مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
رسالة إلى أختي التي لم تتزوج تأليف: الدكتور/ هلال خزاري
صفحة 1 من اصل 1
رسالة إلى أختي التي لم تتزوج تأليف: الدكتور/ هلال خزاري
رســــالة إلى أختي التي لم تتزوج
نحو حلول ناجعة حول زواج الفتيات
د/ هـلال خـزاري
Ph.D
متخصص في العلوم الشرعية، وفي إدارة وتنمية وتطوير وتدريب الموارد البشرية
رئيس مركز الوفاء للتنمية البشرية والتدريب والاستشارات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إهداء
إلى كل من تحلم ببناء مملكة الزوجية.
إلى كل فتاة لم تتزوج بعد.
إلى كل من ترغب في بناء الخلية الأساسية المصغرة في المجتمع؛ الأسرة.
أهدي علاجات لآهات العوانس، متمنياً لهن التوفيق والسعادة والبركة في حياتهن الزوجية.
د/ هلال خزاري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونتوكل عليه، وبعد:
لقد لفت انتباهي موضوع مؤرق في المجتمع، يؤرق بناتنا ويجعلهن يتخبطن لا يعرفن كيف يحللن المشكلة حلاً شرعياً صحيحاً، وتختلط عليهن الرؤى فيه، ألا وهو موضوع الزواج والعنوسة، وعلاقة ذلك بالقضاء والقدر. فأحببت أن أوضح فيه بعض النقاط توضيحاً علمياً بطرح جديد، لكي تستفيد منها البنت المسلمة لتعرف كيف تتوجه فيه بطريق علمي عملي يرضي الله سبحانه عز وجل، فتناولت فيه موضوع الزواج والقضاء والقدر، مفهومه وأنواعه، لنرى كيف نسقطه على موضوع الزواج، ثم تناولت في نقاط علمية حلول أراها ناجعة تتعلق بمشروع الزواج والإعداد والاستعداد له، تساعد البنت على الوصول بنجاح إلى هدفها في الزواج الشرعي الصحيح بتوفيق الله تعالى وعونه، وتأييده بعيدا عن الحرام.
والموضوع يدخل ضمن التأهيل والتدريب وفق أحدث الأساليب العلمية المتوصل إليها في علم الإدارة والتنمية البشرية وعلم النفس الحديث.
أسال الله تعالى أن ينفع به، وأن يتقبله مني إنه نعم المولى ونعم المجيب.
حلول ناجعة في زواج الفتيات
ما هي الظروف التي تتحكم في الزواج؟
الزواج كأي عمل يختاره الإنسان، ومشروع يخطط له، ويتفاءل تجاهه، وهناك كثير من الأفكار التي تحكمه؛ فيقع، أو تمنع من وقوعه.
ـ قد تكون للبنت أفكار سلبية حول الموضوع؟ تبعد بها نفسها عقلياً عن الموضوع.
ـ بماذا تحدث نفسها حول موضوع الزواج؟
ـ أفكار سلبية من والدها تجاه الخطاب، قد لا يرتاح للبعض منهم مثلاً أحياناً لشكل وجههم الخارجي فقط، وهو انطباع لحظة وفي الأصل لا دخل له في الكمال والنقصان، لروابط سلبية عنده مربوطة بأشكال أشخاص سبق له التعامل معهم أو رآهم في قضايا أخرى، وكانت التجربة معهم سلبية لكن هذا الخاطب ليس هو ذلك الشخص وإنما يشبهه فقط في الشكل.
ـ قد تكون الأسرة لم تتعود على تشجيع الأولاد على حسن اتخاذ القرارات منذ الصغر، فلا الابن يدلي برأيه كما يريد، ويُرفض منه في الغالب ولو كان صحيحاً، ولا البنت دُربت على قول ما تراه صحيحا مناسباً بصراحة تطابق الحق في أسرتها، في القضايا المختلفة، سواء التي تهمها مباشرة أو التي تهم أفراد الأسرة، فتساهم منذ الصغر في تحمل المسؤولية والتدرب من خلال المواقف المختلفة التي تحدث في الأسرة. ونلاحظ الفارق في ذلك بين أبنائنا، وأبناء إخواننا من المشارقة، أو أطفال العالم الغربي، في حسن تصرفهم في المواقف المختلفة، وقدرتهم المتوازنة على حسن اتخاذ القرارات.
ـ التحكم الدكتاتوري؛ خاصة من الأب، في مستقبل البنت؛ فيجيز من يحبه هو، ولا يجيز من لا يحبه، أو لا يرتاح إليه، ومن لم يأت على ذوقه، ولأدنى شبهة، وفي الغالب يكون هذا الذي رُفض تتوفر فيه الصفات الشرعية التي تشترط في الزوج المقبول، وبذلك يلغي الأب مصلحة ابنته ولا يهتم بها، فيكون سبباً في تأخر زواجها أو بقائها عانساً بقية حياتها.
الحلول:
ـ الزواج كأي مشروع في حياة الإنسان، عليه أن يفكر فيه جيداً ويخطط له، ويكتب خطة استراتيجية له، ويسعى لتحقيقها، متوكلاً على الله مستعيناً به.
ـ للأب، أو الأخ عرض ابنته أو أخته على من يراه مناسباً لابنتهم، وعدم الخجل من ذلك. وهو من كمال المروءة، صيانة للمرأة وكرامة لها، وعونا لها على تتميمها نصف دينها، وإشباعاً لرغبتها الطبيعية في الزواج، وإنجاب الأولاد، لتنعم بهم، وتستفيد منهم.
