غـــــزة في الحصار وأنا في انتظار ...

غـــــــــــزة في الحصار وأنا في الانتظار ( بومخيلة جوهرة ـ 4م 3 ـ ) .

في ركن زاوية مظلمة ... وقد طال الانتظار .

وبأذني التي ملت من سماعك في أسوأ الأخبار .

وبعيني التي أدمعت من مرآك في أبشع الأضرار.

فلولا الحياء لهاجني الاستعبار ... ولزرتك والحبيب يزار .

بيدي رافعي وقلبي الجريح .. أناجي الله ليل نهـــــــــــار

أن يغير من مجرى الأقـــــــــــدار

ويرفع عنك ظلام الستار .

حتى تتسلل إليك شمس الانتصار .

يحملها إليك شجعانك الأحرار .

ويخلصونك من قيود الأشرار ، الذين ملأوا عالمك أخطار .

وخربوا أوطانك وحولوها إلى دمار ، فأصبحت كالصحراء القفار .

وأسالوا دماءك أنهار ، حتى وصلت إلى أبعد الأغوار .

فامتلأ ت بها كل البحار .

ولفوك بثعبان من الأسوار ، حتى يغيبوا النجمة عن الأنظار .

وأذاقوا أبناءك طعم المـــــــــــرار ، فلم يزدهم ذلك إلا عزما وإصرار .

فلم يكن لأطفالك الصغار ، وشبابك الأبطال الثوار .

الدفاع عنك إلا بالأحجار ، أمام السلاح القوي الجــــــــــــــار .

للكلاب اليهود الكفار ، فأين من هذا الفرار ؟

فقد أصبح العالم عاجزا ومحتـــــــــــــار .

فأين أخوة العرب ؟ وأين القادة الكبار ؟.

ليهبــــــــــوا ويقفوا في وجه الصهيون الجرار .

وأين أسودك الأخيار ، الذين جعلوا الشهادة في سبيل الله هي الشعار .

ليحدثوا فيك ثورة الفجــــــــــار ، ويذيقوا أعداءك طعم الخسار .

فشجعوهم ياخير الأنصار ، ليمسحوا عن أكتافكم الغبار .

غبار الذل والعــــــــــــــار ، ويغسلوا أرواحكم بدماء الطهارة ، ويستشهدوا أبرار .

ويعيدوا البسمة إلى البراعم الصغار ، الذين شردوا في الشارع القار .

ومنعوا من دخـــــــــــــول الديار ، فباتت أعينهم سهار .

فأين المسلمين لينشروا السلام في كــــــــــل الأقطار .

ويجعلوا الحـــــــــــــرية قيدها المسار ، ويحرروا القدس المملؤة بالأسرار .

من بطش أيادي الطغيان الحـــقار ، ومن قسوة القلوب الصلبة كالحجار .

وينفظوا الحزن عن الجدار ، ويحققوا حلـــــــــــم الأطيار .

فتعانق أغصانك أحضان أمهاتها الأشجار .

وتعود مياهك على المجاري ، فيغمر قلبك اللين أبشار .

ويجعلك قبلة الأشعار ، فتزيد دنياك إصرار .

وتبرق سماؤك أنوار ، وتزين فستانك البديع أزهــــــــــار .

فتصبحي عروس الأســـــحار ، في زفاف الربيع النوار .

بعدما كنت في جنازة الدمار ، أصحابها الغرباء ـ الاستعمار ـ .

ويرقصونك على ألحان القتال ، ويعزف الحمام على المزمار .

فمتى تخبرينهم أن شجرة الظلم دون ثمــــــــــار .

والليل راحل مهما غدا وطالت الأعمار .

وظلمة غيمة تمضي ، وتبدد بالأمطار .

والله أكبـــــــــــــر ، وليعلوا صوت الحق جهار .

ويقهر أعاديك ، فهو القهار ، ويمطرهم بحجارة و من نـــــــــــــار .

جزاء على ما أحدثته من دمـــــــــــــار ، ويفكك من سلسلة الحصار .

فياليته يأتي وضح الأبصار ، وينصرك يافلسطين الرب القهــــــــــار .

ويغسل تاريخك الأسود الملوث بالدم المغزار .

فقد طال الانتظار ، لقدوم الانتصار ، وضاقت الأقدار .