظ بهذه الكلمة الطيبة
"اجهدوا انفسكم في درس لغتكم في فهم اسرارها في تدقيق معانيها في اتفاقية غاية الاتقان فادا تم لكم المراد و استحودتم على جانب وافرمنها انبدوا عنكم كل صلة بينكم و بين ماضيها اجعلوها وسيلة الى نيل ماربكم لا غاية تتجاوزونها غيروا فننوا وسعوا اصلحوا فانكم بدلك تكونون عصرا انت ما يحلو لك"
ناقد جزائري يستحق التقدير بحق، صِدقه جعل رسالته تتجاوز عصره
لكم نفتقد إلى حضور الصدق في أدب اليوم
ربما يحتاج النص بعض التدقيق*
سمية- عضو جديد
- عدد الرسائل : 3
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 02/01/2009
رد: الشاعر والناقد رمضان حمود
تحية للأستاذ : بن هدوقة
راقني اهتمامك باانتاج الأدبي المتمــــيز لأفراد جمعية العلماء والموصولين بتيار الإصلاح ، وهو نتاج رائع فيه الكثير من الدلالات الفنية الراقية .
وتحية أخرى لمي : العضوة الجديدة معنا ، التي علقت على الأدب في سنينه الأخيرة بأنه يكاد يخلو من الصدق ، ولربما قد لمست الحقيقة في ذلك ، فنحن نعيب التلفيقية ونرفض الأدب الذي لا هوية له ، والذي لا تقيده ضوابط ، والذي لا تحكمه معايير الصدق والتأصيل والموضوعية والاحاطة وماإليها ....
وبذلك فقد سعينا وعبر مناشط هذا المنتدي المتميز أن نقدم للأحباب مسحات جمالية رائعة من أدب الصدق ، بعيدا جدا جدا عن أدب التضليـــــــــــــــــل .
تحياتي .
راقني اهتمامك باانتاج الأدبي المتمــــيز لأفراد جمعية العلماء والموصولين بتيار الإصلاح ، وهو نتاج رائع فيه الكثير من الدلالات الفنية الراقية .
وتحية أخرى لمي : العضوة الجديدة معنا ، التي علقت على الأدب في سنينه الأخيرة بأنه يكاد يخلو من الصدق ، ولربما قد لمست الحقيقة في ذلك ، فنحن نعيب التلفيقية ونرفض الأدب الذي لا هوية له ، والذي لا تقيده ضوابط ، والذي لا تحكمه معايير الصدق والتأصيل والموضوعية والاحاطة وماإليها ....
وبذلك فقد سعينا وعبر مناشط هذا المنتدي المتميز أن نقدم للأحباب مسحات جمالية رائعة من أدب الصدق ، بعيدا جدا جدا عن أدب التضليـــــــــــــــــل .
تحياتي .
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
مواضيع مماثلة
» ـ مسابقات رمضان فرصة اخرى للتواصل الجميل مع رمضان .
» من يصنع الآخر : القصيدة أم الشاعر ؟؟
» نساء الحقيبة الشاعر حيان عمر
» الشاعر العملاق .. محمد مهدي الجواهري .
» الشاعر علي منويسات الجزائري وهو يلوذ بالفرار
» من يصنع الآخر : القصيدة أم الشاعر ؟؟
» نساء الحقيبة الشاعر حيان عمر
» الشاعر العملاق .. محمد مهدي الجواهري .
» الشاعر علي منويسات الجزائري وهو يلوذ بالفرار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo