واقع الحياة ...

واقع الحياة ...

تلميذي الجميل المبدع : معاش هاني .

ـ بدأت رياح الصمت تهب .. وبدأت الأرواح تحكي ألامها ، وبدأ العقل يتسع ليجمع تدخلاته ، وبدأ القلب يدق دقات متسارعة ، وبدأ الفم يتحرك من أجل ترجمة دقات القلب إلى كلام يدمي القلوب .. وبدأ القلم يرمي الحبر .. ليخبرنا بواقع هذه الحياة المــــــرة او بالأحرى " الجثة المتعفنة " .
ـ أين نحن ؟ من نحن ؟ وما ذا نفعل هنا ؟ هل من أجوبة ؟ أم أن الألسنة فقدت لذة الكلام وأدارت لنا ظهر الهيام والسرحان .. أرى من حولي الظلام يلف بي ليجعلني أتذوق طعم الحياة أو طعم جثة هامدة .. ملتويــــة بالديدان .الأن اجبركم من نحن ! ، إبرة في كومة قش ، قطرة مياه في بحر ، أو بالأحرى نحن لاشيء ، حين تشاهد عقلا يميز قلبا يتألم ، ولكن أيادي مبتورة ، لانفع لها ، نرى الأحداث كل يوم ،÷ وتمر بنا مرور الكرام .. فقير يدمي جسده من أجل لقمة العيش فقط ولايريد غيرها .
ـ وبينما كنت امرر الحبر بين السطور أخذني عقلي إلى عالم أخــــــر ليخبرني بما فعلت الرشوة ، بيع المبادئ بأبخس الأثمان ، وعندما يسأل من أين هذا ؟ يجيب : هذا من عرق جبيني ، فأريد ان أقول لهم شيئا ، عرق جبينكم انحرف إلى بقعة الظلام ، وحرارة المكان في " جهنم خالدين " ، وبينما أنا في غرفة الرشوة ، تحدث إلي كل الفرق هل من مشجع ، هل من سائل بهذه الحياة ، فقد أصبحنا في طي النسيان ، ,ارهق كاهلنا الغبار ، فأدخل لنريك واقع الزمن الغدار والوحش المغوار .. لم أفهم كلامه ، فدخلت أحد الأبواب لاتفقد ماوراء الجدران وياليتني لم أدخل ، أصبحنا الأن في عالم المخدرات مخرب المحصنات ومهدم المعتصمات سم الفساد جالب الأولاد لنسيان عالم الغلاء والفقر والجهل .. آلمني قلبي ولم يحتمل تلك الصور التي تميت في تلك اللحظـــــة أن أكون مكفوف البصر ، لكي لايلحق بي العذاب .
عين ذرفت بدل الدمعة دما ، وحجبت الرؤية في المكان ، خرجت من الغرفــــة بسرعة ولم أحس على نفسي حتى اصطدمت بأحد تلك الأبواب المتبقية ، فانفتح بسهولـــــة ظننته المخرج .. لكن كان مكانا أوحش من الذي قبله .. نحن الأن قلم في كتاب الإجرام أو كتاب الاعدام ، استغربت من هذه المشاهد وقلت في نفسي : هل هؤلاء بشــــــر أم مصاصو دماء ؟ ! .
رؤوس متطايرة ، جثث متفحمة ، زهرة يافعة تحيط بها الأشواك لتمتص منها روعتها و جمالها . أخذتني نوبـــــة كهربائية مرت بي مرور سهم تخترق جثة غزال .. ولما لا يكون انسان لأتفهـــــــم الأوضاع ، واضع عنوانا لهذه الأحداث بهزلــــــــة الحياة .. تحت وطأة أسماك القرش 1.
النهاية

ـ 1 ـ أسماك القرش : جيوب رؤوس الأموال .