ـ اغتنام الفرص، فالفرصة إذا فاتت صارت غصة، وقد يكون الأب أو الأولياء غير حكماء، قراراتهم غير صائبة، فهي مجرد تحكم وعنجهية، فيردون الخاطب ثم يظلون ينتظرون خطاباً آخرين، ويؤثر هذا في الخُطاب الآخرين، إذا رأوا الأب يمتنع من تزويج ابنته ممن تقدموا لأبيها، وهكذا تفوت الفرصة، وتبقى الفتاة عانساً.
ـ وهناك نقطة مهمة لا بد من التركيز عليها وهي: أنه لا يباح للبنت أن تسلك أي طريق غير شرعي، نهى الله عنه.كالمشي مع رجل غريب ليس من محارمها، بنية التعرف عليه رغبة في الزواج، أو يخلو بها، كما هو منتشر اليوم بين بعض الناس تقليداً للكفار، فما خلا رجل بامرأة إلا والشيطان ثالثهما. فكل ذلك محرم، لا يجوز شرعاً، وهي آثمة به؛ لأن من يريد الزواج من الرجال إن كان مستقيماً ملتزماً بالشرع، فإنه لا يسلك الطرق الملتوية التي تغضب الله تعالى، وإنما من كان شأنه كذلك، فهو صاحب مآرب، وممن في قلبه مرض.
ـ ولا شك فإننا في عصر كثرت فيه الفتن، عن طريق القنوات الفضائية العالمية وما تعرضه من مفاتن المرأة، أفسد المرأة فأصبحت بضاعة في جل وسائل الإعلام، وفي الشوارع وعلى البضائع والسلع، وجالبة للزبائن في المحلات التجارية، تعرض مفاتنها مما يجعل الشباب يحجمون عن الإقدام على الزواج.
ـ فساد الجو الأخلاقي في الكثير من المؤسسات التربوية وذهاب العفة والحياء، وتقليد الكفار في قيمهم وعاداتهم.
ـ فعلى البنت والوالدين أن يكون زواج البنت هدفاً لهم، ولتكون لهم الثقة في تحقيقه.
ـ على الآباء التنازل عن المطالب المجهدة للخاطب التي تفوق قدرته المالية.
ـ لا بد أن يحمل هذا الهم المفكرون، ووزارة الشؤون الاجتماعية، والشؤون الدينية، والأدباء ووسائل الإعلام، ويسعون لحل المعضلة.
ـ ولقد وضع الله سبحانه وتعالى حلاً ربانياً قرآنياً، فهو خالقنا وأدرى بما يصلح حالنا، وهذا الحل هو التعدد، فإن التعدد لا شك؛ حل جزئي كبير، لأن عدد النساء يزيد عن عدد الرجال عالمياً أضعافاً ولا يزال في تضاعف؛ لأن الرجال يتعرضون للموت في الحروب، والإجهاد في الأعمال الخارجية. وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن ذلك، بأنه قرب الساعة يزداد عدد النساء عن الرجال وذلك بتحديد دقيق.
ولذلك يجب على البنت وأهلها وأهل الاختصاص وكل من له صلة بالموضوع السعي للآتي:
فعلى البنت والأولياء:
1 ـ الجدية في النظر للزمن، وعمر البنت، وعدم التعلق بإكمال مرحلة الجامعة، واستغلال الفرصة متى لاحت، لأن الفرص تمر مر السحاب.
2 ـ التفكير العلمي والعملي الجاد.
3 ـ لا بد من الجرأة على تجاوز الأعراف الخاطئة.
4 ـ المشاركة في الموضوع من كل من له صلة بالموضوع والتفكير في الحلول، سواء الأساتذة، الأئمة، الهيئات الاجتماعية، الجمعيات الخيرية، وابتكار واعتماد وسائل حديثة جديدة مناسبة لحل القضية في إطار الشرع.
5 ـ البعد عن الهزيمة أمام المشكلة أو عائق في بداية الطريق.
6 ـ الابتعاد عن الأفكار السلبية في الموضوع.
7 ـ ضرورة اهتمام الوالدين بمستقبل ابنتهما، دون توقعات سلبية، كما يهتمون بمستقبل ابنهما الذكر فيبحثون له عن عروس، بل البنت أهم وآكد أن نخصها بالاهتمام، فبعض الآباء لا يفكرون في المسألة ولا في تقديم حل.
8 ـ على البنت أن تجعل الزواج هدفاً لها، تحدد وقته، وتسعى إليه بالضوابط الشرعية، وتستعين بالله، والله يوفقها.
9 ـ عليها أن تتخيل، الزواج السعيد، وتحلم حلم اليقظة وأنها قد حققت هدفها إن شاء الله، ولو صدقت الله لصدقها، تحلم ببيتها، وأولادها، وما تريده لهم، وتتعلم طُرقَ كيفية إسعاد زوجها، وشريك حياتها في المستقبل، تتوقع الخير وتحلم به. تحدد صفات الزوج التي تريده أن يكون عليها دون مبالغة، وأن تكون البنت موضوعية في شروطها، فلا تشترط الكمال، لا في المال، ولا في الجمال، ولا في كل الصفات، وإنما الوسطية، فلا تشترط ما لا يتحقق، لأن الرجال يختلفون في صفاتهم، ويشتركون في الصفات الكبرى التي ينبغي أن يتصف بها كل الأزواج. وهي في كل ذلك لا تحدد شخصاً بعينه، بل عليك أختي المسلمة أن تحذري من هذا، فإن تحديد شخص محدد خطير ومؤذٍ، وإنما تحلم، وتثق في الله، فإن وضعت شخصاً بعينه فلتسعى إلية بالطرق الشرعية، وحذار أن تعلقي قلبك بشاب قبل عقد الزواج، فإن لهذا نتائج سلبية خطيرة على حياتك.تحكمي في قلبك وميولاتك ولا تضعي الحب إلا في محله. وإن لم يتحقق لك الأمر فلا تيئسي، وإنما واصلي واثقة من نصر الله لك، وستصلين بإذن الله تعالى. ولا تذهبي إلى العرافين والمشعوذين والسحرة لأن ما سيخبرونك به على كذبه وبعده عن الحق ـ يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (كذب المنجمون ولو صدقوا)، ففيه إرباك لعقلك، وفكرك، وشغل له بالكلام الفارع الباطل البعيد عن الحق، وهو مغضب لله تعالى.
