مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
تجليات خاطـــــر ...
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
تجليات خاطـــــر ...
تجليات خاطــــــــــــر ....
بقلم الأستاذ : محمد بن زعبار .
بقلم الأستاذ : محمد بن زعبار .
ـ ماذا عساي أقــــــــــول في ذكـــــرى المعلم .
أأشيد بذكراه الغالية ، وأعدد صحائف أعماله الخيرة لأستعطف القلوب القاسية واستميل النفوس الحانية ، أم تراني ملزم باتخاذ موقف القاضي دون المحامي لأرى مآل أشخاص المعلمين وكيف صيرتهم أوضاعهم العاتية إلى ما هم عليه من وصب الأيام النابية ، واستجلي ـ فيما استجلي ـ حيثيات مرامي القصة القاضية ودعوى الدعوى الداعية ، لأصل إلى كنه الحقيقة المستجلية .
فذاك ـ فيما أرى ـ مرمانا في تجلياتنا لاستجلاء مكامن الغُصــــــة الجاثيـــــــة .
ـ القاضي : يأمر المعلم بالامتثال أمامه لسماع شكواه .
المعلم : سيدي الرئيس ، إذن لي بهذه المرافعة ، ومن خلالها أُبين لمعاليكم عظم ما نكابد وجسامة ما نعاني :
القاضي : لك ذلك
المعلم : لي تسأول مقلق قبل البدء في المرافعة .
القاضي : قله ، فقد أمَّنت جانبك .
المعلم : من أوصلك ـ سيدي الرئيس ـ إلى ما أنت عليه ؟ ، وبالضرورة من أوصل جمهرة المتعلمين إلى مناصبهم ومكاناتهم الاجتماعية المرموقة ؟ .
القاضي : لاشك أنه أنت .
المعلم : الحمد لله أني وجدت من يقر بفضلي ، و يعترف بجميلي .
القاضي : الناكر للجميل شيطان ، وليس خليقا بالآدمية .
المعلم : أدام الله عزك ـ سيدي الرئيس ـ ، ولا بأس أن أبدأ في مرافعتي الآن، وكلي ثقة .
ـ لا جدال في أن التربية هي مراس الحاضر والتعليم غِراسها ، ومتى أولت الأمة عنايتها بهذا الجانب و أرعته حقه من الرعاية إلا وكان الزرع مغدقا.
كنا ولا نزال نعتقد جازمين بأن الأمانة جد ثقيلة ، وبأن هـَــــــمَّ إصلاح النفوس لايعاوره هم ، وبذلك آلينا على أنفسنا مذ شرفنا الله بالانتساب إلى هذا القطاع الحساس ، أن نقوم بإيصال الأمانة كما حمُلناها .. وكان المريدون والناس في بداية العهد يغمطوننا على هذا الأداء ويشيرون إلينا بالبنان ، وكانت الحظوة الرفيعة والقدر الواسع هي كل مالنا ، رغم ضيق الحال وانحباس اليد ، وكانت السياسات التربوية المنتهجة في ذلك العهد أدعى على الاعتراف بالفضل والجميل ، وعلى الحث على التوقير والإجلال والتعظيم ، وإنزال هذا المربي منزلة التشريف لفضله وسعة أفقه ودوره البارز في مجتمعه ، وقد شارك الأهالي والناس كافة ، في هذا المسعى الطيب ، وأحاطوه بكل كريم ، وقــــــلَّ أن يوجد من التلاميذ والمريدون من يشذ عن قاعدة التوقير والانصياع ، وإن كان فلا يسلم من لسعات التعزير ووخزات التأنيب من مربيه وذويه وكل الناس ، وحتى أني كنت ــ فيما كنت ــ من سنواتي الأولى لا أضيق من العيش ولا أتذمر من قلة الحيلة ولا أشكو الحاجة لأحـــــــــــــــــد من الناس ، فقد رُزقنا الكفاف والعفاف ـ يا سيدي الرئيس ـ ، ولكنه وفي الوقت الراهن جنت على الأصفر ناره وعلى الأخضر فدامته واغتراره وعلى العربي ركبه البطيء ولسانه النبطي كما يقول شيخ العربية وأديبَها الأول الإبراهيمي .وأصبحنا أضحوكة ومدعاة لكل تحقير ، حتى أن فتاة خشيت أن تظل عانسا لعدم طرق الخطاب بابها ، وقد جاءها معلم يطلب يدها أخيرا فقالت لها أمها العجوز : شدي بطرف هذا المعلم حتى ترزقي زوجا ! ...
