الإمامـــة في بلدي

عندما تصبح الإمامـــة في بلدي مهنة كسائر المهن ، ويصبح الامام فيها موظفا عديم الاحساس بواجب مااضطلع به من مهام رسالية ، ويرى في نفسه أنه يتساوى في أدائــــه مع العامل في المصنع أو في وكالــــة أو مؤسسة عامة أو خاصة .. فهنا نستطيع أن نقول بأن الأمــــر في غاية الخطورة .. هذا مع الأخذ في الاعتبار بأن كل موظفي الدولـــة تحكمهم قوانين ، ولكن الامام المتخلف على الصلوات في المسجد ويكتفي ربما بخطبة الجمعـــة ليشنف أذان السامعين بكلام لايتعدى الحلق فهنا الطامة والبلية الكبرى .. من يعاقب هذا الامام في حال تخلفه عن الصلوات .. ليس القانون .. و الأكيد لن يعاقبه أحد من رؤسائه ، ولكن سيعاقبه ضميره حتما إن كان ضميره حي ..
فحضور الإمام يضفي مسحة ايمانية تنسحب على كــــل المكان ، وغيابه يترك فراغا يحس به الجميع ، قد نلتمس أعذارا لإمامنا في غيابه عن بعض الصلوات ــ وهذا مع التضييق الشديد ـ ولكن أن يكون الغياب بالجملة وفي معظم الصلوات وحتى النهاريــــة منها .. فهنا نضع أكثر من علامــــة استفهام وتجعلنا ننظر إلى شخص هذا الامام نظرة فيها الكثير من الازدراء ولربما التحقير أيضا .. فالامامة في شرعنا ليست أبدا بهكذا مواصفات وشخص الامام يجب أن يكون مثالا لمقتضى مطلب الامامــــة في الشريعــــة وإلا لن يقبل أن يكون إماما للمسلمين .