مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
من المجتمع ـ لي29 ابنا من18زوجة..وأولادي زجّوا بي في السجن ـ
صفحة 1 من اصل 1
من المجتمع ـ لي29 ابنا من18زوجة..وأولادي زجّوا بي في السجن ـ
لأول مرة منذ سنوات
محمد بلخياطي للشروق:لي29 ابنا من18زوجة..وأولادي زجّوا بي في السجن
أجرى الحوار: توفيق فضيل
تصوير: جعفر سعادة كنت أنجح من رابح درياسة لكن حاشية بومدين تبنته وهمشتني
عندما آل جهادي إلى الحركى اخترت الفن.
كثيرة هي المحطات المثيرة في حياة بلعباسي محمد أو محمد بلخياطي وهو اسمه الثوري والفني؛ فمن فدائي شاب أثناء الثورة إلى فنان ذاع صيته في سماء الأغنية الجزائرية وحطم كل الأرقام القياسية في المبيعات وأصبح نجما لسنوات الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات.. ليحطم رقما آخر خارج عالم الفن بزواجه من ثماني عشرة امرأة خلف منهن (29) تسعة وعشرين حفيدا، مرورا إلى المحاكم التي "جرجر" إليها كلا من دحمان الحراشي، أحمد وهبي، هواري بن شنات، الشاب حسني، نصرو وأخيرا عز الدين الشلفي والشاب خلاص بالاضافة الى دخوله السجن بسبب خلافاته مع ابنائه.
بلخياطي يعتبر خزانا حقيقيا من المعلومات التي ترتبط بتاريخه في حرب التحرير وفي مساره الفني المثير للجدل بالنظر الى الجرأة التي كان يتميز بها وكذلك المغامرات التي خاضها ضد خصومه في الفن.
هذه بعض من المحطات المثيرة في حياة الفنان محمد بلخياطي التي ارتأينا أن نعود ونتوقف عندها - بعجالة- في هذا الحوار الذي بدأناه بمراهقته التي قضاها مع المجاهدين أثناء الثورة وفي منفاه فقلنا له
لنبدأ بالتحاقك بالثورة المجيدة؟
عندما اندلعت الثورة المجيدة في الفاتح من نوفمبر 1954 كنت شابا يافعا أبلغ من العمر خمس عشرة سنة، وبعد سنتين من اندلاعها وعمت كل التراب الجزائري، وفي هذا التوقيت بالذات وصلت إلى مدينة الأصنام (الشلف) وكنت قد بلغت سن السابعة عشرة. ورغم ذلك احتضنتها بكل ما وهبني الله من قوة الإيمان والعزيمة، ولم أتوان في تقديم الدعم لإخواني المجاهدين وانضممت إليهم رغما عنهم، لأنهم كانوا يرون في الشاب صغير السن لا يصلح لمهام الكبار، لكن وطنيتي حملتني على النضال بطريقتي، والتي جعلت هؤلاء الكبار ينبهرون ببسالتي وفدائي، ويعترفون بكفاحي مرغمين؛ لقد تشبعت وأدمنت على خطابات المجاهد عيسى مسعودي التي كانت تبث من خلال صوت العرب والتي كانت تبعث الحماس في نفوس الجزائريين الوطنيين وتشحنهم للمضي قدما في سبيل القضية، كما أدمنت على سماع خطابات الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم الداعم للثورة الجزائرية، والزعيم العربي جمال عبد الناصر، وغيرهم ممن أنجبتهم الأمة العربية، والذين حركوا وطنيتي وبعثوا الرجل الثوري الموجود بداخلي رغم حداثة سني.
لقد كانت لي عدة نشاطات بمدينة الأصنام (الشلف حاليا) رفقة ثلة من أبناء جيلي، الذين مازالت ذاكرتي تحتفظ بأسمائهم وهم حمدان عبد القادر، وجوامعي محمد ودالفي عبد القادر وزياني ودقيش محمد والقائمة طويلة جدا.
ما هي أهم النشاطات التي قمت بها أثناء الثورة؟
من أهم النشاطات التي قمت بها رفقة هؤلاء الأبطال وبأمر من رجال الجبهة، هي إحراق مزرعة برنادي التي كانت موجودة بـ "لفيرم" حي الحرية حاليا.. إحراق مكتب المهندس شامة الذي كان عميلا لفرنسا، إحراق حافلات "صتاك" وقد أتى الحريق على كل ما كان بالموقف.. إحراق حافلات رئيس بلدية "اوريون فيل" المعمر المدعو ترجمان، وكان برفقتي الصديقان محمد بوزغتي الذي مازال على قيد الحياة وعلي عزاز الذي استشهد فيما بعد في عملية أخرى. إضافة إلى إحراق محطة التزويد بالوقود لصاحبها الفرنسي "مارل" الذي كان آنذاك حارس مرمى فريق "جي صو" لكرة القدم التابع لدائرة الأصنام، كما فصلت رأس الفرنسي "لوكونت" عن جسده بعد أن نفذ عملية اغتياله المجاهد عبد العالي بن عبد القادر رفقة دالفي عبد القادر زياني، وقد بقي الفرنسي المغتال في سيارته إلى صبيحة اليوم التالي إلى أن فصلت رأسه وجردته من وثائقه وسلاحه الذي بقيت محتفظا به إلى ما بعد الاستقلال. كما صنعت قنبلة في وكالة "بارتران" للطيران بتكليف من المجاهد العامري، بينما اغتال زميلي جوامعي محمد الاسباني المتفرنس "كوسطي" بمسدسي الذي سلمه لي المجاهدون بالولاية الخامسة بـ "لرابلي" (عين امران حاليا) بعد أن زودتهم بقطعتي سلاح من نوع (مات 49) ومسدس عيار 11 الذي كنت قد سرقته من منزل الضابط "جورج موريس" الذي كنت أعمل في حانة ملكا لزوجته، وقد أحرقت أيضا المدرسة الابتدائية لأبناء المعمرين، وقد شاركني العملية صديقي بوزغتي محمد. وزيادة على كل هذه النشاطات الفدائية التي دوخت فرنسا وأقضّت مضجعها، كنت أقوم بتموين الولاية الخامسة "بعين امران"، إذ كان السيدان بن رزق الله وعبد القادر بن قاضي يسلمان لي مبلغا من المال وقائمة بحاجيات المجاهدين ومستلزماتهم كأحذية"البوتوغاز" وآلات الخياطة والأدوية وغيرها وكنت أحرص على إيصال كل تلك الطلبات في موعدها مهما كلفتني الظروف وكانت المعيقات.
وكيف تم القبض عليك؟
ألقي علي القبض في مقهى الحي وتم اقتيادي إلى مركز الجيش الفرنسي ثم إلى معتقل "جيبي" ومن ثم إلى "الباتوار"، وكلها مراكز متخصصة في التعذيب لنزع الاعتراف من الموقوفين. وقد بدأ مسلسل التعذيب والتنكيل لإخضاعي كي أعترف وأقر، ورغم صغر سني إلا أنني لم أعترف بأي شيء واحتملت طيلة فترة الاستنطاق، وبعد أن خضعت لكل آلات التعذيب وأصنافه التي كان الجنود الفرنسيون يتفنون في تسليطها على أجساد الجزائريين، تم إطلاق سراحي وعدت لنشاطي الفدائي من جديد وكأن تعذيبهم لي زادني إرادة وعزيمة وأعطاني القوة والإصرار على مواصلة النضال ولو كان الثمن حياتي.
وبعد أن سلم زميلي جوامعي محمد نفسه للجيش الفرنسي اعترف علينا وعلى الزملاء الذين كان على دراية بنشاطهم الفدائي بالمنطقة، وبالطبع بدأ مسلسل البحث عني وباقي زملائي، وبدأت المطاردة إلى أن ألقي علينا القبض أنا وزميلي حمدان عبد القادر وزميلنا الشهيد والفي عبد القادر، وتم إيداعي السجن تحت رقم 2913 ونزلت بالرواق (رقم 05) الذي كان مخصصا للمحكوم عليهم بالإعدام والصغار الثلاثة "القصّر".. وفي هذا السجن تعرفت على الوزير الأسبق للمجاهدين محمد مزوزي الذي كان موقوفا آنذاك منذ أحداث 8 ماي 1945 لاغتياله "الآغا آيت وعلي"، وكان يقتسم زنزانته مع زميله علي حداد وكانت محاذية للجناح الذي كنت موجودا فيه. لقد اتبعت معهم فرنسا سياسة العزل عن باقي المسجونين وبعدها عرضت على قاضي التحقيق المدعو "ميشال روبل" الذي مثلت أمامه وكلي ثقة واعتزاز، ولم أدل بأي تصريح وأصررت على موقفي الوطني، فكان أن أمر قاضي التحقيق بإيعاز من كاتب الضبطية يإيداعنا السجن الانفرادي بجناح "شينوة" والتي كانت زنزانته انفرادية وهي عبارة عن مرحلة أخرى من التعذيب. وبعد وصول ديغول إلى الحكم كان أكثر المستفيدين من إصلاحاته هم القصّر، وبما أني كنت لا أتجاوز التاسعة عشرة آنذاك أدانتي المحكمة ولكن عوض السجن النافذ أصدرت في حقي حكما بالنفي خارج التراب الوطني ورحلت فعلا إلى مدينة "فارميني فار" الفرنسية التي كانت تابعة إقليميا إلى ولاية "سانت إيتيان" لأمضي العقوبة في تلك المدينة وكنت طيلة تلك الفترة التي قضيتها في المنفى أوقع كل يوم إثنين في أحد مراكز الشرطة إثباتا وامتثالا لقرار المحكمة.
وبعد اتفاقيات إيفيان المعلن عنها في 19 / 03 / 0962 تم إبلاغي بأنني أصبحت حرا ولست ملزما بالتوقيع، ويمكنني مغادرة التراب الفرنسي إلى وطني، كما يمكنني البقاء إن أردت، ودون تفكير وبدافع الوطنية عدت إلى أرض الوطن في 27 / 03 / 1962
وبعد دخولي الجزائر وجدت هناك بعض الأشخاص كانوا خونة يتقلدون مناصب مهمة لذلك انسحبت من جبهة التحرير وانتقلت إلى الفن والغناء.
هذا هو سبب تحولك إلى الغناء؟
نعم بعد الذي حدث وشاهدته بعد الثورة، اتجهت إلى عالم الغناء.. لأني كنت ومنذ نعومة أظافري أجيد العزف على الناي والعود، وكنت مولعا بالفن الشرقي، خاصة فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وشادية وصباح وأم كلثوم.
بلخياطي، هل هو اسمك الفني أم الثوري؟
محمد بلخياطي هو اسمي الثوري واحتفظت به بعد الثورة وفي الغناء.
وهل كان الأمر سهلا بالنسبة لك خاصة وأنك كنت مجاهدا ثم انتقلت إلى الفن ؟
لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق.. ولكن بعدما شاهدت بعد الإستقلال أن المجاهدين الحقيقيين همشوا والذين تعاونوا مع المستعمر الفرنسي أصبحت لهم مناصب ونفوذ، قررت الانسحاب من جبهة التحرير، ودخلت عالم الفن الذي أحببته من صغري وحتى أثناء الثورة كنت مولعا به.
بعد الثورة كانت الأمور صعبة جدا، فهل كان لك المال الكافي لإنشاء فرقة الغناء؟
لم يكن لدي المال وكنت فقيرا جدا، وكان يستلزم توفير المال لتكوين فرقة موسيقية وبداية التحضير لتسجيل الأغاني.
فماذا فعلت؟
وأنا في الشلف وجدت شخصين يجيدان العزف على "القصبة" فحدثتهما عم أصبوا إليه، واقتنعا بالفكرة وأخذتهما معي إلى مدينة فرندة بتيارت، وأقمنا عند سيدة تدعى "محجوبة" رحمة الله عليها، كانت تحبني أكثر من أبنائها، مكثنا لمدة ثلاثة أشهر في بيتها ووفرت لنا فيه كل ما تشتهي الأنفس ومن هنا جاء الإبداع.
وهل كنت متزوجا وقتها؟
أنا تزوجت بعد الثورة مباشرة أي سنة 1963 بعد عودتي من منفاي بفرنسا، ولما سافرت إلى تيارت تركت زوجتي حاملا في شهرها السادس، ولما عدت وجدتها وضعت حملها، وكان ولدا ولم يسمونه إلا بعد عودتي وأنا من أسميته.
وبعدها تدربت مع الفرقة الصغيرة التي كوناها وانتقلت إلى الجزائر العاصمة، بحثا عن استوديو للتسجيل حيث كان متوفرا في العاصمة فقط، وكانت هذه أول مرة أزور فيها الجزائر العاصمة منذ ولادتي، التقيت يوما بشخص يدعى الحاج يوسف والمعروف حاليا بـ (Disc Santana) كان شريكا مع يهودي فرنسي، فعرضت عليهما فكرة الغناء والتسجيل، فوجهاني إلى مكان يدعى "تون تون فيل" وقالا لي اذهب إلى هذا المكان فهناك يجتمع كل الموسيقيين وأحضر معك من احتجت منهم، ونسجل لك كل أغانيك.
وفعلا ذهبت إلى "تون تون فيل" والتقيت بعدة موسيقيين وكان كل من أعرض عليه الفكرة إلا وطلب مني أجرا مقابل ذلك، فأصبت بإحباط شديد بعد رفضهم العمل معي بدون مقابل.
وماذا فعلت بعدها؟
عدت إلى الشلف للبحث عن "قصابين" وكم كان الأمر صعبا، لأني كنت أمزج بين الموسيقى الشرقية والبدوي الجزائري فكان صعبا جدا أن أجد "قصاصبة" يحسنون ذلك.
بلخياطي كيف استطعت أن تمزج بين الموسيقى الشرقية والبدوية بـ "القصبة"
هذا هو سر نجاحي لأني عرفت كيف أمرّن "القصابين" من الذين تعاملوا معي على المزج بين الشرقي والبدوي.
في أي سنة حدث هذا؟
حدث هذا سنة 1964 تمرنت مع "القصابين" و"البنادرية" وذهبنا إلى العاصمة وسجلنا شريطا ولم يحقق أي صدى وفي نفس السنة التقيت بعبد القادر خليل والمعرف اليوم شركة (Oasis) كذلك سجلت معه شريطا آخر ولم يحقق أي نجاح يذكر.
وكم بقيت حتى حققت النجاح؟
بقيت حتى سنة 1968 يومها كنت أحب فتاة من وادي الرهيو تدعى "صفية" كانت طالبة بثانوية ولد قابلية بمستغانم وكنت أذهب يوميا لرؤيتها فكتبت عنها أغنية "خلوّ الطريق لصفية".
وكم كان عمرها؟
كان عمرها تسعة عشر سنة
وأنت؟
كان عمري يقارب الثلاثين سنة
هل كان سبب نجاحك صفية؟
نعم صفية هي سبب نجاحي ذكرها الله بالخير.
هل أنت على اتصال بها؟
هي سبب نجاحي لكني لست على اتصال بها، وعلمت أنها نصبت قنصلا في "بارينيو" بفرنسا
وقبل ذلك أريد أن أوضح لك شيئا..
قلت له تفضل!
قال: أنا لما كتبت هذه الأغنية ذهبت بها أنذاك إلى بوزيان وهو اليوم صاحب شركة "الأطلس"، عرضت عليه أغنية "صفية" فنصحني أن أغير إسم "صفية" بـ"بختة" وكانت حينها "بختة" للشيخ الخالدي رحمه الله تحقق نجاحا كبيرا فأرادوا أن يشعلوا المنافسة بين "بختة" الخالدي و"بختة" بلخياطي.. فحولت الأغنية إلى "خلو الطريق لبختة"، وفعلا نزل الشريط وأحدث ضجة كبيرة وحقق أعلى المبيعات أنذاك.
إذا أنت لم تنجح بصفية، بل ببختة؟
لساني كان يردد "بختة"، أما أحاسيسي ومشاعري فكانت مع صفية، لذلك حققت الأغنية نجاحا خرافيا.
وطبعا أصبح لك جمهورا عريضا في بداية السبعينات؟
نعم ،غنيت بختة سنة 1969 ونجحت نجاحا واسعا وفي بداية السبعينات اصبح لدي جمهور كبير جدا ، وأصبحت على كل لسان، وأشرطتي كلها بعدها أصبحت تحقق أعلى المبيعات في الجزائر.
فقلت له رغم ذلك لم نشاهدك على الشاشة؟
تنهد طويلا ثم أجابنا: لقد مارسوا علي سياسة الأقصاء.
قلت له كيف ذلك؟
قال لنا هم سوقوا لسياسة أن الأغنية البدوية والمرادفة للقصبة على أنها عيب وسنوا قانونا يمنع الترويج لها عبر الشاشة..
قلت له: لكن رابح درياسة وخليفي أحمد كانا يغنيان البدوي وبالقصبة وأعمالهما كانت تعرض في التلفزيون الجزائري.
قال لنا: رابح درياسة وضعت له حاشية هواري بومدين جسرا كبيرا وزكوه للرئيس الراحل، لذلك كل أعماله كانت تعرض وبشكل يومي عبر الشاشة وحتى خليفي أحمد زكته هذه الحاشية وبدأت أعماله أنذاك تعرض في التلفزيون.. رغم أننا كنا نغني نفس الطابع وتقريبا نفس الكلمات.. فكنت أنا الأجدر منهم وأكثرهم شعبية وحبا وطلبا من الجماهير، ورغم ذلك هذه الحاشية المقربة من الرئيس الراحل هواري بومدين هي التي أقصتني وفضلت علي رابح درياسة وخليفي أحمد رغم أنني كنت أحقق أعلى المبيعات فالقضية قضية نفوذ وفقط...
بلخياطي، بدأت الغناء سنة 1964.. فمتى توقفت عنه تحديدا؟
أنا لم أتوقف عن الغناء ولازلت إلى يومنا هذا أنزل أشرطة.
ولكننا لا نسمع بها.. وحتى هذا الجيل لا يعرف بلخياطي ؟
رغم أن هذا الجيل لا يسمع بلخياطي، إلا أن الجيل الذي تعود على سماع أغانية لاتزال تسمعها إلى يومنا هذا.. وجمهوري لايزال هو نفسه..
لكن جمهور الشباب اليوم لا يسمع بفنان إسمه محمد بلخياطي؟
هناك حوالي 30٪ من الشباب الذين يعرفون ويسمعون بلخياطي.
أعتقد أن نسبة 30٪ كبيرة جدا وأظن أنها أقل بكثير يا سيد بلخياطي؟!
أنا أؤكد لكم أني لاأزال أحافظ على نسبة ثلاثين في المائة من جمهوري القديم، وحتى جيل اليوم من الشباب يسمع بلخياطي ويعرف أغانيه من خلال الشاب حسني ونصرو وبن شنات وخلاص وحتى عزالدين وبلخير.. وغيرهم...
نريد توضيحات أكثر في هذه النقطة بالذات..؟
أولا، الشاب حسني نجح بأغاني وكذلك نصرو، ومعظم الأغاني التي نجحت نجاحا كبيرا في السنوات الماضية كانت لبلخياطي وسبق أن نجحت بها.. وأعادوا أداءها وحققوا بها نفس النجاح الذي حققته من قبل وحتى عز الدين وبلخير وخلاص كلهم حققوا نجاحات بأغاني بلخياطي، وهذه حقيقة لا يستطيعون إخفاءها.
على ذكرك هؤلاء المطربين، كنا في كل مرة نسمع أنك جريتهم إلى المحاكم رفقة منتجيهم؟
نعم، قاضيت عدة مطربين ومنتجين للأشرطة من الذين أعادوا أغاني بدون موافقة مني..
وهل كان الحكم في صالحك؟
نعم، فالمنتجون حكم عليهم بدفع غرامة مالية قدرت بـ 200 مليون سنتيم، أما المطربين ففي السبعينات حكم على أحمد وهبي عن أغنية »يوم الجمعة« وحكم على دحمان الحراشي في أغنية "حلو الطريق لمريم"، وحكم عليه أنذاك بستة أشهر حبسا مع وقف التنفيذ وغرامة مالية دفعها لي، كما حكم على ستة مطربين وهم الشاب حسني، نصرو، بن شنات، الزهواني، وفتحي بستة أشهر حبسا مع وقف التنفيذ وغرامة مالية كتعويض.
كما قاضيت الشاب خلاص وحكم عليه بتعويض 300 مليون سنتيم وستة أشهر حبسا نافذا وعارض الحكم ولازالت المحكمة لم تصدر حكمها النهائي في القضية.
على ذكر من نجحوا بأغانيك.. فكم غنى لك تلميذك عز الدين؟
يقاطعني.. أرجوك لا تقول لي تلميذك، لأنه لا يشرفني أن أكون أستاذا لعز الدين، فهو تلميذا للشيخة الريميتي.
ما الفرق بين بلخياطي والشيخة الريمتي؟
لا.. هناك فرق كبير جدا.. فالريميتي تغني طابع المداحات والشيخات وكلماتها ليست نظيفة، أما محمد بلخياطي فأغانيه نظيفة وموزونة في طابع غزلي عفيف وهي عبارة عن شعر موزون وفصيح.
ما الشيء الذي أثارك عندما قال لنا عز الدين أن بلخياطي أستاذي؟!
عيب أن يقول هذا الكلام، فأنا لست أستاذ تلميذ خائب مثله.. هذا عيب كبير واعترض عليه وعار أن يقول عز الدين أن بلخياطي أستاذي، فأنا لدي سمعة وعزالدين ليست له السمعة.
هل ضرك عز الدين إلى هذه الدرجة؟
نعم، لقد أضر بي لدرجة كبيرة وهو يعلم جيدا أن هناك فرقا كبيرا بين شخصيته وشخصية بلخياطي.
أنت هاجمت عز الدين منذ انطلاقته ونجاحه الكبير سنة 2000 بعد نجاح أغنية "وش جابك ليّ خيرة"، فهناك من يقول أنك تضايقت من النجاحات الكبيرة التي أصبح يحققها.
نعم، هاجمته ليس لأني تضايقت منه، بل لأنه أعاد أغاني، ولأن كل نجاحات عز الدين كانت بفعل أغاني، فأغنية "خيرة" و"الشيوخ بالڤصب تغني" و"واش أداني للغربة" كلها أغاني من كلماتي هاجمته حتى يعترف بأن هذه الأغاني لبلخياطي.
لكن في كل أغانيه يعترف لك ويقول "الزعيم أنتاع بلادنا" ويقصد بلخياطي؟
هذا كله ذر للرماد في العيون حتى أسكت عن الأغاني التي أعادها فقط.
لكنكما التقيتما في السجن سنة 2009 وتصالحتما؟
أنا لم أكلم عز الدين على الاطلاق في السجن، وهو من ألقى علي السلام فرديت عليه السلام، ولم أكلمه إطلاقا.
لكنه قال لنا بأنه التقاك في السجن وألقى عليك السلام واعتذرت له وقلت له بأنه يفكرك في شبابك؟
اتق الله.. أنا لم أكلمه إطلاقا وأي شباب يتحدث عنه عز الدين، شباب قضاء الوقت في التسكع و... أم ماذا؟ إنه أمر مضحك ومخز جدا؟
نخرج من عز الدين وندخل جانبا آخر في حياتك .. كم من امرأة تزوج بلخياطي، أجبنا بصراحة؟
تزوجت ثماني عشرة امرأة..
أكنت مع كل سنة جديدة تتزوج امرأة؟
لا أنت مخطئ.. فأنا رجل شريف وإنسانيتي كانت لا تسمح لي بالضحك والكذب على الفتيات، لذلك فكل النساء اللواتي تعرفت عليهن وربطت معهن علاقة، تزوجتهن.
لو تعرفت على مائة امرأة، هل كنت تزوجتهن؟
أجل.. حتى لو تعرفت على ألف امرأة لكنت فعلت ذلك في الحلال، لأني كنت لا أريد ربط علاقات في الحرام.. فاخترت الحلال على الحرام، وهكذا ضميري مرتاح من هذا الباب، فكل فتاة تحب بلخياطي وأغانيه وترى فيه فارس أحلامها ، ومن باب الانسانية أتزوجها..
تزوجتهن ليس حبا فيهن، بل شفقة فقط؟
نعم تزوجتهن شفقة بهن وليس حبا فيهن..
فسر لنا "حب الشفقة" هذا الذي جرك إلى الزواج بثماني عشر امرأة وكان قابلا للزيادة؟
هو عندما تربط علاقة ما تتدخل الشفقة والإنسانية حتى لا تضيع الفتاة..