10 ـ عليك ألاّ تربكي نفسك بالاعتقادات السلبية، كأن تقولي: ربما قد قدر لي في الأزل ألا أتزوج، ولتتفاءل بالخير كما قال النبي صلى اله عليه وسلم: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وقال الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء). فلتحسن الفتاة الظن بالله، وما يريده الإنسان يوفقه الله إليه.
11 ـ لابد من اتخاذ الأسباب الشرعية المناسبة والممكنة، وفي الحركة بركة.
12 ـ على البنت والآباء حيازة المعلومات اللازمة لتحقيق الهدف: مثل المعرفة الجيدة بالواقع.
13 ـ التمكن من لغة الاتصال المناسبة وتوظيفها، وفي البرمجة اللغوية العصبية افتراض يذكر فحواه: بأن كل الناس عندهم في رصيدهم السابق ما يؤهلهم لإحراز أي إنجاز يريدونه.
14 ـ أن يكون الزواج أحد أهداف البنت في الحياة.
الإيمان بالهدف وبقيمته وأهميته وأولويته على غيره، وعلى قدر إيمان البنت بهدفها وضرورته يكون مقدار إبداعها ودأبها في سعيها وتجنيد ما يمكن من طاقتها للوصول إليه بالطرق الشرعية، وأن العفاف والتحصين أولى من أن تبقى عانساً، إذا لم كن لها ما يشغلها أو كانت لا ترى الزواج نتيجة توجيهها لطاقتها لعلم أو عمل، تستنفذها فيه، ولكن من اقتنعت بذلك ربما بعد مضي الزمن قد تشعر بالندم على أنها فوتت في حياتها الفرصة المهمة، ومطلباً غريزياً، والزواج من سنن الأنبياء وهو مطلوب.ويقال في الأهداف الأخرى: على الشخص أن يتصور الهدف ويتخيله بكل قوته وأنه قد تحقق فعلاً، يتصوره تصوراً واضحاً إيجابياً، بجميع حواسه، وأن يتخيل نفسه وهو يعيش مرحلة الهدف بكل تفاصيلها، فذلك يحفز طاقته، ويوجه تفكيره نحو الإبداع في الوصول للهدف. والزواج كغيره من الأهداف إذا وجدت الثقة التامة وعدم الوساوس للنفس، وستعمل بعض القوانين الأخرى التي تحكم العقل كـ: “قانون الانجذاب” وأن ما يريده الشخص حقاً، ويفكر فيه بقوة، ويشعر تجاهه بأحاسيس قوية، ينجذب نحوه بإذن الله تعالى، لأن هذا قانون طبيعي أوجده الله في الكون، ولكن كثيراً من الناس ليسوا منتبهين له. فإن من يرد الدنيا يعطه الله إياها، ومن يرد الآخرة ويسعى لها سعيها يعطها له.
15 ـ يجب أن تعلم البنت أنها مسؤولة عن تحقيق هدفها، وأن جهود الآخرين تبقى تقديم المساعدة فقط.فلن يفكر الآخرون في قضيتك كما تفكرين فيها أنت. وعليك أن تتعرفي بالتفصيل على العوائق التي يمكن أن تعترض طريقك، وكيف يمكن تجاوزها بالوسائل الشرعية المباحة سواء أكانت تلك العراقيل مادية أو بشرية فردية أو اجتماعية.
16 ـ عليك باستشارة الخبراء في مجال التنمية البشرية، وطرح الأسئلة عليهم، والاستفادة من خبرتهم وحكمتهم وعلمهم، وعدم الذهاب إلى الاعتقاد بوجود سحر، والاتكال على الرقية، ولعل ذلك من المثبطات والمعرقلات، لأن الرقية قد لا تكون مطلوبة هنا وليست في محلها، وإنما هي أوهام واعتقادات خاطئة من البنت في الموضوع وعن الموضوع.
17 ـ لعله يكون من الحكمة أن لا تطلعي على هدفك من لا حاجة لمعرفته به، وذلك بأن تتحدثي بما يدور في نفسك أمام كل من هب ودب، لأنه ربما يثبطك، وليس من أهل الخبرة والعلم، والاختصاص وربما يوحي إليك بإيحاء سلبي فتتعطل أمورك، (استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان).
18 ـ على البنت أن تحدد لنفسها:
ماذا تريد؟ الزواج.
ومتى تريده؟ وأين ؟ وكيف؟
حددي زمناً، قائلة سأحققه في الوقت الفلاني بإذن الله. وما هي العوامل التي ستساعدني أو ستعيقني عن الوصول لهدفي. واستشعري كيف سيؤثر الزواج إيجابياً على حياتك وحياة أسرتك الجديدة.
19 ـ حددي الإمكانات المتاحة لك لتحقيق هدفك.
20 ـ ومن الوسائل المعينة لمن أراد الزواج حقاً: النظر. وقد أمر القرآن الكريم بغض البصر، فالنظرة رسول العين، وإذا لم تكن بقصد الزواج تكون سهما مسموما من سهام إبليس، لأن الإنسان إذا استمر على ذلك صار له عادة يتعودها، تقوده إلى الفجور. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في نظر الفجاءة لعلي أبن طالب: يا علي الأولى لك، والثانية عليك. وأمر أسامة بن زيد عندما أراد أن يتزوج أنصارية هل نظرت إليها؟ قال: لا، قال: انظر إليها، فلعله أحرى أن يؤدم بينكما. أو كما قال.
21 ـ الإرادة والعزم: فإذا ما تهيأت الفرصة المناسبة، وجب العزم وعدم التردد حتى لا تضيع الفرصة. قال تعالى: وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله. آل عمران، الآية 159 .
22 ـ ألا تتعلق بأن في الأمر سحر، وتجري وراء الرقاة والدجالين وتدخل في أمور غير شرعية محرمة، أو نذور شركية، والمسألة توكل على الله حق التوكل وثقة به، وعقلية أولاً وأخيراً، تماما كما يريد الشاب (الرجل) أن يتزوج؟ فلماذا لا يصعب عليه هو؟ ويتزوج متى أراد وعلى حسب إمكاناته، وكيفما خطط.
23 ـ دور الأم في تأخير زواج ابنها أو ابنتها:
وإليك أيتها الأم فأنت قد تكونين سبباً في تأخير زواج ابنتك، ابنك نتيجة حبك المبالغ فيه، والدلال؛ الزائد عن حده الذي تسكبينه على أبنائك، فتضعين شروطاً تتدخلين بها في الزواج، كشرطك أن يبقى معك الولد في البيت، أو أن تختاري أنت له البنت التي ترضيك أو تطالبينه بطلاقها إذا لم تتوافقين معها مزاجيا، أو ترفضين تزويج ابنك خشية أن تسرقه العروس الجديدة منك، أو أن تسكن معك ابنتك في البيت بعد الزواج وهكذا مما هو مؤسف جداً في حياة الناس.
ولذا لا بد من التربية الصحيحة منذ البداية في إعداد الولد والبنت وتدريبهم على الطرق الشرعية للسير في الحياة، وخوض غمارها بنجاح وتفوق، يرضي الله تعالى.
24 ـ المبالغة في كثير من الأفكار الموروثة وظنها من الدين وهي ليست منه.
25 ـ يعرقل كثير من الآباء زواج بناتهم، ومن صور ذلك عدم تمكين الخاطب من رؤية البنت في حضور محارمها.
26 ـ غياب الحوار في الأسرة منذ الصغر وأن الأولاد لا رأي لهم في مختلف القضايا فلا يناقشوا، ولا يمكنوا من تحمل المسؤولية.
ولذا لا بد من إتاحة الفرصة للأبناء بالمشاركة والحوار والمناقشة في القضايا.
27 ـ عدم الاعتقاد بأن الأمور مبنية على الحظ. والبناء على الحظ يختلط عندنا كثيراً بما بُرمجنا عليه منذ صغرنا فنُرجع إليه كل كسل وفشل وخيبة وعدم نجاح، وهذا قُدم إلينا من بيئتنا التي نعيش فيها من آبائنا وأمهاتنا وأقاربنا وأساتذتنا وجيراننا، ومن المؤسسات التعليمية، ومن أساتذتنا، كمن يقولون من هؤلاء: أنا ما عنديش الزهر، أنا ليس لي حظ، أنا وين نروح نلق الأبواب مسكرة في وجهي. وهكذا…
هذه الإيحاءات السلبية، التي نكررها لعقولنا عبر عشرات السنوات تترسب فيها وتحدنا من الوصول إلى أحلام المستقبل التي إذا تخيلناها وصلنا إليها بفضل الله وبكل يسر وسهولة.
من أطلعهم على قدر الله وأنه بهذه الصورة السوداء؟ اللهم إن هذا إلا افتراء. فخزائن ملك الله لا تنفد، كما بين لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بأنه لو اجتمع كل البشر وطلبوا حوائجهم من الله تعالى وأعطى الله كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملك الله إلا كما تنقص الإبرة عندما تدخل البحر. ماذا عساها أن تأخذ من مائه. فكذلك كل مطالب الناس.
فتنقية رؤوسنا مما رسخ فيها، وبرمجتها من جديد برمجة إيجابية، وضرورة التخلي عن كل تلك الأفكار التي لا دليل من شرع الله عليها، وإنما فرضتها البيئة شيء أساس ولازم، وهو بداية النجاح، فتخل أخي، وتخلي أختي عن القيود التي تكبلك وتشدك إليها من الماضي، والذي يكاد يكون فيما يزيد عن 77% منه برمجة سلبية. والواجب التخلي عن كل ذلك إلا ما وافق الشرع.
فعلينا أن نعمل على الحصول على ما نريد من الحلال، وبإلحاح واستراتيجية، ومن أكثر الطّرق أوشك أن يفتح له، والدوام يثقب الرخام.
28 ـ استعملي أختي في إنجاز جميع إعمالك وأهدافك كل قدراتك وإمكاناتك العقلية، وقوة التصور والتخيل، ولا ننخدع بتوظيف بعضها في مجال واحد، ونكتفي بالقليل منها في بعض المجالات، وإنما لكل مجال قدراته فننميها كلها باستمرار. وفي بعض المجالات ينجح الإنسان بسهولة أكثر منه في مجالات أخرى، فاختر المجال الذي تحبه وتنموا من خلاله.
وفي الأخير آمل لك أختي كل التوفيق والنجاح في حياتك الدنيا وفي الآخرة، وأن تستخدمي هذه المعلومات في واقعك والله يوفقك .
وأوصي نفسي وأبناء المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، وأن يقضي حوائجنا فهو ولي التوفيق، والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.[/b]
نحو حلول ناجعة حول زواج الفتيات
د/ هـلال خـزاري
Ph.D
متخصص في العلوم الشرعية، وفي إدارة وتنمية وتطوير وتدريب الموارد البشرية
رئيس مركز الوفاء للتنمية البشرية والتدريب والاستشارات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إهداء
إلى كل من تحلم ببناء مملكة الزوجية.
إلى كل فتاة لم تتزوج بعد.
إلى كل من ترغب في بناء الخلية الأساسية المصغرة في المجتمع؛ الأسرة.
أهدي علاجات لآهات العوانس، متمنياً لهن التوفيق والسعادة والبركة في حياتهن الزوجية.
د/ هلال خزاري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونتوكل عليه، وبعد:
لقد لفت انتباهي موضوع مؤرق في المجتمع، يؤرق بناتنا ويجعلهن يتخبطن لا يعرفن كيف يحللن المشكلة حلاً شرعياً صحيحاً، وتختلط عليهن الرؤى فيه، ألا وهو موضوع الزواج والعنوسة، وعلاقة ذلك بالقضاء والقدر. فأحببت أن أوضح فيه بعض النقاط توضيحاً علمياً بطرح جديد، لكي تستفيد منها البنت المسلمة لتعرف كيف تتوجه فيه بطريق علمي عملي يرضي الله سبحانه عز وجل، فتناولت فيه موضوع الزواج والقضاء والقدر، مفهومه وأنواعه، لنرى كيف نسقطه على موضوع الزواج، ثم تناولت في نقاط علمية حلول أراها ناجعة تتعلق بمشروع الزواج والإعداد والاستعداد له، تساعد البنت على الوصول بنجاح إلى هدفها في الزواج الشرعي الصحيح بتوفيق الله تعالى وعونه، وتأييده بعيدا عن الحرام.
والموضوع يدخل ضمن التأهيل والتدريب وفق أحدث الأساليب العلمية المتوصل إليها في علم الإدارة والتنمية البشرية وعلم النفس الحديث.
أسال الله تعالى أن ينفع به، وأن يتقبله مني إنه نعم المولى ونعم المجيب.
حلول ناجعة في زواج الفتيات
ما هي الظروف التي تتحكم في الزواج؟
الزواج كأي عمل يختاره الإنسان، ومشروع يخطط له، ويتفاءل تجاهه، وهناك كثير من الأفكار التي تحكمه؛ فيقع، أو تمنع من وقوعه.
ـ قد تكون للبنت أفكار سلبية حول الموضوع؟ تبعد بها نفسها عقلياً عن الموضوع.
ـ بماذا تحدث نفسها حول موضوع الزواج؟
ـ أفكار سلبية من والدها تجاه الخطاب، قد لا يرتاح للبعض منهم مثلاً أحياناً لشكل وجههم الخارجي فقط، وهو انطباع لحظة وفي الأصل لا دخل له في الكمال والنقصان، لروابط سلبية عنده مربوطة بأشكال أشخاص سبق له التعامل معهم أو رآهم في قضايا أخرى، وكانت التجربة معهم سلبية لكن هذا الخاطب ليس هو ذلك الشخص وإنما يشبهه فقط في الشكل.
ـ قد تكون الأسرة لم تتعود على تشجيع الأولاد على حسن اتخاذ القرارات منذ الصغر، فلا الابن يدلي برأيه كما يريد، ويُرفض منه في الغالب ولو كان صحيحاً، ولا البنت دُربت على قول ما تراه صحيحا مناسباً بصراحة تطابق الحق في أسرتها، في القضايا المختلفة، سواء التي تهمها مباشرة أو التي تهم أفراد الأسرة، فتساهم منذ الصغر في تحمل المسؤولية والتدرب من خلال المواقف المختلفة التي تحدث في الأسرة. ونلاحظ الفارق في ذلك بين أبنائنا، وأبناء إخواننا من المشارقة، أو أطفال العالم الغربي، في حسن تصرفهم في المواقف المختلفة، وقدرتهم المتوازنة على حسن اتخاذ القرارات.
ـ التحكم الدكتاتوري؛ خاصة من الأب، في مستقبل البنت؛ فيجيز من يحبه هو، ولا يجيز من لا يحبه، أو لا يرتاح إليه، ومن لم يأت على ذوقه، ولأدنى شبهة، وفي الغالب يكون هذا الذي رُفض تتوفر فيه الصفات الشرعية التي تشترط في الزوج المقبول، وبذلك يلغي الأب مصلحة ابنته ولا يهتم بها، فيكون سبباً في تأخر زواجها أو بقائها عانساً بقية حياتها.
الحلول:
ـ الزواج كأي مشروع في حياة الإنسان، عليه أن يفكر فيه جيداً ويخطط له، ويكتب خطة استراتيجية له، ويسعى لتحقيقها، متوكلاً على الله مستعيناً به.
ـ للأب، أو الأخ عرض ابنته أو أخته على من يراه مناسباً لابنتهم، وعدم الخجل من ذلك. وهو من كمال المروءة، صيانة للمرأة وكرامة لها، وعونا لها على تتميمها نصف دينها، وإشباعاً لرغبتها الطبيعية في الزواج، وإنجاب الأولاد، لتنعم بهم، وتستفيد منهم.
ـ اغتنام الفرص، فالفرصة إذا فاتت صارت غصة، وقد يكون الأب أو الأولياء غير حكماء، قراراتهم غير صائبة، فهي مجرد تحكم وعنجهية، فيردون الخاطب ثم يظلون ينتظرون خطاباً آخرين، ويؤثر هذا في الخُطاب الآخرين، إذا رأوا الأب يمتنع من تزويج ابنته ممن تقدموا لأبيها، وهكذا تفوت الفرصة، وتبقى الفتاة عانساً.
ـ وهناك نقطة مهمة لا بد من التركيز عليها وهي: أنه لا يباح للبنت أن تسلك أي طريق غير شرعي، نهى الله عنه.كالمشي مع رجل غريب ليس من محارمها، بنية التعرف عليه رغبة في الزواج، أو يخلو بها، كما هو منتشر اليوم بين بعض الناس تقليداً للكفار، فما خلا رجل بامرأة إلا والشيطان ثالثهما. فكل ذلك محرم، لا يجوز شرعاً، وهي آثمة به؛ لأن من يريد الزواج من الرجال إن كان مستقيماً ملتزماً بالشرع، فإنه لا يسلك الطرق الملتوية التي تغضب الله تعالى، وإنما من كان شأنه كذلك، فهو صاحب مآرب، وممن في قلبه مرض.
ـ ولا شك فإننا في عصر كثرت فيه الفتن، عن طريق القنوات الفضائية العالمية وما تعرضه من مفاتن المرأة، أفسد المرأة فأصبحت بضاعة في جل وسائل الإعلام، وفي الشوارع وعلى البضائع والسلع، وجالبة للزبائن في المحلات التجارية، تعرض مفاتنها مما يجعل الشباب يحجمون عن الإقدام على الزواج.
ـ فساد الجو الأخلاقي في الكثير من المؤسسات التربوية وذهاب العفة والحياء، وتقليد الكفار في قيمهم وعاداتهم.
ـ فعلى البنت والوالدين أن يكون زواج البنت هدفاً لهم، ولتكون لهم الثقة في تحقيقه.
ـ على الآباء التنازل عن المطالب المجهدة للخاطب التي تفوق قدرته المالية.
ـ لا بد أن يحمل هذا الهم المفكرون، ووزارة الشؤون الاجتماعية، والشؤون الدينية، والأدباء ووسائل الإعلام، ويسعون لحل المعضلة.
ـ ولقد وضع الله سبحانه وتعالى حلاً ربانياً قرآنياً، فهو خالقنا وأدرى بما يصلح حالنا، وهذا الحل هو التعدد، فإن التعدد لا شك؛ حل جزئي كبير، لأن عدد النساء يزيد عن عدد الرجال عالمياً أضعافاً ولا يزال في تضاعف؛ لأن الرجال يتعرضون للموت في الحروب، والإجهاد في الأعمال الخارجية. وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن ذلك، بأنه قرب الساعة يزداد عدد النساء عن الرجال وذلك بتحديد دقيق.
ولذلك يجب على البنت وأهلها وأهل الاختصاص وكل من له صلة بالموضوع السعي للآتي:
فعلى البنت والأولياء:
1 ـ الجدية في النظر للزمن، وعمر البنت، وعدم التعلق بإكمال مرحلة الجامعة، واستغلال الفرصة متى لاحت، لأن الفرص تمر مر السحاب.
2 ـ التفكير العلمي والعملي الجاد.
3 ـ لا بد من الجرأة على تجاوز الأعراف الخاطئة.
4 ـ المشاركة في الموضوع من كل من له صلة بالموضوع والتفكير في الحلول، سواء الأساتذة، الأئمة، الهيئات الاجتماعية، الجمعيات الخيرية، وابتكار واعتماد وسائل حديثة جديدة مناسبة لحل القضية في إطار الشرع.
5 ـ البعد عن الهزيمة أمام المشكلة أو عائق في بداية الطريق.
6 ـ الابتعاد عن الأفكار السلبية في الموضوع.
7 ـ ضرورة اهتمام الوالدين بمستقبل ابنتهما، دون توقعات سلبية، كما يهتمون بمستقبل ابنهما الذكر فيبحثون له عن عروس، بل البنت أهم وآكد أن نخصها بالاهتمام، فبعض الآباء لا يفكرون في المسألة ولا في تقديم حل.
8 ـ على البنت أن تجعل الزواج هدفاً لها، تحدد وقته، وتسعى إليه بالضوابط الشرعية، وتستعين بالله، والله يوفقها.
9 ـ عليها أن تتخيل، الزواج السعيد، وتحلم حلم اليقظة وأنها قد حققت هدفها إن شاء الله، ولو صدقت الله لصدقها، تحلم ببيتها، وأولادها، وما تريده لهم، وتتعلم طُرقَ كيفية إسعاد زوجها، وشريك حياتها في المستقبل، تتوقع الخير وتحلم به. تحدد صفات الزوج التي تريده أن يكون عليها دون مبالغة، وأن تكون البنت موضوعية في شروطها، فلا تشترط الكمال، لا في المال، ولا في الجمال، ولا في كل الصفات، وإنما الوسطية، فلا تشترط ما لا يتحقق، لأن الرجال يختلفون في صفاتهم، ويشتركون في الصفات الكبرى التي ينبغي أن يتصف بها كل الأزواج. وهي في كل ذلك لا تحدد شخصاً بعينه، بل عليك أختي المسلمة أن تحذري من هذا، فإن تحديد شخص محدد خطير ومؤذٍ، وإنما تحلم، وتثق في الله، فإن وضعت شخصاً بعينه فلتسعى إلية بالطرق الشرعية، وحذار أن تعلقي قلبك بشاب قبل عقد الزواج، فإن لهذا نتائج سلبية خطيرة على حياتك.تحكمي في قلبك وميولاتك ولا تضعي الحب إلا في محله. وإن لم يتحقق لك الأمر فلا تيئسي، وإنما واصلي واثقة من نصر الله لك، وستصلين بإذن الله تعالى. ولا تذهبي إلى العرافين والمشعوذين والسحرة لأن ما سيخبرونك به على كذبه وبعده عن الحق ـ يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (كذب المنجمون ولو صدقوا)، ففيه إرباك لعقلك، وفكرك، وشغل له بالكلام الفارع الباطل البعيد عن الحق، وهو مغضب لله تعالى.
10 ـ عليك ألاّ تربكي نفسك بالاعتقادات السلبية، كأن تقولي: ربما قد قدر لي في الأزل ألا أتزوج، ولتتفاءل بالخير كما قال النبي صلى اله عليه وسلم: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وقال الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء). فلتحسن الفتاة الظن بالله، وما يريده الإنسان يوفقه الله إليه.
11 ـ لابد من اتخاذ الأسباب الشرعية المناسبة والممكنة، وفي الحركة بركة.
12 ـ على البنت والآباء حيازة المعلومات اللازمة لتحقيق الهدف: مثل المعرفة الجيدة بالواقع.
13 ـ التمكن من لغة الاتصال المناسبة وتوظيفها، وفي البرمجة اللغوية العصبية افتراض يذكر فحواه: بأن كل الناس عندهم في رصيدهم السابق ما يؤهلهم لإحراز أي إنجاز يريدونه.
14 ـ أن يكون الزواج أحد أهداف البنت في الحياة.
الإيمان بالهدف وبقيمته وأهميته وأولويته على غيره، وعلى قدر إيمان البنت بهدفها وضرورته يكون مقدار إبداعها ودأبها في سعيها وتجنيد ما يمكن من طاقتها للوصول إليه بالطرق الشرعية، وأن العفاف والتحصين أولى من أن تبقى عانساً، إذا لم كن لها ما يشغلها أو كانت لا ترى الزواج نتيجة توجيهها لطاقتها لعلم أو عمل، تستنفذها فيه، ولكن من اقتنعت بذلك ربما بعد مضي الزمن قد تشعر بالندم على أنها فوتت في حياتها الفرصة المهمة، ومطلباً غريزياً، والزواج من سنن الأنبياء وهو مطلوب.ويقال في الأهداف الأخرى: على الشخص أن يتصور الهدف ويتخيله بكل قوته وأنه قد تحقق فعلاً، يتصوره تصوراً واضحاً إيجابياً، بجميع حواسه، وأن يتخيل نفسه وهو يعيش مرحلة الهدف بكل تفاصيلها، فذلك يحفز طاقته، ويوجه تفكيره نحو الإبداع في الوصول للهدف. والزواج كغيره من الأهداف إذا وجدت الثقة التامة وعدم الوساوس للنفس، وستعمل بعض القوانين الأخرى التي تحكم العقل كـ: “قانون الانجذاب” وأن ما يريده الشخص حقاً، ويفكر فيه بقوة، ويشعر تجاهه بأحاسيس قوية، ينجذب نحوه بإذن الله تعالى، لأن هذا قانون طبيعي أوجده الله في الكون، ولكن كثيراً من الناس ليسوا منتبهين له. فإن من يرد الدنيا يعطه الله إياها، ومن يرد الآخرة ويسعى لها سعيها يعطها له.
15 ـ يجب أن تعلم البنت أنها مسؤولة عن تحقيق هدفها، وأن جهود الآخرين تبقى تقديم المساعدة فقط.فلن يفكر الآخرون في قضيتك كما تفكرين فيها أنت. وعليك أن تتعرفي بالتفصيل على العوائق التي يمكن أن تعترض طريقك، وكيف يمكن تجاوزها بالوسائل الشرعية المباحة سواء أكانت تلك العراقيل مادية أو بشرية فردية أو اجتماعية.
16 ـ عليك باستشارة الخبراء في مجال التنمية البشرية، وطرح الأسئلة عليهم، والاستفادة من خبرتهم وحكمتهم وعلمهم، وعدم الذهاب إلى الاعتقاد بوجود سحر، والاتكال على الرقية، ولعل ذلك من المثبطات والمعرقلات، لأن الرقية قد لا تكون مطلوبة هنا وليست في محلها، وإنما هي أوهام واعتقادات خاطئة من البنت في الموضوع وعن الموضوع.
17 ـ لعله يكون من الحكمة أن لا تطلعي على هدفك من لا حاجة لمعرفته به، وذلك بأن تتحدثي بما يدور في نفسك أمام كل من هب ودب، لأنه ربما يثبطك، وليس من أهل الخبرة والعلم، والاختصاص وربما يوحي إليك بإيحاء سلبي فتتعطل أمورك، (استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان).
18 ـ على البنت أن تحدد لنفسها:
ماذا تريد؟ الزواج.
ومتى تريده؟ وأين ؟ وكيف؟
حددي زمناً، قائلة سأحققه في الوقت الفلاني بإذن الله. وما هي العوامل التي ستساعدني أو ستعيقني عن الوصول لهدفي. واستشعري كيف سيؤثر الزواج إيجابياً على حياتك وحياة أسرتك الجديدة.
19 ـ حددي الإمكانات المتاحة لك لتحقيق هدفك.
20 ـ ومن الوسائل المعينة لمن أراد الزواج حقاً: النظر. وقد أمر القرآن الكريم بغض البصر، فالنظرة رسول العين، وإذا لم تكن بقصد الزواج تكون سهما مسموما من سهام إبليس، لأن الإنسان إذا استمر على ذلك صار له عادة يتعودها، تقوده إلى الفجور. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في نظر الفجاءة لعلي أبن طالب: يا علي الأولى لك، والثانية عليك. وأمر أسامة بن زيد عندما أراد أن يتزوج أنصارية هل نظرت إليها؟ قال: لا، قال: انظر إليها، فلعله أحرى أن يؤدم بينكما. أو كما قال.
21 ـ الإرادة والعزم: فإذا ما تهيأت الفرصة المناسبة، وجب العزم وعدم التردد حتى لا تضيع الفرصة. قال تعالى: وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله. آل عمران، الآية 159 .
22 ـ ألا تتعلق بأن في الأمر سحر، وتجري وراء الرقاة والدجالين وتدخل في أمور غير شرعية محرمة، أو نذور شركية، والمسألة توكل على الله حق التوكل وثقة به، وعقلية أولاً وأخيراً، تماما كما يريد الشاب (الرجل) أن يتزوج؟ فلماذا لا يصعب عليه هو؟ ويتزوج متى أراد وعلى حسب إمكاناته، وكيفما خطط.
23 ـ دور الأم في تأخير زواج ابنها أو ابنتها:
وإليك أيتها الأم فأنت قد تكونين سبباً في تأخير زواج ابنتك، ابنك نتيجة حبك المبالغ فيه، والدلال؛ الزائد عن حده الذي تسكبينه على أبنائك، فتضعين شروطاً تتدخلين بها في الزواج، كشرطك أن يبقى معك الولد في البيت، أو أن تختاري أنت له البنت التي ترضيك أو تطالبينه بطلاقها إذا لم تتوافقين معها مزاجيا، أو ترفضين تزويج ابنك خشية أن تسرقه العروس الجديدة منك، أو أن تسكن معك ابنتك في البيت بعد الزواج وهكذا مما هو مؤسف جداً في حياة الناس.
ولذا لا بد من التربية الصحيحة منذ البداية في إعداد الولد والبنت وتدريبهم على الطرق الشرعية للسير في الحياة، وخوض غمارها بنجاح وتفوق، يرضي الله تعالى.
24 ـ المبالغة في كثير من الأفكار الموروثة وظنها من الدين وهي ليست منه.
25 ـ يعرقل كثير من الآباء زواج بناتهم، ومن صور ذلك عدم تمكين الخاطب من رؤية البنت في حضور محارمها.
26 ـ غياب الحوار في الأسرة منذ الصغر وأن الأولاد لا رأي لهم في مختلف القضايا فلا يناقشوا، ولا يمكنوا من تحمل المسؤولية.
ولذا لا بد من إتاحة الفرصة للأبناء بالمشاركة والحوار والمناقشة في القضايا.
27 ـ عدم الاعتقاد بأن الأمور مبنية على الحظ. والبناء على الحظ يختلط عندنا كثيراً بما بُرمجنا عليه منذ صغرنا فنُرجع إليه كل كسل وفشل وخيبة وعدم نجاح، وهذا قُدم إلينا من بيئتنا التي نعيش فيها من آبائنا وأمهاتنا وأقاربنا وأساتذتنا وجيراننا، ومن المؤسسات التعليمية، ومن أساتذتنا، كمن يقولون من هؤلاء: أنا ما عنديش الزهر، أنا ليس لي حظ، أنا وين نروح نلق الأبواب مسكرة في وجهي. وهكذا…
هذه الإيحاءات السلبية، التي نكررها لعقولنا عبر عشرات السنوات تترسب فيها وتحدنا من الوصول إلى أحلام المستقبل التي إذا تخيلناها وصلنا إليها بفضل الله وبكل يسر وسهولة.
من أطلعهم على قدر الله وأنه بهذه الصورة السوداء؟ اللهم إن هذا إلا افتراء. فخزائن ملك الله لا تنفد، كما بين لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بأنه لو اجتمع كل البشر وطلبوا حوائجهم من الله تعالى وأعطى الله كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملك الله إلا كما تنقص الإبرة عندما تدخل البحر. ماذا عساها أن تأخذ من مائه. فكذلك كل مطالب الناس.
فتنقية رؤوسنا مما رسخ فيها، وبرمجتها من جديد برمجة إيجابية، وضرورة التخلي عن كل تلك الأفكار التي لا دليل من شرع الله عليها، وإنما فرضتها البيئة شيء أساس ولازم، وهو بداية النجاح، فتخل أخي، وتخلي أختي عن القيود التي تكبلك وتشدك إليها من الماضي، والذي يكاد يكون فيما يزيد عن 77% منه برمجة سلبية. والواجب التخلي عن كل ذلك إلا ما وافق الشرع.
فعلينا أن نعمل على الحصول على ما نريد من الحلال، وبإلحاح واستراتيجية، ومن أكثر الطّرق أوشك أن يفتح له، والدوام يثقب الرخام.
28 ـ استعملي أختي في إنجاز جميع إعمالك وأهدافك كل قدراتك وإمكاناتك العقلية، وقوة التصور والتخيل، ولا ننخدع بتوظيف بعضها في مجال واحد، ونكتفي بالقليل منها في بعض المجالات، وإنما لكل مجال قدراته فننميها كلها باستمرار. وفي بعض المجالات ينجح الإنسان بسهولة أكثر منه في مجالات أخرى، فاختر المجال الذي تحبه وتنموا من خلاله.
وفي الأخير آمل لك أختي كل التوفيق والنجاح في حياتك الدنيا وفي الآخرة، وأن تستخدمي هذه المعلومات في واقعك والله يوفقك .
وأوصي نفسي وأبناء المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، وأن يقضي حوائجنا فهو ولي التوفيق، والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.[/b]
مواضيع مماثلة
» قانون الجذب من اقوى قوانين التنمية البشرية الدكتور صلاح الراشد/ اهتم بنشره الدكتور هلال خزاري
» إلى أختي الغالية التي لم تتزوج حتى الآن / تفضلي هنا اختي الكريمة
» تقييم أداء المرأة في البيت بقلم الدكتور هلال خزاري
» من مهارات واستراتيجيات التفوق الدراسي بقلم الدكتور هلال خزاري
» الأزمنة الثلاثة ...الماضي والحاضر والمستقبل: عش الحاضر بقلم الدكتور هلال خزاري
» إلى أختي الغالية التي لم تتزوج حتى الآن / تفضلي هنا اختي الكريمة
» تقييم أداء المرأة في البيت بقلم الدكتور هلال خزاري
» من مهارات واستراتيجيات التفوق الدراسي بقلم الدكتور هلال خزاري
» الأزمنة الثلاثة ...الماضي والحاضر والمستقبل: عش الحاضر بقلم الدكتور هلال خزاري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo