قصة الحمامة والشعب المسكين ...

قصة الحمامة والشعب المسكين ...

قص علي صديقي عبد الغني قصة بديعة فيها رمزية كبيرة وفيها أيضا ايحاء معتبر لمن يدرك معنى الايحاء ...

ـ يحكى ان هناك صديقين احدهما خير والأخر شرير .. عقدا العزم أن ينطلقا في أرض الله الواسعة .. قادتهما خطاهما إلى أرض ملك فارق للتو الحياة .. فخرج كل الاهالي إلى الساحة العامة في ذلك البلد ، ليرشحوا ملكهم الجديد .. و من عادة هذا البلد ان اختيار الملك يكون وفقا لرغبة الحمامة .. فعندما تخرج الحمامة من القصر وتطير عاليا ثم تحط على احد الحاظرين فيكون هو الملك الجديد ..
وبالرغم من ان الصديقين الوافدين غريبين عن المدينة الجديدة إلا أن الأهالي سامحوا لهما بالانظمام إلى جماعتهم .. وكل منهم يتمنى في داخلة نفسه أن تحط عليه الحمامة .
فجأة خرجت الحمامة من القصر وطارت عاليا ثم حطت على الشرير .. فاستغرب صديق الشرير لأنه يعرف صاحبه جيدا .. ويعرف أخلاقه الذميمة ويدرك بأنه سيحدث فسادا كبيرا في هذا البلد إن اولي إليه امر الحكم .. ولكنه سلم بالقدر .. وقبل أن يعود إلى بلده قدم نصائحه إلى صديقه الشرير ، و قال له : حاول أن تتخلى عن شرك وتحدث صلاحا وخيرية في هذا البلد .. ثم عاد .
بعد سنوات .. قرر أن يزور صديقه ليرى صنيعه في مملكته .. فما إن وصل البلد .. حتى جاءه القوم متذمرين يشكون صنيع صاحبه .. بأنه احدث فيهم الأحاديث ، وأراهم النجوم في عز الظهر .. وقلب حياتهم رأسا عن عقب .. وطلبوا منه متوسلين : أن يراجع صديقه عله يخفف عنهم الكثير من الأعباء ويزيل عنهم بعض الهموم .. فقصد الطيب صديقه الشرير ـ الملك ـ وقال له : الم انصحك قبل ذهابي بأن تصلح من عاداتك الفبيحة و تحسن إلى أهل هذا البلد ؟
فأجابه الملك ـ الشرير ـ : لو أن الله رأئ فيهم خيرا لحطت الحمامة عليك أنت ، ولم تحط علي أنا .. وبذلك فلوموا الحمامة ولا تلوموني أنا .
دمتم