ويمر يومك يا قدس ؟؟؟

من طرف ملكة الحزن الأربعاء ديسمبر 31, 2008 3:50 pm

ويمر يومك يا قدس.. مثقلا بالجراح مكللا بدماء الشهداء..

مر هذا الأسبوع والضجيج يملأ الساحات العربية.. في العراق.. في فلسطين.. في لبنان.. بل في كل مكان من الأرض العربية. يا قدس.. يا جوهرة الدنيا.. وسنا كل ضوء باهر.. يا قدس الأقداس.. يا مهوى قلوب المسلمين والمسيحيين على السواء.. يا قبلة رسالات السماء.. من أجلك قامت ما أسميناها (انتفاضة الأقصى) لكن رياح السياسة ومخططات الطامعين والمستعمرين والأشداء من الأعداء.. يريدون أن يبددوا تلك العطور التي انبثقت من دماء شهدائك.. تلك الدموع التي تفجرت في عيون الأمهات والأخوات والزوجات وكل الحرائر من النساء العربيات.. يريدون أن يطفئوا تلك الشعلة المقدسة التي رفعناها شعارا للحق.. ومنارة للهدى.‏

أما الطريق إليك فما أسهله وما أبسطه وما هو ببعيد لكن أطماع الصهيونية العالمية جعلته أصعب من كل الصعاب.. مسورا بالجند والحديد.. ممنوعا حتى على الذين يعيشون في القدس ويمتلكون بحق القانون.. فإذا بهم الآن أغراب عنها.. مسجونون ضمن طغيان الغاصبين وقراراتهم.. وافتراءاتهم حتى إن التفكير الغاشم أصبح يتجه إلى اغتصاب بيوت الغائبين من المالكين.. وكأن العالم أصبح مهيئا للظلم والعدوان.. واختراق أبسط حقوق الإنسان.‏

يا قدس.. لا نريد أن تضيع منا الطريق إليك.. إلى الحرم القدسي.. إلى كنيسة القيامة.. إلى كل حجر نقش التاريخ عليه اسمك المقدس مقرونا بالأنبياء والأطهار.. ليطمسه سواد الظلم وأطماع الأشرار.‏

ماذا نقول لك يا قدس في يومك.. والطريق إليك تشعبت.. وتفرقت.. وأصبحت فروعا كالمتاهات أو الترهات? إن أحد وزراء الخارجية الأميركيين من الأوائل السابقين الداعمين لإسرائيل قال قبل غزو العراق: (إن الطريق إلى القدس تمر عبر بغداد).. فهل أصبحت الطريق أيضا تمر عبر لبنان.. وإيران.. ومدنا أخرى لم تكن في الحسبان? هل يتم احتجازك يا قدس رهينة وأنت بحمائم السلام جديرة وقمينة? والمصلون في رحاب مسجدك الكبير.. وفي كنائسك ذات القدر الكبير.. هل أصبح عليهم أن يقدموا أوراق ارتباطهم.. وأحقيتهم.. وشرعيتهم.. بل انتمائهم حتى يمكن لهم أن يقيموا صلواتهم? هل أصبح عليهم أن يرفعوا الدعاء من خلال السحب الكثيفة المظلمة التي تملأ سماءك.. وتسقط رذاذا من الدمع والدم في قلوب ناشديك والغيورين عليك وعلى مصيرك?‏

إنه يوم القدس.. فيظل هذا اليوم شعارا مضيئا لا تطفئه الأيام.. ولا يغيب عن ذاكرة العرب من مسلمين ومسيحيين ولو توالت الأعوام.‏

يومك يا قدس هو الأقدس.. وهو الذي يجب أن يظل أمام أعيننا يجمعنا فالعزم والإيمان من القناعة ينبعان.‏

تقبلوا التحية الحارة من أختكم ملكة الحزن

</FONT>