من طرف محمد بن زعبار الجمعة سبتمبر 25, 2009 12:17 am
ـ قصتي مع المئزر الأزرق .
ـ أرادت وزارة التربية بهيبتها المصونة أن توحد الزي المدرسي بين التلاميذ فزادته تعقيدا وتفريقا ، وظهرت في القسم الواحد معالم الفرقة وتجلت للعيان كل أمارت الطيقية الاجتماعية .
فاللون الأبيض لا يكاد يختلف فيه اثنان ، و لربما يبدو جميع التلاميذ وإن تباينت أوضاعهم الاجتماعية موحدين .
أما الأزرق فقد هالني أمـــــــره .. وأعياني الجهد في البحث عنه .
وقصتي مع المئزر الأزرق ، هي قصة كل أب ، وقع ضحية قرار الوزارة " المفداة " واصطادته كماشات سماسرة السوق .
ـ طلب مني ابني الصغير أن اشتري له مئزرا أزرقا كالذي عند زملائه .
وألح في الطلب ، رغم أن معلمه لم يكترث لأمره كثيرا ، ربما لأن مئزره الرمادي الحالي ، والذي لا يزال في حالة جيدة يفي بالغـــــــرض ، وربما أيضا قد راعى المعلم كوني أستاذ ، واعتبر أبناء القطاع فوق المُساءلة البوزيدية .
غير أني و نزولا عند الإلحاح المتكرر لابني الصغير ، قصدت المحال جميعها ، وطفت بالمدائن أكثرها ، وما عثرت على اللون الأزرق ، لسرعة تلاشيه من على رفوف المحال ، وعند معظم باعة القماش .
فأرشدني " صغيري " إلى " خياط " ، يخيط المآزر .. قصدت المكان ، وتأكدت فعلا من أنه يخيط المآزر ، ومن كثرة الطلبات يشتغل حتى ليلا ، تأملت جيدا في المآزر الموجودة والمُـــــــعدة لأصحابها وبخاصة الزرقاء منها ، فألفيتها مختلفة اللون ، تارة سماوي وأخرى ازرق داكن وأخرى أزرق فاتح .....
سألت صاحب المحل عن سبب ذلك : فقال : في كل مرة لا أجد نفس القماش عند الباعة ، فأضطر إلى استبدال اللون ، وما الضير إن كان الأزرق كله مقبول .
ـ نعم ما الضير مادام الأزرق كله مقبول .
ـ الضير يا عزيزي الخياط أنه أحدث فجوة في صفوف التلاميذ وفـــرَّق بينهم بدل ان يكون عامل توحيد ، ولكن لست أنت من يتحمل وزر ما حصل ، فأنت يا عزيزي قد اغتنيت وجاءتك فرصة من ذهب لتخيط لا أقول المآزر بل أشباه المآزر وبثمن مضاعف عن ثمنها في المحال في حال تواجدها ضعفين أو ثلاثة ، وبقماش رديء لم يُُجعل أبدا ليكون مآزر ..
ـ ولكني مُجبر ورغم رداءة القماش ، وغلاء الثمن إلى اصطحاب ابني الصغير ليأخذ له عزيزي الخياط مقاساته ، ليخيط له مئزرا ، استغفر الله " شبه مئزر" ليزهو به أمام أصحابـــــه .
ـ لو أن وزارتنا المفداة أرادت حقا أن توحد الزي المدرسي ، وتتلاشى من خلاله امارات الفرقة ، لأوكلت الأمـــــر إلى مؤسسة للنسيج مثلا وتتفق معها، وينتهي الإشكال ، وتتولى بعد ذلك المؤسسات التربوية توزيع المئزر مع الكتاب المدرسي ، وهي حــــــرة في أن تتخير طريقة توزيعه .
ـ ولكن أن يـُـــــعزى الأمر إلى سماسرة السوق ، فلا أضنه يخدم التربية ولا ناسها .
ـ فإن كنا نضاهي الغرب في مشاريعه ، فلا أضننا نمتلك ما يمتلكه الغرب من استراتيجيات التعامل ، ومن جــــــدية صنع القرار .
تحياتي
عدل سابقا من قبل محمد بن زعبار في الجمعة سبتمبر 25, 2009 8:36 pm عدل 1 مرات
» المتألقه ياسمين ابراهيم
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية