هبة الرحمن

من طرف عمرية عامر السبت يونيو 27, 2009 8:31 pm

هبة الرحمٰن

كان يوما ربيعيا في حساب الفلكييين ،و لكنه جاء عاصفا. ذرات التراب الذي تحمله الريح تسد العيون، تلك العيون التي تنتظر ان يزهو الزمن و يمنحها ربيعا مشرقا بالوان الزهور المتمايلة و المتراقصة على اوتار نسائم الرياح التي تحمل حبوب الطلع لتعلن بداية حياة جديدة لثمرة حلوة طيبة. لكن تلك العيون لم تكد ترى سوى الاكياس المتطايرة في السماء.تمشي هبة و تحاول ان تستر ساقيها و قد ابدتهما الريح لما عبثت بثوبها. كانت هبة فتاة تدرس في المرحلة الثانوية، منذ ايام قليلة اتمت ربيعها السابع عشر.مشرقة المحيا، معتدلة الطول،فتاة تتصدرترتيب لائحة احفاد العائلة الكبيرة . امها السيدة رشيدة تتمنى رؤية ابنتها طبيبة حتى تفخر بها بين خليلاتها في مختلف الملتقيات النسوية ؛حمام ،عرس او حتى ماتم .اما ابوها السيد عياش فهو لا يابه لمثل هذه الامور ،فالمهم عنده الا تعيد السنة هي و اخواتها ، كما يقول :حتى لايذهب المصروف خسارة "،ويردد دوما:"انا نصرف عليك و انت لازم تقرا".

هبة تتمتع بالمكانة القياديةفي العائلة فهي الامرة الناهية. و هذا ما يجعلها في خصام دائم مع يحي الاخ الثاني في الترتيب فالاخ المتمرد في اغلب الاحيان مُصِر على ان يفعل ما يحلو له متجاهلا وصاياها مرة، و اوامرها مرة اخرى و صراخها مرارا. اما اختاها الصغيرتان صارة و نسرين فهبة تمثل لهما القدوة في كل شئ. هبة مصدر سعادتهما حيث تقوم بمهام الاستحمام ، الالباس ،تصفيف الشعرو هي دائما ماتكون الوصية عليهما عند غياب والدتها. هبة التلميذة النجيبة في المرحلة الاكمالية لم تعد كذلك الان و هي تدرس في السنة الثانية؛ اذ ان صعوية الشعبة، كثرة المواد و اعباء المنزل الملقاة على عاتقها لم تترك لها نفسا لاستعادة امجادها.

تمضي هبة في الطريق عائدة الى البيت من الثانوية التي تحضرها جسدا دون روح ،فالفكر مشغول بمرض امها الذي طرحها الفراش مدة شهر كامل. لم تعد ترى الاستاذ الا مجرد صورة، بينها و بينه اميال كلما حاولت الانتباه و التركيز وجدته يردد تمتمات و يكتب طلاسم. لم تستطع فك رموزها فتحاول ثانية وثالثة، تفشل فيضيق صدرها وما تلبث ان تعود لصحراء همومها و اوجاعها ؛ تبصر واحة غنّاء سرعان ما تنكشف سرابا، ترسم حلما فيتفتت وهما. تمضي هبة تقاوم الريح تتخيل نفسها تصارع عواصف الحياة بخطى ثابتة و اصرار وقّاد ، كلما تقترب من البيت اكثر كلما يزداد احساسها بالامان، تسارع في الخطوات، تسابق النبضات. و ما ان اقتربت حتى تراءى لها رجلان يصافحان والدها امام باب البيت المشّرع على غير عادته استغربت امر والدها الذي لم يضايفهما ، حدّقت جيدا فابصرت والدها يخاطبهم مطأطئ الراس و كأنه يحكّ عينيه او يمسحهما .. لم تدر ما حصل ..او قد حصل.. ما كانت تخشاه..او ماتت امها.

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و يركاته

شكرا الاخ عامر على هذا السرد ...
و لكن هل انتهت القصة ؟ و ماذا كانت تخشى هبة ؟
تحياتي

من طرف عمرية عامر الإثنين يونيو 29, 2009 9:32 pm

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته؛

امتن لك الاخ جميل شكرك.
كاتبة القصة سردت بدايتها و تود اقحام القارئ و جذبه لمعرفة ما تخشاه هبة، فارجو وفائك.

بسم الله الرحمان الريحم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

جيد اذن ، سننتظر ما تخافه هبة
و لكن ما اتوقعه ان اباها سيزوجها من أحد الرجال الذين كان يصافحهم عند باب المنزل ؟

و لكم مني كل الوفاء
شكرا

هبة الرحمن

هبة الرحمن

رد: هبة الرحمن

رد: هبة الرحمن

رد: هبة الرحمن