حصار غزة ..غزة المحاصرة ..

من طرف **Admin** الجمعة ديسمبر 12, 2008 12:52 pm

عبد الستار نورعلي

هذه قصيدة عن حصار عزة المكافحة المجاهدة ، أرسلها لنا أحد الإخوة ..ننشرها هنا

*****

خلفَ جدار العزل

تتساقطُ آلافُ قذائفهم

بينَ عيونِ شهود يهوه

وشهودِ الأمم النائمةِ

في أحضانِ الحَبر الأعظم.

تتجمعُ آلافُ الأفواهِ الشاهرةِ لسانَ الغضبِ

منْ غير صدىً يرتدُّ

في آذان قبائلهمْ.

يتكدسُ أطفالُ المدرسةِ

حولَ رايةِ

في ساحةِ أقوالِ الريحِ

ليعيدوا نشيدَ الانشادِ

منذ أوائلِ ذاك القرن الماضي

خلف كلام القافلةِ الراحلة

داخل أسوار التابوتِ

وسطور الألواح

ونداء الأمم المتحده.

حتامَ

ترفعُ مذيعةُ فضائية القرن الحادي والعشرين

عقيرتَها؟

عينان زجاجٌ

وبلون سماءٍ خجلى.

أنفٌ مصنوعُ

في صالةِ تزوير الأشكالْ

شفتان

أغلظُ منْ شفتي اسماعيل ياسينْ،

أما الخدانِ فتفاحانْ

منتفخانْ

بسمادٍ

من كيمياءِ الكلماتْ .

امرأةٌ منْ غزةَ

تشعلُ أعوادَ شجرة الزيتونْ

قلعتها القطعانْ،

تطبخُ فوق أثافٍ

منْ أضلاعِ بنيها.

فقناني الغاز محاصرةٌ خلف الأسوارِ

وخلفَ الأسلاكِ الشائكةِ

عند حدودِ الأخوانْ!

ألوانُ الشاشةِ زاهيةٌ

وملابسُ مقدمة البرنامج

تضحك منْ أعماق الطاقةِ.

قُتلتْ ابنةُ مطربةِ الأجيالِ

فضجَّتْ كلُّ جوارحِ فضائيات القرنِ

والصحفِ اليوميةِ والألكترونية،

وقفتْ

لم تقعدْ حتى الآن.

ابنةُ أم ياسينَ في اللفةِ

غرقى بالدمِ

وترابِ الأرضِ.

ماعادتْ تتنفسُ، ترضعُ.

ما هذا الصمتُ المطبقُ كالطيرِ

فوق رؤوس الموتى؟!

هلْ أخطأ منْ قالَ:أريدُ الأرضَ

أرضي،

أحفرها، أزرعها، أحصدها،

أتنفسُ دقاتِ القلبِ

في تربتها؟

هل أخطأ هذا الطفلُ الذاهبُ كلَّ صباحٍ

يحملُ فوق الظهرِ حقيبةَ مدرسةٍ

كي يرتشفَ الدنيا

في عينيهِ

يطفئُ كلّ ظلامِ الأرضْ

يتعلمُ، يلعبُ، يفرحُ،

يتقاسمُ كأسَ هواء الأرضْ؟

هل أخطأتْ امرأةٌ ثكلى

وهي تزفُّ الولدَ الغالي

حتى كانَ العرسُ الدامي؟

هل أخطأ منْ رفعَ الفأسَ

يحفرُ بئراً وطريقاً

لأبيهِ

لأمهِ

لأخيهِ

لبنيهِ

لجيرانِ الأرضْ؟

هل اخطأ منْ فتشَّ يوماً عنْ لقمتهِ

عن مأوىً في وطنٍ عالٍ،

يُلقي الرأسَ، الجسدَ المجهدَ

في أحضانهْ؟

هل أخطأ منْ كانَ يجوعُ،

يعطشُ،

يركضُ

خلفَ الخبز وخلفَ الماءِ؟

هل أخطأ منْ طلبَ سراجاً

ليضيءَ زوايا غرفتهِ،

يقرأ...........

يتأملُ بسماءٍ تخلو

من قصفٍ ونزيفِ حصارِ؟

هل أخطأ منْ شهرَ السيفَ

ليعيدَ مساماتِ النبضِ

لترابِ الأرضِ

للقلبِ المتعبِ، للروحِ ؟

هل أخطأ منْ قادَ النارْ

في وجهِ جنازير العارْ

كي يحرقَ أسوارَ حصارْ؟

هل أخطأ منْ رامَ الشمسَ

للحريةِ مفتاحَ الدارْ؟

هل أخطأ منْ رصفَ الدربْ

بالدمِ،

بطبولِ القلبْ

في وجهِ سلالاتِ الحربْ؟

هل اخطأ حلمُ الأطفالْ

ببناءِ مدينةِ أطفالْ

ملأى بضياء الآمالْ

باللعبِ،

بالفرحِ،

بشموخِ جباهِ الأجيالْ؟

قولوا، يا أحرارَ العالمْ

يا صوتَ العالمْ

يا نبضاتِ ضميرِ العالمْ

يا صمتَ العالمْ

يا صمتَ قبائلنا،

هلْ أخطأنا؟

سيجيبُ لسانُ التاريخْ

سيفُ التاريخْ:

كلا، كلا،

ما اخطأنا.

فليسمعْ قرصانُ العالمْ

صمتُ العالمْ

عُهرُ العالمْ!

الأثنين 8 ديسمبر 2008