مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
* المدرسة مدرّسة !
2 مشترك
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
* المدرسة مدرّسة !
د. فيصل القاسم
القصة التالية وصلتني، وربما وصلت البعض عبر البريد الالكتروني. لكن بما أنها قصة حقيقية جديرة بالتعميم، فقد آثرت إعادة نشرها حرفياً من خلال مقالي الأسبوعي، لعلها تصل إلى مدرسينا ومدرساتنا في المدارس العربية التي تعاني الأمرّين تربوياً، فالكثير ممن يمارسون مهنة التعليم يفهمون بالتربية كما أفهم أنا بالانشطار النووي. وقبل التعليق، فلنقرأ الحكاية:
القصة التالية وصلتني، وربما وصلت البعض عبر البريد الالكتروني. لكن بما أنها قصة حقيقية جديرة بالتعميم، فقد آثرت إعادة نشرها حرفياً من خلال مقالي الأسبوعي، لعلها تصل إلى مدرسينا ومدرساتنا في المدارس العربية التي تعاني الأمرّين تربوياً، فالكثير ممن يمارسون مهنة التعليم يفهمون بالتربية كما أفهم أنا بالانشطار النووي. وقبل التعليق، فلنقرأ الحكاية:
- "حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
- لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
- وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يُطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما.
- لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
- وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب"
- أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
- بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
- وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها عما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي!
- وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته"
- ومضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
- وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن"
· وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!
- لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!
· واحتضن كل منهما الآخر، وهمس الدكتور ستودارد في أذن السيدة تومسون قائلاً لها: "أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون متميزاً".
- فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: "أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبدعة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك"
- تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية.
- لا أريد التعليق كثيراً على هذه القصة، وسأترك الأمر للقراء الأعزاء ليعلق كل بطريقته، ومن الزاوية التي يريد، فالقصة مليئة بالمعاني والعبر المختلفة."
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
رد: * المدرسة مدرّسة !
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ، أشكرك أستاذي الكربم جزيل الشكر على مثل هذا الموضوع، الذي فيه من العبرة ما يثلج الصدور لمن يزاولون هذه المهنة من معلمين و معلمات.
أريد من خلال موضعك ان ألمح إلى بعض القضايا التي نستخلصها من هذه العبر، و تجدر الاشارة في بادئ الأمر إلى حقيقة نعيشها في وقتنا الحاضر ألا و هي المظهر، المظهر الذي أصبح بالدرجة محل اهتمام الكثير، و أنا لست في هذا الصدد ضد فكرة المظهر فلكل مقام مقال، إلا انه الآن أصبح المعيار الأساسي كما قلت منذ قليل لدى الكثير في الحكم على الناس، أن هذا يستحق التقدير والاحترام و ذاك لا، و حجة ذلك من قصتك أن المعلمة احتقرت هذا التلميذ من المرة الأولى و ذلك لمظهر ، لكن لكل واحد ظروفه الخاصة و كما رأينا في هذا التلميذ، أنه كان في حالة نستطيع أن نقول عنها كبت، و يجب أيضا أن نفهم ما معنى التواضع فالكثير من الناس نحتقرهم لمظهرهم و لكن عند الاستطلاع عليهم يظهر ما لم يكن في الحسبان كأن يظهر صاحب علم أو ثقافة ثاقبة، و مثال ذلك لديا أنا شخصيا أحد الأقارب إسمه محمد هو الآن في نوع من الهستيريا ذو لحية طويلة و يحتاج إلى حمام و لا يتكلم مع أحد إلا من أراده هو، تخيل أنه وصلت به إلى حبس نفسه في غرفة من غرف منزلهم مدة 4 سنوات، فبعد خروجه و ذلك بقضل التوسلات من طرف الأشخاص الذين يقدرهم، و أضف إلى علمك أنه وصل إلى مستوى السنة الرابع جامعي في الفيزياء و لم يتسنى له متابعة دراسته و هذا لعدة ظروف، و لكن الآن لو تجلس إليه لن تستطيع مفارقته و النهوض عنه فهو يملك كما هائلا من المعومات و في جميع الميادين سياسة، أدب، لغات،رياضيات ........إلخ، و لهذا لا يمكن لنا أن نجعل المظهر هو المعيار الأساسي في الحكم على الغير.
و الملاحضة الثانية يجب علينا ان نقدر ظروف كل واحد فينا.
فمثلا أنا شخصيا أزاول مهنة التعليم و لأول مرة كأستاذ مستخلف في إحدى القرى، عندي 10تلاميذ فقط لو تنظر إلى حالهم لتتملك الشفقة عليهم رغم ما يعانونه، فمظهرهم في الحقيق لا يمت بأي صلة إلى أنهم تلاميذ مدرسة، من ناحية ملابسهم دائما معفرة، شعوره أحذيتهم، لكن حدسي في بعض الأحيان يحملني إلى التفاؤل أن فيهم بذرة فلاح ولهم قابلية للدراسة.آمل أن يوفقهم الله إلى ما فيه خير و فلاح إن شاء الله.
فالكثير من المواهب المخزونة تظهر لدى العديد من أصحاب هذا الشأن و دليل ذلك جيلكم أنتم أستاذي الكريم الذين فيهم الآن الطبيب و العالم و الفقيه..... كيف كانت الحياة التي عشتوها في فجر الستينات و السبعينات...؟
سامحني أستاذي فالحديث في مثل هذا الموضوع يتطلب مقالات و مقالات ... و لو أردت المزيد لا تكفيني الصفحات البيضاء مهما كانت.
و خاتمة قولنا يمكننا أن نخرج بحكمة :
يوجد في النهر ما لايوجد في البحر .
و كما فال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراف
تقبلوا منا فائق التقدير و الاحترام على هذه المداخلة
أريد من خلال موضعك ان ألمح إلى بعض القضايا التي نستخلصها من هذه العبر، و تجدر الاشارة في بادئ الأمر إلى حقيقة نعيشها في وقتنا الحاضر ألا و هي المظهر، المظهر الذي أصبح بالدرجة محل اهتمام الكثير، و أنا لست في هذا الصدد ضد فكرة المظهر فلكل مقام مقال، إلا انه الآن أصبح المعيار الأساسي كما قلت منذ قليل لدى الكثير في الحكم على الناس، أن هذا يستحق التقدير والاحترام و ذاك لا، و حجة ذلك من قصتك أن المعلمة احتقرت هذا التلميذ من المرة الأولى و ذلك لمظهر ، لكن لكل واحد ظروفه الخاصة و كما رأينا في هذا التلميذ، أنه كان في حالة نستطيع أن نقول عنها كبت، و يجب أيضا أن نفهم ما معنى التواضع فالكثير من الناس نحتقرهم لمظهرهم و لكن عند الاستطلاع عليهم يظهر ما لم يكن في الحسبان كأن يظهر صاحب علم أو ثقافة ثاقبة، و مثال ذلك لديا أنا شخصيا أحد الأقارب إسمه محمد هو الآن في نوع من الهستيريا ذو لحية طويلة و يحتاج إلى حمام و لا يتكلم مع أحد إلا من أراده هو، تخيل أنه وصلت به إلى حبس نفسه في غرفة من غرف منزلهم مدة 4 سنوات، فبعد خروجه و ذلك بقضل التوسلات من طرف الأشخاص الذين يقدرهم، و أضف إلى علمك أنه وصل إلى مستوى السنة الرابع جامعي في الفيزياء و لم يتسنى له متابعة دراسته و هذا لعدة ظروف، و لكن الآن لو تجلس إليه لن تستطيع مفارقته و النهوض عنه فهو يملك كما هائلا من المعومات و في جميع الميادين سياسة، أدب، لغات،رياضيات ........إلخ، و لهذا لا يمكن لنا أن نجعل المظهر هو المعيار الأساسي في الحكم على الغير.
و الملاحضة الثانية يجب علينا ان نقدر ظروف كل واحد فينا.
فمثلا أنا شخصيا أزاول مهنة التعليم و لأول مرة كأستاذ مستخلف في إحدى القرى، عندي 10تلاميذ فقط لو تنظر إلى حالهم لتتملك الشفقة عليهم رغم ما يعانونه، فمظهرهم في الحقيق لا يمت بأي صلة إلى أنهم تلاميذ مدرسة، من ناحية ملابسهم دائما معفرة، شعوره أحذيتهم، لكن حدسي في بعض الأحيان يحملني إلى التفاؤل أن فيهم بذرة فلاح ولهم قابلية للدراسة.آمل أن يوفقهم الله إلى ما فيه خير و فلاح إن شاء الله.
فالكثير من المواهب المخزونة تظهر لدى العديد من أصحاب هذا الشأن و دليل ذلك جيلكم أنتم أستاذي الكريم الذين فيهم الآن الطبيب و العالم و الفقيه..... كيف كانت الحياة التي عشتوها في فجر الستينات و السبعينات...؟
سامحني أستاذي فالحديث في مثل هذا الموضوع يتطلب مقالات و مقالات ... و لو أردت المزيد لا تكفيني الصفحات البيضاء مهما كانت.
و خاتمة قولنا يمكننا أن نخرج بحكمة :
يوجد في النهر ما لايوجد في البحر .
و كما فال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراف
تقبلوا منا فائق التقدير و الاحترام على هذه المداخلة
توفيق- عضو متميز
- عدد الرسائل : 425
نقاط : 1075
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
رد: * المدرسة مدرّسة !
ـ في البداية اشاطر اخي ـ توفيق ـ فيما قال ، وأشكره على مداخلته الطيبة ، وأؤكد لأقول :
ليس المظهر الخارجي للشخص دليل على الحكم على ذاته.. وهذا قد لايتفق في المطلق مع الدين ـ فنحن أمة المظهر ، نحكم على ظاهر الأشياء ـ ولم نخول للحكم على القلوب ، فالقلوب بين يدي الرحمن يصرفها كيفما يشاء .
شأن القلوب والعبادة قد نستعين في الحكم عليها بالظاهر ، تاركين الباطن لله .
اما المعارف والعلوم والنبوغ فيها ، فما كان المظهر دليلا للحكم على الشخص أبدا ، رغم أن تاريخ العرب يقضي بالقول : بأن المرء مخبوء تحت لسانه إذا تكلم عرفه الناس ، بيد ان الكثير من الناس من لايعير للكلمة وزنا ولا بالا ولكنه يحمل بين جنباته همة عالية وأفقا يسطع بالعلم والمعرفة .
أعجبني هذا الشعرالرائـــع :
ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وفي اثوابـــه أسد هصــور .
ويعجبك الطرير فتبتليــــــه ... فيخلف ضنط الرجل الطرير .
ولربما في تاريخ العظماء والعباقرة جميعا ، جوانب تدعو للدهشة والغرابة عندما كانوا صغارا ، فلم تولد العبقرية مع أكثريتهم ، وإن كانت .. فلربما شابها التعتيم فلم تظهر ليراها الناس ، ولربما في حياة أكثرنا جانبا مهما من هذا الاغفال في الصغر ، فطالما ازدرى بعضنا الكبار واحتقروهم ربما لشكلهم ، لوضعهم ، لبلادتهم حتى ، وماكانوا يعلمون ان تلك النفوس تحمل بين ثناياها فيضا من العطاء والقدرة على تغيير معالم الأشياء ربما أحسن من الكبار .
تعرفت على بعض الصغار ـ ليسوا صغارا بالمعنى الذي نفهم به الصغير ، ولكن صغار بمنطق الكبار ـ وتوغلت في داخلة أنفسهم ، فرأيت رحابة وحميمية وقدرة على التجاوب والعطاء أيضا قل أن توجد عند الكبار ، ولمست في أكثرهم نبوغا لم يتفطن إليه الأقربــــون .
وبذلك جاز لي أن اقول ماقاله جبران ذات يوم في فلسفة المنطق ومعرفة الذات :
أنا قصير القامة وهكذا كان نابليون وفكتور هيغو
أنا ضيق الجبهة وهكذا كان سقراط وسبينوزا .
انا أصلع وهكذا كان شكسبيـــــر .
أنفي كبير ومنحن إلى جهة واحدة وهكذا كان سفنزولا وفولتر وجورج واشنطن .
في عيني سقم وهكذا كان بولس الرسول ونيتشه .
فمي غليظ وشفتي السفلى ناتئة وهكذا كان شيشرون ولويس الرابع عشر .
عنقي غليظ وهكذا كان هنيبال ومرقس أنطونيوس ,
أذناي مستطيلتان بارزتات إلى الجهة الوحشية وهكذا كان برونز وسرفانتي .
وجنتاي بارزتان وخداي ضامران وهكذا كان لافيات ولنكلن .
ذقني متقاهر إلى الوراء وهكذا كان غولد سميث ووليم بت .
كتفاي متباينتان فالواحدة تعلو على الأخرى وهكذا كان غمبتا وأديب اسحاق .
يداي ثخينتا الكفين قصيرتا الأصابع وهكذا كان بليك ودانتون .
وبالإجمال جسدي ضعيف نحيل وهذا شأن أكثر المفكرين الذين تتعب أجساهم في مرامي نفوسهم ......
تحياتي
ليس المظهر الخارجي للشخص دليل على الحكم على ذاته.. وهذا قد لايتفق في المطلق مع الدين ـ فنحن أمة المظهر ، نحكم على ظاهر الأشياء ـ ولم نخول للحكم على القلوب ، فالقلوب بين يدي الرحمن يصرفها كيفما يشاء .
شأن القلوب والعبادة قد نستعين في الحكم عليها بالظاهر ، تاركين الباطن لله .
اما المعارف والعلوم والنبوغ فيها ، فما كان المظهر دليلا للحكم على الشخص أبدا ، رغم أن تاريخ العرب يقضي بالقول : بأن المرء مخبوء تحت لسانه إذا تكلم عرفه الناس ، بيد ان الكثير من الناس من لايعير للكلمة وزنا ولا بالا ولكنه يحمل بين جنباته همة عالية وأفقا يسطع بالعلم والمعرفة .
أعجبني هذا الشعرالرائـــع :
ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وفي اثوابـــه أسد هصــور .
ويعجبك الطرير فتبتليــــــه ... فيخلف ضنط الرجل الطرير .
ولربما في تاريخ العظماء والعباقرة جميعا ، جوانب تدعو للدهشة والغرابة عندما كانوا صغارا ، فلم تولد العبقرية مع أكثريتهم ، وإن كانت .. فلربما شابها التعتيم فلم تظهر ليراها الناس ، ولربما في حياة أكثرنا جانبا مهما من هذا الاغفال في الصغر ، فطالما ازدرى بعضنا الكبار واحتقروهم ربما لشكلهم ، لوضعهم ، لبلادتهم حتى ، وماكانوا يعلمون ان تلك النفوس تحمل بين ثناياها فيضا من العطاء والقدرة على تغيير معالم الأشياء ربما أحسن من الكبار .
تعرفت على بعض الصغار ـ ليسوا صغارا بالمعنى الذي نفهم به الصغير ، ولكن صغار بمنطق الكبار ـ وتوغلت في داخلة أنفسهم ، فرأيت رحابة وحميمية وقدرة على التجاوب والعطاء أيضا قل أن توجد عند الكبار ، ولمست في أكثرهم نبوغا لم يتفطن إليه الأقربــــون .
وبذلك جاز لي أن اقول ماقاله جبران ذات يوم في فلسفة المنطق ومعرفة الذات :
أنا قصير القامة وهكذا كان نابليون وفكتور هيغو
أنا ضيق الجبهة وهكذا كان سقراط وسبينوزا .
انا أصلع وهكذا كان شكسبيـــــر .
أنفي كبير ومنحن إلى جهة واحدة وهكذا كان سفنزولا وفولتر وجورج واشنطن .
في عيني سقم وهكذا كان بولس الرسول ونيتشه .
فمي غليظ وشفتي السفلى ناتئة وهكذا كان شيشرون ولويس الرابع عشر .
عنقي غليظ وهكذا كان هنيبال ومرقس أنطونيوس ,
أذناي مستطيلتان بارزتات إلى الجهة الوحشية وهكذا كان برونز وسرفانتي .
وجنتاي بارزتان وخداي ضامران وهكذا كان لافيات ولنكلن .
ذقني متقاهر إلى الوراء وهكذا كان غولد سميث ووليم بت .
كتفاي متباينتان فالواحدة تعلو على الأخرى وهكذا كان غمبتا وأديب اسحاق .
يداي ثخينتا الكفين قصيرتا الأصابع وهكذا كان بليك ودانتون .
وبالإجمال جسدي ضعيف نحيل وهذا شأن أكثر المفكرين الذين تتعب أجساهم في مرامي نفوسهم ......
تحياتي
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo