التربية الأسرية ..ضرورة ملحة

نعم صديقي حسن .
نحن في أمس الحاجة إلى تفعيل دور الأسرة وجعلها منارة ساطعة ، من خلالها يرقى المجتمع ويعرف تألقه الفكري والأخلاقي كما كان في الماضي .
فلربما الأن قد تخلى معظمنا عن هذه المهمة ، ولم يوليها العناية الكبرى ، وبذلك اصبحت مجتمعاتنا على مانراه عليها من سوء وانحطاط ، واصبح الواحد ينفر النفور الكبير من هكذا سلوكات رعناء تاتيه من كل مكان .
لو ذهبنا إلى مدارسنا مثلا : لوجدنا كوارث تحدث تحت سقف أُعـــِـــــــد للتربية ، فهذا تلميذ يشتم أستاذه أمام مرأى زملائه وذاك اخر يضربه وقد يلحق به الضررالبالغ ، ولربما يسبب له عاهة ، وذاك وذاك ، والقائمة تطول ......
قبل أيام فقط كنا في امتحانات الفصل الثاني ، وأثناء تأدية التلاميذ لإختباراتهم في اليوم الثاني ، حاول أحد التلاميذ الغش فمنعه الأستاذ الحارس من ذلك ، فما كان من ذاك التلنميذ إلا أن قام بتوجيه لكمة قوية إلى أستاذه ، أعقب ذلك كلام بذيء لا يقال حتى في الشارع ، قمنا بالتدخل ومنعنا التلميذ من مواصلة امتــــحاناته ، وأحلـــــناه على مجلس تأديبي .
ولكن السؤال الذي ينبغي أن يطرح هنا : هل كان التعليم في الماضي على هذا السوء ؟
أجيبكم لأقــــول : لا .
ولكن لمـــــــــــــاذا لا ؟
لأن دور الأسرة في ذلك الوقت كان فاعلا ، وكان الأب إذا ما أحس بأن ابنه يُحـــــدث سلوكا شائنا يعزره التعزير الكبير .
حضرتُ واقعة حصلت أمام عيني : أن استاذا قام بإخراج تلميذ من حجرة الدرس لسلوكه الطائش ربما أو لعدم اهتمامه بواجباته ، فأحضر التلميذ والده ، واستدعت الإدارة الأستاذ من قسمه ، وأسمعه ذاك الولي كلاما بذيئا مصحوبا بتهديد أمام ابنه .
أسألكم : هل سيحترم التلميذ أستاذه بعد هذا الموقف المخزي من الولي ، ربما سيتطاول أكثر ، لأنه قد وجد من يساعده على الصعلكة والعربدة .
أتمنى أن يعاد تفعيل دور الأسرة ، وجعلها الحاضنة الأساس التي تقدم لنا أفراد صالحين يخدمون أنفسهم و مجتمعاتهم.
تحياتي .