مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
* ـ فضل العشر الأواخر من رمضان .
صفحة 1 من اصل 1
* ـ فضل العشر الأواخر من رمضان .
* ـ فضل العشر الأواخر من رمضان .
* ـ لقد فضل الله عز وجل بعض الأزمنة على بعض بحكمته ، وجعل منها مواسم للتجارة الرابحة معه سبحانه ، فكما فضل شهر رمضان على الشهور ، فقد جعل العشر الأواخر منه أفضلَ لياليه وأكملَ أيامه ، وخصها بخصائص عن بقية أيام وليالي الشهر .
* ـ ومن فضائل هذه العشر وخصائصها :
أولاً : اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيها فوق ما كان يجتهد في غيرها ، كما روى مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ((وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)) .
ومن ذلك أنه كان يحي الليل فيها ـ كما في حديث عائشة ـ رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجدَّ ، وشد المئزر)) متفق عليه .
ومن مبالغته صلى الله عليه وسلم في الاجتهاد أنه كان يشد مئزره ، يعني يجد في العبادة .. ومن ذلك أنه كان يوقظ أهله فيها ـ كما دل عليه هذا الحديث .. فكل ما سمعتم من فعله صلى الله عليه وسلم يدل على اهتمامه بطاعة ربه ، ومبادرته الأوقات ، واغتنامه الأزمنة الفاضلة .
ألا فاقتدوا رحمكم الله بنبيكم صلى الله عليه وسلم فإنه هو الأسوة والقدوة ، وجدوا واجتهدوا في عبادة ربكم ، ولا تضيعوا ساعات هذة الأيام والليالي ، فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرةً أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات ، الموت الذي هو نازل بكل امرئٍ إذا جاء أجله ، وانتهى عمره ، فحينئذٍ يندم حيث لا ينفع الندم .
ثانياً : ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر ، وقد خص الله تعالى هذه الليلة بخصائص :
1- منها أنه نزل فيها القرآن قال تعالى : (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وقال تعالى : (حم * والكتب المبين * إنا أنزلنه في ليلة مبركة إنا كنا منذرين) .
قال ابن عباس وغيره : ((أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .
2- وصفها بأنها خيرٌ من ألف شهر في قوله تعالى : (ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر) .
3- ووصفها بأنها مباركة ٌ في قوله تعالى : (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) .
4- أنها تنزل فيها الملائكة ، والروح ، ((أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ، ويحيطون بحلق الذكر ، والروح هو جبريل عليه السلام خصه بالذكر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدقٍ تعظيماً له)) والروح هو جبريل عليه السلام خصه بالذكر لشرفه .
5- ووصفها بأنها سلامٌ ، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً .. ويكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل .
6- (فيهل يفرق كل أمر حكيم) أي يُفصلُ من اللوح المحفوظ إلى الكَتَبَةِ أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها .. كلُ أمرٍ محكم لا يبدل ولا يغير ، وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له ، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم .
7- أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه ، كما جاء في حديث أب هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه .
وقوله : (إيماناً واحتساباً) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه ، وطلباً للأجر لا لقصدٍ آخر من رياء أو نحوه .
وهذا ترغيب للمسلم وحثٌ له على قيامها وابتغاء وجه الله بذلك ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس هذه الليلة ويتحراها مسابقة منه إلى الخير ، وهو القدوة للأمة .. فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تُرْكِتَّةٍ على سدَّتِها حصير ، قال : فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ، ثم أطلع رأسه فكلم الناس ، فدنوا منه فقال إني أعتكف العشر الأول ألتمس هذه الليلة ، ثم أعتكف العشر الأوسط ، ثم أُتيتُ فقيل لي : إنها في العشر الأواخر ، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف) .
ومعنى القدر : التعظيم ، أي أنها ليلةٌ ذات قدر ، لهذه الخصائص التي اختصت بها ، أو أنَّ الذي يحييها يصير ذا قدر .
وقيل : القدر التضييق ، ومعنى التضييق فيها إخفاؤها عن العلم بتعيينها ، أو لأن الأرض تضيق فيها من الملائكة .
وقيل : القدر بمعنى القدَر ـ بفتح الدال ـ وذلك أنه يقدّرُ فيها أحكام السنة ، كما قال تعالى : (فيها يُفرق كل أمرٍ حكيم) .
وقد أنزل الله تعالى في شأنها سورةً تتلى إلى يوم القيامة ، وذكر فيها شرف هذه الليلة وعِظمَ قدرها ، وهي قوله تعالى : (إنا أنزلنه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر) .
وليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) .. وفي أوتار العشر آكد ، لحديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) .. وأرجاها السبع الأواخر كما جاء في حديث ابن عمر : أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان مُتحريها فليتحراها في السبع الأواخر) متفق عليه .
ورجح بعض العلماء أنها تنتقل ليست في ليلة معينة كلَّ عام .. قال النووي ـ رحمه الله ـ : (وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها) .
وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها ، ويجدوا في العبادة ، كما أخفى ساعة الجمعة ، وغيرها .. فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام ِ وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر ، اقتداءً بنبينا (وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى .. فعن أم المؤمنين عائشة قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي : (اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعف عني) رواه أحمدُ، والترمذيُ، وابن ماجهَ .
ثالثاً : اختصاص الاعتكاف فيها بزيادة الفضل عل غيرها من أيام السنة ، والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله تعالى .. وقد كان النبي (يعتكف هذه العشر كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري : (أن رسول الله اعتكف العشر الأول ، ثم الأوسط ، ثم أخبرهم أنه كان يلتمس ليلة القدر ، وأنه أريها في العشر الأواخر) ، وقال : (إنها في العشر الأواخر ، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف) .
وعن أم المؤمنين عائشة (أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ، ثم اعتكف أزواجه من بعدهة) متفق عليه .
وكان (إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه كما جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة) .
وقال الأئمة الأربعة ـ رحمهم الله ـ يدخل قبل غروب الشمس ، وأولوا الحديث على أن المراد أنه دخل المعتكف وانقطع وخلى بنفسه بعد صلاة الصبح ، لا أن ذلك وقت ابتداء الاعتكاف .. ويسن للمعتكف الاشتغال بالطاعات .. ويحرم عليه الجماع ومقدماته لقوله تعالى : (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) .. ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة لا بد منها ، ولا يمكن فعلها في المسجد لقول أم المؤمنين عائشة : (كان النبي إذا اعتكف يدني إليَّ رأسه فأرجِّله ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان) متفق عليه .
وللمعتكف أن يجلس مع أهله أو غيرهم ممن يأنس به ويتحدث معه في مباح ، قليلاً من وقته ؛ لأن النبي زارته زوجه صفية في معتكفه فتحدثت عنده ساعة ثم قامت .
وإن اشترط الخروج لعيادة مريض أوشهود جنازة فله الخروج ولا يخرج لذلك بلا شرط . قالت أم المؤمنين عائشة : (إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريضُ فيه ، فما أسأل إلا وأنا مارة ..) رواه مسلم .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى أن تجلنا من المسابقين إلى الخيرات ، المتباعدين عن المنكرات ، اللهم ارزقنا الفقه في دينك والعمل به ، وثبتنا عليه إلى أن نلقاك وأنت راضٍ عنا يا كريم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه وسلم .
* ـ لقد فضل الله عز وجل بعض الأزمنة على بعض بحكمته ، وجعل منها مواسم للتجارة الرابحة معه سبحانه ، فكما فضل شهر رمضان على الشهور ، فقد جعل العشر الأواخر منه أفضلَ لياليه وأكملَ أيامه ، وخصها بخصائص عن بقية أيام وليالي الشهر .
* ـ ومن فضائل هذه العشر وخصائصها :
أولاً : اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيها فوق ما كان يجتهد في غيرها ، كما روى مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ((وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)) .
ومن ذلك أنه كان يحي الليل فيها ـ كما في حديث عائشة ـ رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجدَّ ، وشد المئزر)) متفق عليه .
ومن مبالغته صلى الله عليه وسلم في الاجتهاد أنه كان يشد مئزره ، يعني يجد في العبادة .. ومن ذلك أنه كان يوقظ أهله فيها ـ كما دل عليه هذا الحديث .. فكل ما سمعتم من فعله صلى الله عليه وسلم يدل على اهتمامه بطاعة ربه ، ومبادرته الأوقات ، واغتنامه الأزمنة الفاضلة .
ألا فاقتدوا رحمكم الله بنبيكم صلى الله عليه وسلم فإنه هو الأسوة والقدوة ، وجدوا واجتهدوا في عبادة ربكم ، ولا تضيعوا ساعات هذة الأيام والليالي ، فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرةً أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات ، الموت الذي هو نازل بكل امرئٍ إذا جاء أجله ، وانتهى عمره ، فحينئذٍ يندم حيث لا ينفع الندم .
ثانياً : ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر ، وقد خص الله تعالى هذه الليلة بخصائص :
1- منها أنه نزل فيها القرآن قال تعالى : (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وقال تعالى : (حم * والكتب المبين * إنا أنزلنه في ليلة مبركة إنا كنا منذرين) .
قال ابن عباس وغيره : ((أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .
2- وصفها بأنها خيرٌ من ألف شهر في قوله تعالى : (ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر) .
3- ووصفها بأنها مباركة ٌ في قوله تعالى : (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) .
4- أنها تنزل فيها الملائكة ، والروح ، ((أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ، ويحيطون بحلق الذكر ، والروح هو جبريل عليه السلام خصه بالذكر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدقٍ تعظيماً له)) والروح هو جبريل عليه السلام خصه بالذكر لشرفه .
5- ووصفها بأنها سلامٌ ، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً .. ويكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل .
6- (فيهل يفرق كل أمر حكيم) أي يُفصلُ من اللوح المحفوظ إلى الكَتَبَةِ أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها .. كلُ أمرٍ محكم لا يبدل ولا يغير ، وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له ، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم .
7- أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه ، كما جاء في حديث أب هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه .
وقوله : (إيماناً واحتساباً) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه ، وطلباً للأجر لا لقصدٍ آخر من رياء أو نحوه .
وهذا ترغيب للمسلم وحثٌ له على قيامها وابتغاء وجه الله بذلك ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس هذه الليلة ويتحراها مسابقة منه إلى الخير ، وهو القدوة للأمة .. فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تُرْكِتَّةٍ على سدَّتِها حصير ، قال : فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ، ثم أطلع رأسه فكلم الناس ، فدنوا منه فقال إني أعتكف العشر الأول ألتمس هذه الليلة ، ثم أعتكف العشر الأوسط ، ثم أُتيتُ فقيل لي : إنها في العشر الأواخر ، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف) .
ومعنى القدر : التعظيم ، أي أنها ليلةٌ ذات قدر ، لهذه الخصائص التي اختصت بها ، أو أنَّ الذي يحييها يصير ذا قدر .
وقيل : القدر التضييق ، ومعنى التضييق فيها إخفاؤها عن العلم بتعيينها ، أو لأن الأرض تضيق فيها من الملائكة .
وقيل : القدر بمعنى القدَر ـ بفتح الدال ـ وذلك أنه يقدّرُ فيها أحكام السنة ، كما قال تعالى : (فيها يُفرق كل أمرٍ حكيم) .
وقد أنزل الله تعالى في شأنها سورةً تتلى إلى يوم القيامة ، وذكر فيها شرف هذه الليلة وعِظمَ قدرها ، وهي قوله تعالى : (إنا أنزلنه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر) .
وليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) .. وفي أوتار العشر آكد ، لحديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) .. وأرجاها السبع الأواخر كما جاء في حديث ابن عمر : أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان مُتحريها فليتحراها في السبع الأواخر) متفق عليه .
ورجح بعض العلماء أنها تنتقل ليست في ليلة معينة كلَّ عام .. قال النووي ـ رحمه الله ـ : (وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها) .
وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها ، ويجدوا في العبادة ، كما أخفى ساعة الجمعة ، وغيرها .. فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام ِ وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر ، اقتداءً بنبينا (وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى .. فعن أم المؤمنين عائشة قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي : (اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعف عني) رواه أحمدُ، والترمذيُ، وابن ماجهَ .
ثالثاً : اختصاص الاعتكاف فيها بزيادة الفضل عل غيرها من أيام السنة ، والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله تعالى .. وقد كان النبي (يعتكف هذه العشر كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري : (أن رسول الله اعتكف العشر الأول ، ثم الأوسط ، ثم أخبرهم أنه كان يلتمس ليلة القدر ، وأنه أريها في العشر الأواخر) ، وقال : (إنها في العشر الأواخر ، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف) .
وعن أم المؤمنين عائشة (أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ، ثم اعتكف أزواجه من بعدهة) متفق عليه .
وكان (إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه كما جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة) .
وقال الأئمة الأربعة ـ رحمهم الله ـ يدخل قبل غروب الشمس ، وأولوا الحديث على أن المراد أنه دخل المعتكف وانقطع وخلى بنفسه بعد صلاة الصبح ، لا أن ذلك وقت ابتداء الاعتكاف .. ويسن للمعتكف الاشتغال بالطاعات .. ويحرم عليه الجماع ومقدماته لقوله تعالى : (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) .. ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة لا بد منها ، ولا يمكن فعلها في المسجد لقول أم المؤمنين عائشة : (كان النبي إذا اعتكف يدني إليَّ رأسه فأرجِّله ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان) متفق عليه .
وللمعتكف أن يجلس مع أهله أو غيرهم ممن يأنس به ويتحدث معه في مباح ، قليلاً من وقته ؛ لأن النبي زارته زوجه صفية في معتكفه فتحدثت عنده ساعة ثم قامت .
وإن اشترط الخروج لعيادة مريض أوشهود جنازة فله الخروج ولا يخرج لذلك بلا شرط . قالت أم المؤمنين عائشة : (إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريضُ فيه ، فما أسأل إلا وأنا مارة ..) رواه مسلم .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى أن تجلنا من المسابقين إلى الخيرات ، المتباعدين عن المنكرات ، اللهم ارزقنا الفقه في دينك والعمل به ، وثبتنا عليه إلى أن نلقاك وأنت راضٍ عنا يا كريم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه وسلم .
بهاء الدين بن زعبار .- عضو جديد
- عدد الرسائل : 14
نقاط : 42
تاريخ التسجيل : 23/03/2010
مواضيع مماثلة
» أعمال العشر الأواخر من رمضان
» أعمال العشر الأواخر من رمضان للعشر
» اقبلت العشر الأواخر ..فلنسارع
» همساات العشر الأواخر .. قبل أن يرحل قطار الخير
» هديه صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح في العشر الأواخر والاحتفاء بليلة القدر
» أعمال العشر الأواخر من رمضان للعشر
» اقبلت العشر الأواخر ..فلنسارع
» همساات العشر الأواخر .. قبل أن يرحل قطار الخير
» هديه صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح في العشر الأواخر والاحتفاء بليلة القدر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo