* حسن خليفة ومسيرة قلــــــــم ....

الخير شوار

منذ سنة 2005 بدأ الإعلامي حسن خليفة مغامرة جديدة عبر الشبكة العنكبوتية، بعد الكثير من التجارب الإعلامية الورقية· ومن غرائب هذه التجربة الجديدة هو المنصب الذي يشغله فيها (رئيس تحرير متطوع)، فهذا النوع من الإعلام وإن قطع أشواطا عند الآخرين، فهو في طور التأسيس، والتأسيس في العادة يحتاج إلى تضحية بالجهد والوقت وحتى المال· ففي إطار مجموعة ”الشهاب” للإعلام الإلكتروني، التي تضم مواقع متنوعة في الثقافة والفكر والنقاش المفتوح على كبرى القضايا، جاء موقع ”ضفاف الإبداع” الذي أسسه الإعلامي المخضرم حسن خليفة ليسد فراغا في الإعلام الأدبي بمفهومه الشامل· وفي بيان التأسيس الذي أمضاه ”رئيس التحرير المتطوع” جاء أن ”ضفاف الإبداع هو موقع جديد ينضم إلى باقة مواقع مجموعة الشهاب يهتم بكل عوالم الإبداع عندما يصبح الإنسان مصدرا للتعبير عن روحه وخوالجه، وحيث أن حدود التعبير لا تقتصر فقط على الكلمة بل تمتد إلى بحور من الأدوات التي لا بداية لها ولا نهاية، فالقصيدة والمقطوعة النثرية والقصة وأشكال الخط المنمقة والزخارف التي تزين جدران المباني والمساجد عوالم برانية تحيل على عوالم جوانبية وكلها قطعة من الإبداع بمعناه الواسع”·

وجاءت تلك المبادرة العملية بعد أن لاحظ حسن والذين معه ”أننا مجهولون من طرف الآخر الذي يكاد لا يعرف عنّا شيئا، خصوصا بعد حوالي خمس عشرة سنة صعبة مرت على البلاد”· وفي ظل الفراغ الكبير في الإعلام الرقمي الجديد، جاءت مجموعة الشهاب وموقع ”ضفاف الإبداع” الذي حاول قدر الإمكان تدارك تلك ”الفجوة الرقمية” الهائلة التي تتسع يوما بعد آخر، التي يقول بشأنها حسن بعبارة دارجة ”العالم هارب علينا بزاف”، وحتى لا ”يهرب” العالم جاءت تلك الجهود الإعلامية الجديدة التي يساهم فيها حسن خليفة بقوة·

وقبل الإعلام الرقمي الذي اقتحمه مع بداية الألفية الجديدة، كانت صلة حسن جيدة مع التكنولوجيا منذ صباه الأول وهو الذي حصل على شهادة الكفاءة المهنية في التصفيف والمراسلات الإدارية سنة ,1977 ليطور ذلك التخصص بشهادة الكفاءة في استخدامات الحاسب الآلي في الصف التصويري، والكتابة السريعة، والمعالجة اللغوية، مع خبرة في الصياغة اللغوية وفنيات التحرير، واستثمر تمرسه في التكنولوجيا في العمل الإعلامي الذي قام به، زيادة على نشاطه الأكاديمي الذي لم ينقطع عنه وهو الحاصل على شهادة ماجستير في موضوع ”القيم الإنسانية والفنية في الأدب الجزائري”، ومسجّل في دكتوراه دولة في موضوع ”إشكالية المصطلح في النقد العربي المعاصر”·

ويشهد لحسن الذين عملوا معه منذ بداية التعددية الإعلامية التي جاءت بعد أحداث الخامس من أكتوبر 1988 أنه كان من الصحفيين الأوائل الذي يتقنون الإعلام الآلي، فكان يكتب ويحرر ويصفف مقالات الآخرين ويصحح ويساهم في الإخراج، وقبلها بدأ الإعلام بطرق بسيطة في الجامعة عندما أسس ورأس تحرير مجلة ”الضاد” سنة ,1984 وبعد تلك الخبرة في ”الإعلام الجامعي”، اقتحم فضاءات أرحب بكتابته في يومية ”الشعب” بين سنتي 1989 و1991 وكانت حينها اليومية المعربة رقم واحد من ناحية السحب والانتشار، ثم الكتابة في يومية ”النصر” القسنطينية، وقبل ذلك ساهم في التأسيس للصحافة المستقلة مع أسبوعية ”النور” سنة 1991 التي جاءت بعد تجربة قصيرة في الإعلام المتخصص حيث ساهم حسن في بروز أسبوعية ”العقيدة” الدينية التي كانت تصدر عن مؤسسة ”النصر” والتي كانت حينها تصدر عدة جرائد محلية ومتخصصة· وبعد إيقاف جريدة ”النور” أسس حسن ورأس تحرير أسبوعية ”البيان” سنة 1996 والتي لم تعمّر طويلا وتوقفت اضطراريا، لكن مسيرة حسن الإعلامية لم تتوقف واتجه مرة أخرى إلى الإعلام المتخصص مع مجلة ”هدى” التي كانت تصدر عن دار الهدى للنشر، وهي شهرية متخصصة في المجتمع وشؤون الأسرة، ثم كان حسن على موعد مع تجارب إعلامية من نوع آخر مع مجموعة ”الشهاب” التي يصدر عنها كوقع ”ضفاف الإبداع” الأدبي، تلك المغامرة التي بدأت قبل سنوات ومازالت مستمرة عبر الشبكة العنكبوتية العالمية رغم الكثير من العراقيل التي تواجهه·

وما يلاحظ أن مسيرة حسن خليفة الإعلامية التي بدت طويلة وغنية بالأحداث والتجارب هو العناد، لمواصلة المسيرة الإعلامية بكل الأشكال، فهو لم يعلن الظلام، بل أشعل الكثير من الشموع الإعلامية التي بقيت محطات جميلة في تاريخ الإعلام الجزائري، وها هو الآن يشعل مصابيح في الإعلام الرقمي الجديد، بمجموعة ”الشهاب” وابنتها الشرعية ”ضفاف الإبداع”·