* صفحات التواصل الاحتماعي ..عالم افتراضي رحب وجميل .

خواطــــر رمضانية

* صفحات التواصل الاحتماعي ..عالم افتراضي رحب وجميل .
بقلم : محمد بن زعبـــــار .

ـ العالم في أيامنا امسى قرية صغيرة .. في مقدورك أن تكتب ما تشأ .. وتطرح افكارك بالكيفية التي تشأ لتصل في لمح من البصر إلى أصقاع الدنيا المختلفة بالطريقة التي تشأ .. وفي عالمنا هذا الجميل .. مساحة التعاطي الجميل متاحة للجميع .. ومعها تتفاعل شرائح الناس المختلفة .. على اختلاف مشاربهم .. أفكارهم .. ميولاتهم .. عقائدهم .. ثقافاتهم ..
فالطروحات وإن كانت متباينة .. بيد أنها تصب جميعها في بوتقة واحدة .. تعلي من شأو المشاركة الفاعلة لمنحى التواصل الاجتماعي الجميل .
في رمضان يحلو للكثيرين التواصل الجميل المحموم بالفاعلية و الندية و الاستعراضية ولربما الخزعبلاتية عند بعض المندسين .. وكل هذا يتم عبر بوابة الفايس بوك .. هذا الفضاء المشرع على كل الاحتمالات .. فيه الجميل الآسر .. وفيه القبيح الأشر .. فيه طروحات النخبة المثقلة بعبق الأصالة ووميض السحر وومضة اللفظ الجموح .. وفيه تفاهات لا ترقى أن تكون كتابات ، ولكنها عند أصحابنا دررا .. يبنون منها قببا .. ويعتقدون أنهم شارفوا المشارف البعيدة .. ولكنهم في حقيقة أمرهم لم يغادروا حتى خط البداية .
وفيها نفخ كبير وهالة لأصحاب الهالات ، والباحثين عن بهرجة وشهرة افتقدوها ربما في واقع حياتهم .. فتراهم يملأون صفحاتهم بالمشاهد والصور المختلفة .. ينقلون حياتهم إلى فضاء الناس ليراه كل الناس .. وكل منهم قد رسم في نفسه لنفسه حالة من النفخ بعيدا عن التصريح .. ولكنه موجود موجود .. فالكثير يمني نفسه بلحظات السرور إن أطلع الأخرين عن مجريات حياته ، وشاركهم تفاصيل مغامراته.. وتزيد فرحته عندما يجد من يثني على منشوراته ..
ومن الناس أيضا من يجد في هذا الفضاء سلوى عن منغصات كثيرة تنغص عليه حياته .. فهمومه الكثيرة والكبيرة يفرغها عبر مساحات مختاراته وصداقاته .. يتقمص دورا جديدا .. ولربما شخصية افتراضية .. يفرغ مكبوتاته في دردشاته .. فتسقط الهالة الكبيرة للكثيرين من ذوي الهالات الكبيرة المزيفــــة والتافهة .وتخر اليتجان المرصعـــــة بالياقوت الأبيض ـ المزور طبعا ـ فلا هالات تبقى ولا حتى تيجان ..
الكل ينشد تحقيق غايات ومطامح عبر أتون هذ الفضاء الافتراضي الجميل .. البعض يعتبره أحسن من بيته .. وبذلك فتواجده بين احضانه يأخذ مساحة أكبر من وقتــــــه .. والبعض يبغي ـ من خلالــــــه تحقيق غاية ما ، تحت إطار مايعرف بالصداقـــــة المزعومة أو الحقيقية .. البعض يريدها ظهورا تحت أي مسمى .. يكتب ولا يدري ماذا يكتب .. تراه يعلق على كل شيء .. ويدرج كل شيء .. والبعض الأخـــــر لاتقف حقيقة على كنه شخصيته إلا من خلال هذا ـ البعبع ـ المسمى " فايس بــــــــوك " .. فكم من أشخاص توسمنا فيهم الخير ، وفي سلوكاتهم الخيريــــــة الكبيرة .. فلما تكشفت لنا حقيقتهم .. ألفيناهم اشخاصا أخرين ..
خلال هذا الشهـــــر أيضا حصل وعبر هذا الفضاء الجميــــــل أمر على جانب كبير من الخطورة والحذر .. فقد اندس بعض المارقين إلى صفوفنا ، وراحوا يطالون وبالمطلق كل مقدساتنا .. ويضربون كل موروث عقلي أو نقلي ينم بالانتماء إلى الاسلام العظيم .. فهم فئة ضالة باغية أرادت المس بجوهر عقيدتنا .. يتراثنا ،، بتاريخنا .. بهويتنا حتى ..فهم فقاعات صابون ..رامها المارقون في وجوهنا .. وقد بيتوا النية أن يربكونا عن مسعانا الخير .. ولكن هيهات هيهات أن نحيد عن المســـــار .. فمسار الخير واضح بين وإن شابته كل شوائب الدنيا .
بالإجمال يمكن القول : أن صفحات التواصل هذه فيها من الخير الكثير .. و مساحة التعاطي الجميل فيها كبيـــــرة كبيرة .. فقد أتاحت لنا وللكثيرين من أحبابنا مساحات رائعة للتعبير الجميل ولتحقيق الفرجة والمتعة وحتى الألق الجميل .. ومكنتنا من صداقات توزن بالذهب ..

فمتى أحسنا التعامل مع معطى الحضارة .. اضفنا إلى رصيدنا .. ثقافتنا .. تجربتنا .. فكرنا .. نفحات أســـــرة من معطى حضارتنا الجديدة .

دمتم في رعاية الله ..

نلقاكم من جديــــــد في خاطـــــــر جديد .