ـ عمال النظافة في بلدي أصدق الناس عملا ...

أرى أن يعاد النظر في ترتيب هيكلة الوظيف العمومي ، ويراعى في ذلك جانب الصدق وطبيعة العمل ، فالذي لا يصدق في عمله جاز لنا ان نضعه في ذيل القائمة حتى وإن كان دكتورا ، والذي يصدق ويتفاني حق لنا جميعا أن نزهو بصنيعه ونقدمه على أنفسنا حتى ، إن كان أهلا لذلك .
ننظر جميعا إلى عامل النظافة في بلادنا نظـــــرة احتقـــــــــــــــار ، ربما لطبيعة عملـــــــــــــه المتصل دوما بالقاذورات والنفايات .
ولكني أسال : قاذورات من ، ونفايات من ؟
أليست قاذوراتنا جميعا .. وهم يرفعونها عنا ، ويُطهــــــروا الساحات التي نعمد إلى تلطيخها بشتى وسائل التلطيخ ولربما حتى بالبُــــراز ، فكم من المرات نجد برازا في ساحاتنا العامرة وحتى أمام بيوتنا أو في مداخل عماراتنا ، ويأتي " المغابين الأوفياء " ليرفعوا عنا القذارة التي أحدثناها بأنفسنا .
ـ شدني بل راقني كثيرا عامل النظافة في مدينتي ، والذي أسمع صوت مكنسته في الثلث الأخير من الليل ، وكنت قبل هذا أتساءل عندما أجد الساحة نظيفة في الصباح الباكر، عن الشخص الذي قام بذلك .
فالذي يحرم نفسه لذة الرقــــــاد ، ليزيل من ساحاتنا القذارة ـ أيها الأحباب ـ حق لنا أن نزهو بصنيعه وننزله منزلة أرفع وأسمى مماعليه الأن.
ـ فالغرب أدرك ذلك وأولى عامل النظافة عناية كبرى ، وله من العلاوات الكثير .. ولربما يمتلك بذلك سكنا لائقا وسيارة تقله حيث يشاء .
ـ متى ننزل الناس منازلهم الحقة في بلادنا تبعا لمعياري " الصدق والاخلاص " في العمل ؟
تحياتي