عناق الحزن والغضب : دكتور حسن زواش

عِنَاقُ الْحُزْنِ وَالْغَضَبِ

شعر: حسن زواش

أرسل إلي الصديق الدكتور حسن زواش زميلي في الجامعة ، وهو متخصص في الفيزياء ..أرسل هذه القصيدة طالبا رأيي فيها فأحببتُ أن أشرك الإخوة في المنتدى ..فنشرتها آملا أن يلتحق بنا في المنتدى ويقدم مساهماته الجميلة في الشعر والنقد والتعليميات ..

مِنْ قَبْلِ عَيْنَيْكِ هَلْ ضَاءَتْ بِنَا كُتُبُ

وَبَعْدَ عَيْنَيْكِ هَلْ يَسْمُو لَنَا أَدَبُ

هَذِي دِمَاءُكِ، كَالنَّهْرَيْنِ جَارِيَةٌ

مَنْ خَانَكِ الْيَوْمَ يَا بَغْدَادُ، هُمْ عَرَبُ

بَاعُوا الْعِرَاقَ.. كَمَا بَاعُوا عُرُوبَتَهُمْ

فَأَيُّ شَيْءٍ هُمُ مِن بَعْدِ مَا اكْتَسَبُوا

تِلْكَ الْوُحُوشُ الَّتِي جَاءَتْكِ جَائِعَةً

يَسْتَأْهِلُ السَّبَّ فِيهَا، الثُّقْبُ وَالذَّنَبُ

هَبَّتْ لِنَهْبٍ، وَهَبَّ الْحِقْدُ فِي دَمِهَا

أَنْيَابُهَا النَّصْبُ، وَالتَّدْجِيلُ، وَالْكَذِبُ

أَيْنَ الْحَضَارَةُ مِمَّنْ صَارَ يَحْكُمُهُمْ

عُهْرٌ، وَيَحْكُمُهُ الطَّاعُونُ وَالْكَلَبُ

يَا سَامِعِينَ صَهِيلاً مِلْءَ حَنْجَرَتِي

الْمَصْدَرُ الْحُزْنُ، لَمَّا ضَمَّهُ الْغَضَبُ

كَمْ حُرْقَةٍ بِدَمِي.. لَوْ تَشْعُرُونَ بِهَا

أَمْ أَنَّنِي فِي هَوَى الزَّوْرَاءِ مُغْتَرِبُ

تَغْفُو كَنَارِ مَجُوسٍ عِنْدَ كَاهِنِهَا

حَتَّى أَقُولُ خَبَتْ، يَزْدَدْ بِهَا الْلَهَبُ

لَمْ يَتْرِكِ الْحُزْنُ، يَا بَغْدَادُ لِي قَمَرًا

إِلاَّ وَغَطَّتْهُ فِي آفَاقِكِ السُّحُبُ

حُزْنُ الْبَلاَبِلِ فِي أَطْلاَلِ بَابِلِهَا

بَعْدَ الْبَلاَءِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الْكُرَبُ

تَبْكِي فَتَسْمَعُهَا السَّاحَاتُ مُفْجَعَةً

وَيَجْهَشُ الْحَقْلُ، وَالآكَامُ، وَالشُّعَبُ

إِنِّي أَبِيتُ عَلَى النِّيرَانِ فِي كَبِدِي

مَادَامَ شَعْبُكِ لِلنِّيرَانِ يُحْتَطَبُ

لِسَانُكِ الْعِلْمُ، فِيهِ الضَّادُ دَامِيَةٌ

وَقَلْبُكِ الْبَحْرُ، فِيهِ النَّبْضُ مُضْطَرِبُ

فِي كُلِّ ثَانِيَةٍ شَمْسٌ مُمَزَّقَةٌ

وَكُلُّ نَاحِيَةٍ يَجْتَرُّهَا الْعَطَبُ

جَالَتْ بِحَوْمَتِكِ الْبَغْضَاءُ رَاكِبَةً

مَوْجَ الْمَنَايَا، وَفُلْكُ الْعَقْلِ مُنْقَلِبُ

بَحْرٌ دِمَاءٌ، بِهِ الأَيَّامُ غَارِقَةٌ

وَالْعَصْرُ يَصْرُخُ وَالأَعْوَامُ تَنْتَحِبُ

مَاذَا فَعَلْتُمْ بِهَا يَا حَيَّةً زَحَفَتْ

مِنْ عُمْيِ أَعْيُنِنَا، فِي الْجُرْحِ تَنْسَرِبُ

يَا عِلَّةً عَلِقَتْ، فِي حَلْقِ صَرْخَتِنَا

لَمَّا رَأَيْنَا خُيُوطَ الْفَجْرِ تُغْتَصَبُ

بَغْدَادُ مَعْذِرَةً.. فَالشِّعْرُ سَالَ دَمًا

إِذْ رَاحَ جُرْحِي عَلَى الأَوْزَانِ يَنْسَحِبُ

قَلْبِي يُغَرِّدُ مَذْبُوحًا عَلَى شَفَتِي

وَالضَّوْءُ يَجْهَشُ فِي عَيْنِي وَيَلْتَهِبُ

مَاذَا عَسَى قَلَمُ الْمَأْسَاةِ يَمْنَحُنِي

وَالْحِبْرُ فِيهِ، مِنَ الآلاَمِ مُنْتَخَبُ

يَا بَسْمَةَ الدَّهْرِ، يَا إِصْبَاحَ دَوْرَتِهِ

عَصْرُ النُّجُومِ إِلَى عَصْرَيْكِ يَنْتَسِبُ

فِي مُقْلَتَيْكِ تَجَلَّى الْحَرْفُ مُبْتَسِمًا

إِذْ أَنْطَقَ الطِّينَ فِي أَرْجَائِكِ الْقَصَبُ

تَفَجَّرَ الْفَجْرُ مِنْ كَفَّيْكِ وَاكْتَسَحَتْ

أَنْوَارُهُ الْجَهْلَ، فَانْزَاحَتْ بِهَا الْحُجُبُ

وَشَعَّ نَحْوَكِ، مِنْ أُمِّ الْقُرَى قَبَسٌ

مِنْ نُورِ أَحْمَدَ، فَانْصَاعَتْ لَكِ الشُّهُبُ

أَنْتِ الْحَضَارَةُ.. أَنْتِ الْمَجْدُ مُكْتَمِلٌمَهْمَا تَطَاوَلَتِ الأَبْرَاجُ، وَالنُّص

من طرف يفصح الأحد ديسمبر 14, 2008 12:05 pm

مِنْ قَبْلِ عَيْنَيْكِ هَلْ ضَاءَتْ بِنَا كُتُبُ

وَبَعْدَ عَيْنَيْكِ هَلْ يَسْمُو لَنَا أَدَبُ

.....
بحجم الأرض ، لكن بغداد باقية .. وباقون نحن من المحيط الى الخليج ،
ننمو ونتسامى ، ..

يَا حَيَّةً زَحَفَتْ

مِ
نْ عُمْيِ أَعْيُنِنَا، فِي الْجُرْحِ تَنْسَرِبُ

لنا الله

يفصح

عناق الحزن والغضب : دكتور حسن زواش

عناق الحزن والغضب : دكتور حسن زواش

رد: عناق الحزن والغضب : دكتور حسن زواش