مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
إخوة الحلم
3 مشترك
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
إخوة الحلم
على طاولة كانوا جالسين، مظلمي الوجوه، أعينهم غائرة ووجوههم كذلك، ينظرون إلى بعضهم شزرا. وعلى الطاولة مسدسات. أمام كل واحد مسدس اسود، يحار المرء لم هو مسدد إلى الآخر، وكان ضوء عال ينزل عليهم جميعا، قلا يضئ إلا مساحات عمودية من وجوههم.فيبدوا أنهم ليسوا بشرا أبدا، بل كائنات أخرى غريبة، جاءت من مكان بعيد واستقرت هنا في هذا المكان. ثم فتح شاب الباب ودخل.. سار متقدما نحوهم وهم لا يلتفتون. سار بخطى واثقة. وقف قريبا منهم وقال:
- إن الأب بخير..
قال ذلك بلغتين مختلفتين، ناظرا إليهم كأنما ليؤكد ما قاله، فنطق واحد منهم وكان طويلا:
- ألم يمت؟
- لا
فقال آخر:
هل حاله مستقرة؟
- نعم ولكن...
- لكن ماذا؟
- لا. لاشيء.إنه بخير.
بدا للرجال الأربعة الجالسين على كراسيهم أن الوقت هو المساء، وفي ذهن كل واحد منهم رغبة عارمة إلى الراحة، لولا أن الشاب أضاف:
- إنه يقول أنه لا يشك في أي واحد منكم.
فصرخ رجل لم يتكلم حتى ذلك الحين:
- ماذا؟
فكرر الشاب قوله:
- إنه لايتهم أحدا منكم.
بدا الانزعاج عليهم جميعا، ونظروا إلى عيون بعضهم بعضا، ثم إلى مسدساتهم...ثم قال أحدهم:
- كيف ذلك؟ ألم يتناول سما؟
- قال الشاب: نعم.. ولكنه يقول إن أحدا منكم لم يفعل ذلك.
فقال آخر:
- وكيف لنا أن نعرف؟
صمت الشاب، وكذلك هم. كانوا اخوة جميعا، وكانوا يريدون إرواء حنق قديم. وعندما نزلوا من سيارتهم قبل يومين لم يتوقع أحد منهم أن يصير حاله إلى هذا الوضع. كانوا قد عاشوا بعيدا، كل في طرف الأرض بعد أن لم يستطيعوا تحمل العيش مع بعضهم، وفي الليلة السابقة لقراءة الوصية،لم يكن الأب يعاني من شيء. بدا صارما وواثقا كعهده، ثم سقط فجأة وأخبر الطبيب أنه تناول سما في طعامه. إذ ذاك تحول كل شيء. جاءوا جميعا إلى هذه الطاولة وجلسوا، ثم لما مضى الوقت أخرج كل واحد مسدسا كان يحمله ووضعه أمامه..لم يعرفوا لم قاموا بذلك، كأن قوة غامضة سحبتهم إلى هناك وأجلستهم وأرت كل واحد ما عليه أن يفعله. كأنهم لم يعرفوا أبدا لم كانوا هناك... لبثوا جالسين لا يتكلمون. تذكروا ربما طفولتهم. تذكروا أمهاتهم، وكيف استطاع ذلك الأب الجشع أن يتزوجهن جميعا. مسلمة ومسيحية ويهودية وبوذية. لابد أنه كان مترفا حتى يستطيع أن يلبي غروره ذاك، ولو لم يكن كذلك لاكتفى بواحدة من بني جنسه ولم يمد عينيه إلى الأخريات. شعر كل واحد بالحنق.. برغبة عارمة في القتل. في السابق لم يفكروا ببعضهم كثيرا. انخرط كل واحد في دينه وعمله. ولكنهم لما اجتمعوا ورأوا وجوه بعضهم بعضا، شعروا بالغيض. كيف لهم أن يجتمعوا في بيت واحد؟ وتلك النساء جميعا، كيف رضين بالعيش تحت سلطة رجل واحد؟ شعروا بالحنق نحوه، ولم يكترثوا لموته أو وصيته إلا بما يمكنهم من قتل بعضهم.
لبثوا صامتين لا يتكلمون، فلما خرج الشاب تاركا إياهم، دب نعاس غريب إليهم. شعروا بالإرهاق وبرغبة في النوم. جاهد كل واحد منهم ليبقى يقظا. لم يتحركوا. لم يتكلموا.. ولما لم يستطيعوا مقاومة ناموا. ولكرههم حلموا جميعا بنفس الحلم..فقد رأى كل واحد أن أخاه وفيما هو نائم، إذ عمد إلى مسدسه وحشاه وسدده إليه وهو يقهقه، ثم فتحه عليه.فلما سمعوا الطلق في منامهم، استيقظوا مذعورين.تناولوا مسدساتهم بسرعة. انزاحوا عن كراسيهم وفتحوا النار على بعضهم، فاختلط القتل بالقتل، وسالت دماء. سقطوا جميعا على الأرض. مدوا إلى بعضهم بعضا أيديهم.قال كل واحد بلغته: أخي. وقبل أن يسلموا أرواحهم، كانوا قد فهموا معنى تلك الكلمة.
العبرة:
الحلم هو الأفكار المسبقة عن الآخر، و التي أصبحت تتحكم في أفعال الشخصية وليس الواقع والتصرفات الواعية، وهذا ما يحدث في صراع الحضارات.
- إن الأب بخير..
قال ذلك بلغتين مختلفتين، ناظرا إليهم كأنما ليؤكد ما قاله، فنطق واحد منهم وكان طويلا:
- ألم يمت؟
- لا
فقال آخر:
هل حاله مستقرة؟
- نعم ولكن...
- لكن ماذا؟
- لا. لاشيء.إنه بخير.
بدا للرجال الأربعة الجالسين على كراسيهم أن الوقت هو المساء، وفي ذهن كل واحد منهم رغبة عارمة إلى الراحة، لولا أن الشاب أضاف:
- إنه يقول أنه لا يشك في أي واحد منكم.
فصرخ رجل لم يتكلم حتى ذلك الحين:
- ماذا؟
فكرر الشاب قوله:
- إنه لايتهم أحدا منكم.
بدا الانزعاج عليهم جميعا، ونظروا إلى عيون بعضهم بعضا، ثم إلى مسدساتهم...ثم قال أحدهم:
- كيف ذلك؟ ألم يتناول سما؟
- قال الشاب: نعم.. ولكنه يقول إن أحدا منكم لم يفعل ذلك.
فقال آخر:
- وكيف لنا أن نعرف؟
صمت الشاب، وكذلك هم. كانوا اخوة جميعا، وكانوا يريدون إرواء حنق قديم. وعندما نزلوا من سيارتهم قبل يومين لم يتوقع أحد منهم أن يصير حاله إلى هذا الوضع. كانوا قد عاشوا بعيدا، كل في طرف الأرض بعد أن لم يستطيعوا تحمل العيش مع بعضهم، وفي الليلة السابقة لقراءة الوصية،لم يكن الأب يعاني من شيء. بدا صارما وواثقا كعهده، ثم سقط فجأة وأخبر الطبيب أنه تناول سما في طعامه. إذ ذاك تحول كل شيء. جاءوا جميعا إلى هذه الطاولة وجلسوا، ثم لما مضى الوقت أخرج كل واحد مسدسا كان يحمله ووضعه أمامه..لم يعرفوا لم قاموا بذلك، كأن قوة غامضة سحبتهم إلى هناك وأجلستهم وأرت كل واحد ما عليه أن يفعله. كأنهم لم يعرفوا أبدا لم كانوا هناك... لبثوا جالسين لا يتكلمون. تذكروا ربما طفولتهم. تذكروا أمهاتهم، وكيف استطاع ذلك الأب الجشع أن يتزوجهن جميعا. مسلمة ومسيحية ويهودية وبوذية. لابد أنه كان مترفا حتى يستطيع أن يلبي غروره ذاك، ولو لم يكن كذلك لاكتفى بواحدة من بني جنسه ولم يمد عينيه إلى الأخريات. شعر كل واحد بالحنق.. برغبة عارمة في القتل. في السابق لم يفكروا ببعضهم كثيرا. انخرط كل واحد في دينه وعمله. ولكنهم لما اجتمعوا ورأوا وجوه بعضهم بعضا، شعروا بالغيض. كيف لهم أن يجتمعوا في بيت واحد؟ وتلك النساء جميعا، كيف رضين بالعيش تحت سلطة رجل واحد؟ شعروا بالحنق نحوه، ولم يكترثوا لموته أو وصيته إلا بما يمكنهم من قتل بعضهم.
لبثوا صامتين لا يتكلمون، فلما خرج الشاب تاركا إياهم، دب نعاس غريب إليهم. شعروا بالإرهاق وبرغبة في النوم. جاهد كل واحد منهم ليبقى يقظا. لم يتحركوا. لم يتكلموا.. ولما لم يستطيعوا مقاومة ناموا. ولكرههم حلموا جميعا بنفس الحلم..فقد رأى كل واحد أن أخاه وفيما هو نائم، إذ عمد إلى مسدسه وحشاه وسدده إليه وهو يقهقه، ثم فتحه عليه.فلما سمعوا الطلق في منامهم، استيقظوا مذعورين.تناولوا مسدساتهم بسرعة. انزاحوا عن كراسيهم وفتحوا النار على بعضهم، فاختلط القتل بالقتل، وسالت دماء. سقطوا جميعا على الأرض. مدوا إلى بعضهم بعضا أيديهم.قال كل واحد بلغته: أخي. وقبل أن يسلموا أرواحهم، كانوا قد فهموا معنى تلك الكلمة.
العبرة:
الحلم هو الأفكار المسبقة عن الآخر، و التي أصبحت تتحكم في أفعال الشخصية وليس الواقع والتصرفات الواعية، وهذا ما يحدث في صراع الحضارات.
عمر مناصرية- عضو جديد
- عدد الرسائل : 23
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
رد: إخوة الحلم
رأيت الصراع من منظور آخر ولكن الواقع واقع والحضارة هي نمط حياة ولكل نمط حياته ولكل معتقداته وأهدافه في الحياة لذلك لا يمكن التعايش بسلام أبدا
متابعات نقدية لقصة اخوة الحلم
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي عمر السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،وبعد
بعد قراءتي لقصتكم -اخوة الحلم-وتحليلها تحليلا منهجيا بعيدا عن كل الاحكام العاطفة ارتايت ان اسجل لكم بعض الملاحظات ، وسابدا بما يلي- البناء اللغوي او مايسمى بالصياغة اللغوية-اعد النظر في التركيب اللغوي التالي:ووجوههم كذلك
-حذف جملة : وعلى الطاولة مسدسات لان بها تكرار
حذ ف جملة:يحارا لمرء لم هو مسدس لان هذا التركيب اثر على الحبكة اللغوية كسياق والعملية السردية للقصة خلافا مالاحظناه عموما في وسط القصة من ترابط وتنسيق بين التراكيب اللغوية وانسجام الطريقة السردية للنص
ثم لاحظ معي البنية اللفظية- الضوء-في التركيب التالي:ضوء ينزل عليهم ...فالضوء ليس مادة ملموسة وانما هي مادة محسوسة والنزول لايتم الا مادة صلبة حتى ولو اردنا ان نوظفها توظيفا فنيا الا انه لايجوز استخدامها بهذه الطريقة
لاحظ معي التداخل في هذا التركيب كقولك:وكان ضوء عال ينزل عليهم جميعا فلا يضيء الامساحات عمودية من وجوههم
لايوجد انسجام فني لغوي بين جملة وكان ضوء عال ينزل عليهم جميعا وجملة فلا يضيء الا مساحات عمودية بينما في الحبكة الفنية استطعت توظيف بعض الالفاظ توظيفا سليما داخل السياق اللغوي
لاجظ معي اسلوب النفي في التركيب التالي
الم يمت؟ فان كنت تقصد بالنفي ...لا... اجبت ب..كلا، وان كنت تقصد بنعم اجبت ب...بلى
عموما انك تمتلك ناصية كتابة القصة القصيرة وهذا لما تمتلكه من موهبة خاصة في الجانب الفني ، فقط انصك على مطالعة القصص القصيرة ،والكتب اللغوية...ولا يفوتني في هذا المقام الا ان اشكرك واتمنى لك التوفيق والنجاح وشكرا لكم مرة اخرى
الاستاذ: الاخضر بن هدوقه
الاخضر بن هدوقه- عضو نشط
- عدد الرسائل : 60
نقاط : 15
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo