الأزمة المالية العالمية ...والحل الإيماني

شرح مبسط للأزمة المالية العالمية ...والحل الأمثل لها*

الأزمة المالية العالمية وتقبيل قدم خير البرية

بقلم : دكتور محمد حامد حجازي

كلكم سمع عن الأزمة المالية العالمية وعن أثرها المدمر علي إفلاس بنوك العالم المتحضر وانهيار العديد من البورصات الرئيسية واغلاق الكثير من الشركات الحيوية

فما هو ياتري اصل تلك المشكلة؟

وهل يا تري لها حل ؟ دعونا نبحث ذلك في المقال التالي ونفهم كيف نشأت الازمة المالية الحالية

يقوم الاقتصاد الرأسمالي العالمي علي النظام البنكي وفيه يقوم من لديهم فائض من المال بوضع اموالهم الزائدة في البنوك نظير الحصول علي فوائد ثابتة سنويا وتقوم البنوك بتجميع هذه الاموال ثم تقوم بإقراضها الي الاشخاص الذين يحتاجون هذه الاموال وذلك نظير نسبة فائدة أعلي من تلك التي يعطيها البنك للمودع ويحصل البنك علي فارق سعر الفائدة كأرباح وفي حال تأخر المقترض عن السداد يقوم البنك بمضاعفة الفوائد المحصلة من المقترض "تركيب الفوائد" واذا فشل المقترض في السداد يقوم البنك بالاستيلاء علي ممتلكاته بقيمة ما يسد به القرض وفوائده أي" الحجز علي ممتلكات المقترضين المتعثرين في السداد"

وهذا النظام في الاسلام يتم توصيفه بأنه الربا وهو من كبائر الذنوب في الإسلام وتوعد الله فاعله بالحرب "اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله" ,واللعنة" لعن الله الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهديه" ,ومحق الربح والبركة " يمحق الله الربا ويربي الصدقات"

لأن الربا نظام عبارة عن جشع مفرط عند المرابي لجمع المال من دماء الناس فقط لانه يملك المال ويشجع المقترض علي المزيد من الاستدانة ويستغل سذاجة المقترض قليل الحيلة الذي يرغب في ان يكون صاحب املاك ومشاريع بمنتهي السهولة بمجرد الإقتراض.

وهذا بالضبط ماحدث في الدول الكبري وفي أمريكا بصفة خاصة فالبنوك التي تكدست بأموال المودعين الذين يرغبون في العيش بكسل وتراخي ليأكلوا بدون ممارسة أي عمل مفيد بل يأكلون فقط من عوائد الربا علي أموالهم في البنوك- هذه البنوك المكدسة بالأموال اخذت تشجع كل البسطاء والسذج من الذين يحلمون أحلاما وردية يرغبون في الحصول عليها سريعا بدون الصبر علي العمل تشجعهم علي اتخاذ النمط الاستهلاكي المفرط في الإسراف والرفاهية فتأتي لموظف بسيط مثلا مرتبه ألفين من الدولارات وتقول له لماذا تسكن في بيت مثل بيتك؟وانت تسطيع الحصول علي بيت أفضل وأجمل عبارة عن فيلا منفصلة وحديقة وحمام سباحة فيقول كيف ومثل هذا البيت يحتاج الي مليون دولار علي الأقل ؟ يقولون له بسيطة يمكنك أن تحصل عليه بالتقسيط فتدفع فقط ألف دولار شهريا فيطير عقله فرحا ويسرع الي التعاقد وبعدست سنوات فقط من الاستمرار في الدفع بانتظام يفاجأ بأن الفوائد قد تراكمت علي الباقي من الاقساط فصار دينه اثنين مليون دولار ويستمر به الحال هكذا الي ان يمل من طول المدة وكثرة الأقساط ويرغب في أن يتخلص من هذا العبء فيقول له البنك انك ملزم بإكمال العقد فيضيع عليه كل ما دفع من مال ويصبح مهددا بالسجن ويقوم البنك بالحجز علي هذا البيت ليقوم لبيعه بنفس النظام لعبيط آخر لتستمر العجلة ويستمر نمو أموال الربا وكذلك تشجيع السذج علي إمتلاك سلع كمالية ورفاهيات زائدة عن حدودهم وإمكاناتهم المادية بنفس الطريقة كإقناع من يملك سيارة قديمة بإستبدالها بأخري آخر موديل ومن لا يملك ولا يستطيع بشراء واحدة ومن عنده غسالة عادية بإستبدالها بأوتوماتيكية ومن عنده تليفيزيون بإستبداله بجديد أكبر واحدث وكله بالتقسيط وهكذا.......

كان هذا النظام يسيربعجلة منتظمة ويستمر في النموويسحق بتروسه العملاقة البسطاء والمساكين ذوي الاحلام التي تفوق إمكاناتهم و الذين لا يعفون إطلاقا من المسؤلية ولكن بدأت رقعة هؤلاء السذج تتسع وعددهم يزيد بشكل كبير ولكن في هذه المرةعندما أتت الساعة التي تطردهم فيها البنوك من بيوتهم وتهددهم بالسجن وتبيعا لسذج جدد وجدت أن عدد المدينين في أمريكا وحدها يتعدي الأربعين مليون شخص ووجدت أنها لن تستطيع طرد الكل وأن باقي المجتمع بدأ يفيق ويحجم بشكل واضح عن السقوط في مثل هذا الفخ فلم تستطع إكمال عملية النصب المعتادة كما يجب وأصبحت أموالها مجمدة في شكل بيوت وسيارات وسلع مستعملة لا يريد أحد أن يشتريها وقل الرصيد النقدي عندهابشكل كبير ولما فوجيء المودعون بالبنوك بهذا بدأو بالتدريج يسحبون أموالهم من البنوك لأنهم يريدون اموالا و لا يريدون بيوتا ولا سلعا فبدأت موجة من التدافع علي السحب من البنوك مما أدي إلي افلاس مؤسسات مالية وبنوك كبري ضخمة منها رابع أكبر بنك في العالم وأصبحت كبري الشركات في أمريكا واوربا والتي تتعامل بصورة كاملة إيداعا وإقتراضا مع تلك البنوك أصبحت مهددة بالإفلاس أو افلست فعلا فتدافع من يملكون أسهما في تلك الشركات في البورصات الي بيع تلك الاسهم وزاد المعروض من تلك الاسهم جدا عن المطلوب شراؤه فانهارات اسعار أسهم تلك الشركات وصارت موجة من الرعب سيطرت علي كل المتعاملين بالبورصة في كل انحاء العالم دفعتهم الي البيع بسرعة وبشكل عشوائي مما أدي الي مزيد من انهيار الأسعار وإفلاس الشركات. وصدق الله "يمحق الله الربا"

ونحن الآن في قلب الأزمة هل يا تري لها حل؟؟؟؟ وماذا يستحق من يقدم هذا الحل الي العالم وينقذه من الخراب والافلاس والركود والجوع؟؟؟ هل يستحق مثلا جائزة نوبل في السلام أو في العلوم الإقتصادية؟؟؟؟سيسألني احدكم مندهشا هل حقا لها حل ومن ذلك العبقري الذي وضعه وكيف أكتشف الحل بهذه السرعة وسيعجب أكثر من أجيبه بأن" لها حل "....وأن العبقري الذي حل تلك المشكلة اخبرنا بحلها منذ زمن بعيد جدا
هل هذا الحل يصلح دعونا نتخيل أننا طبقنا هذا الحل؟ دعونا ندخل ما يشبه المحاكي وننظر ماذا سيحدث؟؟؟؟؟؟؟
1- تلغي كل البنوك كل الفوائد عن المقترضين ويخرجوا من سجونهم ومحنتهم ويبدأو في دفع ديونهم الأصلية بغير ربا بأقساط منتظمة لحين التصرف في هذه البيوت بالبيع أو بالإيجار بأسعار معقولة ورد أموال المودعين بالبنوك ورد أصول الأموال التي دفعها المقترضين بالتدريج.
2- فتبدأ الأموال تتدفق بالتدريج الي خزائن البنوك التي افلست أو أوشكت علي الإفلاس فتبدأ الثقة تعود الي المودعين فيها فيتوقفوا عن السحب العشوائي وتتوقف بالتالي مشاكل الشركات الكبري
3- تبدأ الشركات والمصانع الكبري في التعافي من أثر الازمة فيبدأ مالكوا الأسهم في إسترداد الثقة في الأسهم التي يمتلكونها فتنحسر بالتالي موجة البيع العشوائي مما سيعود بأسعار الاسهم الي قيمة مقاربة من القيمة العادلة لها.
4- تنحل المشكلة بأقل الخسائر الممكنة مع جني الفوائد الآتية : منع تشريد وسجن الملايين من المقترضين ,منع افلاس الملايين من المودعين الذين أوشكت البنوك التي أودعوا فيها أموالهم علي الإفلاس ,منع افلاس المئات من كبري شركات العالم , منع نزيف الخسائر من معظم بورصات العالم ,منع دخول العالم كله في موجة من الركود والكساد والجوع
كلكم يذكر تلك الموجة من الاساءات إلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم والمستمرة منذ عدة سنوات في بلاد اوروبية اشهرها الدنمارك وهولندا والنمسا وغيرها وذلك بحجة حرية الرأي والتعبير ستقولون وما علاقة الأزمة المالية بالإساءة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم ولدين الإسلام.

" ضع هذة الواقعة جانبا الان "

من الذي قدم هذا الحل؟؟ انه الله الذي خلق الإنسان ويعلم أين الخير للإنسان ويأمر الانسان بما يصلح به حاله في الدنيا والآخرة ومن الذي أخبر البشرية بهذا الحل إنه محمد صلي الله عليه وسلم خير البرية والرحمة الجلية ورسول الله الي كل الإنسانية

ففي يوم فتح مكة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" ألا إن كل أمر من أمور الجاهلية تحت قدمي موضوع ألا أن دم الجاهلية موضوع الا إن ربا الجاهلية تحت قدمي هاتين موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب "-عم النبي صلي الله عليه وسلم-
والان أين من أساؤوا الي الاسلام وإلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم آن لكل هؤلاء السفلة وقليلوا الأدب والعقل ووجب علي كل هؤلاء الحمقي بل وجب علي كل الإنسانية أن تنحني وتنكب علي الأرض وتقبل تلك القدم- قدم النبي محمد صلي الله عليه وسلم- التي داس بها ووضع تحتها أس البلاء واساس المشكلة -الربا-لأن بهذه القدم تنقذ البشرية ولذلك هذا هو الحل .
حل الازمة العالمية في الاعتذار وتقبيل قدم خير البرية
أخي العزيز اعمل علي نشر هذا المقال في كل مكان وفي كل المنتديات وبكل الوسائل
ولو كنت تجيد أي لغة أجنبية انجليزية - فرنسية - دنماركية -هولندية -صينية- روسية- المانية "أو أي لغة.... أي لغة فترجم هذا المقال اليها وانشره في كل المنتديات والمدونات بهذه اللغات التي تستطيع الوصول إليها ليعلم العالم كله قدر النبي محمد وليحترم كل حاقد وكل كافر ليس له من الله منهج دين الاسلام ونبي الإسلام نفسه
عن موقع "نبي الرحمة " .
وكتبه د/ محمد حامد حجازي - مصر - في الثامن من شوال 1429هجرية الثامن من أكتوبر 2008 ميلادية

hegazy.mohammad@gmail.com