قالوا له اكتب على الرمال ...

قالوا له،اكتب على الرمال
قالوا له اكتب على الرمال،ذاك كان حلهم، تعلمون لم؟؟
هو إنسان ألف الترحال بخاطره
بحث كثيرا عن شيء، وما أصعب أن تبحث عن شيء لا تجيد وصفه قد يسميه البعض بلاهة،بل غباء،بل أسماء أخرى
أن تسافر سنين،وتعرف ألفا وألفين،وترسم لوحات كثيرة وتبني قصورا عظيمة
لا يصدقه عقل عاقل.
كنت أعرفه...كان قريبا مني،قد لا أفهمه ولكن لم أصف يوما ما يقوم به بالبلاهة ولا الغباء
كنت أشد على يده وأقول في نفسي
يوما ما سيحقق سعيد ما يريد
كنت أراه طموحا ،جريئا
هي صفات قلما توافرت في شخص ما قريب إلي ولكنني كنت أستمتع كثيرا بالحوار معه وعلاقتي معه جميلة يكفي أن تحس أن هناك قلبا يخفق حبا لك في مكان ما من هذا العالم
نعم كان هكذا سعيد،اسمه سعيد ولكنه كان يقول لي :"لست سعيدا لا أعرف طعم السعادة"
هي عباراته لازلت أتذكرها جيدا،هي محفورة في ذاكرتي.
صديقي سعيد لو كنت أجد للسعادة طريقا لأهديتك بعضها في عيد ميلادك علك تصطبغ بصبغتها فتتلون حياتك بها
كان سعيد يبحث عن شيء مفقود،يصل أحيانا لدرجة اليأس وكان يحمل هاتفه ويقول لي:"أنا كرهت كل شيء" لا تنتظرني اليوم فإني ذاهب دون عودة.
لا أعرف إن كان ينوي فعلا الذهاب أم انه كما قلت لكم يحب الترحال والخيال
في أحايين كثيرة كنت لا أعير له بالا أنا لا افهمه كثيرا
أنا اعرف انه سيعاود الاتصال بعد قليل ليقول لي أنا بخير لا تبتئس مما يحدث لي
كانت هكذا حياتنا حياة سعيد تحتاج لقوة دافعة تجعله يفهم ما يريد
تعرفون....مرة قالوا له:"اكتب على الرمال"
لا يضرك ما كتبت على الرمال فسيأتي موج غامر يمسح كل شيء
تعرفون لماذا؟؟
إن الشيء المفقود لدى سعيد يمكن وصفه بكثير من لأوصاف قد تكون متناقضة كما قد تكون متشابهة
المهم يا سعيد اكتب ما شئت على الرمال
هكذا قالوا له يوم اشتد حاله
أتراهم محقين، ربما هو الحل المريح لمن يحمل هما كهم سعيد
وأصبح بعد ذلك سعيد كل يوم يذهب عند الغروب لأقرب شاطئ فيخط ما يريد ويرجع
والموج وحده من يحمل كل الأسرار لعالم الأسرار
كل أسرار سعيد ذهبت لبعيد ولكن المهم أنه ارتاح والآن هو يرتب لسفر جديد