ألا بُــــــــــــــعدا للمتآمـــــــرين ...

 رد على الحملات الداعية للتنصير ، والهجمة الشرسة المعلنة في بلد المليون ونصف المليون شهيد .

ــ كنا قوما أهل جاهلية ، فشرفنا الله بالإسلام ؛ هذا ماقالته العرب وهم يصدحون بقولة الحق ، لما عرفوا حقيقة هذا الدين الخالد الذي جاء به محمد بن عبد الله (  ) ، وهي حقيقة لا يختلف فيها اثنان ، ولا ينتطح فيها عنزان .
ونورد ذات القول ونحن بصدد الرد على الذين يكيلون المؤامرات ويعملون على إحياء مور وثا سقيما دخيلا ، لايستسيغه أبناء هذه الأمة ولا ينزل منزل القبول في دواخلهم ، فقد حفظ التاريخ لأبناء الجزائر البواسل استماتتهم واستبسالهم في الدفاع عن عرى الدين والوطن ،وكابدوا لذلك مكابدة الأحرار الشرفاء ، وسقت دماءهم الطاهرة الزكية ثرى هذا الوطن ، ليعيش مصان الجانب ، مرفوع الرأس قوي الشكيمة ، معتدا بأصالته ونزاهته وعفته وكرامته .
ولاشك أن الله العليم قد شرفنا نحن البربر الأما زيع ، فأنطقنا لغة الضاد ، التي كان أجدادنا الأوائل يجهلونها ، ويجهلون معها هذا النور المتعالي ، المتمثل في الشرعة الخالدة التي جاء بها الخالد دوما ــ محمد بن عبد الله ــ (  ) وهي القر آن ، هذا الكلام الرباني المعجز والفصيح والمحكم ، والذي جاء بلسان عربي مبين ، فدخلت جموع الناس في رحاب هذا الدين السمح الكريم دخول طواعية لا دخول إذلال ، وعرفت المدنية انتعاشة وتألقا كبيرين ، واستيقن الناس بأن هذا الأمر ــ الإسلام ــ له وقع خاص وجاذبية عالية في نفوس الأصلاء والأخيار وشرائح الناس المختلفة ، فساد في عرف التعاملات الاجتماعية هذا المنطق ، واستشعرت الجماهير هذا المقصد الإسلامي المحمود ، وأحيت شعائر ومثل وقيم وخلال التكريم والإجلال والتعظيم ، فانتشر الخير في بلد الخير ، وسادت العدالة وانتفى الظلم وامحت كل الضلالات والموروثات السقيمة البالية المتوارثة عن الأجداد ، وعمل فريق العلماء والنبهاء والشرفاء على تأصيل وزرع أصائل هذا الدين في نفوس وعقول الصغار، فانتشرت مدارس الإحياء في كل مكان ، وكان لهاا لدور البارز في شحذ الهمم العالية وتحفيزها على الجهاد المستميت ، ضد الغاصبين والمحتلين .
ــ فلا نستطيع أن ننكر إسلامية هذا الشعب وعزته العالية وكرامته الغالية المصونة بالدين .
ــ ولا نستطيع أيضا أن نتناسى حقيقة واضحة مفادها أن التواجد الفرنسي ببلادنا ، والذي عمَّــــــر أزيد من قر ن وربع القرن ، والذي عمل بكل ماأوتيه من قوة على طمس الهوية الإسلامية العربية واجتثاثها من أصولها ، لم تجده محاولاته اليائسة والبائسة على سلخ الجسد عن الروح ، وخرج من بلادنا وهو مدحور منكوس الجبين ـ تلحقه اللعنات والعار الكبير ...
ــ ولا نستطيع أيضا أن نساوم كل جزائري حُـــــر أبي كريم على مقدساته المحفوظة جيلا بعد جيل : الدين ــ اللغة ــ الوطن .
ــ ولكن أن ينبري بين جنبتينا في هذه الأيام أمرا مفاده أن حملات التنصير أخذت بعدها التوسعي والتعبوي والاستشرافي لأجل طمس حقائق الإسلام الواضحة المستساغة في ديارنا ، فذلك أمر مرفوض وغير مقبول على كل الأوجه وجميع الأصعدة .
ولكن : متى أستطاع هؤلاء المحسوبون على حركات التنصر التحرك والعمل ؟ .
لاشك أن في الأمر تغافلا أو استكانة ــ مقصودة أو غير مقصودة ، من فريق العاملين في حقول الدعوة والإرشاد ، والقائمين على دولاب الحكم والسياسة ، والمباشرين لأعمال التأصيل والتهيئة الاجتماعية الواعدة ــ .