ــ فهذا استخفاف ـ يا سيدي الرئيس ـ ما بعده استخفاف ، والأحرى بنا جميعا أن ننهض لنحارب هذا التعالي والتطاول ، ونعيد لشخص المربي كل اعتبار ماديا كان أو معنويا .
القاضي : نعم ، يجب محاربة ذلك
واصل مرافعتك .
المعلم : ( يواصل المرافعة ).
ـ أرادوا تحديث القطاع وبعث الديناميكية والحركية والعصرنة بين جنباته ، وكان ذلك غاية منانا ومبلغ رجانا ، ولكن أي تحديث وأي عصرنة و نحن ـ سيدي الرئيس ـ نعاني الأمَـــــــــــــــرِّين في مجتمعاتنا ، ونــــــنعت بصفات لا تليق ، ونــــرمى برزايا منها لا نستفيق ، فقد بات شغلنا الشاغل أن نحيا حياة نقيم فيها الأوَد ، ولا يعنينا من أمر الرفاه شيئا ، مادام باعث الاهتمام مفقود ، وحاث الإقصاء مــــــــوجود ، فكيف بنا وقد صرنا فاكهة المجالس ، لا يحلـــــــــــو السمر والتنكيت إلا على ذقننا ، ولا يطيب الحديث إلا بالتعرض لسقطاتنا ــ إن حُسبت حقا سقطات ــ من الذين لولا المربي لما كان لهم وجـــــــود يُـــــذكر في هذا العــــــــــــالم .
ـ أرادوا تشبيب القطاع وتطعيمه بالجيل الجديد المتخرج من الجامعات ، وهو صنيع محمود ، ولكنهم لم يؤلوا أبناءهم نفس الاهتمام والرعاية ، فالمتخرج الملتحق بالقطاعات الأخرى له من العلاوات و الحوافز الكثير ، ناهيك عن الفارق في الأجر ، الذي يرفع من قيمة ذاك ، ويُحِــــــط من قيمة هذا .
ـ جعلوا من شخص المعلم محــــــط تشريعاتهم وقوانينهم الجائرة ، الباعثة على الزجـــــر ، فكل المراســــيم تُتبع بتهديـــدات ، وكأننا لسنا أهــــــــلا للقول الحسن ، رغـــم أننا صانعو القول الحســــــن ، ( تعليمات . تسخيرات ، قرارات .... ) كل من خالف القوانين والمراسيم يتعرض ....
ـ أعيانا تبدل المناهج و أضنانا عدم الاستقرار التربوي ، أصبحنا مختبر فئران أو ضفادع ، تجرى التجارب علينا وعلى التلاميذ ليروا مدى نجاعتها ، فإن لم تنجح التجربة استبدلوها بأخرى ، ولم يدركوا بأنهم يتعاملون مع بشر وليس فئران .
ـ ضجر الناس جميعا من هكذا برامج ومقررات وتقنينات ، فرمونا باللعنة ، وانزلوا علينا وبال غضبهم ، وكأننا نحن أصحاب التقريرات والتقعيدات وو...
ـ مل التلاميذ من تحديثات البرامج ، وأضناهم الإرهاق .
ـ أرادوا توحيد الزي المدرسي فزادوه تفريقا وتشتيتا ، أرادوه أزرقا للصف المتوسط والابتدائي ، ولم يعدوا لذلك عدتهم من التدبير ، أوكلوا الأمر إلى سماسرة السوق ، فزاد الطين بلة ، وزاد الأولياء هَـــمَّ .
ـ وماذا أقول عن المناهج والمقررات ، فرغم أنها كثيرة ومُلمة غير أنها تكاد تكون جافة وغير وظيفية ، ومرهقة لعقول الصغار والكبار في أن معا .
ـ في الماضي كان التعليم بسيطا ولكنه جد مفيد.
ـ ذموا المدرسة الأساسية ، ونعتوا أصحابها بأشباه المتعلمين ، رغم أنها خرجت الكوادر العليا للوطن .
ـ كثرت الأخطاء في مناهج التعليم وفي الامتحانات الرسمية ، وكثر اللغط ، وتم بتر أساسات التقويم والتأصيل الواعد .
ـ صارت المسابقات والتوظيفات شكلية وعلى مقاس " تدفع كم " ، وكأننا في سوق ماشية ، ولذا انتفت قدسية المهنة ، وصارت مهنة كسائر المهن يحكمها قانون العرض والطلب .
ـ كثر العنصر النسوي في قطاعنا، وكثرت معه تبريرات الغياب ( عطل مرضية ، أمومة .... ) ، وضاع التلاميذ في خضم الغياب .
ـ استأسد التلاميذ في بعض المؤسسات ، ونكلوا بأساتذتهم في غياب الرقيب والمدافع عن المربي المغبون ، المزجور بقانون " منع الضرب " .
ـ صار بعض الأولياء للمربين أعداء ، يترصدون أخطاءهم ، ويتحينون الفرص السانحة للانقضاء عليهم .
ـ تم مثول الكثير منا أمام القضاء ، لا لجريرة ارتكبوها سوى الخوف على مستقبل الأبناء التلاميذ والإشفاق على حالهم ، ومن ثم تأديبهم ببعض التأديب الخفيف ، ونسوا بأن عصا المعلم فيها بركة ، وقد قال الأقدمون " عصا الشيخ من الجنة " .
ـ تم توقيف الكثير منا لدعاوى الشبهة والدسيسة والمكر والافتراء الكاذب .
ـ أصبح التعليم مُسيسا تنتزعه الأهواء ، وتحكمه الأنواء .
وليعذرني ـ سيدي الرئيس ـ على الإطالة ، لأن صدري مثقل بالأرزاء ، ولكم مني الإجلال على رحابة الصدر .
القاضي : ما كان لك أن تحزن وأنت فخرنا ، فسنقضي بما يثلج صدرك ويرفع عنك الهم ، ويلحقك بمصاف الأخيار .
القاضي : يُرجئ الحكم بعد المداولة .
القاضي : ( يصدر الحكم )
ـ بسم الشعب ، وبعد النظر في حيثيات القضية ، وبعد الاستماع إلى مرافعة الشاكي ، وبعد التأكد من دعاواه ، أصدرنا حكمنا المنطوق الذي لا يقبل النقض ، وهذا نصه :
ـ ألزمنا الأطراف المتسببة في إلحاق الأذى المادي والمعنوي بشخص " المربي " بإعادة الاعتبار له وإنصافه ، وتمكينه من حقوقه الظاهرة منها والمستترة ، وقضينا في حكمنا بأن تحفظ كرامة " مربينا الأول " ، ويحاط جانبه بالتكريم والتبجيل متى لزم ذلك ، وأن تفرد له من العلاوات والحوافز ما يحفظ له ماء الوجه ، ويرفعه عن غبن الحاجة ومذلة السؤال ، وله أن يكيف مناهجه ومقرراته بما يتوافق والسير التربوي الجيد ، ولا بأس بعصا الشيخ " فهي من الجنة " . وقد رفعنا عنه المراسيم الكثيرة الزاجرة ، ويكفينا فخرا أن يكون مرتاحا .
ـ نشكر قاضينا على رحابة صدره وعلى سمته العالي ، وعلى إنصافه لشخص مربينا .
ـ هو خاطر وكم نتمنى أن يصير حكم القاضي فيه بعض الحقيقة .
تحياتي .
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo