ـ عبد الرحمان شيبان .. عالم جليل في مسار الخالدين .

خواطـــر رمضانية

ـ عبد الرحمان شيبان .. عالم جليل في مسار الخالدين .

بقلم : محمد بن زعبار

ـ فجعت العائلة الجزائرية اليوم بفقد احد ابنائها البررة الشيخ العالم " عبد الرحمن شيبان " عن عمر ناهــــــز 93 سنة ، بعد مسيرة حافلة بالنشاط والحيوية والاستقامة والعلمية والجهادية ..
بدأ العالم مساره العلمي بانضمانه إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ثلاثينيات القرن القرن التاسع عشــــر طالبا ثم إطارا في مدارسها .. قدم لها مهج أفكاره ووافـــــر وقته .. ومع اندلاع ثورة الجزائر المظفرة .. كان ضمن جحافـــــل المجاهيدين الذين تصدوا لجحافل الاستعمار الفرنسي .. وبعد أن استردت الجزائر استقلالها وعافيتها .. تقلد فيها مناصب سامية كان لها كبير الأثر في خدمة الجزائر والنهوض بأعباء ثقافتها ودينها وتربيتها واخلاقها .. فقد كان مفتشا عاما للتربية الوطنية ، يشرف على الكتب المدرسية ، واذكر تلك الديباجات الرائعة التي كانت تتزين بها كتبنا المدرسية ونحن صغار وبخاصة في اللغة العربية والتربية الاسلامية ، وكان التعليم يومها بهيا نقيا ساميا ، فقد جعل من إصدارته التربوية المدرسية واحـــــة ظليلــــــة ، تفيأ ظلها أبناء الجزائر كابرا عن كابر..
تقلد منصب وزير للشؤون الدينية ، فأحي في عهدته القيم والأخلاق .. وبعث الدين الصحيح في المساجد .. ونهج منهج سادته الكبار في الاصلاح .. كانت له إطلالته المشرفة بمشاركاته في ملتقيات الفكــــر الاسلامي .
ـ أعاد بعث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في شكل بهي قشيب .. خدمها وهو الكبير خدمة الكبار .. لم يحد عن مسار العلماء الكبار .. بل اضاء دروب ومسالك الأمة ، واجرى الخيرية والصلاح في أرجائها .. كان لجريدة " البصائر " لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كبير الوقع في زمنه ، ارسى من خلالها القيم وحافظ على ثوابت الأمة ، ناهض الخرافة والدجل ، اقام للعلم والعلماء بين أحضانها مقام التشريف والاكبار .. فكانت بحق من الجرائد النخبوية الجيدة ، يتلهف ابناء الجزائر الأصلاء على أعدادها ، لقراءة مسود أفكارها وطروحاتها الحاملة لفكر الاصلاح والهدي والاستقامة ..
ـ قدمته لقرائها الكثيرين تقديما يليق بمقام الرجل العالم .. جاز لنا أن نطلعكم على مسود ماكتبت عبر هذا الرابط ، ومن خلاله تدلجون عالم العلماء الكبار :

http://www1.albassair.org/modu​les.php?name=News&file=article​&sid=228

ـ إذا مات العالم ثلمت في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا عالم غيره.
قرانا في خبر نعيه أن جثمانه الطاهـــــر نقل صبيحة اليوم السبت : 12 اوت 2011 إلى مقر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من إخوانه ورفقائه ، لينقل بعدها إلى مدينته " الشرفة " التي تتوسط بين بجاية و البويرة ليدفن جثمانه الطاهـــــــر هناك .
ـ بفقده ثلمت الجزائر ثلمة كبيرة .. كما ثلمت قبل الأن بفقد أساطين كبار أخرين .. لايسد ثلمة هذا البلد الغالي ، إلا عالم جليل أخر يولد من رحم الأمـــــــة .
نمني النفس أن يكتب للجزائر كل خير .. وأن يجرى لها في العلم مجرى القبول .. تشع بركات الخيرين .. ويبقى أريجهم الطاهر يملأ الساحات على الدوام .

لكم منا كل التحية .
نلتقي من جديــــــــــد