* محطات ناصعات من ثورتنا المجيدة ..

خواطــر رمضانية .

* محطات ناصعات من ثورتنا المجيدة ..

بقلم : محمد بن زعبار .

ـ استوقفتني خواطري أيها الأحباب عند مفترق طرق .. وألحت ألا أغادر حتى استوفي حق من صنعوا مفاخر بلد المليون ونصف المليون شهيد .. و أصدح بالحقيقة التي تجافاها الكثير من أبناء الجزائر الجدد .. فالتاريخ ربما لم يعد مهضوما ولا مستساغا عند أبنائنا بشكل كبير .. ولا حتى عند بعضنا الكبير بشكل مثير .. لأسباب ودواعي كثيرة .. منها ربما هذا التنصل الكبير منا ومن شرائح المجتمع الكثيرة من هذا التاريخ العظيم بدعوى أنه ماض تجاوزه الزمن .. وبدعوى أنها احداث عتيدة ونحن في الزمن الجديـــــد .

ذات عام من أعوام الجزائر ـ الفاجعـــــة ـ خرج بعض المناوئين المنتسبين زورا إلى وطنية هذا الوطـــــن الغالي .. ليقدحوا و بالصوت المسموع وليقولوا ـ بحت اصواتهم ـ " أن التاريخ في المزبلــــة " . هذا لأن هذا التاريخ العظيم يؤرقهم كثيرا .. ويفضح أباءهم كثيرا كثيرا .. فالجزائري الأصيل الذي قدم أباءه تضحيات جسام لايتنصل أبدا من تاريخ امته .. بل يزيده فخرا أن يذكر ماضيه .. ويعلي من شأن وشاو أبطاله وأهله العظام .. أما الخراسون والنطاعون و المرتابون .. فليبقوا في غيهم يعمهون .

نعود إلى الذكرى .. في تاريخ ثورة الجزائر وفي العشرين من شهر أوت وقعت حادثتان حربيتان مهمتان .. لابأس أن نعرفهما لأحبابنا في كل أصقاع الدنيا

الحادثة الأولى : هي الهجوم على الشمال القسنطيني بقيادة البطل الشهيد زيغود يوسف 20 أوت 1955 .

الحادثة الثانية : انعقاد مؤتمر الصومام بقرية ايفري ببجايــــة 20 أوت 1956 .

وبذلك .. فالذكرى مزذوجة .. وذات قيمة تاريخية كبرى .

لابأس من تقديمهما بشكل مفصل للأحباب :

هجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 :

بدأت الهجومات في منتصف نهار 20 أوت 1955( الموافق لأول محرم 1375 هجرية) بقيادة البطل زيغود يوسف، وشملت أكثر من 26 مدينة وقرية بالشمال القسنطيني. استهدفت العمليات المسلحة كافة المنشآت و المراكز الحيوية الاستعمارية، و مراكز الشرطة والدرك في المدن؛ ومزارع المعمرين في القرى و الأرياف. وقد تمكن المجاهدون من احتلال عدة مدن وقرى في هذا اليوم المشهود

مما سمح للجماهير الشعبية بالتعبير عن رفضها للاستعمار ومساندتها لجبهة وجيش التحرير الوطني

رد السلطات الفرنسية :

وقد ردّت السلطات الفرنسية بوحشية لا نظير لها على الهجومات الجريئة لجيش التحرير الوطني ، إذ شنت حملة توقيف وقمع واسعة استهدفت الآلاف من المدنيين الجزائريين وأحرقت المشاتي وقصفت القرى جوا وبرا. وقامت الإدارة الفرنسية بتسليح الأوربيين، فشكلوا ميليشيات فاشية وعمدوا على الإنتقام من المدنيين الجزائريين العزل . وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة في ملعب فيليب فيل PHILLIPEVILLE سكيكدة ) أين حشرت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ، وأعدمت العديد منهم .
وقد ذهب ضحية الحملة الإنتقامية للسلطات الإستعمارية، العسكرية والمدنية والمليشيات الفاشية ، ما يقارب الـ12000 جزائري
* انعقاد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956

أمام هذه التطورات والانتصارات كان لابد لقادة الثورة من الاجتماع لتقييم المرحلة السابقة والاستعداد للمرحلة اللاحقة... وهكذا بدأت الاتصالات بين قادة الثورة أو بين قادة المناطق، وكانت صعبة للغاية نظرا للمراقبة الشديدة من طرف الاستعمار.
كما أن اختيار الزمان والمكان كان صعبا نظرا لانتشار قوات العدو في مختلف مناطق البلاد، وفي النهاية اتفق القادة على الاجتماع في 20 أوت 1956 وقد وقع الاختيار على منطقة إيفري بوادي الصومام مكانا للمؤتمر نظرا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي الممتاز، حيث تجاور غابة أكفادو المعروفة بكثافتها ومناعتها، كما أنها منطقة تتوسط البلاد.

أهداف مؤتمر الصومام

1/ تقييم ودراسة الحالة السياسية والعسكرية للثورة منذ أول نوفمبر 1954،
2/ وضع تنظيم جديد يتماشى مع تطور الثورة، ورسم استراتيجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار المعطيات الداخلية والخارجية، وتهدف للوصول بالثورة للانتصار.

تنظيم وسير أشغال المؤتمر: حضر المؤتمر بالإضافة إلى قادة المناطق قادة ثوريون كانوا بالداخل ودام المؤتمر من 20 أوت إلى 5 سبتمبر 1956:
انبثقت عن مؤتمر الصومام قرارات كانت في مستوى المرحلة التي تمر بها الثورة آنذاك، كما كانت في مستوى آمال المجاهدين والمناضلين وكل الشعب الجزائري الذي لم يبخل بالتضحية في سبيل تحرير البلاد وتحقيق النصر المبين.

* مستخلص :

* تبقي مفاخر الرجال تترى كل حين .. لتعلمنا .. ولتصنع منا رجالا .. ويبقى تاريخ الشعوب والأمم شامة وراية خفاقة في السماء .. وخرس من قال: أن التاريخ عتيد ونحن في الزمن الجديد .. وسحقا لمن قال : أن التاريخ في المزبلة .. تاريخنا مشرف لأنه ببساطة خط بدماء الأبطال .. وصفحاته وأمجاده .. حتما تبعث فينا الروح الوثابة والعزم الأكيد .. فالحاضر المكين للأمم يصنعه حتما ماض مجيد .

دمتم .

نلتقي في خاطـــــر جديد .