مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
آه ثم آه من قسوة البحـــــر وجبروته ..
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
آه ثم آه من قسوة البحـــــر وجبروته ..
آه ثم آه من قسوة البحـــــر وجبروته ..
الأستاذ : محمد بن زعبار
قلب الأم الرؤوم ظل يخفق ويخفق .. كان وقع صوت ابنها الحبيب يملأ عليها حواسها جميعا ، تتلمس ملابسه تشمها بعمق لتبعث منها بعض ما تبقى من رائحة الفقيد الغائب ، تبحث في كراساته في دفاتره في أوراقه .. تستجلي مكنونانه ومكنوزاته .. تحمل شهادته الأخيرة فتذرف الدمعات تلو الدمعات .. ثم تسقط أرضا وهي تحتضن شهادة نجاح ابنها العزيـــــز ، تحتضنها بشدة ولسان حالها
يقول : كم فرحت بها وأنت تحتضنها يا بني .. وكم فرحنا لنجاحك أيها الغالي .. أسعدتنا وأدخلت الفرح إلى قلوبنا .. كنت فرحة البيت وكنت أنت بهجتها وسلوانها .. وكنت عضد أبيك .. فقد أحسن تربيتك ..
كنا نمنيك بأيام سعيدات ومستقبل مشرق مغدق للخير .. كنا نراك وأنت الواقف بيننا شامخا مثل
الطود .. ترفع رأس أبيك وتعلي من شأنه .. وأنت من يحسن على الدوام إلى أبيه ..
اشتد القيظ فأشار عليك أترابك برحلة إلى البحر .. عرضت الأمـــــر على والدتك .. فملأ الرعب قلبها .. أرادت أن تبعد الفكرة من رأسك وتجتثهابأسلوب الاحالة الذكي فقالت : مالك والبحر .. اذهب إلى منتزه
أو قم بزيارة أقاربك ... ولكن الابن ألح في الطلب : معي أصحابي يا أمي .. وقد اعتادوا الذهاب إلى البحر .. وكل الناس تذهب إليه .. وما الضير يا أمي إن كانت الرحلـــــة يوما واحدا .. تدخل الوالد الوقور ..دعيه ينفس عن خاطره .. ولنعتبرها هدية نجاح .. أذعن الجميع لطلب الابن .. هيأ أغراضه في
انتظار موعد الرحلة .. في صبيحة اليوم الموالي استيقظ باكرا صلى الفجر ،سلم على أمه .. ودع أباه .. وكأنه احساس بعدم العودة .. تلفن لأصدقائه ..
انطلقت الرحلة صوب البحر ... فور خروح الابن من البيت بدأت الأم في حيرتها وكأنها تتقلب على نار .. فإحساس الأم لايخيب أبدا .. وصل الأصحاب إلى البحر .. فالبحر هذا اليوم هائج مائج.. أعلنها ثورة على كل الزوار .. انتظروا طويلا .. حتى يهدأ .. فاخذ هيجانه يصاعد نحو السماء .. ماذا يصنعون وقد قطعوا
الأشواط والمسافات البعيدة حتى ينعموا بماء البحر المنعش .. أرادوها لمسة خفيفة للماء قبل العودة .. ولكن .. ليست كل اللمسات حتى وإن كانت خفيفة خفيفة ... بمجرد وقوفهم على الشاطئ واقترابهم من البحر قليلا قليلا .. حتى باغتهم الموج .. تسارع الأصحاب .. يعقوب أخذه البحر .. أخذه البحر .. بحثوا في كل الجنبات .. وأمعنوا النظر في صفحة الماء .. لا أثر .. وكأنه ذاب في لحظته ولم يعد له أثــــــر .. خر أصحابه على الأرض وهم يتباكون .. يصرخون .. ينوحون .. ماذا نصنع الأن ؟ بماذا نخبر والده .. أنقول له : أكله البحر .. يالله يالله ..
عاد الأصحاب والدموع تغسل وجوههم وقلوبهم تكاك تنفطر من الخوف والحزن والحسرة .. أوصلوا الخبر إلى والديه .. فسقطت الأم من هول ما سمعت ، وأخذ اخوته في الصراخ والبكاء ... يعقوب ذهب .. يعقوب مات .. يعقوب أكله البحر .. يالله .
تسآل الوالد : أين جثته ؟
أجابوا مجتمعين : أخذها البحر ، ولم يعد لها أثـــــــر .
أرسل الوالد المسكين زفراته إلى السماء طالبا العون من رب السماء .. ولسان حاله
يقول : يارب لا تفجعني في مصابي مرتين .. أنعم علي برؤية ابني ودفنه .
مــــــــراليوم واليومان والثلاثــــة ولم يُعثر على جثة الفقيد .. فاعتقد الجميع أن البحر أخذه بعيدا بعيدا .. وبأنه ربما لن ينعموا برؤيته مجددا .. وبأنه سيكون طعاما للحوت ، وبأنه وبأنه ........ و في اليوم الرابع .. رن هاتف الوالد يحمل إليه خبر العثور على الجثة اخيـــــــرا ..
وصلت الجثة ليلا .. ولكن لم يرها أحد .. فأبت مصالح الاستشفاء أن يُفتح الصندوق .. فالميت حسبما فُهـــــم على درجة كبيرة من التحلل ..
يالله .. يالله
ربما سيسكن فؤاد الأم اللحظة قليلا .. لانها قد تأكدت من موت ابنها فعلا وحتى وإن لم يسكن اللحظة فهي الأن على يقين بانه قد مات .. ولاتملك لقضاء الله ردا .
نسألك اللطف يالله .. ونسألك الثبات والصبر لأهله الرائعين .. ونسألك بركات نبيك وشفيع أمتك أن تحتسب فقيد هذه العائلــــــة الطيبة والرئعـــــــــة عندك شهيدا وتشفعه في أهله ..
الأستاذ : محمد بن زعبار
قلب الأم الرؤوم ظل يخفق ويخفق .. كان وقع صوت ابنها الحبيب يملأ عليها حواسها جميعا ، تتلمس ملابسه تشمها بعمق لتبعث منها بعض ما تبقى من رائحة الفقيد الغائب ، تبحث في كراساته في دفاتره في أوراقه .. تستجلي مكنونانه ومكنوزاته .. تحمل شهادته الأخيرة فتذرف الدمعات تلو الدمعات .. ثم تسقط أرضا وهي تحتضن شهادة نجاح ابنها العزيـــــز ، تحتضنها بشدة ولسان حالها
يقول : كم فرحت بها وأنت تحتضنها يا بني .. وكم فرحنا لنجاحك أيها الغالي .. أسعدتنا وأدخلت الفرح إلى قلوبنا .. كنت فرحة البيت وكنت أنت بهجتها وسلوانها .. وكنت عضد أبيك .. فقد أحسن تربيتك ..
كنا نمنيك بأيام سعيدات ومستقبل مشرق مغدق للخير .. كنا نراك وأنت الواقف بيننا شامخا مثل
الطود .. ترفع رأس أبيك وتعلي من شأنه .. وأنت من يحسن على الدوام إلى أبيه ..
اشتد القيظ فأشار عليك أترابك برحلة إلى البحر .. عرضت الأمـــــر على والدتك .. فملأ الرعب قلبها .. أرادت أن تبعد الفكرة من رأسك وتجتثهابأسلوب الاحالة الذكي فقالت : مالك والبحر .. اذهب إلى منتزه
أو قم بزيارة أقاربك ... ولكن الابن ألح في الطلب : معي أصحابي يا أمي .. وقد اعتادوا الذهاب إلى البحر .. وكل الناس تذهب إليه .. وما الضير يا أمي إن كانت الرحلـــــة يوما واحدا .. تدخل الوالد الوقور ..دعيه ينفس عن خاطره .. ولنعتبرها هدية نجاح .. أذعن الجميع لطلب الابن .. هيأ أغراضه في
انتظار موعد الرحلة .. في صبيحة اليوم الموالي استيقظ باكرا صلى الفجر ،سلم على أمه .. ودع أباه .. وكأنه احساس بعدم العودة .. تلفن لأصدقائه ..
انطلقت الرحلة صوب البحر ... فور خروح الابن من البيت بدأت الأم في حيرتها وكأنها تتقلب على نار .. فإحساس الأم لايخيب أبدا .. وصل الأصحاب إلى البحر .. فالبحر هذا اليوم هائج مائج.. أعلنها ثورة على كل الزوار .. انتظروا طويلا .. حتى يهدأ .. فاخذ هيجانه يصاعد نحو السماء .. ماذا يصنعون وقد قطعوا
الأشواط والمسافات البعيدة حتى ينعموا بماء البحر المنعش .. أرادوها لمسة خفيفة للماء قبل العودة .. ولكن .. ليست كل اللمسات حتى وإن كانت خفيفة خفيفة ... بمجرد وقوفهم على الشاطئ واقترابهم من البحر قليلا قليلا .. حتى باغتهم الموج .. تسارع الأصحاب .. يعقوب أخذه البحر .. أخذه البحر .. بحثوا في كل الجنبات .. وأمعنوا النظر في صفحة الماء .. لا أثر .. وكأنه ذاب في لحظته ولم يعد له أثــــــر .. خر أصحابه على الأرض وهم يتباكون .. يصرخون .. ينوحون .. ماذا نصنع الأن ؟ بماذا نخبر والده .. أنقول له : أكله البحر .. يالله يالله ..
عاد الأصحاب والدموع تغسل وجوههم وقلوبهم تكاك تنفطر من الخوف والحزن والحسرة .. أوصلوا الخبر إلى والديه .. فسقطت الأم من هول ما سمعت ، وأخذ اخوته في الصراخ والبكاء ... يعقوب ذهب .. يعقوب مات .. يعقوب أكله البحر .. يالله .
تسآل الوالد : أين جثته ؟
أجابوا مجتمعين : أخذها البحر ، ولم يعد لها أثـــــــر .
أرسل الوالد المسكين زفراته إلى السماء طالبا العون من رب السماء .. ولسان حاله
يقول : يارب لا تفجعني في مصابي مرتين .. أنعم علي برؤية ابني ودفنه .
مــــــــراليوم واليومان والثلاثــــة ولم يُعثر على جثة الفقيد .. فاعتقد الجميع أن البحر أخذه بعيدا بعيدا .. وبأنه ربما لن ينعموا برؤيته مجددا .. وبأنه سيكون طعاما للحوت ، وبأنه وبأنه ........ و في اليوم الرابع .. رن هاتف الوالد يحمل إليه خبر العثور على الجثة اخيـــــــرا ..
وصلت الجثة ليلا .. ولكن لم يرها أحد .. فأبت مصالح الاستشفاء أن يُفتح الصندوق .. فالميت حسبما فُهـــــم على درجة كبيرة من التحلل ..
يالله .. يالله
ربما سيسكن فؤاد الأم اللحظة قليلا .. لانها قد تأكدت من موت ابنها فعلا وحتى وإن لم يسكن اللحظة فهي الأن على يقين بانه قد مات .. ولاتملك لقضاء الله ردا .
نسألك اللطف يالله .. ونسألك الثبات والصبر لأهله الرائعين .. ونسألك بركات نبيك وشفيع أمتك أن تحتسب فقيد هذه العائلــــــة الطيبة والرئعـــــــــة عندك شهيدا وتشفعه في أهله ..
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
ضفاف الإبداع :: الفـــــكر و الأدب و الثقافة و الفن :: ضــــفــــــ الســــــــرديــــــــــــــات ـــــــاف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo