مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
ــ الأدباء والصيف ...
صفحة 1 من اصل 1
ــ الأدباء والصيف ...
ـ أدباء يتحدثون عن الالهام والخمول في الصيف اللاهب
حين تتقد الأفكار تشق البحار وتتسلق الجبال .
ــ لاشك أن للصيف وقع خاص في نفوس الأدباء ، فليسوا جميعا على نسق واحد من التفكير ، وبذلك فضبط أرائهم وافكارهم وخواطرهم تجاهه فيه من المتعة والاستئناس الكثير ، تعالوا معي في هذه الجولة الممتعة لنقرأ معا مايقوله الأدباء في الصيف :
طه حسين :
ـ أقبل الصيف ، وأقبل معه قيظ شديد مرهق لايصهر الأبدان وحدها ، ولكنه يصهر معها العقول ، ولعله يصهر مع العقول والأبدان بعض الأخلاق أيضا ، فيدفع قوما من الأمر إلى مالم يكونوا ليدفعوا اليه ، لو لم يشتد القيظ على أبدانهم ، وعقولهم ، وأخلاقهم ، فيمنعهم من الأناة والمهل ، ومن التفكير والتروية ، ومن ضبط النفس وتسليط العقل على الارادة حين يعلمون أو يقولون ، ولكني لم اكتب لأحصي آثار القيظ الشديد المرهق في أبدان الناس وعقولهم ، وأخلاقهم ، وإنما أريد أن اسجل هذا القيظ الشديد المرهق لاتستقيم معه الأحاديث عن الشعر القديم عامة وعن شعر الجاهليين خاصة ، فالأحاديث عن هذا الشعر تحتاج فيما يظهر إلى شيء من الراحة والهدوء ، والقدرة على التفكير المطمئن ، وهذا الفراغ الفني الذي يتيح للذوق ان يستأني ويتأمل ويسيغ الأشياء في غير جهد ولا مشقة ، ولا تعرض لهذا العناء السريع الذي نتعرض له ، حين يسلط الجو علينا هذا الحر الشديد.
عبدالحق بن رحمون
أصدقاء لنا من الأدباء سألناهم كيف قضوا فترة الصيف ، منهم من أكد بأنه لم يستطع الكتابة، نظرا لكونه كان يقضي فترة إجازته السنوية باكتراء شقة في إحدي المنتجعات السياحية، معللا ذلك بأن الكتابة الإبداعية تحتاج إلي الكثير من التفرغ والتأمل والعزلة عن العالم، حتي تأتي منسجمة مع طموح الإبداع والجدة فيما يكتب، وحتي لا تكون استرسالا وإنشاء فارغ من الإضافة، وآخرون علقوا علي هذا السؤال بكونهم كانت لهم مشاركات في مهرجانات ثقافية خارج بلدهم ، وخلالها قيدوا يومياتهم وهم ينتظرون العودة إليها لاعادة صياغتها ... وكتاب آخرون استغلوا فترة الصيف لإعادة ترتيب أعمالهم الأدبية والاتصال ببعض الناشرين كي يصدرونها في بداية .
الموسم الثقافي الجديد
وعلي ذكر الموسم الثقافي فقد بات من الواضح أن نتكلم من غير مرموز، هل فعلا يوجد دخول وخروج ثقافي وأن الأدباء لهم عطلة يتفرغون فيها لمشاغلهم الشخصية، ويهجرون أقلامهم وأوراقهم إلي بداية الموسم الثقافي الجديد، و في الوقت ذاته هل هناك استعدادات لهذا الدخول الثقافي، وبالمعني الأصح فإن بداية الموسم الثقافي عادة ما يرتبط بفترة بداية الموسم الدراسي والجامعي والسياسي، وكذا استئناف صدور أهم الملاحق الثقافية كما هو الشأن في المغرب ومثال التي تسهر عليهما صحيفتين ناطقتين بالعربية وهما الملحق الثقافي الأسبوعي لصحيفة الاتحاد الاشتراكي (ملحق فكر وإبداع) والملحق الأسبوعي لصحيفة العلم (العلم الثقافي)، وحين نتحدث عن هاذين الملحقين وذلك نظرا لكونهما يستقطبان أهم الأقلام الأدبية بالمشهد الثقافي المغربي، إلا أن الملاحظ عند استئناف هاذين الملحقين لا يغيران تبويبات صفحاتهما، حيث يظلان يحافظان علي نفس التبويبات وعدم الانفتاح علي أقلام جديدة التي عادة ما نجدها تنشر نصوصها في صحف و مجلات ودوريات عربية.
أراء مسترخية
وفي هذا الملف سنستطلع آراء بعض الكتاب ماذا يعني لهم الصيف، وهل من طبيعتهم أنهم يخصصون فصل الصيف للاسترخاء والراحة والاستجمام ... أو يمارسون رياضة التأمل من أجل شحن بطارية الخيال لليالي القارسة، أو تراهم يحولون كتبهم إلي مظلات تقيهم حر الشمس في الشواطئ، ويلتهمون أوراقها بنهم شديد مثل المرطبات والأيس كريم، وحول أجواء الصيف فبعض الكتاب الذين استفسرناهم في هذا الموضوع، سواء في مقابلة مباشرة معهم أو عبر الهاتف أو بواسطة الميسانجر أكدوا جميعهم بأن الصيف ماهو إلا تجسيد لأجمل اللحظات التي يمكن أن يعيشها الانسان بعد أن ينصرفوا لفترة نسيان هموم الحياة ومشاكلها، وأعباء العمل اليومي . ومن جهة أخري يبقي دائما السؤال العالق الذي يتحرج البعض في أن يفصح عنه ويعتبره من ضمن الخصوصيات والأسرار.:
الصيف....هل هناك كتب معينة يتم الرجوع إليها والتي تم اقتناؤها في لحظات سابقة .... وهل تحلو لك الكتابة في هذا الفصل الحار... أو تفرغت لإعداد مشاريع للموسم الثقافي المقبل....وهل كنت كلك ثقة مع نفسك بأن الصيف هو من يمنحك استعدادا للكتابة بشكل أفضل في باقي الفصول الأخري التي ستستقبلها ؟
ومن هذه الزاوية نقدم شهادات نخبة من الكتاب حول سؤال الملف والتي جاءت بسرعة ومن غير تردد علي الشكل التالي :
عين تعبر الحب بسفينة نوح
فاديا الخشين
شاعرة من لبنان تقيم في الدنمرك
الرمل المضطجع تحت جمال ينطق . ضجيج بأثداء برونزية وسيقان
هنا موسيقا الراب بلحمها ودمها هنا الرأس الحار، وجع يقهقه، وفرح يبكي إلي أن تمضي سويعاتنا من صخب الأجساد المتسعة امتدادا نحو الشمس، وانعتاقا من ضيق الجذور. يشتهي الحصي أن يكون أقداما للحب، ويشتهي السندس الأخضر أن يكون جسدك.
أنا من يطويني عيد الصيف في حمأته أدرك تماما بأن البلاغة تخمر... التفكير في الأدب و الحياة و الموت .
عبدالرحيم الخصار
شاعر من المغرب
بالنسبة لي الصيف دائما كان فصل كتابة و قراءة، وأنا أقرأ وأكتب أكثر في الصيف، فقط لأنني أكون في عطلة، عطلة طويلة نسبيا بالنسبة لرجل يشتغل في التدريس، أعدت قراءة أعمال قديمة أحبها، مثلما قرأت أعمالا جديدة، علي الأقل جديدة علي.أعددت مجموعة من المواد لجريدة النهار اللبنانية عن المشهد الثقافي المغاربي، و نشرت مجموعة من المقالات الصغيرة – مقالات رأي إذا أحببت – في جريدة القدس العربي و نشرت نصا في مجلة مصرية ومادة أخري في مجلة خليجية ومجموعة مواد في المساء المغربية، والأهم أني كنت أقرأ بعض القصص الأمريكية و الأمريكولاتينية والآسيوية.
قرأت أيضا أعمالا عربية مهمة
كـ : "عالم بلا خرائط" لمنيف وجبرا ، وقرأت رسائل فارغاس " إلي روائي شاب" ، كما أحضرت خمسة أعمال لمحمد خير الدين بالفرنسية و رواية "الحضارة أماه " لـ : إدريس الشرايبي، سأحاول قراءتها رغم فرنسيتي التي تبدو متواضعة جدا خصوصا أمام أعمال خير الدين . وقضيت فترة طويلة جدا في التفكير، التفكير في الأدب و في الحياة و في الموت دودة العقل وشجرة الحضارة.
خالد ساحلي
قاص من الجزائر
في الوقت الذي يتلهف فيه الناس للمصيف علي الشواطئ الذهبية، و النسيم المنعش للبحر و خضرة الغابات الحافة به، ثمة قارئ يبحر في صفحات كتاب، في قيض الصيف حيث يرتفع ضغط الدم ترتفع معه لذة السيرة لأحداث تاريخية لشخصيات قصصية أوروائية لكتاب قديم أو جديد، ارتفعت دراجة الحرارة هذا العام لحد لا يطاق في مدينتي" فج امزالة" في الجزائر ومع هذا تلظيت بدودة القراءة والكتابة التي نخرت عقلي وجعلتني أضحوكة للماريين من حولي، جعلتني محور أسئلة الحافين من حولي حول هذا الجنون. وجدتني في هذا الصيف وقد حالفني الحظ أن عثرت علي موسوعة الانثربولوجي الأمريكي رالف لنتون
1893- 1954" شجرة الحضارة " والتي يعالج فيها المؤلف موضوعات تخص تطور الإنسان منذ فجر ما قبل التاريخ حتي بداية العصر الحديث، الموسوعة كانت غور في أعماق حضارة الإنسان و ثقافته حقيقة لقد عوضتني عن رؤية سحر جمال البحر صديقي، لقد منحتني الموسوعة تجربة الإنسان القديم، هذا الصيف كان رحلة ممتعة في عمق الإنسان و طبائعه ومعتقداته، كان وقتا ممتعا مع الوصف الدقيق والمعرفة الجديدة للآخر الماضي، عثرت من خلالها علي تفصيلات وتحليلات أكملت بها بعض قصصي و كتاباتي، لقد أستقرأت الحاضر وما ينجم عنه من تفاعلات بعد الإسقاطات التاريخية التي تحصلت عليها من هذه الموسوعة، متعة القراءة لا تضاهيها متعة إنها نعيم العقل ولو كان تعب و شقاء لكنه متعة حقا لاتضاهيها متعة .. أفسح المجال للذات كي تلتقط أنفاسها.
مصطفي لغتيري
قاص من المغرب
بعد موسم حافل بالأنشطة الثقافية، استهلك مني كثيرا من الطاقة والجهد، بيتت النية- غب الصيف- لاستغلال الإجازة من أجل تغيير إيقاع الحياة، بعيدا عن هموم الثقافة ، فأفسح المجال للذات كي تلتقط أنفاسها و تنعم بلحظات من الاسترخاء ، هي- حقيقة- في أمس الحاجة إليها .. وهكذا ما إن أزف الصيف حتي حجزت
لأسرتي مكانا في مخيم ميموازا بضواحي مدينة أزمور القربية جدا من مدينة الجديدة ..جمعت أغراض السفر والتخييم، واستعددت كل الاستعداد لقضاء أيام استجمام ممتعة بعيدا عن هموم الثقافة وأشجانها .. حل موعد السفر، و أنا عازم علي هجر عالم الكتب والكتابة إلي حين، في غمرة هذه الأجواء المحتفية بالصيف لا أدري كيف تسللت يدي في غفلة مني نحو رواية "مائة عام من العزلة" لـ : غبريال غارسيا ماركيز، معللا لنفسي أخذها معي بأن إعادة قراءتها لن تكون متعبة، خاصة، وأنها المرة الرابعة التي سأعيد قراءها.. ثم ما لبثت أن امتدت يميني لرواية "ابنة الحظ" لـ : إزابيل ألليندي، وفي نفسي ذات الحجة السابقة، فإعادة قراءتها للمرة الثالثة لن تكلفتي شيئا من العناء.. اكتفيت بهذا القدر، وقد اكتسحني نوع من الفرح ، لأنني انتصرت - أخيرا- علي ذاتي، و لم أحمل معي في سفري كمًّا من الكتب كالعادة .. و أنا أهم بمغادرة البيت استرقت نظرة أخيرة نحو المكتبة، فإذا برواية "الأيام الخمسة الأخيرة من حياة رسول " للتركي تحسين يوجل تدعوني إليها بدلال لم أستطع مقاومته، فواسيت نفسي قائلا : " لا ضير في إضافتها"، معزيا إياها بذات الحجة .. لا مجال لمن اكتوي بنار الحرف أن يشفي من لوعتها الدائمة والمتجددة .. أقرأ نفسي لنفسي ، وأحاول تشكيل شرود ذاعـــــــــر منحدر.
مصطفي غلمان
شاعر من المغرب
في الصيف تستعيد الذات المبدعة مكامنها الارتيادية، تسوقنا الحواس الأخري، خارج معني الزمن، إلي الغياب ، حيث المعني ليس حدا من حدود (الطقس) بمعناه الأركيلوجي ، بل قطيعة من قطائع فضح الغوص ضد البوح، وضد الكمون، حيث جنون التيه، خلف الكتابة وبعدها.. أرسم خارطة للماء والهواء وحضارة " البطريق ". أقرأ نفسي لنفسي ، وأحاول تشكيل شرود ذاعر منحدر. قد أكون . وقد أختفي لكنني متواجد هاهنا، في المتن ، وفي المنعطفات الحاسمة لتاريخ الأفكار. أما المشاريع الأخري، فيتم تأجيلها للفصول القادمة، حيث تنتعش اللذات بين قضم الجسد واحتفائه بحرارة الشعر. بعدها تبدأ الرحلة من جديد، تشق طريقها لضروب أخرى من حيوات بريئـــــــــة .
حين تتقد الأفكار تشق البحار وتتسلق الجبال .
ــ لاشك أن للصيف وقع خاص في نفوس الأدباء ، فليسوا جميعا على نسق واحد من التفكير ، وبذلك فضبط أرائهم وافكارهم وخواطرهم تجاهه فيه من المتعة والاستئناس الكثير ، تعالوا معي في هذه الجولة الممتعة لنقرأ معا مايقوله الأدباء في الصيف :
طه حسين :
ـ أقبل الصيف ، وأقبل معه قيظ شديد مرهق لايصهر الأبدان وحدها ، ولكنه يصهر معها العقول ، ولعله يصهر مع العقول والأبدان بعض الأخلاق أيضا ، فيدفع قوما من الأمر إلى مالم يكونوا ليدفعوا اليه ، لو لم يشتد القيظ على أبدانهم ، وعقولهم ، وأخلاقهم ، فيمنعهم من الأناة والمهل ، ومن التفكير والتروية ، ومن ضبط النفس وتسليط العقل على الارادة حين يعلمون أو يقولون ، ولكني لم اكتب لأحصي آثار القيظ الشديد المرهق في أبدان الناس وعقولهم ، وأخلاقهم ، وإنما أريد أن اسجل هذا القيظ الشديد المرهق لاتستقيم معه الأحاديث عن الشعر القديم عامة وعن شعر الجاهليين خاصة ، فالأحاديث عن هذا الشعر تحتاج فيما يظهر إلى شيء من الراحة والهدوء ، والقدرة على التفكير المطمئن ، وهذا الفراغ الفني الذي يتيح للذوق ان يستأني ويتأمل ويسيغ الأشياء في غير جهد ولا مشقة ، ولا تعرض لهذا العناء السريع الذي نتعرض له ، حين يسلط الجو علينا هذا الحر الشديد.
عبدالحق بن رحمون
أصدقاء لنا من الأدباء سألناهم كيف قضوا فترة الصيف ، منهم من أكد بأنه لم يستطع الكتابة، نظرا لكونه كان يقضي فترة إجازته السنوية باكتراء شقة في إحدي المنتجعات السياحية، معللا ذلك بأن الكتابة الإبداعية تحتاج إلي الكثير من التفرغ والتأمل والعزلة عن العالم، حتي تأتي منسجمة مع طموح الإبداع والجدة فيما يكتب، وحتي لا تكون استرسالا وإنشاء فارغ من الإضافة، وآخرون علقوا علي هذا السؤال بكونهم كانت لهم مشاركات في مهرجانات ثقافية خارج بلدهم ، وخلالها قيدوا يومياتهم وهم ينتظرون العودة إليها لاعادة صياغتها ... وكتاب آخرون استغلوا فترة الصيف لإعادة ترتيب أعمالهم الأدبية والاتصال ببعض الناشرين كي يصدرونها في بداية .
الموسم الثقافي الجديد
وعلي ذكر الموسم الثقافي فقد بات من الواضح أن نتكلم من غير مرموز، هل فعلا يوجد دخول وخروج ثقافي وأن الأدباء لهم عطلة يتفرغون فيها لمشاغلهم الشخصية، ويهجرون أقلامهم وأوراقهم إلي بداية الموسم الثقافي الجديد، و في الوقت ذاته هل هناك استعدادات لهذا الدخول الثقافي، وبالمعني الأصح فإن بداية الموسم الثقافي عادة ما يرتبط بفترة بداية الموسم الدراسي والجامعي والسياسي، وكذا استئناف صدور أهم الملاحق الثقافية كما هو الشأن في المغرب ومثال التي تسهر عليهما صحيفتين ناطقتين بالعربية وهما الملحق الثقافي الأسبوعي لصحيفة الاتحاد الاشتراكي (ملحق فكر وإبداع) والملحق الأسبوعي لصحيفة العلم (العلم الثقافي)، وحين نتحدث عن هاذين الملحقين وذلك نظرا لكونهما يستقطبان أهم الأقلام الأدبية بالمشهد الثقافي المغربي، إلا أن الملاحظ عند استئناف هاذين الملحقين لا يغيران تبويبات صفحاتهما، حيث يظلان يحافظان علي نفس التبويبات وعدم الانفتاح علي أقلام جديدة التي عادة ما نجدها تنشر نصوصها في صحف و مجلات ودوريات عربية.
أراء مسترخية
وفي هذا الملف سنستطلع آراء بعض الكتاب ماذا يعني لهم الصيف، وهل من طبيعتهم أنهم يخصصون فصل الصيف للاسترخاء والراحة والاستجمام ... أو يمارسون رياضة التأمل من أجل شحن بطارية الخيال لليالي القارسة، أو تراهم يحولون كتبهم إلي مظلات تقيهم حر الشمس في الشواطئ، ويلتهمون أوراقها بنهم شديد مثل المرطبات والأيس كريم، وحول أجواء الصيف فبعض الكتاب الذين استفسرناهم في هذا الموضوع، سواء في مقابلة مباشرة معهم أو عبر الهاتف أو بواسطة الميسانجر أكدوا جميعهم بأن الصيف ماهو إلا تجسيد لأجمل اللحظات التي يمكن أن يعيشها الانسان بعد أن ينصرفوا لفترة نسيان هموم الحياة ومشاكلها، وأعباء العمل اليومي . ومن جهة أخري يبقي دائما السؤال العالق الذي يتحرج البعض في أن يفصح عنه ويعتبره من ضمن الخصوصيات والأسرار.:
الصيف....هل هناك كتب معينة يتم الرجوع إليها والتي تم اقتناؤها في لحظات سابقة .... وهل تحلو لك الكتابة في هذا الفصل الحار... أو تفرغت لإعداد مشاريع للموسم الثقافي المقبل....وهل كنت كلك ثقة مع نفسك بأن الصيف هو من يمنحك استعدادا للكتابة بشكل أفضل في باقي الفصول الأخري التي ستستقبلها ؟
ومن هذه الزاوية نقدم شهادات نخبة من الكتاب حول سؤال الملف والتي جاءت بسرعة ومن غير تردد علي الشكل التالي :
عين تعبر الحب بسفينة نوح
فاديا الخشين
شاعرة من لبنان تقيم في الدنمرك
الرمل المضطجع تحت جمال ينطق . ضجيج بأثداء برونزية وسيقان
هنا موسيقا الراب بلحمها ودمها هنا الرأس الحار، وجع يقهقه، وفرح يبكي إلي أن تمضي سويعاتنا من صخب الأجساد المتسعة امتدادا نحو الشمس، وانعتاقا من ضيق الجذور. يشتهي الحصي أن يكون أقداما للحب، ويشتهي السندس الأخضر أن يكون جسدك.
أنا من يطويني عيد الصيف في حمأته أدرك تماما بأن البلاغة تخمر... التفكير في الأدب و الحياة و الموت .
عبدالرحيم الخصار
شاعر من المغرب
بالنسبة لي الصيف دائما كان فصل كتابة و قراءة، وأنا أقرأ وأكتب أكثر في الصيف، فقط لأنني أكون في عطلة، عطلة طويلة نسبيا بالنسبة لرجل يشتغل في التدريس، أعدت قراءة أعمال قديمة أحبها، مثلما قرأت أعمالا جديدة، علي الأقل جديدة علي.أعددت مجموعة من المواد لجريدة النهار اللبنانية عن المشهد الثقافي المغاربي، و نشرت مجموعة من المقالات الصغيرة – مقالات رأي إذا أحببت – في جريدة القدس العربي و نشرت نصا في مجلة مصرية ومادة أخري في مجلة خليجية ومجموعة مواد في المساء المغربية، والأهم أني كنت أقرأ بعض القصص الأمريكية و الأمريكولاتينية والآسيوية.
قرأت أيضا أعمالا عربية مهمة
كـ : "عالم بلا خرائط" لمنيف وجبرا ، وقرأت رسائل فارغاس " إلي روائي شاب" ، كما أحضرت خمسة أعمال لمحمد خير الدين بالفرنسية و رواية "الحضارة أماه " لـ : إدريس الشرايبي، سأحاول قراءتها رغم فرنسيتي التي تبدو متواضعة جدا خصوصا أمام أعمال خير الدين . وقضيت فترة طويلة جدا في التفكير، التفكير في الأدب و في الحياة و في الموت دودة العقل وشجرة الحضارة.
خالد ساحلي
قاص من الجزائر
في الوقت الذي يتلهف فيه الناس للمصيف علي الشواطئ الذهبية، و النسيم المنعش للبحر و خضرة الغابات الحافة به، ثمة قارئ يبحر في صفحات كتاب، في قيض الصيف حيث يرتفع ضغط الدم ترتفع معه لذة السيرة لأحداث تاريخية لشخصيات قصصية أوروائية لكتاب قديم أو جديد، ارتفعت دراجة الحرارة هذا العام لحد لا يطاق في مدينتي" فج امزالة" في الجزائر ومع هذا تلظيت بدودة القراءة والكتابة التي نخرت عقلي وجعلتني أضحوكة للماريين من حولي، جعلتني محور أسئلة الحافين من حولي حول هذا الجنون. وجدتني في هذا الصيف وقد حالفني الحظ أن عثرت علي موسوعة الانثربولوجي الأمريكي رالف لنتون
1893- 1954" شجرة الحضارة " والتي يعالج فيها المؤلف موضوعات تخص تطور الإنسان منذ فجر ما قبل التاريخ حتي بداية العصر الحديث، الموسوعة كانت غور في أعماق حضارة الإنسان و ثقافته حقيقة لقد عوضتني عن رؤية سحر جمال البحر صديقي، لقد منحتني الموسوعة تجربة الإنسان القديم، هذا الصيف كان رحلة ممتعة في عمق الإنسان و طبائعه ومعتقداته، كان وقتا ممتعا مع الوصف الدقيق والمعرفة الجديدة للآخر الماضي، عثرت من خلالها علي تفصيلات وتحليلات أكملت بها بعض قصصي و كتاباتي، لقد أستقرأت الحاضر وما ينجم عنه من تفاعلات بعد الإسقاطات التاريخية التي تحصلت عليها من هذه الموسوعة، متعة القراءة لا تضاهيها متعة إنها نعيم العقل ولو كان تعب و شقاء لكنه متعة حقا لاتضاهيها متعة .. أفسح المجال للذات كي تلتقط أنفاسها.
مصطفي لغتيري
قاص من المغرب
بعد موسم حافل بالأنشطة الثقافية، استهلك مني كثيرا من الطاقة والجهد، بيتت النية- غب الصيف- لاستغلال الإجازة من أجل تغيير إيقاع الحياة، بعيدا عن هموم الثقافة ، فأفسح المجال للذات كي تلتقط أنفاسها و تنعم بلحظات من الاسترخاء ، هي- حقيقة- في أمس الحاجة إليها .. وهكذا ما إن أزف الصيف حتي حجزت
لأسرتي مكانا في مخيم ميموازا بضواحي مدينة أزمور القربية جدا من مدينة الجديدة ..جمعت أغراض السفر والتخييم، واستعددت كل الاستعداد لقضاء أيام استجمام ممتعة بعيدا عن هموم الثقافة وأشجانها .. حل موعد السفر، و أنا عازم علي هجر عالم الكتب والكتابة إلي حين، في غمرة هذه الأجواء المحتفية بالصيف لا أدري كيف تسللت يدي في غفلة مني نحو رواية "مائة عام من العزلة" لـ : غبريال غارسيا ماركيز، معللا لنفسي أخذها معي بأن إعادة قراءتها لن تكون متعبة، خاصة، وأنها المرة الرابعة التي سأعيد قراءها.. ثم ما لبثت أن امتدت يميني لرواية "ابنة الحظ" لـ : إزابيل ألليندي، وفي نفسي ذات الحجة السابقة، فإعادة قراءتها للمرة الثالثة لن تكلفتي شيئا من العناء.. اكتفيت بهذا القدر، وقد اكتسحني نوع من الفرح ، لأنني انتصرت - أخيرا- علي ذاتي، و لم أحمل معي في سفري كمًّا من الكتب كالعادة .. و أنا أهم بمغادرة البيت استرقت نظرة أخيرة نحو المكتبة، فإذا برواية "الأيام الخمسة الأخيرة من حياة رسول " للتركي تحسين يوجل تدعوني إليها بدلال لم أستطع مقاومته، فواسيت نفسي قائلا : " لا ضير في إضافتها"، معزيا إياها بذات الحجة .. لا مجال لمن اكتوي بنار الحرف أن يشفي من لوعتها الدائمة والمتجددة .. أقرأ نفسي لنفسي ، وأحاول تشكيل شرود ذاعـــــــــر منحدر.
مصطفي غلمان
شاعر من المغرب
في الصيف تستعيد الذات المبدعة مكامنها الارتيادية، تسوقنا الحواس الأخري، خارج معني الزمن، إلي الغياب ، حيث المعني ليس حدا من حدود (الطقس) بمعناه الأركيلوجي ، بل قطيعة من قطائع فضح الغوص ضد البوح، وضد الكمون، حيث جنون التيه، خلف الكتابة وبعدها.. أرسم خارطة للماء والهواء وحضارة " البطريق ". أقرأ نفسي لنفسي ، وأحاول تشكيل شرود ذاعر منحدر. قد أكون . وقد أختفي لكنني متواجد هاهنا، في المتن ، وفي المنعطفات الحاسمة لتاريخ الأفكار. أما المشاريع الأخري، فيتم تأجيلها للفصول القادمة، حيث تنتعش اللذات بين قضم الجسد واحتفائه بحرارة الشعر. بعدها تبدأ الرحلة من جديد، تشق طريقها لضروب أخرى من حيوات بريئـــــــــة .
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo