لماذا الأمازيغيـــــــــة في مدارسنا ؟!...

لماذا الأمازيغية في مدارسنا؟!...

بقلم الأستاذ / محمد بن زعبار .

ـ هل حقا نحن في حاجة إلى تدريس الأمازيغية في مدارسنا ؟

ـ وماذا نستفيد إ ن نحن نهجنا هذا المنهج ، وأقحمنا صغارنا هذا الإقحام الصعب ؟

وهل في الاعتداد باللسان البربري ـ رغم كوني بربريا روحا وهوى ـ ما يسمو بوتيرة التحصيل ، ويرقى بإدراك الصغير .

تأملت واقع التعليم في سنينه الأخيرة ، فانتابني شعور الإحباط لما أل إليه حال منظومتنا العتيدة ، ولما صُير إليه أمر التنهيج التربوي .
فلست فيما أقول مناوئا لجهة معينة ، ولست فيها متحاملا أيضا على أي طرف كان ، ولكني شعرت بضيق نفسي وأنا أرى واقعا محموما مكدرا تسري بين جنباته فوضى وتسوده ضبابية قاتلة ، فلم يعد فيه ـ إلا ما ندر ـ ما يشعرك بالجمال والسمو والرفعة العالية ، التي تبعث على النجاح وتؤسس لوثبات الانطلاق الموعودة .

ـ الأمازيغية موروث قديم توارثناه أبا عن جدا ، ولساننا الناطق بين وسطانينا...

ولكن هل هو الأداة الحقة والمثلى لجعل متخيره علميا ؟ وهل ترقى لأن تكون مادة درس بعيدا عن تجاذبات سياسية أو قبلية ، عرقية نديــــــــــــــة ، مصلحية .....؟ .

ـ أعيب على الذين اتخذوا من الأمازيغية متكأ لدرء سقطاتهم وعثراتهم أو بالأحرى فشلهم الصريح ، ولاذوا فرارا من هم الدرس العربي ، وعلقوا أمانيهم على مشجب المصلحة المفضوحة.

ـ فنكاد نجزم أن الكثيرين ـ الكثيرين ـ منهم لاتهمهم الأمازيغية وإن كانوا أصلا أمازيغ أقحاح ، ولا يستهويهم
لسانها أو تاريخها أو زخمها أو ثراؤها حتى ـ إن كانت حقا ترتكز إلى خلفية ثرية مشبعة بالتأصيل .

فهذا وغير ه من الأسباب الوجيهة التي تقعد منطلق تعليمنا القعود الطويل المضني ...
فمتى متى نرقى إلى علياء التفكير ونخدم أمتنا الخدمة المباركة بعيدا عن هكذا تجاذبات ؟.

كنا بربر في الأصل وعربنا الإسلام ، وزادنا الإسلام شرفا وفخـــــــــــرا بأن أنطقنا اللسان العربي المبين ، فشغفنا بالعربية لسانا ومنطقا وبلاغة ، واستهوانا بريق حرفها المتوهج على الدوام ، فالقرآن كلام الله جاءنا بلسان عربي مبين ...

هل أعلينا العربية درسا واهتماما على مستوى تعاملاتنا الفكرية والثقافية والتربوية ، وهل أقمنا ما أقامــــــــــــــه الآخرون من مناشط تعلي من قدر وقيمة هذا الحرف .

ــ يؤلمني كثيرا عندما أسمع مسئولا كبيرا أو أستاذا قديرا أو دكتورا نحـــــــــــــــريرا يتلوى لسانه بعربية فجة لا تُستاغ ، حتى خلت الأعارب منها يتحسرون في قبورهم ، ونقحم صغارنا لقبول لسان ألفوه ، وفي تعاملاتهم مارسوه .
هل أرفع هامتي لأخطب أمام الأشهاد بلسان أمازيغي ، وقد حباني الله بأعظم اللغات على الإطلاق
ما قصدت التعريض بالأمازيغية ، فلها في قلبي مكانة المحب ، ولكن ثائرتي كلها على الذين يتصيدون في الماء العكر ، ليصلوا الغايات المشبوهة ، وهي دناءة وخسة لا تعلق إلا بالنفوس المريضة ، وما أكثر ذوو النفوس المريضة بين أوساط الناس .

تحياتي للأحباب .

أخوكم الأستاذ : محمد بن زعبار .