وكم كان معدل عمر هؤلاء النسوة الثماني عشرة اللواتي طبقت عليهن قانونك الخاص »حب الشفقة"؟
كان سنهن يتراوح بين 18 و20 سنة..
كنت تستغل سنهن، لأنهن مراهقات؟
لا، أنت مخطئ، فنساء ذلك الجيل عقلهن أكبر من بنات اليوم، ففي تلك الفترة البنت التي يفوق سنها 15 سنة تعتبر امرأة وتتزوج وتربي أجيال، أما بنات اليوم ففي سن الثلاثين ولا تصلحن للزواج، لأن عقولهن لازالت عقول مراهقات.
بصراحة، هل كنت ستطبق قاعدة »حب الشفقة« على الفتيات الخمس وعشرين سنة فما فوق؟
لا، بنات ما فوق الخامسة وعشرين لا أتزوجهن ولا أطبق عليهن هذه القاعدة.
ونساؤك الثماني عشرة هن من المثقفات أم لا؟
كلهن مثقفات ولهن مستوى دراسي لابأس به.
لما تزوجتهن هل كنت تتحايل على الشرع وتسقط كل مرة امرأة من الأربعة حتى تتزوج الأخرى، أم ماذا كنت تفعل؟
لم أتزوج يوما بأربع، بل في الغالب أكون مرتبطا بامرأتين ولما أطلق واحدة أتزوج أخرى.
أكنت تتزوج امرأة في السنة أو السنتين، ثم تطلقها؟
لا لست أنا من يطلقهن، بل هن اللائي يطلبن الطلاق..
يطلبن الطلاق.. هل يكتشفن حقيقتك ؟
أنا رجل بأتم معنى الكلمة وسأشرح لك السبب..
تفضل..
هؤلاء النسوة قبل زواجهن بي ولما كن يسمعنى أغاني وكلماتها كن يظن أني فعلا رجلا مثاليا مثل تلك الأغاني التي أكتبها ولما يتزوجنني يجدن العكس..
إذا أنت لست رجلا مثاليا؟
لا، ليس كأغاني التي كنت أقدمها فيها كل الخصائص ويجدن فيّ الحنان والعطف والرجولة، لكن ليس مثلما كن يحلمن بي..
إذا كنت بخيلا جدا عليهن من الناحية المادية؟
لقد كنت أصرف عليهن الكثير ولازلت مسرفا إلى يومنا هذا.
وكم مصروفك اليومي حاليا؟
مصروفي اليومي لا يقل عن خمسة آلاف دينار جزائري (5000 دج) وبعملية حسابية بسيطة لا يقل مصروفي عن 15 مليون سنتيم شهريا.
زوجاتك الثماني عشرة، هل هن من نفس الولاية، أم ولايات متعددة في الجزائر؟
هن من عدة ولايات، فمن البليدة واحدة وثلاث من العاصمة وباب الزواب وباش جراح، واثنتان من الشلف، غيرها من الولايات.
أنت كنت مستعدا للزواج من كل ولايات الوطن؟
ولم لا إذا كان ذلك ممكنا، هذا ليس عيبا أو حراما.
من ثماني عشرة امرأة تزوجتها، كم بقيت من واحدة اليوم؟
لم تبق منهن واحدة.. وأنا وحيد اليوم..
ما هي أطول فترة قضتها معك زوجة من زيجاتك الثماني عشرة؟
أطول فترة هي واحدة قضت معي واحدا وعشرين سنة وأخرى عشرين سنة وأخرى ست عشرة سنة.
والأخريات؟
بقين معي من سنة إلى ثلاث سنوات.
تزوجت بثماني عشرة امرأة.. فكم عدد أولادك الآن؟
لدي 29 إبنا بين ذكور وإناث.
وهل تعرف أسماءهم لما يجتمعوا أمامك؟
نعم أعرفهم كلهم.
وهل تتصل بهم؟
نعم.
وهم هل يتصلون بك؟
كلا.. لقد قطعوا علاقتهم بي.
هل تعيش وحيدا؟
لا، لدي الآن سبعة أطفال أسهر على تربيتهم.
آخر زوجة طلقتها متى كان ذلك؟
لقد طلقت نفسها أي خلعتني، وأنا في السجن سنة 2009.
محمد بلخياطي، حدثنا بصراحة لماذا ومنذ بداية لقائنا وأنت تتحاشى ولا تريد الحديث عن أبنائك؟
أرجوكم لا تسألوني عنهم.
هل أخطأوا في حقك؟
يتوقف لثوان، ثم ينفجر باكيا.. ما فعله بي أبنائي لا يفعله العدو بعدوه ـ يقولها وهو يبكي ـ.
قلت له وماذا فعلوا بك؟
يجيبنا بحسرة وهو يبكي: لقد أدخلوني السجن عدة مرات..
قلت له وما السبب؟
قال لي: لهثهم وراء المال والثراء وانتقاما لوالدتهم جعلتهم يتآمرون علي ويدخلونني السجن.
أبناء أي زوجة من أزواجك (18)؟
هم أبناء زوجتي الأولى، لقد كنت أحن عليهم وأسأل عنهم، لكن بعد الذي فعلوه بي أصبحت لا أسأل عنهم رغم حبي الشديد لهم.
في أي سنة زج بك أبناؤك من زوجتك الأولى في السجن؟
كان ذلك سنة 2004 حيث فبركوا لي قضية وبعدها أدخلوني السجن، سلبوني مبلغ مليار و700 مليون سنتيم وأخذوا كل سياراتي.. لقد حطمني أبنائي من زوجتى الأولى تحطيما.
على ذكر هذه الحادثة، كم مرة دخلت السجن؟
لقد دخلت السجن المرة الأولى سنة 1973 أما المرة الثانية فكانت سنة 1974 بسبب زوجتي التي كنت على وشك طلاقها ونحن في رواق المحكمة اتهمتني بأني شتمتها ولسوء حظي أن وكيل الجمهورية لدى محكمة براقي كان يكرهني كرها شديدا، فمباشرة لما وقفت أمامه ثبّت التهمة علي وأمر بسجني وبقي يفتخر بأنه أوصلني للسجن، وفي نفس السنة أوقفت أمام نفس وكيل الجمهورية بوادي ارهيو.
وصدقوني أنه بعد سنوات في العشرية السوداء وأنا عائد من المغرب قرأت في إحدى الجرائد نبأ مقتله على أيادي الغدر.. صدقوني »غاظني بزاف« وبكيت عليه بحرقة رغم أنه أدخلني السجن مرتين ظلما.
وفي سنة 1978 دخلت السجن أيضا بسبب صور لفقت لي تسيىء الى سمعتي.
كما دخلت السجن مرتين بسبب المكيدتين اللتين دبراهما لي أبنائي سنة (2004) وسنة (2009).
أبناؤك الذين تآمروا ضدك وزجوا بك في السجن، هل ندموا على فعلتهم؟
لقد برأتني المحكمة براءة تامة. أما أبنائي الذين تآمروا علي فهم يقضون عقوبة السجن ويجنون شر أعمالهم ويذوقوا مرارة ما فعلوه بي.. لقد صوموني شهر رمضان في السجن وأنا رجل مسن..
أرجوكم، أرجوكم اغلقوا علي هذا الموضوع.
- *أنت ومطربي الراي أفسدتم الذوق العام، كما جريتم الشباب الى الانحراف،
يقاطعني آسف، أنا أغاني نظيفة جدا ولا تفسد الذوق العام ولا الشباب.. هناك بعض المطربين الرايويين هم الذين ساهموا في ذلك، لكن الخطر الكبير ليس في تلك الأغاني ولكن في الملاهي الليلية هي التي أفسدت الشباب..
فالملاهي الليلية أخطر من الهيرويين والمخدرات وأطلب من السلطات العليا في البلاد أن تغلقها قبل أن يضيع جيل من الشباب لاتزال الجزائر في أمس الحاجة إليه.
عن الشروق ..
محمد بلخياطي للشروق:لي29 ابنا من18زوجة..وأولادي زجّوا بي في السجن
أجرى الحوار: توفيق فضيل
تصوير: جعفر سعادة كنت أنجح من رابح درياسة لكن حاشية بومدين تبنته وهمشتني
عندما آل جهادي إلى الحركى اخترت الفن.
كثيرة هي المحطات المثيرة في حياة بلعباسي محمد أو محمد بلخياطي وهو اسمه الثوري والفني؛ فمن فدائي شاب أثناء الثورة إلى فنان ذاع صيته في سماء الأغنية الجزائرية وحطم كل الأرقام القياسية في المبيعات وأصبح نجما لسنوات الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات.. ليحطم رقما آخر خارج عالم الفن بزواجه من ثماني عشرة امرأة خلف منهن (29) تسعة وعشرين حفيدا، مرورا إلى المحاكم التي "جرجر" إليها كلا من دحمان الحراشي، أحمد وهبي، هواري بن شنات، الشاب حسني، نصرو وأخيرا عز الدين الشلفي والشاب خلاص بالاضافة الى دخوله السجن بسبب خلافاته مع ابنائه.
بلخياطي يعتبر خزانا حقيقيا من المعلومات التي ترتبط بتاريخه في حرب التحرير وفي مساره الفني المثير للجدل بالنظر الى الجرأة التي كان يتميز بها وكذلك المغامرات التي خاضها ضد خصومه في الفن.
هذه بعض من المحطات المثيرة في حياة الفنان محمد بلخياطي التي ارتأينا أن نعود ونتوقف عندها - بعجالة- في هذا الحوار الذي بدأناه بمراهقته التي قضاها مع المجاهدين أثناء الثورة وفي منفاه فقلنا له
لنبدأ بالتحاقك بالثورة المجيدة؟
عندما اندلعت الثورة المجيدة في الفاتح من نوفمبر 1954 كنت شابا يافعا أبلغ من العمر خمس عشرة سنة، وبعد سنتين من اندلاعها وعمت كل التراب الجزائري، وفي هذا التوقيت بالذات وصلت إلى مدينة الأصنام (الشلف) وكنت قد بلغت سن السابعة عشرة. ورغم ذلك احتضنتها بكل ما وهبني الله من قوة الإيمان والعزيمة، ولم أتوان في تقديم الدعم لإخواني المجاهدين وانضممت إليهم رغما عنهم، لأنهم كانوا يرون في الشاب صغير السن لا يصلح لمهام الكبار، لكن وطنيتي حملتني على النضال بطريقتي، والتي جعلت هؤلاء الكبار ينبهرون ببسالتي وفدائي، ويعترفون بكفاحي مرغمين؛ لقد تشبعت وأدمنت على خطابات المجاهد عيسى مسعودي التي كانت تبث من خلال صوت العرب والتي كانت تبعث الحماس في نفوس الجزائريين الوطنيين وتشحنهم للمضي قدما في سبيل القضية، كما أدمنت على سماع خطابات الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم الداعم للثورة الجزائرية، والزعيم العربي جمال عبد الناصر، وغيرهم ممن أنجبتهم الأمة العربية، والذين حركوا وطنيتي وبعثوا الرجل الثوري الموجود بداخلي رغم حداثة سني.
لقد كانت لي عدة نشاطات بمدينة الأصنام (الشلف حاليا) رفقة ثلة من أبناء جيلي، الذين مازالت ذاكرتي تحتفظ بأسمائهم وهم حمدان عبد القادر، وجوامعي محمد ودالفي عبد القادر وزياني ودقيش محمد والقائمة طويلة جدا.
ما هي أهم النشاطات التي قمت بها أثناء الثورة؟
من أهم النشاطات التي قمت بها رفقة هؤلاء الأبطال وبأمر من رجال الجبهة، هي إحراق مزرعة برنادي التي كانت موجودة بـ "لفيرم" حي الحرية حاليا.. إحراق مكتب المهندس شامة الذي كان عميلا لفرنسا، إحراق حافلات "صتاك" وقد أتى الحريق على كل ما كان بالموقف.. إحراق حافلات رئيس بلدية "اوريون فيل" المعمر المدعو ترجمان، وكان برفقتي الصديقان محمد بوزغتي الذي مازال على قيد الحياة وعلي عزاز الذي استشهد فيما بعد في عملية أخرى. إضافة إلى إحراق محطة التزويد بالوقود لصاحبها الفرنسي "مارل" الذي كان آنذاك حارس مرمى فريق "جي صو" لكرة القدم التابع لدائرة الأصنام، كما فصلت رأس الفرنسي "لوكونت" عن جسده بعد أن نفذ عملية اغتياله المجاهد عبد العالي بن عبد القادر رفقة دالفي عبد القادر زياني، وقد بقي الفرنسي المغتال في سيارته إلى صبيحة اليوم التالي إلى أن فصلت رأسه وجردته من وثائقه وسلاحه الذي بقيت محتفظا به إلى ما بعد الاستقلال. كما صنعت قنبلة في وكالة "بارتران" للطيران بتكليف من المجاهد العامري، بينما اغتال زميلي جوامعي محمد الاسباني المتفرنس "كوسطي" بمسدسي الذي سلمه لي المجاهدون بالولاية الخامسة بـ "لرابلي" (عين امران حاليا) بعد أن زودتهم بقطعتي سلاح من نوع (مات 49) ومسدس عيار 11 الذي كنت قد سرقته من منزل الضابط "جورج موريس" الذي كنت أعمل في حانة ملكا لزوجته، وقد أحرقت أيضا المدرسة الابتدائية لأبناء المعمرين، وقد شاركني العملية صديقي بوزغتي محمد. وزيادة على كل هذه النشاطات الفدائية التي دوخت فرنسا وأقضّت مضجعها، كنت أقوم بتموين الولاية الخامسة "بعين امران"، إذ كان السيدان بن رزق الله وعبد القادر بن قاضي يسلمان لي مبلغا من المال وقائمة بحاجيات المجاهدين ومستلزماتهم كأحذية"البوتوغاز" وآلات الخياطة والأدوية وغيرها وكنت أحرص على إيصال كل تلك الطلبات في موعدها مهما كلفتني الظروف وكانت المعيقات.
وكيف تم القبض عليك؟
ألقي علي القبض في مقهى الحي وتم اقتيادي إلى مركز الجيش الفرنسي ثم إلى معتقل "جيبي" ومن ثم إلى "الباتوار"، وكلها مراكز متخصصة في التعذيب لنزع الاعتراف من الموقوفين. وقد بدأ مسلسل التعذيب والتنكيل لإخضاعي كي أعترف وأقر، ورغم صغر سني إلا أنني لم أعترف بأي شيء واحتملت طيلة فترة الاستنطاق، وبعد أن خضعت لكل آلات التعذيب وأصنافه التي كان الجنود الفرنسيون يتفنون في تسليطها على أجساد الجزائريين، تم إطلاق سراحي وعدت لنشاطي الفدائي من جديد وكأن تعذيبهم لي زادني إرادة وعزيمة وأعطاني القوة والإصرار على مواصلة النضال ولو كان الثمن حياتي.
وبعد أن سلم زميلي جوامعي محمد نفسه للجيش الفرنسي اعترف علينا وعلى الزملاء الذين كان على دراية بنشاطهم الفدائي بالمنطقة، وبالطبع بدأ مسلسل البحث عني وباقي زملائي، وبدأت المطاردة إلى أن ألقي علينا القبض أنا وزميلي حمدان عبد القادر وزميلنا الشهيد والفي عبد القادر، وتم إيداعي السجن تحت رقم 2913 ونزلت بالرواق (رقم 05) الذي كان مخصصا للمحكوم عليهم بالإعدام والصغار الثلاثة "القصّر".. وفي هذا السجن تعرفت على الوزير الأسبق للمجاهدين محمد مزوزي الذي كان موقوفا آنذاك منذ أحداث 8 ماي 1945 لاغتياله "الآغا آيت وعلي"، وكان يقتسم زنزانته مع زميله علي حداد وكانت محاذية للجناح الذي كنت موجودا فيه. لقد اتبعت معهم فرنسا سياسة العزل عن باقي المسجونين وبعدها عرضت على قاضي التحقيق المدعو "ميشال روبل" الذي مثلت أمامه وكلي ثقة واعتزاز، ولم أدل بأي تصريح وأصررت على موقفي الوطني، فكان أن أمر قاضي التحقيق بإيعاز من كاتب الضبطية يإيداعنا السجن الانفرادي بجناح "شينوة" والتي كانت زنزانته انفرادية وهي عبارة عن مرحلة أخرى من التعذيب. وبعد وصول ديغول إلى الحكم كان أكثر المستفيدين من إصلاحاته هم القصّر، وبما أني كنت لا أتجاوز التاسعة عشرة آنذاك أدانتي المحكمة ولكن عوض السجن النافذ أصدرت في حقي حكما بالنفي خارج التراب الوطني ورحلت فعلا إلى مدينة "فارميني فار" الفرنسية التي كانت تابعة إقليميا إلى ولاية "سانت إيتيان" لأمضي العقوبة في تلك المدينة وكنت طيلة تلك الفترة التي قضيتها في المنفى أوقع كل يوم إثنين في أحد مراكز الشرطة إثباتا وامتثالا لقرار المحكمة.
وبعد اتفاقيات إيفيان المعلن عنها في 19 / 03 / 0962 تم إبلاغي بأنني أصبحت حرا ولست ملزما بالتوقيع، ويمكنني مغادرة التراب الفرنسي إلى وطني، كما يمكنني البقاء إن أردت، ودون تفكير وبدافع الوطنية عدت إلى أرض الوطن في 27 / 03 / 1962
وبعد دخولي الجزائر وجدت هناك بعض الأشخاص كانوا خونة يتقلدون مناصب مهمة لذلك انسحبت من جبهة التحرير وانتقلت إلى الفن والغناء.
هذا هو سبب تحولك إلى الغناء؟
نعم بعد الذي حدث وشاهدته بعد الثورة، اتجهت إلى عالم الغناء.. لأني كنت ومنذ نعومة أظافري أجيد العزف على الناي والعود، وكنت مولعا بالفن الشرقي، خاصة فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وشادية وصباح وأم كلثوم.
بلخياطي، هل هو اسمك الفني أم الثوري؟
محمد بلخياطي هو اسمي الثوري واحتفظت به بعد الثورة وفي الغناء.
وهل كان الأمر سهلا بالنسبة لك خاصة وأنك كنت مجاهدا ثم انتقلت إلى الفن ؟
لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق.. ولكن بعدما شاهدت بعد الإستقلال أن المجاهدين الحقيقيين همشوا والذين تعاونوا مع المستعمر الفرنسي أصبحت لهم مناصب ونفوذ، قررت الانسحاب من جبهة التحرير، ودخلت عالم الفن الذي أحببته من صغري وحتى أثناء الثورة كنت مولعا به.
بعد الثورة كانت الأمور صعبة جدا، فهل كان لك المال الكافي لإنشاء فرقة الغناء؟
لم يكن لدي المال وكنت فقيرا جدا، وكان يستلزم توفير المال لتكوين فرقة موسيقية وبداية التحضير لتسجيل الأغاني.
فماذا فعلت؟
وأنا في الشلف وجدت شخصين يجيدان العزف على "القصبة" فحدثتهما عم أصبوا إليه، واقتنعا بالفكرة وأخذتهما معي إلى مدينة فرندة بتيارت، وأقمنا عند سيدة تدعى "محجوبة" رحمة الله عليها، كانت تحبني أكثر من أبنائها، مكثنا لمدة ثلاثة أشهر في بيتها ووفرت لنا فيه كل ما تشتهي الأنفس ومن هنا جاء الإبداع.
وهل كنت متزوجا وقتها؟
أنا تزوجت بعد الثورة مباشرة أي سنة 1963 بعد عودتي من منفاي بفرنسا، ولما سافرت إلى تيارت تركت زوجتي حاملا في شهرها السادس، ولما عدت وجدتها وضعت حملها، وكان ولدا ولم يسمونه إلا بعد عودتي وأنا من أسميته.
وبعدها تدربت مع الفرقة الصغيرة التي كوناها وانتقلت إلى الجزائر العاصمة، بحثا عن استوديو للتسجيل حيث كان متوفرا في العاصمة فقط، وكانت هذه أول مرة أزور فيها الجزائر العاصمة منذ ولادتي، التقيت يوما بشخص يدعى الحاج يوسف والمعروف حاليا بـ (Disc Santana) كان شريكا مع يهودي فرنسي، فعرضت عليهما فكرة الغناء والتسجيل، فوجهاني إلى مكان يدعى "تون تون فيل" وقالا لي اذهب إلى هذا المكان فهناك يجتمع كل الموسيقيين وأحضر معك من احتجت منهم، ونسجل لك كل أغانيك.
وفعلا ذهبت إلى "تون تون فيل" والتقيت بعدة موسيقيين وكان كل من أعرض عليه الفكرة إلا وطلب مني أجرا مقابل ذلك، فأصبت بإحباط شديد بعد رفضهم العمل معي بدون مقابل.
وماذا فعلت بعدها؟
عدت إلى الشلف للبحث عن "قصابين" وكم كان الأمر صعبا، لأني كنت أمزج بين الموسيقى الشرقية والبدوي الجزائري فكان صعبا جدا أن أجد "قصاصبة" يحسنون ذلك.
بلخياطي كيف استطعت أن تمزج بين الموسيقى الشرقية والبدوية بـ "القصبة"
هذا هو سر نجاحي لأني عرفت كيف أمرّن "القصابين" من الذين تعاملوا معي على المزج بين الشرقي والبدوي.
في أي سنة حدث هذا؟
حدث هذا سنة 1964 تمرنت مع "القصابين" و"البنادرية" وذهبنا إلى العاصمة وسجلنا شريطا ولم يحقق أي صدى وفي نفس السنة التقيت بعبد القادر خليل والمعرف اليوم شركة (Oasis) كذلك سجلت معه شريطا آخر ولم يحقق أي نجاح يذكر.
وكم بقيت حتى حققت النجاح؟
بقيت حتى سنة 1968 يومها كنت أحب فتاة من وادي الرهيو تدعى "صفية" كانت طالبة بثانوية ولد قابلية بمستغانم وكنت أذهب يوميا لرؤيتها فكتبت عنها أغنية "خلوّ الطريق لصفية".
وكم كان عمرها؟
كان عمرها تسعة عشر سنة
وأنت؟
كان عمري يقارب الثلاثين سنة
هل كان سبب نجاحك صفية؟
نعم صفية هي سبب نجاحي ذكرها الله بالخير.
هل أنت على اتصال بها؟
هي سبب نجاحي لكني لست على اتصال بها، وعلمت أنها نصبت قنصلا في "بارينيو" بفرنسا
وقبل ذلك أريد أن أوضح لك شيئا..
قلت له تفضل!
قال: أنا لما كتبت هذه الأغنية ذهبت بها أنذاك إلى بوزيان وهو اليوم صاحب شركة "الأطلس"، عرضت عليه أغنية "صفية" فنصحني أن أغير إسم "صفية" بـ"بختة" وكانت حينها "بختة" للشيخ الخالدي رحمه الله تحقق نجاحا كبيرا فأرادوا أن يشعلوا المنافسة بين "بختة" الخالدي و"بختة" بلخياطي.. فحولت الأغنية إلى "خلو الطريق لبختة"، وفعلا نزل الشريط وأحدث ضجة كبيرة وحقق أعلى المبيعات أنذاك.
إذا أنت لم تنجح بصفية، بل ببختة؟
لساني كان يردد "بختة"، أما أحاسيسي ومشاعري فكانت مع صفية، لذلك حققت الأغنية نجاحا خرافيا.
وطبعا أصبح لك جمهورا عريضا في بداية السبعينات؟
نعم ،غنيت بختة سنة 1969 ونجحت نجاحا واسعا وفي بداية السبعينات اصبح لدي جمهور كبير جدا ، وأصبحت على كل لسان، وأشرطتي كلها بعدها أصبحت تحقق أعلى المبيعات في الجزائر.
فقلت له رغم ذلك لم نشاهدك على الشاشة؟
تنهد طويلا ثم أجابنا: لقد مارسوا علي سياسة الأقصاء.
قلت له كيف ذلك؟
قال لنا هم سوقوا لسياسة أن الأغنية البدوية والمرادفة للقصبة على أنها عيب وسنوا قانونا يمنع الترويج لها عبر الشاشة..
قلت له: لكن رابح درياسة وخليفي أحمد كانا يغنيان البدوي وبالقصبة وأعمالهما كانت تعرض في التلفزيون الجزائري.
قال لنا: رابح درياسة وضعت له حاشية هواري بومدين جسرا كبيرا وزكوه للرئيس الراحل، لذلك كل أعماله كانت تعرض وبشكل يومي عبر الشاشة وحتى خليفي أحمد زكته هذه الحاشية وبدأت أعماله أنذاك تعرض في التلفزيون.. رغم أننا كنا نغني نفس الطابع وتقريبا نفس الكلمات.. فكنت أنا الأجدر منهم وأكثرهم شعبية وحبا وطلبا من الجماهير، ورغم ذلك هذه الحاشية المقربة من الرئيس الراحل هواري بومدين هي التي أقصتني وفضلت علي رابح درياسة وخليفي أحمد رغم أنني كنت أحقق أعلى المبيعات فالقضية قضية نفوذ وفقط...
بلخياطي، بدأت الغناء سنة 1964.. فمتى توقفت عنه تحديدا؟
أنا لم أتوقف عن الغناء ولازلت إلى يومنا هذا أنزل أشرطة.
ولكننا لا نسمع بها.. وحتى هذا الجيل لا يعرف بلخياطي ؟
رغم أن هذا الجيل لا يسمع بلخياطي، إلا أن الجيل الذي تعود على سماع أغانية لاتزال تسمعها إلى يومنا هذا.. وجمهوري لايزال هو نفسه..
لكن جمهور الشباب اليوم لا يسمع بفنان إسمه محمد بلخياطي؟
هناك حوالي 30٪ من الشباب الذين يعرفون ويسمعون بلخياطي.
أعتقد أن نسبة 30٪ كبيرة جدا وأظن أنها أقل بكثير يا سيد بلخياطي؟!
أنا أؤكد لكم أني لاأزال أحافظ على نسبة ثلاثين في المائة من جمهوري القديم، وحتى جيل اليوم من الشباب يسمع بلخياطي ويعرف أغانيه من خلال الشاب حسني ونصرو وبن شنات وخلاص وحتى عزالدين وبلخير.. وغيرهم...
نريد توضيحات أكثر في هذه النقطة بالذات..؟
أولا، الشاب حسني نجح بأغاني وكذلك نصرو، ومعظم الأغاني التي نجحت نجاحا كبيرا في السنوات الماضية كانت لبلخياطي وسبق أن نجحت بها.. وأعادوا أداءها وحققوا بها نفس النجاح الذي حققته من قبل وحتى عز الدين وبلخير وخلاص كلهم حققوا نجاحات بأغاني بلخياطي، وهذه حقيقة لا يستطيعون إخفاءها.
على ذكرك هؤلاء المطربين، كنا في كل مرة نسمع أنك جريتهم إلى المحاكم رفقة منتجيهم؟
نعم، قاضيت عدة مطربين ومنتجين للأشرطة من الذين أعادوا أغاني بدون موافقة مني..
وهل كان الحكم في صالحك؟
نعم، فالمنتجون حكم عليهم بدفع غرامة مالية قدرت بـ 200 مليون سنتيم، أما المطربين ففي السبعينات حكم على أحمد وهبي عن أغنية »يوم الجمعة« وحكم على دحمان الحراشي في أغنية "حلو الطريق لمريم"، وحكم عليه أنذاك بستة أشهر حبسا مع وقف التنفيذ وغرامة مالية دفعها لي، كما حكم على ستة مطربين وهم الشاب حسني، نصرو، بن شنات، الزهواني، وفتحي بستة أشهر حبسا مع وقف التنفيذ وغرامة مالية كتعويض.
كما قاضيت الشاب خلاص وحكم عليه بتعويض 300 مليون سنتيم وستة أشهر حبسا نافذا وعارض الحكم ولازالت المحكمة لم تصدر حكمها النهائي في القضية.
على ذكر من نجحوا بأغانيك.. فكم غنى لك تلميذك عز الدين؟
يقاطعني.. أرجوك لا تقول لي تلميذك، لأنه لا يشرفني أن أكون أستاذا لعز الدين، فهو تلميذا للشيخة الريميتي.
ما الفرق بين بلخياطي والشيخة الريمتي؟
لا.. هناك فرق كبير جدا.. فالريميتي تغني طابع المداحات والشيخات وكلماتها ليست نظيفة، أما محمد بلخياطي فأغانيه نظيفة وموزونة في طابع غزلي عفيف وهي عبارة عن شعر موزون وفصيح.
ما الشيء الذي أثارك عندما قال لنا عز الدين أن بلخياطي أستاذي؟!
عيب أن يقول هذا الكلام، فأنا لست أستاذ تلميذ خائب مثله.. هذا عيب كبير واعترض عليه وعار أن يقول عز الدين أن بلخياطي أستاذي، فأنا لدي سمعة وعزالدين ليست له السمعة.
هل ضرك عز الدين إلى هذه الدرجة؟
نعم، لقد أضر بي لدرجة كبيرة وهو يعلم جيدا أن هناك فرقا كبيرا بين شخصيته وشخصية بلخياطي.
أنت هاجمت عز الدين منذ انطلاقته ونجاحه الكبير سنة 2000 بعد نجاح أغنية "وش جابك ليّ خيرة"، فهناك من يقول أنك تضايقت من النجاحات الكبيرة التي أصبح يحققها.
نعم، هاجمته ليس لأني تضايقت منه، بل لأنه أعاد أغاني، ولأن كل نجاحات عز الدين كانت بفعل أغاني، فأغنية "خيرة" و"الشيوخ بالڤصب تغني" و"واش أداني للغربة" كلها أغاني من كلماتي هاجمته حتى يعترف بأن هذه الأغاني لبلخياطي.
لكن في كل أغانيه يعترف لك ويقول "الزعيم أنتاع بلادنا" ويقصد بلخياطي؟
هذا كله ذر للرماد في العيون حتى أسكت عن الأغاني التي أعادها فقط.
لكنكما التقيتما في السجن سنة 2009 وتصالحتما؟
أنا لم أكلم عز الدين على الاطلاق في السجن، وهو من ألقى علي السلام فرديت عليه السلام، ولم أكلمه إطلاقا.
لكنه قال لنا بأنه التقاك في السجن وألقى عليك السلام واعتذرت له وقلت له بأنه يفكرك في شبابك؟
اتق الله.. أنا لم أكلمه إطلاقا وأي شباب يتحدث عنه عز الدين، شباب قضاء الوقت في التسكع و... أم ماذا؟ إنه أمر مضحك ومخز جدا؟
نخرج من عز الدين وندخل جانبا آخر في حياتك .. كم من امرأة تزوج بلخياطي، أجبنا بصراحة؟
تزوجت ثماني عشرة امرأة..
أكنت مع كل سنة جديدة تتزوج امرأة؟
لا أنت مخطئ.. فأنا رجل شريف وإنسانيتي كانت لا تسمح لي بالضحك والكذب على الفتيات، لذلك فكل النساء اللواتي تعرفت عليهن وربطت معهن علاقة، تزوجتهن.
لو تعرفت على مائة امرأة، هل كنت تزوجتهن؟
أجل.. حتى لو تعرفت على ألف امرأة لكنت فعلت ذلك في الحلال، لأني كنت لا أريد ربط علاقات في الحرام.. فاخترت الحلال على الحرام، وهكذا ضميري مرتاح من هذا الباب، فكل فتاة تحب بلخياطي وأغانيه وترى فيه فارس أحلامها ، ومن باب الانسانية أتزوجها..
تزوجتهن ليس حبا فيهن، بل شفقة فقط؟
نعم تزوجتهن شفقة بهن وليس حبا فيهن..
فسر لنا "حب الشفقة" هذا الذي جرك إلى الزواج بثماني عشر امرأة وكان قابلا للزيادة؟
هو عندما تربط علاقة ما تتدخل الشفقة والإنسانية حتى لا تضيع الفتاة..
وكم كان معدل عمر هؤلاء النسوة الثماني عشرة اللواتي طبقت عليهن قانونك الخاص »حب الشفقة"؟
كان سنهن يتراوح بين 18 و20 سنة..
كنت تستغل سنهن، لأنهن مراهقات؟
لا، أنت مخطئ، فنساء ذلك الجيل عقلهن أكبر من بنات اليوم، ففي تلك الفترة البنت التي يفوق سنها 15 سنة تعتبر امرأة وتتزوج وتربي أجيال، أما بنات اليوم ففي سن الثلاثين ولا تصلحن للزواج، لأن عقولهن لازالت عقول مراهقات.
بصراحة، هل كنت ستطبق قاعدة »حب الشفقة« على الفتيات الخمس وعشرين سنة فما فوق؟
لا، بنات ما فوق الخامسة وعشرين لا أتزوجهن ولا أطبق عليهن هذه القاعدة.
ونساؤك الثماني عشرة هن من المثقفات أم لا؟
كلهن مثقفات ولهن مستوى دراسي لابأس به.
لما تزوجتهن هل كنت تتحايل على الشرع وتسقط كل مرة امرأة من الأربعة حتى تتزوج الأخرى، أم ماذا كنت تفعل؟
لم أتزوج يوما بأربع، بل في الغالب أكون مرتبطا بامرأتين ولما أطلق واحدة أتزوج أخرى.
أكنت تتزوج امرأة في السنة أو السنتين، ثم تطلقها؟
لا لست أنا من يطلقهن، بل هن اللائي يطلبن الطلاق..
يطلبن الطلاق.. هل يكتشفن حقيقتك ؟
أنا رجل بأتم معنى الكلمة وسأشرح لك السبب..
تفضل..
هؤلاء النسوة قبل زواجهن بي ولما كن يسمعنى أغاني وكلماتها كن يظن أني فعلا رجلا مثاليا مثل تلك الأغاني التي أكتبها ولما يتزوجنني يجدن العكس..
إذا أنت لست رجلا مثاليا؟
لا، ليس كأغاني التي كنت أقدمها فيها كل الخصائص ويجدن فيّ الحنان والعطف والرجولة، لكن ليس مثلما كن يحلمن بي..
إذا كنت بخيلا جدا عليهن من الناحية المادية؟
لقد كنت أصرف عليهن الكثير ولازلت مسرفا إلى يومنا هذا.
وكم مصروفك اليومي حاليا؟
مصروفي اليومي لا يقل عن خمسة آلاف دينار جزائري (5000 دج) وبعملية حسابية بسيطة لا يقل مصروفي عن 15 مليون سنتيم شهريا.
زوجاتك الثماني عشرة، هل هن من نفس الولاية، أم ولايات متعددة في الجزائر؟
هن من عدة ولايات، فمن البليدة واحدة وثلاث من العاصمة وباب الزواب وباش جراح، واثنتان من الشلف، غيرها من الولايات.
أنت كنت مستعدا للزواج من كل ولايات الوطن؟
ولم لا إذا كان ذلك ممكنا، هذا ليس عيبا أو حراما.
من ثماني عشرة امرأة تزوجتها، كم بقيت من واحدة اليوم؟
لم تبق منهن واحدة.. وأنا وحيد اليوم..
ما هي أطول فترة قضتها معك زوجة من زيجاتك الثماني عشرة؟
أطول فترة هي واحدة قضت معي واحدا وعشرين سنة وأخرى عشرين سنة وأخرى ست عشرة سنة.
والأخريات؟
بقين معي من سنة إلى ثلاث سنوات.
تزوجت بثماني عشرة امرأة.. فكم عدد أولادك الآن؟
لدي 29 إبنا بين ذكور وإناث.
وهل تعرف أسماءهم لما يجتمعوا أمامك؟
نعم أعرفهم كلهم.
وهل تتصل بهم؟
نعم.
وهم هل يتصلون بك؟
كلا.. لقد قطعوا علاقتهم بي.
هل تعيش وحيدا؟
لا، لدي الآن سبعة أطفال أسهر على تربيتهم.
آخر زوجة طلقتها متى كان ذلك؟
لقد طلقت نفسها أي خلعتني، وأنا في السجن سنة 2009.
محمد بلخياطي، حدثنا بصراحة لماذا ومنذ بداية لقائنا وأنت تتحاشى ولا تريد الحديث عن أبنائك؟
أرجوكم لا تسألوني عنهم.
هل أخطأوا في حقك؟
يتوقف لثوان، ثم ينفجر باكيا.. ما فعله بي أبنائي لا يفعله العدو بعدوه ـ يقولها وهو يبكي ـ.
قلت له وماذا فعلوا بك؟
يجيبنا بحسرة وهو يبكي: لقد أدخلوني السجن عدة مرات..
قلت له وما السبب؟
قال لي: لهثهم وراء المال والثراء وانتقاما لوالدتهم جعلتهم يتآمرون علي ويدخلونني السجن.
أبناء أي زوجة من أزواجك (18)؟
هم أبناء زوجتي الأولى، لقد كنت أحن عليهم وأسأل عنهم، لكن بعد الذي فعلوه بي أصبحت لا أسأل عنهم رغم حبي الشديد لهم.
في أي سنة زج بك أبناؤك من زوجتك الأولى في السجن؟
كان ذلك سنة 2004 حيث فبركوا لي قضية وبعدها أدخلوني السجن، سلبوني مبلغ مليار و700 مليون سنتيم وأخذوا كل سياراتي.. لقد حطمني أبنائي من زوجتى الأولى تحطيما.
على ذكر هذه الحادثة، كم مرة دخلت السجن؟
لقد دخلت السجن المرة الأولى سنة 1973 أما المرة الثانية فكانت سنة 1974 بسبب زوجتي التي كنت على وشك طلاقها ونحن في رواق المحكمة اتهمتني بأني شتمتها ولسوء حظي أن وكيل الجمهورية لدى محكمة براقي كان يكرهني كرها شديدا، فمباشرة لما وقفت أمامه ثبّت التهمة علي وأمر بسجني وبقي يفتخر بأنه أوصلني للسجن، وفي نفس السنة أوقفت أمام نفس وكيل الجمهورية بوادي ارهيو.
وصدقوني أنه بعد سنوات في العشرية السوداء وأنا عائد من المغرب قرأت في إحدى الجرائد نبأ مقتله على أيادي الغدر.. صدقوني »غاظني بزاف« وبكيت عليه بحرقة رغم أنه أدخلني السجن مرتين ظلما.
وفي سنة 1978 دخلت السجن أيضا بسبب صور لفقت لي تسيىء الى سمعتي.
كما دخلت السجن مرتين بسبب المكيدتين اللتين دبراهما لي أبنائي سنة (2004) وسنة (2009).
أبناؤك الذين تآمروا ضدك وزجوا بك في السجن، هل ندموا على فعلتهم؟
لقد برأتني المحكمة براءة تامة. أما أبنائي الذين تآمروا علي فهم يقضون عقوبة السجن ويجنون شر أعمالهم ويذوقوا مرارة ما فعلوه بي.. لقد صوموني شهر رمضان في السجن وأنا رجل مسن..
أرجوكم، أرجوكم اغلقوا علي هذا الموضوع.
- *أنت ومطربي الراي أفسدتم الذوق العام، كما جريتم الشباب الى الانحراف،
يقاطعني آسف، أنا أغاني نظيفة جدا ولا تفسد الذوق العام ولا الشباب.. هناك بعض المطربين الرايويين هم الذين ساهموا في ذلك، لكن الخطر الكبير ليس في تلك الأغاني ولكن في الملاهي الليلية هي التي أفسدت الشباب..
فالملاهي الليلية أخطر من الهيرويين والمخدرات وأطلب من السلطات العليا في البلاد أن تغلقها قبل أن يضيع جيل من الشباب لاتزال الجزائر في أمس الحاجة إليه.
عن الشروق ..
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
مواضيع مماثلة
» المجتمع المدني الحقيقي ...
» الشيخ رائد صلاح خلف قضبان السجن ابتداء من الأحد 25/07/2010
» تأسيس رابطة المجتمع المدني الجزائري ..
» دور الكتابة في توعية وتنمية المجتمع..ملتقى بشلغوم العيد
» أول مدرسة عالمية للقرآن الكريم ...حقا هكذا تكون تنمية المجتمع ..
» الشيخ رائد صلاح خلف قضبان السجن ابتداء من الأحد 25/07/2010
» تأسيس رابطة المجتمع المدني الجزائري ..
» دور الكتابة في توعية وتنمية المجتمع..ملتقى بشلغوم العيد
» أول مدرسة عالمية للقرآن الكريم ...حقا هكذا تكون تنمية المجتمع ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo