هل التعقل تراجع ؟

عاش قطاع التربية جوا مشحونا بالحماس مع التطلع الى تحقيق المطالب المشروعة التي تم التوقف عن العمل من خلالها ، أيام مرت وساعات وفي نفس كل مضرب أنه يقوم باحتجاج مشروع مع نقابة معتمدة بطريقة حضارية وسلمية ، فلم يخرج المربون الى الشوارع بل بقوا في أماكن عملهم متوحدين صامدين في انتظار استجابة الوصاية .
وجاء التهديد والوعيد من الوزارة بطريقة تجعل الواحد يشمئز وهو يساءل بمرارة عن الاستبداد والجور المسلط على عنق رجل التربية الذي يريدونه عاملا لا مفكرا ولا حق له في أن يعبر عن رأيه أو أن يطالب بالزيادة في زمن العبث بالمال العام والتبذير في تحسينات وكماليات في غياب ضروريات الحياة الكريمة.
هل القمع أسلوب محمود العواقب ؟
لماذا سياسة النعامة وعدم اتخاذالقرارات المسؤولة؟
أين الحوار الحضاري الذي يجعل الجميع يجلس على طاولة واحدة لمعالجة مشاكل القطاع ؟
وأمام القرارات الأخيرة من الوصاية زاد التعنت والحماس من فئات لا تقدر العواقب إنما تجرها الاثارة الوجدانية جرا ؟
إن المطالب التي رفعتها النقابات مشروعة خاصة ما يخص الزيادة الزهيدة في الأجر ، ورغم أننا ندرك أن ملف الخدمات بؤرة التوتر لا تريد الحكومة التنازل عنه لشريكها الذي تحتاجه في كل استحقاق منتظر .
تقول الوزارة أنها رفعت دعوى وصدر حكم قضائي بعدم شرعية الاضراب ،وهذا ما يلزم الأساتذة الرجوع الى العمل وإلا أصبح كل ممتنع مشطوب ومعزور ، بينما تؤكد النقابات عدم استلامها لقرار العدالة ، وهذا شيئ لا يستطيع أي عاقل هضمه . أين نحن ؟
أتريد النقابة جر القطاع الى طريق مجهول رغم شرعية المطالب والمواقف السابقة ؟
أيهما أفضل والأسلم الحفاظ على مكتسب النقابة والوحدة في صفوف المضربين الذين دخل الوهن نفوسهم ؟أم النغامرة والمقامرة ؟
هل صحيح أن الرجوع الى العمل يوم الأحد ذل وهوان كما يدعي البعض ؟
أنا أدعو الى نظرة مقاصدية للموازنة بين المصالح والمفاسد ولنحدد الفرق بين الضرر الحاصل .
لقد اعتبر الكثير من الزملاء مثل هذا الموقف تراجعا وخذلان .
هل نريد نقابة تدافع عن العمال ؟ أم عمال يدافعون عن النقابة ؟
أجيبوني يرحمكم الله ولتدلوا بأرائكم فزمن حصار الفكر والعقل قد ولّ الى غير رجعة.

بناءا على منطوق الحكم الصادر باسم الشعب الجزائري. قرر المجلس الوطني لاتحاد عمال التربية والتكوين توقيف الإضراب واستئناف العمل غدا الأحد 07 مارس 2010