مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
الساكن الجديد
2 مشترك
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
الساكن الجديد
كان يجلس في تلك المقهى كثيرا، يدخل في أي وقت، صباحا أو مساء، ويمكث هناك ساعات طويلة، وحيدا في كرسيه، واضعا رجلا على رجل وينظر عبر الباب ذي الزجاج المعتم إلى العمارة المقابلة، حيث نافذة نصفها مفتوح دائما. فيضل يرقبها من مكانه ذاك. ولما يجن عليه الليل، يسحب نفسه من جو المقهى المفعم برائحة الأفواه والدخان، وينسل كحشرة في شارع مظلم، ويختفي.
وفي الغد يحضر أيضا.. فيطلب شايا كعادته ويأخذ يسترق النظر إلى النافذة، واضعا يده تحت ذقنه ويحملق في أشياء داخل نفسه..ولبث على ذلك شهرا بأكمله، وذات ليلة، وبينما انسل من المقهى خارجا، انحرفت به قدماه إلى مدخل الحي..
لم يعرف كيف حدث ذلك، ولكنه ألفى نفسه يدخل عمارة ويرتقي الدرج المظلم رغما عنه، كأن قوة غامضة تسحبه.. أحس بلهيب في أحشائه، وبدوار في رأسه. فنظر ذات اليمين وذات الشمال وارتقى الدرج بحذر، ولما وصل إلى باب توقف.لبث ينظر إليه طويلا.. تخيل أن بالداخل أشخاصا.. رجالا ونساء وأطفالا يلهون والسعادة تغمرهم. وتخيل نفسه يسمعهم ،ثم وضع يده على الباب واستمع.. ولكن قدمان كانتا تنزلان من الطابق العلوي بسرعة، فنزل يهرول واختفى خلف الدرج حتى ابتعدت القدمان، ثم عاد وارتقى الدرج بنفس الحذر. ولما وصل إلى الباب مد يده ليفتحه.. سرت في جسده قشعريرة باردة، ثم ضغط على الرتاج وأداره. وكم كانت دهشته عظيمة حينما انفتح الباب بسهولة شديدة.. هم بالعودة إلى الوراء ولكن نفس القوة كانت تدفعه، فدخل وأضاء المصباح بسرعة..
كان المكان هادئا، والغرف مغلقة، وعن يمينه مرآة شبه مسودة رأى عليها خياله، وراح يمشي بخوف، ويفتح أبواب الغرف واحدة اثر أخرى ويفتش فيها عن شيء يثيره.. فتح المطبخ والحمام دون أن يعثر فيهما على شيء آخر سوى بقايا ماء قديم ورائحة، ثم فتح غرفة جانبية واقترب من تلك النافذة التي أثارته.. وضع يده على إطارها.. كانت لا تزال نصف مفتوحة وقد علاها غبار قديم وعليها ستارة شبه ممزقة.. أغلقها وخرج بحذر شديد وهو يتلفت وراءه..
وفي الغد لما عاد إلى مقهاه وطلب شايا وجلس في نفس المكان بهدوء، فاجأته النافذة إذ كانت مفتوحة.. دهش بشدة، وجعل يحاول أن يتذكر إن كان قد أغلقها فعلا.. لم يستطع أن يتذكر، وعند التاسعة، لما خلت المقهى من الرواد، خرج إلى الشارع المظلم، وبنفس الإثارة انحرفت به قدماه إلى داخل الحي دون أن يرغب في ذلك.. انحرفت به وألفى نفسه في وسط ساحة نصف مظلمة، تطل عليها نافذات مضاءة، أطل عليه وجه لم يتبينه، فأسرع إلى داخل العمارة وراح يصعد الدرج بنفس الطريقة وفتح الباب ودخل.. اتجه مباشرة إلى الغرفة المطلة على الشارع فوجد النافذة مفتوحة.. تأكد من أنه لم يغلقها البارحة.. فأغلقها بإحكام.. ثم راح يفتش في الغرف الأخرى عن أي شيء..
كان في ذهنه أن المنزل مهجور، أو أن ساكنه لا يعود إليه إلا نهارا.. ولكن الباب كان مفتوحا دائما، وهذا ما فاجأه.. لبث على هذا النحو أسبوعا كاملا وهو يغلق النافذة ليلا وفي الغد يجدها مفتوحة.. ظن أن بها عيبا يجعل الريح تفتحها.. أو أي سبب آخر..
وذات ليلة أخذ معه مسامير وأغلقها بإحكام.. طرقها بحذر حتى لا يثير الجيران.. وظن انه انتهى منها إلى غير رجعة. وفي الغد جاء إلى مقهاه وطلب شايه كعادته وهم بأن يغرق في أوهامه..ثم وقعت عيناه على النافذة.. كانت مفتوحة.. تفاجأ. أحس كأن أحدا من خلفه يتتبع خطواته ليفسد كل ما يقوم به، فقرر أن يبيت ليلته تلك في المنزل ويمكث فيه نهاره ليتأكد من الأمر.. اتجه بلا خوف..ارتقى الدرج وفتح الباب، وبحث عن كأس وفتح الحنفية وشرب ماء وآوى إلى سرير قضى وقتا طويلا في تنظيفه.. نام ليلته هناك.. وقضى جزءا من النهار أيضا ثم خرج، وفي المساء عاد إلى المقهى، ونظر إلى النافذة فألفاها مغلقة. دهش لذلك أول الأمر، ثم أحس براحة غريبة.. وعاد إليه هدوءه..
ومنذ ذلك اليوم، أصبح المنزل منزله. نظفه من أوساخه وأصلح أثاثه ورتبه.. وكم كانت دهشته كبيرة لما لم يسأل سكان الحي حتى عنه.. لما أصبح يهبط أو يصعد الدرج أو يخرج أو يدخل، ليلا أو نهارا.. أحس بالسعادة، واشترى للباب قفلا جديدا.. وأصبح يحيي السكان بابتسامات عريضة، فيردون عليه وكأنهم يعرفونه منذ أمد بعيد.
العبرة :
أذ أردت العيش مع فكرة فاسكن بداخلها، ولا تبق تطل عليها من حيت لآخر. أو تطل هي عليك من آن لآن، دون إرادة لأو تخطيط ...كتبت هذه القصة حين طلب مني أصدقاء البحث لهم عن حل للروتين والقلق الذي نعيشه يوميا.
وفي الغد يحضر أيضا.. فيطلب شايا كعادته ويأخذ يسترق النظر إلى النافذة، واضعا يده تحت ذقنه ويحملق في أشياء داخل نفسه..ولبث على ذلك شهرا بأكمله، وذات ليلة، وبينما انسل من المقهى خارجا، انحرفت به قدماه إلى مدخل الحي..
لم يعرف كيف حدث ذلك، ولكنه ألفى نفسه يدخل عمارة ويرتقي الدرج المظلم رغما عنه، كأن قوة غامضة تسحبه.. أحس بلهيب في أحشائه، وبدوار في رأسه. فنظر ذات اليمين وذات الشمال وارتقى الدرج بحذر، ولما وصل إلى باب توقف.لبث ينظر إليه طويلا.. تخيل أن بالداخل أشخاصا.. رجالا ونساء وأطفالا يلهون والسعادة تغمرهم. وتخيل نفسه يسمعهم ،ثم وضع يده على الباب واستمع.. ولكن قدمان كانتا تنزلان من الطابق العلوي بسرعة، فنزل يهرول واختفى خلف الدرج حتى ابتعدت القدمان، ثم عاد وارتقى الدرج بنفس الحذر. ولما وصل إلى الباب مد يده ليفتحه.. سرت في جسده قشعريرة باردة، ثم ضغط على الرتاج وأداره. وكم كانت دهشته عظيمة حينما انفتح الباب بسهولة شديدة.. هم بالعودة إلى الوراء ولكن نفس القوة كانت تدفعه، فدخل وأضاء المصباح بسرعة..
كان المكان هادئا، والغرف مغلقة، وعن يمينه مرآة شبه مسودة رأى عليها خياله، وراح يمشي بخوف، ويفتح أبواب الغرف واحدة اثر أخرى ويفتش فيها عن شيء يثيره.. فتح المطبخ والحمام دون أن يعثر فيهما على شيء آخر سوى بقايا ماء قديم ورائحة، ثم فتح غرفة جانبية واقترب من تلك النافذة التي أثارته.. وضع يده على إطارها.. كانت لا تزال نصف مفتوحة وقد علاها غبار قديم وعليها ستارة شبه ممزقة.. أغلقها وخرج بحذر شديد وهو يتلفت وراءه..
وفي الغد لما عاد إلى مقهاه وطلب شايا وجلس في نفس المكان بهدوء، فاجأته النافذة إذ كانت مفتوحة.. دهش بشدة، وجعل يحاول أن يتذكر إن كان قد أغلقها فعلا.. لم يستطع أن يتذكر، وعند التاسعة، لما خلت المقهى من الرواد، خرج إلى الشارع المظلم، وبنفس الإثارة انحرفت به قدماه إلى داخل الحي دون أن يرغب في ذلك.. انحرفت به وألفى نفسه في وسط ساحة نصف مظلمة، تطل عليها نافذات مضاءة، أطل عليه وجه لم يتبينه، فأسرع إلى داخل العمارة وراح يصعد الدرج بنفس الطريقة وفتح الباب ودخل.. اتجه مباشرة إلى الغرفة المطلة على الشارع فوجد النافذة مفتوحة.. تأكد من أنه لم يغلقها البارحة.. فأغلقها بإحكام.. ثم راح يفتش في الغرف الأخرى عن أي شيء..
كان في ذهنه أن المنزل مهجور، أو أن ساكنه لا يعود إليه إلا نهارا.. ولكن الباب كان مفتوحا دائما، وهذا ما فاجأه.. لبث على هذا النحو أسبوعا كاملا وهو يغلق النافذة ليلا وفي الغد يجدها مفتوحة.. ظن أن بها عيبا يجعل الريح تفتحها.. أو أي سبب آخر..
وذات ليلة أخذ معه مسامير وأغلقها بإحكام.. طرقها بحذر حتى لا يثير الجيران.. وظن انه انتهى منها إلى غير رجعة. وفي الغد جاء إلى مقهاه وطلب شايه كعادته وهم بأن يغرق في أوهامه..ثم وقعت عيناه على النافذة.. كانت مفتوحة.. تفاجأ. أحس كأن أحدا من خلفه يتتبع خطواته ليفسد كل ما يقوم به، فقرر أن يبيت ليلته تلك في المنزل ويمكث فيه نهاره ليتأكد من الأمر.. اتجه بلا خوف..ارتقى الدرج وفتح الباب، وبحث عن كأس وفتح الحنفية وشرب ماء وآوى إلى سرير قضى وقتا طويلا في تنظيفه.. نام ليلته هناك.. وقضى جزءا من النهار أيضا ثم خرج، وفي المساء عاد إلى المقهى، ونظر إلى النافذة فألفاها مغلقة. دهش لذلك أول الأمر، ثم أحس براحة غريبة.. وعاد إليه هدوءه..
ومنذ ذلك اليوم، أصبح المنزل منزله. نظفه من أوساخه وأصلح أثاثه ورتبه.. وكم كانت دهشته كبيرة لما لم يسأل سكان الحي حتى عنه.. لما أصبح يهبط أو يصعد الدرج أو يخرج أو يدخل، ليلا أو نهارا.. أحس بالسعادة، واشترى للباب قفلا جديدا.. وأصبح يحيي السكان بابتسامات عريضة، فيردون عليه وكأنهم يعرفونه منذ أمد بعيد.
العبرة :
أذ أردت العيش مع فكرة فاسكن بداخلها، ولا تبق تطل عليها من حيت لآخر. أو تطل هي عليك من آن لآن، دون إرادة لأو تخطيط ...كتبت هذه القصة حين طلب مني أصدقاء البحث لهم عن حل للروتين والقلق الذي نعيشه يوميا.
عمر مناصرية- عضو جديد
- عدد الرسائل : 23
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
رد: الساكن الجديد
شكرا لك أحي حالد على التفاعل، أرجو دوام الصلةة بيننا ودمت وفيا... شكرا.
عمر مناصرية- عضو جديد
- عدد الرسائل : 23
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo