أحلام الطريق ..... لـ سهام بوخروف .

أعجبني استرسالك سهام وشدني حلمك المناهض لأشكال اللعب على الذقون .
ولكني أرى وخلافا ربما لما تقولينه أن المرأة في بلادنا أحسن حالا حتى من أخيها الرجل في الحقوق .
استوقفني عتابك : ربما بعضهن الأخر معلمات ، أو أستاذات ، أو مراقبات ، و وجهتهن مديرية التربية التي ستكرم مستخلفة شابة (يدمر عليها) مدير المؤسسة بالساعات الإضافية ، و (يتعنتر) عليها بقوانين هو لا يطبقها أصلا ، بل لا يعيها ، أو أستاذة ظلت ترفع العلم صباحا ، و تنزله مساء ستة أيام في الأسبوع ، تمارس عملها المكتظ بانتظام و في منتهى السعادة لا تكترث لزملائها من الرجال و هم ينعمون بأنصاف الأيام الحرة ، بل الأيام الحرة ، يمارسون فيها تجارتهم ، و أعمالهم ... أما أمومتها فتمارسها ليلا عندما ينام الصغار ، و إلا من قال لها اعملي (على رأي مدراء بعض ...)...

عتاب فيه الكثير من الثورة على واقع الحال ، فمن قال انكن مغبونات ... قليلات الحظ ، مكسورات الجناح ..أبدا
الجزائر أعطت للمرأة مالم تعطيها دولة أخرى ، ولها فيها مكانة عالية وسامقة.
في منظومتنا العتيدة ـ التربية ـ معظم المستخدمين ، نساء في حين يرزح الكثير الكثير من شبابنا تحت سقف البطالة ، وتحية العلم المفروضة قسرا في مؤسساتنا التربوية نتساوى في تأديتها صباحا ومساء ، والأعباء الثقال تسقط على رؤوسنا جميعا ، ومن قال أن للرجال حظوة داخل مؤسسات التعليم .. فالحظوة كل الحظوة تعطى للنساء ـفأنصاف الأيام لكل أستاذ ... هذا إذا لم تاخذ المرأة البرنامج المكيف والمعد إعدادا محكما .
في مؤسستي تكرم المرأة أيما تكريم ، فقد جرى العرف أن تمنح فترة يوم عيدها
وأن تعامل من زملائها معاملة خاصة ولربما تهدى هدايا ، ويتفضل أستاذ قدير بإلقاء خطبة عصماء على مسامعهن إكراما وإجلالا لقدرهن ....
الواقع أن المرأة مصانة الجانب محفوظة المكانة ، ولاتحتاج إلى من يتشدق عليها بهذا الإدلاء الفارغ المبتور ، في يوم من أيام السنة ، فهذا التقليد الغربي منبوذ عندنا وغير مستحسن بالمرة ، فالذي نراه وطبقا لتعاليم ديننا أن السنة كلها عيد لها ، ولا يهمها من ينعق في الساحات ليتخذ منها مطية إذلال أو تكية لتحقيق مأرب وغايات مشبوهة .
فالمرأة تبقى عفيفة وطاهرة إن ترفعت بنفسها عن مهاوي الإسفاف والسقوط .
أحيلك على الكلمة الأخوية التي كتبتها ، والتي تحمل تقديرنا الكبير للمرأة الحرة والآبية والمناضلة .
تحياتي .

تحية خالصة وحارة مرة أخرى سهام .
كم اتمنى لو كنت فعلا أمينة الاتحاد النسوي لتطالبي بشدة كما قلت بإبقاء المرأة داخل بيتها معززة مكرمة .. لكنت بذلك قد كفيت الجزائر وكفيتنا جميعا هما يؤرق مضاجعنا باستمرار.
انا لاأعارض بالمرة خــــــروج المرأة إلى مضمار العمل ، ولكن ذلك يعرضها للتنافس الأرعن بعرض مفاتنها ربما للرجال وتغور محاسنها بين جنبات الأندية والأقبية والأفنية ، دونما اهتمام بذاك المسكين المنتظر مساء لعودة زوجته مثقلة بأعباء ومشاغل العمل .
لوسلمنا جدلا بهذا الطرح وقلنا : عار كبير للمرأة أن تتزي بزي لايعنيها ، وأن تدخل مضمارا لايغنيها ، ماذا كنا نجني من وراء هذا الطرح ؟
هل سنقنع الشرائح الواسعة منهن بضرورة قبول ما نقول .
أعتقد يقينا .. لا .
فالمرأة عندنا ــ ياعزيزتي ــ مُـــردت على هكذا صورة ، واختارت هكذا وضع للازمة ظلت تؤرق مضاجعها أيضا أن تثبت وجودها أمام ندها الأخر لكونها درست كما درس ولربما فاقته فيما درس ، فكيف بها ترضى أن يكون وضعها أقل شأنا من وضعه ، وهي وهو سيان .
تلميذاتي يحلمـــــــن بدورهن أن يكون لهن دور في سير هذا التعاطي المحموم ، فتقول إحداهن أطمح أن أكون طبيبة ، والأخرى أتمنى أن أصبح أستاذة والأخـــــــرى والأخــــرى ....
سألت مرة إحدى قريباتي وهي خريجة جامعة ولم تحظى هذا العام بفرصة عمل : أنت الأن في أحسن حال خلافا للعام الماضي الذي كنت فيه عاملة ، فقد ازدان وجهك ببريق .
فردت على الفور : لا أبدا ... مادرست لكي أبقى في البيت .
نعم يتمنى كــــــــــــــل الرجال أن ينعموا بنساء هن نساء ، لا نساء هن رجال .
أرغب أن أعود إلى بيتي مساء فأجد زوجتي في البيت لتحضنني بحرارة ولتشعرينني بأنوثتها التي هي ملكي أنا وحدي .
وكم يحز في تفس أي واحد منا أن يعودا كليهما مساء إلى بيتهما المتخذ كــــنُزل ، بعيدا جدا جدا عن مشاعر الحياة الزوجية ، وهذا ربما لاعتبارات فرضتها الظروف كما قلت ...
شكــــــــــــــــرا سهام .