ألانحاسب على السنتيمات الزهيدة إن أخذناها بغير وجه حق ؟!...

ألانحاسب على السنتيمات الزهيدة إن أخذناها بغير وجه حق ؟!...

الأستاذ : محمد بن زعبـــــــار .

تحية حارة إلى الأحباب :
ربما ندين بالسبق والفضل إلى صاحب الفكرة والطرح الأول الأستا ذ : حسن خليفة ، الذي حاول جاهدا أن يحيلنا للنظر في محيطنا ، وفي الأشياء الملحقة بحياتنا ، والتي إن عريناها حتما نقدم الخدمة الكبرى لمجتمعنا، ولربما من خلالها أيضا نحاول أن نزرع في نفوسنا بعض السلوكات وبعض الفضائل المغيبة كليا أو نسبيا في تعاطينا ، وفي معاملاتنا .
لاشك أن الأحباب اعتادوا الذهاب إلى الأسواق لاقتناء حاجياتهم ، ويكاد يكون هذا الفعل يومي ، مثلا لو جئنا إلى شراء الخبز صبيحة كل يوم ، ونعلم بأن ثمن الخبز ربما يتفاوت من منطقة إلى أخرى ، ولكننا سنفرض بأنه وكما هو عندنا 7،50 دينار ، ، هل تصدقون معي أنني عندما أشتري مثلا ثلاث خبزات أو خبزة واحدة ، أن القائم على بيع الخبز سيعيد إلي ماتبقى من الدنانير كاملة .
اشك في الأمر ، فالذي حصل معي أنني قمت بإحصاء عدد المرات التي لم أخذ فيها حقي كاملا من دنانيري المتبقية أو الزائدة عن قيمة الخبز فوجدتها كثيرة .
أسأل الأحباب : لماذا نأخذ هذه السنتيمات التي لاتخصنا ، حتى وإن كانت زهيدة ؟ ربما نعتقد بأنها زهيدة وحتى أن صاحبها لايسأل عنها ، ولكن ألا يسأل عنها الله ؟
علمنا ديننا أن الانسان سيسأل عن مثقال ذرة ، فلانحقر الأشياء ونختلق لأنفسنا أعذارا واهية ، فبسلوكنا أعزائي نسيء إسارة مباشرة إلى جوهر عقيدتنا ومنطلق وحيينا .
تحضرني قصة واقعية بديعة فيها الكثير من العبرة مؤداها :
أن إماما مسلما انتقل إلى العمل بأحد المساجد في بريطانيا ، واعتاد أن يركب نفس الحافلة من منزله إلى مقر عمله ، وذات مرة دفع أجرة السائق وجلس ، فاكتشف أن السائق أعاد له عشرين بنسا زيادة عن المبلغ المفترض للأجـــــرة .
فكر الامام وقال في نفسه : إن علي إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقي ، ثم فكر مرة أخرى وقال في نفسه ، انس الأمر فالمبلغ زهيد وضئيل ، ولن يهتم به أحد ... كما أن الحافلات تحصل على الكثير من المال ، ولن ينقص عليهم شيئا هذا المبلغ ، وسأحتفظ بالمال ، وأعتبره رزقا من الله واسكت .
توقفت الحافلة عند المحطة التي يريدا الإمام ، ولكنه قبل أن يخرج من باب الحافلة فكــــر لحظة ، ثم مد يده وأعطى السائق العشرين بنسا ، وقال ، أعطيتني أكثر مما أستحق من المال !!!.
سأله السائق : لم أعدت هذا المبلغ الزهيد ؟ قال الإمام : لأنه ليس من حقي ، وأنا رجل مسلم ، والمسلم ملزم بأن يكون أمينا ، وأن لا يأخذ من مال غيره بغير حق ،حتى وإن كان مبلغا زهيدا ، ابتسم السائق وسأله ك الست الإمام الجديد في هذه المنطقة ؟ إني أفكر منذ مدة في الذهاب إلى المسجد ، لأنني احببت الإسلام وأفكر في اعتناقه والدخول فيه ، وقد أعطيتك المبلغ الزائد عمدا لأرى كيف سيكون تصرفك .
عندما نزل الإمام من الحافلة شعر بضعف ووهن في ساقيه ، وكاد أن يقع أرضا من هول الموقف !!! فاستند إلى أقرب جدار ، و نظر إلى السماء ودعا باكيا : ياالله كم قدمت للإسلام بعشرين بنسا ...!
نعم أيها الأحباب تخيلوا معي لو أن الإمام احتفظ بالبنسات الزهيدة لنفسه ولم يسلمها للسائق ، كيف سيكون موقف السائق؟
حتما سيغير نظرته تجاه الاسلام والمسلمين وبذلك لن يعتنق دينكم أيها الأحباب .

لاشك أنكم أدركتم قصدي من وراء هذا السرد .
أن المسلم مطالب بأن يكون عفيف النفس طاهر اليد ، ولا ياخذ ما لايعنيه من الأشياء حتى وإن كانت زهيدة أو حقيـــــــــــــرة . .

أنتظر تعليقاتكم
تقبلوا تحياتي...

السلام عليك أستاذي القدير ...بمجرد أن قرأت تلك القصة لإمام المسجد تذكرت يوم كنت تحكيها لنا وتوصينا ياجيل


الصاعد ....؟؟؟
أنا لا زلت أذكر تلك اللحظات التي مرت وتلك الخصال التي سعيت دوما الى ترسيخها في عقولنا
أعود اليوم لأراها على صفحات ضفاف الإبداع
وعلى أي شكل ؟ مقال عنوانه :..من أستاذي القدير
ألانحاسب على السنتيمات الزهيدة إن أخذناها بغير وجه حق ؟
دوما وبدون شك أعتبر مقالاتك في القمة كيف لا وأنت الذي علمني العربية الفصيحة ...كيف لا ؟ وأنت ابي الثاني ....هل يمكن للبنت ان تتنكر فضل ابيها عليها ...
اذا تنكرتها فسيتنكرها المجتمع أكيد
المهم تحياتي ومزيدا من التالق والغبداع على ساحة الضفاف
تقبل تعليقي هذا من صغيرتك التي تعشق ماتكتبه ...