مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
حوار أمام بيتي الصغير
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حوار أمام بيتي الصغير
[b]حوار أمام بيتي الصغير
بيتي الصغير الجميل يحتل موقعا استراتيجيا مزعجا ، فهو في قلب ترسانة مدارس و اكماليات ... و بيتي الصغير هذا الذي وضع في قائمة البيوت المنزلقة قبل عام 1971، و التي كان يجب إخلاؤها في ظرف سنة من ذلك التاريخ مازال لحد اليوم ، في القائمة نفسها ينتظر زلزالا صغيرا ... أو إعصارا خفيفا ... أو وابلا من الأمطار كالذي مرّ علينا منذ أيام...
بيتي الصغير هذا و أترابه من الصغار هنا، ينتظرون رحمة طبيعية ، و الغريب أنهم أبدا لم ينتظروا رحمة مسؤول ، لأن رحمته أو لفتته حلم غير وارد عند بيوتنا الصغيرة .
المهم أن بيتي هذا على ما يعانيه ، له امتياز وظيفي ، فمدخله ساحة مستطيلة مريحة للجلوس و السمر ... زد إلى أنها هادئة و أمنة يقصدها كل التلاميذ لإعداد واجباتهم المؤجلة ... و حل تمارينهم و وظائفهم المستعجلة... كما أنه مكان للتلاقي ... و للمواعيد ...
منذ أن التحقت بالبيت صارت عندي هواية مسلية ,,, و هي الاستماع لحديت و حوارات تلاميذنا ... هواية بسيطة و لكنها مؤلمة ... فعندما تلتقي بنات مدارسنا أستشعر ذلك قبل أن أسمعهن من خلال روائح العطور التي تدغدغ أنفي ... ثم ينطلق الحديث ، و غالبا يكون متصاعدا ...تبدأنه البنات بالموضة في اللباس و العطور و الماكياج ... ثم تحولنه مرة واحدة لسرد أحداث الأفلام التركية ( وفي فترة سابقة كانت الأفلام المكسيكية ) ...ثم تعممن الحديث عن الحب ... ثم تنفرد كل واحدة بتجربتها الخاصة ... ثم يأخذهن البوح لأبعد من ذلك ...........
أما تجمع ذكور مدارسنا فله نكهة أخطر ... معبقة بأنواع السجائر .. و الحشيش و الزطلة ـ كما اسمعهم يرددون ـ حتى أنني أصبحت أميز بعض الروائح ، و أخشى أن أدمن بعضها، و ربما أدمنت فعلا ...
أما حوارهم فمختلف ... فدائما يبدأ باستياء من المدرس فلان ، و من المزعجة المعلمة فلانة ... و الاستياء و الإزعاج غالبا سببه وظيفة منزلية ... أما حواراتهم فمثيرة جدا كحوار هذا الصباح ...
لأول مرة أسمعهم يتحدثون عن المستقبل و عن فائدة الدراسة ، ظننته حوارا معتدلا نهايته تربوية كالتي تغرسها فيهم المدرسة ، أو كالتي تمررها لهم أمهاتهم خوفا و حرصا .
ثم راحوا يتحدثون عن الكفاح للوصول إلى الثروة و المال ...
بداية الفكرة كانت إعجابا كبيرا بفلان ... و كيف أنه عاد عودة الأبطال و الزعماء ... كيف لا و تلاميذنا يعددون في أنواع هواتفه ... و مركات سياراته ... و أسعار أحذيته و جاكتاته ... ثم أخذوا يصيغون حوله و حول وجاهته الحواديت ... و أكثر ما أعجبوا به أنه خريج الثالثة أبندائي .. أو ربما لم يدخل مدرسة مرة ... أعجب تلاميذنا به و بثروته ... و بعضهم تمنى أن يكون مثله ... و بعضهم الأخر تمنى ربعه ... المهم أنهم تقاطعوا كلهم في أنه أنموذج العمر .
أنا مثلهم ربما تحسرت لحالي . و كدت أن أعجب بمسيرة كفاح هذا الأنموذج الذي دار حوله الحوار الطويل ... قبل أن أعرف بأن أنموذجهم هذا واحد عاد من السجن بعدما قبض عليه بتهم خطيرة أخفها التجارة في المخدرات ... ؟
عرفت هذا أيضا منهم ....و عرفت كيف عجزت مدرستنا ـ مع الأسف ـ في إخراج النماذج السوية التي تحسن رؤية الأشياء و تؤثر على نماذج الشارع دون أن تتأثر بها ... ثم فجأة تذكرت أنني معلمة ... و ساءني ذلك كثيرا، لأنني شعرت بأن هؤلاء التلاميذ بضاعتي بكل ما فيها من تشوه و إخفاق .
شعرت بحالي المتعب ... كيف لا و قد هلكني المنهاج ، و التوقيت حتى ضيعت جملة الفضائل التي كان معلمي يوما يغرسها فيّ و هو يقدم لي درس التربية الإسلامية ، أو حتى درس الحساب... مازلت أذكره عندما يقرن في مسائل الأسعار و التكلفة الدينار بكلمة الحلال ... ثم ينبهنا بذكاء و نحن منهمكون في حل المسألة بأن هذا التاجر طيوب و قنوع لأن الفرق بين تكلفة شرائه للسلع و تكلفة بيعها معقولة ... و لو كان الفارق كبيرا فلن يتأخر أيضا من أن يلحق به صفه الجشع و الطمع ....
متعب حالي و أنا أخرج تلميذي من القسم لأنه لم يحضر الدرس ... وأنسى أن أخرجه لأنه يحمل في محفظته علبة سجائر ...
متعب حالي و أنا أدرسهم عن الموارد الطبيعية و عن البيئة و التشجير و التصحر و .. و .... و لا أجد مكانا للحديث عن مستقبلهم ، و دورهم ، و عن نماذج أغرسها فيهم ليقتدوا بها في أحلامهم ....
متعب كل هدا ....و متعب جدا أن تسمع يأس هؤلاء الصغار من مستقبلهم عبر جدران بيتي الجميل الذي أتبث بأنه صلب البناء ... لا يمكن أن تهدمه عاصفة عندما لم تستطع حوارات تلاميذنا أن تهده ...
متعب فعلا هذا الإخفاق في إعداد حاضرنا و مستقبلنا المنشود .
سهام بوخروف
من داخل بيتي الصلب
بوخروف سهام- عضو نشط
- عدد الرسائل : 121
نقاط : 162
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
رد: حوار أمام بيتي الصغير
استوقفني قولك : شعرت بأن هؤلاء التلاميذ بضاعتي بكل مافيها من تشوه وإخفاق .
لماذا لم يحصل هذا التشوه والاخفاق يا " سهام " قبل الأن ، اقصد في السنوات الماضية من التعليم ، وماالذي أوصل تفكير التلاميذ الأن إلى هذا المستوى الأخذ في السلبية ؟
ربما اعزى التلاميذ الأمر إلي سليتنا نحن المعلمين ، وربما ايضا قد فقدوا المحظن الدافئ في بيوتهم ، وفقدوا معه المرشد والموجه والناصح ، الذي كان موجودا وبشكل كبير في بيوتنا العامرة بالدفء خلال تلك الأيام .
سلامي الحار .
لماذا لم يحصل هذا التشوه والاخفاق يا " سهام " قبل الأن ، اقصد في السنوات الماضية من التعليم ، وماالذي أوصل تفكير التلاميذ الأن إلى هذا المستوى الأخذ في السلبية ؟
ربما اعزى التلاميذ الأمر إلي سليتنا نحن المعلمين ، وربما ايضا قد فقدوا المحظن الدافئ في بيوتهم ، وفقدوا معه المرشد والموجه والناصح ، الذي كان موجودا وبشكل كبير في بيوتنا العامرة بالدفء خلال تلك الأيام .
سلامي الحار .
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
رد: حوار أمام بيتي الصغير
بســــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا أختنا الفاضلة سهام ، أحب المعلمين وأنا منهم ، كنت مساعدا ثم مدرسا وأخيرا مديرا متقاعدا من سنة 2004 في إطار التقاعد المسبق والحمد لله لقد أرحت واسترحت من التعليم ومشاكل التعليم ، عاصرت مدرسة - مالك وزينة - ثم الأساسي
- مصطفى وليلى - حفظهما الله ، ولكن بن بوزيد هذا أتعب الخلق كثيرا وتلذذ بعذاب الأباء والأمهات والتلاميذ والتلميذات............
لا علينا ، منزلك البسيط هذا الذي استطاع أن يصمد في وجه كل العوامل الطبيعية لهو جدير بالإحترام ، أما فناؤه الجميل الذي تؤمة التلميذات بروائحن العطرة ويتجاذبن فيه أطراف الحديث....فهو يعتبر ناديا مروحا عن لأطفال فلك الأجر إن شاء الله....
أما الأطفال الذكور بروائحهم الكريهة المنبعثة من ملابسهم وأفواههم ، رائحة النيكوتين......
فهي والله مصيبة من جملة المصائب التي تكتنف شبابنا وتنخر قواه الجسمية والعقلية ،
وما أصبحت تهمهم الدراسة بقدر ما تهمهم المظاهر الزائفة الخداعة والربح السريع من الحرام ، فهم في الحقيقة يقلدون الكبار ولا ضير ، فجل الكبار لا يعيرون للعلم ولا للمعلم أي إهتمام....وهذا في الحقيقة راجع لغياب الوازع الديني ، حيث قال ذات مرة بن بوزيد لقد أسقط من البرنامج أو المنهاج فقه الجنائز ويقصد مادة التربية الإسلامية ولا لوم عليه فكل إناء بما فيه يرشح .
من خلال تجربتي طيلة 33 سنة أقول أن هناك حلقة ضائعة ومفقودة بين المربي وتلاميذته ألا وهــــــــــــي التواصل ، وهذا التواصل يمكن أن ينمى عن طريق الأعمال المكملة للمدرسة من أندية وأنشطة ثقافية ورياضية ورحلات .....لقد جربت هذه الأنشطة ووجدتها توطد العلاقة بين المعلم والمتعلم وتفرض على التلميذ بمختلف المستويات احترام المعلم وتجعل التلميذ ايضا ينقاد إنقيادا أعمى لمعلمه ، أضف الى ذلك زيارت المرضى منهم في بيوتهم ومنحهم بعض الهدايا البسيطة كقطع الحلوى والشكلاطة ، والوقوف بجانبهم والعمل على حل مشاكلهم......أقول بكل إختصار أن المعلم المربي هو يربي الصغار والكبار......
هو في الحقيقة أسلوب جد مفيد ولكن بتطلب الصبر والبرمجة - أقول : جربي وسوف ترين النتائج -
كان الله في العون..........وما ضاع حق وراءه طالب ، تحياتي.
السلام عليكم يا أختنا الفاضلة سهام ، أحب المعلمين وأنا منهم ، كنت مساعدا ثم مدرسا وأخيرا مديرا متقاعدا من سنة 2004 في إطار التقاعد المسبق والحمد لله لقد أرحت واسترحت من التعليم ومشاكل التعليم ، عاصرت مدرسة - مالك وزينة - ثم الأساسي
- مصطفى وليلى - حفظهما الله ، ولكن بن بوزيد هذا أتعب الخلق كثيرا وتلذذ بعذاب الأباء والأمهات والتلاميذ والتلميذات............
لا علينا ، منزلك البسيط هذا الذي استطاع أن يصمد في وجه كل العوامل الطبيعية لهو جدير بالإحترام ، أما فناؤه الجميل الذي تؤمة التلميذات بروائحن العطرة ويتجاذبن فيه أطراف الحديث....فهو يعتبر ناديا مروحا عن لأطفال فلك الأجر إن شاء الله....
أما الأطفال الذكور بروائحهم الكريهة المنبعثة من ملابسهم وأفواههم ، رائحة النيكوتين......
فهي والله مصيبة من جملة المصائب التي تكتنف شبابنا وتنخر قواه الجسمية والعقلية ،
وما أصبحت تهمهم الدراسة بقدر ما تهمهم المظاهر الزائفة الخداعة والربح السريع من الحرام ، فهم في الحقيقة يقلدون الكبار ولا ضير ، فجل الكبار لا يعيرون للعلم ولا للمعلم أي إهتمام....وهذا في الحقيقة راجع لغياب الوازع الديني ، حيث قال ذات مرة بن بوزيد لقد أسقط من البرنامج أو المنهاج فقه الجنائز ويقصد مادة التربية الإسلامية ولا لوم عليه فكل إناء بما فيه يرشح .
من خلال تجربتي طيلة 33 سنة أقول أن هناك حلقة ضائعة ومفقودة بين المربي وتلاميذته ألا وهــــــــــــي التواصل ، وهذا التواصل يمكن أن ينمى عن طريق الأعمال المكملة للمدرسة من أندية وأنشطة ثقافية ورياضية ورحلات .....لقد جربت هذه الأنشطة ووجدتها توطد العلاقة بين المعلم والمتعلم وتفرض على التلميذ بمختلف المستويات احترام المعلم وتجعل التلميذ ايضا ينقاد إنقيادا أعمى لمعلمه ، أضف الى ذلك زيارت المرضى منهم في بيوتهم ومنحهم بعض الهدايا البسيطة كقطع الحلوى والشكلاطة ، والوقوف بجانبهم والعمل على حل مشاكلهم......أقول بكل إختصار أن المعلم المربي هو يربي الصغار والكبار......
هو في الحقيقة أسلوب جد مفيد ولكن بتطلب الصبر والبرمجة - أقول : جربي وسوف ترين النتائج -
كان الله في العون..........وما ضاع حق وراءه طالب ، تحياتي.
مواضيع مماثلة
» الى كل اخت////خمسون فكرة .. أخدم بها الإسلام من بيتي!
» اعرف ما تقرأ ايها الصغير
» حوار الصمت
» مخاطر الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر
» * خيبة أمل جزائرية بعد الخسارة أمام سلوفينيا ...
» اعرف ما تقرأ ايها الصغير
» حوار الصمت
» مخاطر الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر
» * خيبة أمل جزائرية بعد الخسارة أمام سلوفينيا ...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo