مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
خيوط الفجر: قصة قصيرة
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
خيوط الفجر: قصة قصيرة
بقلم : أ. محمد بن علي البدوي
قصة قصيرة
جسر قديم ممتد بين ( جوارزدي ) و ( سربنيتشا ) أعمدة إنارة تحتضر على جانبي الجسر ،الشفق يؤذن باقتراب الليل ، والظلام يبدأ زحفه الصامت على الكون .. نهر صغير يجري تحت الجسر ، رائحة الجثث الملقاة في النهر تزكم الأنوف ، وقع أقدام مترهلة ، شبح قادم ، أنفاس متتابعة، كان القادم شاحب الوجه، رث الثياب ، حافي القدمين ، قادما من أتون الحرب المستعرة ، يتمتم :
- اللعنة عليهم.. قتله.. كلاب شوارع ضالة !!
توقف أخيراً ، وهدأت أنفاسه المضطربة ، كان " محمد لاتيش " يلقي النظرة الأخيرة على أنقاض قريته المحتضرة بعد أن اجتاحتها علوج الصرب ، يعانق بناظريه أطلال القرية المنكوبة ، الدموع تنهمر من عينيه بغزارة ، وقد تسمر على ذلك الجسر المتهالك يسترجع شريط ذكرياته المرة :
" القرية الصغيرة الوادعة القابعة خلف التلال البعيدة ،الطرق الضيقة ، الأبنية المتلاصقة القابعة خلف التلال الخضراء والمروج الغنية بالعشب الجبلي ، الرجال في الحقول ، والنساء في البيوت وَ " محمد لاتيش " إماما لمسجد ، الشاب المحبوب الذي عاد مؤخراً من الأزهر وعين إماماً لمسجد القرية ،الجميع هنا يحترمونه ويقدرونه فهو الشيخ " لاتيش " مدرس القرآن في المدرسة الوحيدة في القرية ، وشيخ حلقات القرآن في المسجد ، وهو أب لطفله الصغير " علي " وقد أسماه تيمنا باسم رئيس الجمهورية ، فالجميع هنا يحب الرئيس ، ويلقبونه بالشيخ ، ويدينون له بالولاء والطاعة .. سحب السعادة تعبر سماء القرية ، والشمس الساطعة تمنحهم دفء الأخوة"
الدموع تنهمر من عينيه بغزارة ، وهو يتقدم على الجسر خطوات ، والليل تشق سواده،
أصوات هدير الرصاص ، ودوي المدافع تختلطان ببقايا الذكريات المرة التي تتجمع في ذاكرته ، و تنداح في مخيلته ، كما ينداح حجر الرحى ، وهو يحدق في بقايا القرية ، يستعيد الذكريات :
" سماء القرية ملبدة بالغيوم ، حبلى بالقلق المجهول ، ريح عاتية تنذر بالعاصفة القادمة ، والأخبار تفيد : أن العاصمة سراييفو محاصرة ، فالحرب التي بدأت منذ شهور ، أصبحت حديث القرية ، و" محمد لاتيش " يدعو الناس إلى التماسك وتوحيد الجهود ، ويدعوهم إلى الجهاد والدفاع عن البلاد ، ويرغبهم في الموت من أجل الله ، وهو بنفسه يشرف على حملات التطوع ، ويقيم مراكز التدريب ،ويردد آيات الأنفال .. وفي ذات يوم !! وقبل غروب الشمس ، خلف الجبال الصامتة ،عندما كان الناس في طريق العودة إلى منازلهم ، بدأت هدايا الصرب تنهال على القرية من كل مكان ، والمدافع تنفث سمها الملتهب على الجميع ، فالصرب قد هاجموا القرية ،أخذت الأشلاء تتناثر، والدماء تسيل تروي أرض القرية ، وتنبت شجرة الكرامة ، والرجال الصامدون يقاومون وقوافل الشهداء تتحرك ، لكن الطوفان كان قوياً فاجتاح القرية ......
رياح خفيفة تلعب الجسر ، وصور المأساة لم تفارق ذاكرته بعد .. زوجته وابنه عندما انهدم عليهما البيت .. أطفال القرية وهم يستنجدون .. الرجال وهم صرعى مجندلون على ثرى القرية ، كل ذلك كان " لاتيش " يشاهده من تحت أنقاض المسجد بعد أنا تهدم عليه وهو يخطب في القوم ويحدوهم إلى الله ، وظن الجميع أن " لاتيش " قد مات ....
الشمس ترسم لوحة العودة " ولاتيش " يرقب طلوع الفجر باهتمام بالغ ،وابتسامة ترتسم على ثغره برغم فصول المأساة ، بزغ الفجر أخيراً ، كان " لاتيش " قد توارى بعيداً لكن صوته لم يزل مسموعاً ، وصداه يملأ الأرجاء :
صبراً ( سراييفو ) إن بعد الليـل فجـراً
صبراً ( سراييفو ) إن بعد العسر يسراً.