فالأمر جلل والخطب عظيم ، أن تصير بلادنا المصانة بدماء الشهداء عرضة لهذه الحملات المشبوهة والمسعورة ، التي تأتينا من الداخل والخارج ، فالجزائر أجَّـــــلَ من أن تنصاع لهذه الدعاوى القائمة بين جنبتيها، والحاثة على السلخ ، ولبس لباس النصرانية بدلا من لباس الإسلام العظيم و الخالد , فأبناءنا هم نتاج مراسنا ، والإبن سليل أبيه ، ومن العار الكبير أن يتخلى الإبن عن المحضن الدافئ الذي ألفه ، ليتخذ له محضنا أخر كله أحراش وأدران ...
ــ فنحن لا نعيب على الآخرين معتقداتهم وطقوسهم الدينية ، ولكننا نعتبر أنفسنا ذوو شرعة محكومة بالهداية والصلاح والحفظ الكريم ، الذي تعهدت به السماء ، يقول القرآن إنا نحن نزلنا الذكرى وإنا له لحافظون .
فليس من العدل أو من المنطق أن نختار الظلال بعد الهداية والزيغ بعد الهدى ، فكل الشرائع السابقة ، شابها تحريف وتحوير ، ولم تعد صالحة، ونسخها القرآن الكريم الذي جاء هداية للناس جميعا ، في خطاب سماوي صريح لا يقبل التبديل ولا المواراة ، ودل في عمومه على الشمول والعالمية ـ فتكررت عبارات : ــ العالمين ، الناس ــ في أكثر من موضع قرآني ، مما يعطينا تفسيرا واضحا بأن الشرائح السماوية التي سبقت القرآن لم تعد صالحة للعمل ، يقول القرآن  ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .
فلاشك أن الواقع الصعب الذي يتخبط فيه هؤلاء الشباب ، جعل من بعضهم يقبل بهذه الترهات الفارغة ، حتى ينعم ببعض النضار ، ويحضى بحظ ولو يسير من متاع الدنيا ، ولكننا نعتقد جازمين بأن ذلك كله لايستطيع أن يؤثر في صيرورة الفعل الإسلامي المستشري في كامل خلجاتنا ، والذي نتنسمه كما الهواء العليل في صبحات أيلول ، ونعتقد أيضا اعتقاد العارفين بأن شرذمة الضلال والإضلال ستنزوي وتغور وتمحي أثارها ، من على صفحة بلادنا أيما مَـــمحى .
ونرى رأي العين بأن دواعي هذه الحملة المسعورة تُخفي وراء ضلالها تخوما سوداء مقيتة ، وتحمل الكثير من رعناء الباطل ، والدسيسة لوحدة هذا الوطن ، فالذي يئست عنه فرنسا ، عبر أماد طويلة ، ترنو إلى تحقيقه عبر هذه المؤامرة المكشوفة ، والذي يئس عنه الغرب الكافر بمحاولاته المتكررة اليائسة يصبوا أن يتحقق له منه ، ولو النزر اليسير على أرض الجزائر .
فلو سلمنا جدلا بوجود معتقدي النصرانية من الجزائريين ، لعمل الغرب بما أوتيه من قوة على إقناعنا بأنهم أقلية ، وبأنهم ضحايا التمييز والإبعاد ، وبأنه من واجب العالم المتحضر أن يوفر لهم الأمان والرعاية التامة والسيادة في إطار ما يسمى ــ بالوطن القومي ــ أو بالفيدرالية المستقلة داخل قطر الجزائر الحبيب ، هذا الذي حصل قبل سنوات خلت من الآن ، فقد رام إخواننا من بني مزاب أن يكون لهم كيان خاص بهم ، ومن ثم استقلالية تامة في تسيير أمورهم وشؤونهم الخاصة والعامة ، فأعجزتهم الوسيلة وقعدت بهم دون بلوغ الغاية ، وحاول غير هم من أطيافنا أن ينهجوا ذات المنهج ويسلكوا نفس الدرب ، غير أنهم لم يفلحوا جميعا ...
وهذه المحاولات جميعها تر مي إلى تشتيت اللحمة الجزائرية ، وتمزيق هذا الوطن ، وجعله مجزءا مفرقا، تلوكه الألسن ، وتتصيده الأعين ، لامندوحة ترجى من ورائه ولا خير يرتقب من مكاشفة أمره .
ــ فيا شيوخنا الأشاوس ويا كبارنا العارفين ويا مربينا الأجلاء ويا قادتنا البواسل : خذوا الأمر على محمل الجد ، وقارعوا فلول الزيغ في كل الجنبات ، وحاصروا فعلها المشين ، فهو أدعى أن يكون ذا شأن وقيمة بين وسطنينا ...
ــ فالجزائر الأبية والمكافحة والشامخة شموخ الأوراس وجرجرة تأبى أن يكون فيها أدعياء ومناؤون ومتآمرون ، يعكرون الصفو الجميل ، وينغصون على الناس معتقدهم الخالد ، وتعاهد نفسها أن تضربهم جميعا بيد من حديد ، كما فعلتها بالأمس القريب مع المستدمر الفر نسي .

بسم الله الرحمن الرحيم
سرني كثيرا أن تكتب في هذا الشأن الخطير الذي أصاب جزءا من بلدنا المسلم وهذا ما يجب أن نقوم به جميعا يجب علينا محاربة هذا الورم الخبيث في أمتنا بأقلامنا وهذا أضعف الإيمان شكرا جزيلا

تعقيب على رد / ألا بعد ا للمتآمرين ...

الأستاذ : محمد بن زعبار .

نعم صديقي خالد هو شأن خطير ، وأمره جلل .

فهذه الموجة المسعورة المقامة في ديارنا ، والمدعومة بشتى أنواع الدعم ، لها إفرازات خطيرة جدا ، على أصالة هذه الأمـــــــة وعفتها وطهارتها ، فلايمكن بحال الاستهانة هؤلاء المندسين بين جنباتينا لنقول: إن الجزائر مسلمة بالفطرة وبأن شبابها شب على الطوق ، وبأن موروث أمتنا لايمكن بحال التفريط فيه ، فالذي نراه في أكثر من مكان يجعلنا نرتاب من حال التشرذم الأخلاقي الذي اعترى شبابنا وشباتنا ، وبذلك فيمكن اصطيادهم وجعلهم رفداء لهؤلاء المتحاملين على ديننا ...
وكما أشرت في المقال : فالمسؤولية ملقاة على الجميع ، بدءا بالجهاز الحاكم وانتهاء بأخر فرد في هذا الوطن ، فكلنا مطالبون بتغيير أوضاعنا ، وتقديم صورة مشرقة عن إسلامنا ، وغرس هذه القيم السامية جدا في نفوسنا قبل أن نغرسها في نفوس أبنائنا ، وعندها نستطيع القول : بأن هكذا عملية تنصيرية لايمكن أن تؤثـــــــــر فينا ولا أن تحرك في معتقدنا الفكري أو الايديولوجي شعرة , ويمكن أيضا مقارعة فلول التنصير في كل مكان واجتثاث شأفتها إن هي حاولت أن تقحم نفسها في أمر نا .

تحياتي لك صديقي خالد ، وشكــــــــــــرا على التواصل .
أخوك : محمد .[/b]

نحن نعلماستاذي بانه امر جلل وامر خطير ويجب ان يوضع حد له لاكن استاذي اين التحرك الشعبي والرئاسي لا حياة لمن تنادي
النهضة والصحوة هي الحل الوحيد يجب ان تصحى امتنا كي تواجه هذا الخطر والسرطان الذي اصابها
تحياتي استاذي