دفاعا عن أبي العلاء المعري ....

من طرف **حسن خليفة** الخميس يناير 29, 2009 11:30 am

دفاع عن ابي العلاء المعري

مرسل من :نجاج سلام ـ العروبة

في دفاعه عن ابي العلاء المعري يعلن اديبنا الكبير عبد المعين الملوحي ان ما شغله في المعري امران :

1- أولهما الظلم الذي لحق بشاعرنا المعري من قبل الكثيرين من القدماء والمحدثين الذين اتهموه بالالحاد رغم انه لم يكن ملحداً .‏

2- والثاني اهمال شاعريته فالذين كتبوا عن ابي العلاء ودروسوه , تناولوا حياته وفلسفته والحاده وقليلون هم الذين تحدثوا عن روحه الشعرية وفنيته لهذا فقد حاول في كتابه » دفاع عن ابي العلاء المعري « أن يبرز المعري مؤمناً مسلماً يدعو إلى عبادة الله وتوحيده في القسم الأول مدعماً اقواله بالشواهد المناسبة من شعره الواردة في سقط الزند « ولزوم ما لا يلزم «‏

أما القسم الثاني فقد خصصه للحديث عن شاعرية المعري مستفيداًمما قيل قديماً وحديثاً مستعرضاً تعاريف الشعر وخصائصه مطبقاً اياها على شعر أبي العلاء ليصل في النهاية إلى النتيجة التي بحث عنها طويلاً وهي ان المعري شاعر في الدرجة الأولى وفيلسوف اجتماعي في الدرجة الثانية.‏

وقد اعتبر ما كتبه في هذا الكتاب بمثابة الواجب لأنه كشف من خلاله عن حقيقة شاعر جليل ظلم في حياته وفي مماته .‏

في القسم الأول من الكتاب وتحت عنوان » ابو العلاء مؤمن مسلم « أكد الملوحي أن أبا العلاء كان مؤمناً كل الايمان ومسلماً , ومتعصباً للإسلام 000 ولم يخرج بهذا الرأي إلا بعد قراءة متأنية وناقدة لما ورد من شعره في » سقط الزند « ولزوم ما لا يلزم «‏

وأورد بعض الشواهد التي تدل على ايمان شاعرنا مثال ذلك ما قاله في رثاء والده عبد الله بن سليمان :‏

فيا ليت شعري هل يخف وقاره‏

اذا صار أخذ في القيامة كالعهن ?‏

وهل يرد الحوض الروي مبادراً‏

مع الناس أم يأبى الزحام فيستأني‏

فهنا يبدو المعري مؤمناً كل الايمان بالبعث وبيوم القيامة وبحوض الرسول الكريم 000 أما في قصيدته الدالية التي وردت في رثائه للفقيه الحنفي والتي تكاد تكون رثاء للإنسانية كلها فقد بدا الايمان واضحاً يقول :‏

خلق الناس للبقاء فضلت‏

أمة يحسبونهم للنفاد‏

انما ينقلون من دار أعمال‏

إلى دار شقوة أورشاد‏

ضجعة الموت رقدة يستريح الجسم‏

فيها والعيش مثل السهاد‏

هذا ما ورد في سقط الزند « أما في ديوانه » لزوم ما لا يلزم « فقد صنف الملوحي الابيات التي تظهر ايمان المعري في موضوعات ثلاثة هي :‏

1- صفات الله عز وجل .‏

2- قدرة الله تعالى .‏

3- دعوة المعري إلى عبادة الله والايمان به .‏

4- هل طبق المعري وصاياه على سلوكه .‏

5- المعري يمدح الاسلام ويذم المنافقين واصحاب النحل ويهجو المرتدين عن الاسلام .‏

والحقيقة ان المعري قد طبق ما ورد في شعره على حياته فهو :‏

1- مؤمن بالله الواحد الأحد‏

2- مؤمن بالبعث‏

3- يصلي ويصوم ولا يؤذي احداً ولا يرتكب الفواحش ولا يشرب الخمر ويشكر الله على نعمه .‏

والحمد لله الذي صاغني‏

اطعمني رزقي واحياني‏

كما مدح دين الاسلام وذم الذين يشوهونه ونكر اصحاب النحل وهجا المرتدين فالاسلام في نظر المعري شرع الله ثابت لا ينسخ ولا يتبدل والاسلام رغم ما احاطت به من خطوب يبقى ديناً ليس له نظير وأن محمداً (ص) قد دعانا إلى خير الأمور واعلاها وليست الأعالي كالأسافل 0‏

لنستمع اليه في هذه القصيدة الرائعة التي تؤكد ايمان المعري وتمسكه بدينه:‏

دعاكم إلى خير الأمور محمد‏

وليس العوالي في القنا كالأسافل‏

هداكم إلى تعظيم من خلق الضحى‏

وشهب الدجى من طالعات وآفل‏

والزمكم ما ليس يعجز حمله‏

أخا الضعف من فرض له ونوافل‏

وحث على تطهير جسم وملبس‏

وعاقب في قذف النساء الغوافل‏

وحرم خمراً خلت ألباب شربها‏

من الطيش ألباب النعام الجوافل‏

أما في القسم الثاني من الكتاب فقد حاول الملوحي كشف النقاب عن شاعرية ابي العلاء محاولاً التركيز على الفنية التي وسمت شعره‏

وتضمنت محاور البحث الأمور التالية :‏

1- شعر المعري في كتب المتقدمين الخاصة به دفاعاً عنه .‏

2- شعر المعري في كتب التراجم والكتب العامة التراثية .‏

3- شعر المعري في كتب المعاصرين الخاصة به .‏

4- شعر المعري في كتب التراجم والكتب العامة المعاصرة .‏

5- ما هو الشعر ? نظرة في تعريفه .‏

6- شاعرية ابي العلاء حسب عناصر الشعر.‏

7- العاطفة .‏

8- الرؤيا والصور .‏

9- الأفكار .‏

10- محاولة فهم العالمين المنظور وغير المنظور .‏

11- شمولية الشعر لما في الحياة من عو الم .‏

12- الأسلوب واللغة .‏

وقد انهى بحثه الذي جال وصال فيه قائلاً :‏

كان ابو العلاء شاعراً من الدرجة الأولى وحكيماً من الدرجة الثانية ونحن نجد في ديوانيه سقط الزند ولزوم ما لا يلزم « شعراً راقياً وحكمة بالغة وأحسن الأدب ما التقى فيه الشعر والفكر أطيب لقاء .‏

الكتاب غني بما فيه , وهو بمثابة زوادة فكرية لكل الباحثين والدارسين والمتعطشين للمعرفة والعلم