قصة قصيرة
جسر قديم ممتد بين ( جوارزدي ) و ( سربنيتشا ) أعمدة إنارة تحتضر على جانبي الجسر ،الشفق يؤذن باقتراب الليل ، والظلام يبدأ زحفه الصامت على الكون .. نهر صغير يجري تحت الجسر ، رائحة الجثث الملقاة في النهر تزكم الأنوف ، وقع أقدام مترهلة ، شبح قادم ، أنفاس متتابعة، كان القادم شاحب الوجه، رث الثياب ، حافي القدمين ، قادما من أتون الحرب المستعرة ، يتمتم :
- اللعنة عليهم.. قتله.. كلاب شوارع ضالة !!
توقف أخيراً ، وهدأت أنفاسه المضطربة ، كان " محمد لاتيش " يلقي النظرة الأخيرة على أنقاض قريته المحتضرة بعد أن اجتاحتها علوج الصرب ، يعانق بناظريه أطلال القرية المنكوبة ، الدموع تنهمر من عينيه بغزارة ، وقد تسمر على ذلك الجسر المتهالك يسترجع شريط ذكرياته المرة :
" القرية الصغيرة الوادعة القابعة خلف التلال البعيدة ،الطرق الضيقة ، الأبنية المتلاصقة القابعة خلف التلال الخضراء والمروج الغنية بالعشب الجبلي ، الرجال في الحقول ، والنساء في البيوت وَ " محمد لاتيش " إماما لمسجد ، الشاب المحبوب الذي عاد مؤخراً من الأزهر وعين إماماً لمسجد القرية ،الجميع هنا يحترمونه ويقدرونه فهو الشيخ " لاتيش " مدرس القرآن في المدرسة الوحيدة في القرية ، وشيخ حلقات القرآن في المسجد ، وهو أب لطفله الصغير " علي " وقد أسماه تيمنا باسم رئيس الجمهورية ، فالجميع هنا يحب الرئيس ، ويلقبونه بالشيخ ، ويدينون له بالولاء والطاعة .. سحب السعادة تعبر سماء القرية ، والشمس الساطعة تمنحهم دفء الأخوة"
الدموع تنهمر من عينيه بغزارة ، وهو يتقدم على الجسر خطوات ، والليل تشق سواده،
أصوات هدير الرصاص ، ودوي المدافع تختلطان ببقايا الذكريات المرة التي تتجمع في ذاكرته ، و تنداح في مخيلته ، كما ينداح حجر الرحى ، وهو يحدق في بقايا القرية ، يستعيد الذكريات :
" سماء القرية ملبدة بالغيوم ، حبلى بالقلق المجهول ، ريح عاتية تنذر بالعاصفة القادمة ، والأخبار تفيد : أن العاصمة سراييفو محاصرة ، فالحرب التي بدأت منذ شهور ، أصبحت حديث القرية ، و" محمد لاتيش " يدعو الناس إلى التماسك وتوحيد الجهود ، ويدعوهم إلى الجهاد والدفاع عن البلاد ، ويرغبهم في الموت من أجل الله ، وهو بنفسه يشرف على حملات التطوع ، ويقيم مراكز التدريب ،ويردد آيات الأنفال .. وفي ذات يوم !! وقبل غروب الشمس ، خلف الجبال الصامتة ،عندما كان الناس في طريق العودة إلى منازلهم ، بدأت هدايا الصرب تنهال على القرية من كل مكان ، والمدافع تنفث سمها الملتهب على الجميع ، فالصرب قد هاجموا القرية ،أخذت الأشلاء تتناثر، والدماء تسيل تروي أرض القرية ، وتنبت شجرة الكرامة ، والرجال الصامدون يقاومون وقوافل الشهداء تتحرك ، لكن الطوفان كان قوياً فاجتاح القرية ......
رياح خفيفة تلعب الجسر ، وصور المأساة لم تفارق ذاكرته بعد .. زوجته وابنه عندما انهدم عليهما البيت .. أطفال القرية وهم يستنجدون .. الرجال وهم صرعى مجندلون على ثرى القرية ، كل ذلك كان " لاتيش " يشاهده من تحت أنقاض المسجد بعد أنا تهدم عليه وهو يخطب في القوم ويحدوهم إلى الله ، وظن الجميع أن " لاتيش " قد مات ....
الشمس ترسم لوحة العودة " ولاتيش " يرقب طلوع الفجر باهتمام بالغ ،وابتسامة ترتسم على ثغره برغم فصول المأساة ، بزغ الفجر أخيراً ، كان " لاتيش " قد توارى بعيداً لكن صوته لم يزل مسموعاً ، وصداه يملأ الأرجاء :
صبراً ( سراييفو ) إن بعد الليـل فجـراً
صبراً ( سراييفو ) إن بعد العسر يسراً.
توفيق- عضو متميز
- عدد الرسائل : 425
نقاط : 1075
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
مواضيع مماثلة
» الخديــــــــعة ( قصة قصيرة ) .
» قصة قصيرة .. عام الكلب
» فوائد يقظة الفجر
» قصة قصيرة : حلم صعب
» النظرات قصة قصيرة
» قصة قصيرة .. عام الكلب
» فوائد يقظة الفجر
» قصة قصيرة : حلم صعب
» النظرات قصة قصيرة
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo