ضفاف الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ضفاف الكلمة الجميلة و المعبرة

اليومــــــــــية
مـــــــــــــــــــــواعظ


من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن
النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
اذاعة القرآن الكريـــــــم

موقع الأنين

أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


فضاءات مميزة

المواضيع الأخيرة
» استصدار قرارات توقيف تطال بوخلخال..علجية عيش والقزم الرئيييييييييييششششش
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع

» المتألقه ياسمين ابراهيم
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع

» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo

» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع

» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo

» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo

» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo

» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo

» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo

» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo

» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo

» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo

» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo

» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo

» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
وضعية التعليم في الجزائر I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo

ضفاف الابداع
زوارنا من كل مكان
free counters
بطاقات اسلامية


أدعية رمضانــــــــــية

وضعية التعليم في الجزائر

اذهب الى الأسفل

وضعية التعليم في الجزائر Empty وضعية التعليم في الجزائر

مُساهمة من طرف laanani السبت أبريل 17, 2010 1:23 pm

الأستاذة عائشة بوثريد
مديرة ثانوية الأختين فضيلة سعدان-قسنطينة




مقدمة:



كان التعليم -منذ اليوم الأول للاحتلال سنة 1830، مشكلة كبيرة بالنسبة للمستعمر، وحاول الكثير من الساسة الفرنسيين إيجاد الجواب للسؤال المعضلة: هل نعلم الجزائريين لإثبات نظرية "فرنسا حاملة مشعل الحضارة والرقي؟" أم نبقي على الجزائريين جهلهم وبالتالي تفادي استفاقة محتملة وانتفاضة حتمية.

وعلى هدي هاتين النظريتين ظلت سياسة التعليم في الجزائر المحتلة متأرجحة مضطربة غير واضحة المعالم.

وفي المقابل هبت الجمعيات المحلية والوطنية منذ العقد الأول من القرن الماضي لفتح المدارس الحرة لتعليم أبناء البلاد، وعند اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 كان التعليم العربي الحر في أوج نشاطه وحيويته تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وغيرها من الجمعيات المحلية في ربوع الوطن.

وقد بادرت السلطات الفرنسية لغلق المدارس ومصادرة مقرات بعض الجمعيات وسجن الكثير المعلمين، ومع ذلك فقد استمر هذا النوع من التعليم يؤدي مهامه خاصة في المدن.

ومنذ سنة 1956 أخذ قادة الثورة يهتمون بشؤون التعليم ويقومون بتنظيمها خاصة في القرى والأرياف المتضرر الأكبر من الاحتلال وعساكره.


كان التعليم العربي الحر[1] في أوج نشاطه وحيويته عند اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، وبعد فترة من الشك والحيرة حول أبعاد هذه الحركة الثورية، هل هي مجرد انتفاضة شعبية مؤقتة؟ أم ثورة حقيقية شاملة طويلة المدى هدفها التحرر من ربقة العبودية والاستعمار؟ في هذا الوضع المحفوف بالشك والاستفهامات ضاعفت سلطات الاحتلال من إجراءاتها القمعية وعاش المجتمع الجزائري وضعا جديدا تتنازعه قوتان: الاستعمار والثورة.

انعكست هذه الوضعية على التعليم العربي الحر بطبيعة الحال وكان أول ضحية لذلك مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومعهدها[2] حيث عُطلوا جميعا منذ سنة 1957.

وبقيت جمعيات أخرى تشرف على بعض المدارس، التي ظلت تؤدي مهمتها في جو من الخوف والمداهمات المفاجئة من طرف الجيش الفرنسي والاعتقالات لبعض معلميها، غير أنها بقيت مفتوحة تحت أغطية مختلفة ووفرت لبعض أبناء الجزائريين قسطا من التعليم نجوا بفضله من ظلمات الجهل وضياع الشوارع.

وقد دعا بعض زعماء الثورة إلى مقاطعة المدارس الفرنسية خاصة تلك التي تشرف عليها الفرق الإدارية المختصة (S.A.S)[3] (هُوجمت بعض هذه المدارس وحُرقت)، كما صدر الأمر للأولياء يمنع أبنائهم من المشاركة في المخيمات الصيفية التي كانت السلطات الفرنسية تقيمها هنا وهناك في محاولة لكسب بعض الأهالي.

وفي نهاية شهر ماي من سنة 1956 صدر الأمر من قادة جبهة التحرير الوطني إلى الثانويين والطلبة والجامعيين بالدخول في إضراب مفتوح عن الدراسة، ومقاطعة الامتحانات[4]، وقد شهدت هذه الفترة التحاق عدد كبير من الطلبة بالثوار في الجبال، غير أن هذا القرار لم يلق الموافقة من كل قادة الثورة، فقد كان هناك من يرى بأن هؤلاء الطلبة سيكونون إطارات الغد بعد الاستقلال، وبالتالي فإن مكانهم الطبيعي على مقاعد الدراسة وليس في الجبال.

وسيكون تناول هذا الموضوع من خلال النقاط الآتية:

1. وضعية التعليم في المدن.

2. مدارس جمعية الحياة الإسلامية.

3. المؤسسة الجزائرية للتعليم باللغة العربية واللغة الفرنسية.

4. نظام المدرسة.

5. الجمعية الإسلامية من أجل تعليم الأطفال المسلمين بقسنطينة.

6. التعليم في القرى والأرياف.

7. مصلحة الأوقاف أو لجنة أملاك الوقف.

8. البرامج والمواقيت.



1- وضعية التعليم في المدن:

يبدو أن المشهد التعليمي أثناء الثورة في المدن يختلف عنه في القرى والبوادي، ففي المدن استمرت المدارس والثانويات والجامعة ومؤسسات التكوين المهني الرسمية (أي الفرنسية) في عملها مع التغير المعروف في سياساتها التعليمية وتأرجحها بين فتح الباب على مصراعيه لقبول أبناء الجزائريين أو فتح جزئيا لطبقة معينة منهم.

كما واصلت مدارس التعليم العربي الحر - التي سلمت من المصادرة والغلق - أداء مهمتها كل حسب إمكانياتها وظروفها ومن هذه المدارس:

2- مدارس جمعية الحياة الإسلامية:

تأسست جمعية الحياة الإسلامية في قسنطينة وقدمت ملف اعتمادها للسلطات المسئولة بتاريخ 31 مارس 1951، وتم اعتمادها بصفة رسمية بتاريخ 06 أفريل 1951 [5]

يتكون قانونها الأساسي من ثلاثة فصول واثنتي عشرة مادة توضح أهداف الجمعية، وتشكيلة جمعيتها العامة، ومكتبها الإداري وأهدافها الأساسية وهي: نشر التعليم والعناية بتدريس القرآن الكريم واللغة العربية، وقد أشرفت الجمعية على مدرستين للتعليم العربي الحر: الأولى في سيدي فتح الله وكانت مدرسة قرآنية على النمط التقليدي، ومن معلميها الشيخ ابن صويلح عبد الحفيظ الجنان، والشيخ بوالنعمة الذي عمل بها سنة (1959/1960)، والمقر ملك لعائلة حباطي وهو مغلق الآن[6].

والثانية مدرسة الجزارين وهي مدرسة عصرية[7]، من معلميها الشيخ محمد الزاهي رحمه الله.

وبعد اندلاع الثورة الجزائرية وقيام السلطات الفرنسية بغلق المدارس التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تقدم السيد غيموز، رئيس المكتب الإداري لجمعية الحياة الإسلامية، برسالة للسلطات الفرنسية يطلب فيها السماح لجمعيته بفتح ملحق للتدريس في مكتب سيدي بومعزة[8] (26 نهج الشيخ عبد الحميد بن باديس حاليا) وفي نفس الوقت يشعر السلطات بغلق مدرسة نهج سيريني وكان ذلك بتاريخ 13 فيفري 1958، وبعد استشارة المصلحة المختصة بشؤون الأهالي، تمت الموافقة على استعمال جمعية الحياة الإسلامية لسيدي بومعزة كمدرسة لتدريس القرآن والتربية الإسلامية واللغة العربية بتاريخ 28 مارس 1958 [9].

3- المؤسسة الجزائرية للتعليم باللغة العربية واللغة الفرنسية:

تأسست هذه الجمعية في تاريخ 26 أوت 1954 بمدينة قسنطينة[10]، وتم الإعلان عنها في الجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية العدد رقم 237 بتاريخ 10 أكتوبر 1954 الصفحة رقم 9516 وجاء في نص الإعلان:

"في أول أكتوبر 1954 تأسست في عمالة قسنطبنة المؤسسة الجزائرية لتعليم اللغة العربية واللغة الفرنسية" وهدفها "فتح مدارس تقدم تعليما ابتدائيا باللغة العربية واللغة الفرنسية موجها للأطفال، كما تقدم تعليما مكملا مهنيا"[11].

ولا يختلف قانونها الأساسي عن باقي الجمعيات عدا في مادته الثالثة حيث ينص على أن نشاط الجمعية يمكن أن يمتد عبر عمالة قسنطينة وقد يشمل القطر كله، وتشكل مجلسها الإداري من ثلاثة عشر عضوا تحت الرئاسة الشرفية للدكتور ابن جلول محمد الصالح[12].

ويلاحظ أن ملف تكوين الجمعية قد أرسل إلى مصالح عامل العمالة ( الوالي حاليا) بتاريخ 26 أوت 1954، هذه المصالح التي لم تكن تستطيع اتخاذ قرار الموافقة أو عدمها إلا بعد موافقة مصلحة أخرى هي " مصلحة العلاقات لشمال إفريقيا" (S.L.N.A)[13].

وقد وافقت هذه المصلحة على الجمعية بتأريخ 15 سبتمبر 1954، ومما جاء في قرار الموافقة "...إن هدف هذه المؤسسة هو تمكين أولياء التلاميذ من الحصول على المنح العائلية لأبنائهم المسجلين في مدارسها"[14].

لقد أنشأت هذه الجمعية مدرسة واحدة وهي المدرسة المعروفة في قسنطينة بمدرسة "ابن جلول" وبدأت بقسم واحد في عمارة من أملاك الدكتور ابن جلول[15]، تقع في نهج الرامي السابع (نهج ابن جلول الآن) في الحي العربي سيدي الجليس، وتولى شؤون الإدارة والتعليم فيها السيد بالميلي سي الحواس، وتطورت المدرسة بعد ذلك وازداد عدد أقسامها، خاصة بعد ضم المحلات المجاورة والتي كانت تمارس فيها بعض الصناعات التقليدية، كما استفادت من خدمات عمال مدرسة علي خوجة الرسمية المجاورة لها (متوسطة محمد الزاهي حاليا).





4- نظام المدرسة:

تستقبل المدرسة الأطفال في سن الدراسة (السادسة فما فوق) في توقيت كامل أي من الثامنة إلى الثانية عشر صباحا، ومن الثانية بعد الظهر حتى الخامسة مساء، أما البرامج والكتب والحجم الساعي للمواد فهو نفس النظام الذي كان معمولا به في مدارس جمعية العلماء، ومدة الدراسة ست سنوات تتوج بامتحان "شهادة الدروس الابتدائية" هذا الامتحان الذي كان يجري تحت إشراف لجنة خاصة تتكون من أساتذة ومعلمين من مدرسة التربية والتعليم (قبل غلقها) والمعهد الكتاني، ومدرسة السلام (كانت تحت إشراف جمعية السلام)[16]، وفي هذا إرضاء لجميع الأطراف والانتماءات.

بقيت المدرسة تمارس نشاطها التعليمي حتى الاستقلال حيث ضمت لوزارة التربية الوطنية وأصبحت تدعى "مدرسة النهضة" إلى سنة 1981 حيث تم غلقها لعدم وجود العدد الكافي من التلاميذ بسبب عمليات ترحيل السكان بعد انهيار مساكنهم في المدينة القديمة، ومدرسة "النهضة" أو "ابن جلول" اليوم خرابا، منزوعة الأبواب والنوافذ، مهدمة الجدران، مهملة، بعد سبعة وعشرين سنة من العمل والنشاط؟.

5- الجمعية الإسلامية من أجل تعليم الأطفال المسلمين بقسنطينة:

تأسست هذه الجمعية في 25 أفريل 1959 وأُعلن عنها في الجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية في العدد 124 الصادر بتاريخ 31 ماي 1959 في الصفحة رقم 5516، وجاء في وصل الاستلام الصادر عن الحاكم العسكري لمنطقة الشمال القسنطيني الممارس للسلطات المدنية في عمالة قسنطينة أنه "تسلم من السيد ابن المعطي محمد، قائد منتدب لدار عمالة قسنطينة، تصريح مؤرخ في 25 أفريل 1959 يعلن فيه عن تكوين "الجمعية الإسلامية من أجل تعليم الأطفال المسلمين في قسنطينة" وهدفها تعليم الأطفال المسلمين غير المتمدرسين (في المؤسسات المدرسية الرسمية الفرنسية بطبيعة الحال)[17].

ويحتوي القانون الأساسي لهذه الجمعية على أربعة فصول تتكون من مجموعة من المواد، ففي الفصل الأول وبعد الإشارة إلى اسم الجمعية وأهدافها، تأتي المادة الثالثة لتحدد "أن الدروس تكون ابتدائية للصغار ودروس للكبار"، وتذكر المادة الرابعة "أن الجمعية ليست دينية ولا سياسية" ((Laique et apolitique .

ويحدد الفصل الثالث مالية الجمعية كما يلي :

المادة 10: يمول صندوق الجمعية من الهبات والاعتمادات المالية الإدارية Subventions Administratives.

المادة 11: تؤجر الجمعية مدرسة ابن باديس الموضوعة تحت الحجز (Sous séquestre) بالقرار رقم 171/572 بتاريخ 03 سبتمبر 1957.

وهكذا تم فتح مدرسة التربية والتعليم التي أصبحت تعمل تحت إشراف الجمعية الجديدة، وتقدم دروسا بالعربية والفرنسية، وعين مديرh لها السيد فتوي عبد الحفيظ وهو أستاذ للأدب العربي وخريج جامعة السربون بفرنسا.

وفي يوم 28 فيفري 1961 عقد المجلس الإداري جلسة عامة حُلت فيها الجمعية، بسب ضرورة تسليم مقرها - مدرسة التربية والتعليم- والتي كانت موضوعة تحت الحجز، كما تقدم، إلى مصالح رئاسة جامعة الجزائر التي أصبحت المشرفة على تسييرها، كما تقرر تصفية حساب الجمعية وغلق حسابها الجاري البريدي وصب محتوياته في حساب مكتب الأعمال الخيرية لمدينة قسنطينة.

وبالموازاة مع هذه الجمعيات التعليمية، كان هناك العديد من الجمعيات الثقافية والفنية والكشفية والرياضية، تعمل كلها في مدينة قسنطينة، خلقت جوا من النشاط والحيوية، وبعثت بين السكان نفسا جديدا من الثقة والمعنويات العالية، رغم ظروف الاستعمار والكفاح المسلح، منها مثلا:

جمعية النهضة للمسرح والأعمال الفنية.

جمعية الإقبال خاصة بالكشافة.

جمعية الهدى وتهتم بالشؤون العلمية والتربوية.

جمعية الرجاء خاصة بالكشافة كذلك، ومازالت تنشط حتى اليوم.

المنوبية جمعية موسيقية فنية.

جمعية الهلال، جمعية موسيقية كذلك.

جمعية الصباح خاصة بالكشافة كذلك.

الهلال التمثيلي القسنطيني.

الشباب الفني، وغيرها.

6- التعليم في القرى والأرياف:

ظلت المدارس الفرنسية هي المسيطرة على الوضع التعليمي في القرى والبوادي حتى انعقاد مؤتمر الصومام بتاريخ 20 أوت 1956 الذي صدرت عنه قرارات هامة فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية لمواطنين بصفة عامة وتنظيم التعليم بصفة خاصة، بل إن بعض القيادات في الولايات[18] بدأت تسعى في إيجاد منح وأماكن للدراسة لبعض الطلاب في تونس والمغرب ومصر والعراق وسوريا ودول أوروبية أخرى.

وقد أسس الشهيد عميروش (استشهد سنة 1959) بنفسه مدرسة في مدينة تونس جعلها داخلية وأنفق عليها أموالا طائلة وبعث إليها بمئتي (200) من أبناء القبائل الكبرى ليجاهدوا في تحصيل العلم كما يجاهد آباؤهم في سبيل الاستقلال[19].

كما شرع أفراد من جيش التحرير الوطني منذ سنة 1956 في تنظيم دروس مسائية للرجال والنساء يقدمها معلمون من الجنود، وكانت الدروس تتضمن برنامجا لمحو الأمية بالعربية وكذلك برنامجا خاصا لرفع المستوى السياسي لدى الجماهير والتعريف بتاريخ الجزائر وتوجيه الكفاح الوطني[20].

7- مصلحة الأوقاف أو لجنة أملاك الوقف:

انبثقت عن مؤتمر الصومام ومهمتها تعيين المدرسين في المدارس وأئمة المساجد وإعداد البرامج والكتب المدرسية لمختلف المستويات التعليمية، كما تتولى أيضا إدارة شؤون المدارس، ويُكلف المعلم، إضافة إلى مهنته الأساسية، بتسجيل الوثائق الإدارية المختلفة، كالولادات والعقود وحل النزاعات المختلفة، وقد تعاظم دور المعلم في هذا الميدان خاصة بعد أن منعت الثورة المواطنين من الاتصال والتعامل مع الإدارة الفرنسية[21].

وقد خصصت جبهة التحرير راتبا شهريا للمعلمين تقديرا وتشجيعا لهم يقدر بحوالي 10.000 سنتيم (100دج)[22] .

وكان جيش التحرير الوطني يعتبر من الواجب الملح تعليم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشر، ولذلك وضع ابتداء من سنة 1956 برنامجا للبناءات المدرسية يهدف إلى تزويد كل قرية بمدرسة، وبُرمجت حوالي 120 مدرسة لكل ولاية، وإن كان البناء متواضعا (قاعدة واحدة طولها عشرة أمتار وعرضها ستة، وارتفاعها ثلاثة) فقد سمح في نهاية سنة 1957 بإنجاز أربعين في المائة من البرنامج المسطر.

وفي نفس الوقت كان جيش التحرير كذلك يقوم بتوزيع الملابس على التلاميذ بالإضافة إلى الكتب والكراريس، وعلى سبيل المثال فقد وزعت الولاية الرابعة في شهر أوت من سنة 1957 ألف بدلة على الأطفال.

وعند نهاية مرحلة التعليم الابتدائي فإن أحسن التلاميذ - كانوا يرسلون إلى الخارج لإتمام تكوينهم خاصة في الشُعب العلمية والتقنية - إذا وافق الأولياء على ذلك - وهكذا فقد تم تكوين المئات من الأطفال سواء من أبناء المواطنين في داخل البلاد أو من اللاجئين[23].

وقد أعطت هذه المدارس القرآنية العصرية نتائج هامة خاصة في الولاية الثالثة

- مهد المدارس الفرنسية الأولى والحملات التبشيرية - إذ تقرر في هذه الولاية منذ سنة 1957 أن تتولى كل قرية تنظيم تعليم أطفالها البالغين سن الدراسة من الجنسين، وقد سُجل في محضر اجتماع مسؤولي منطقة القبائل بتاريخ 12 سبتمبر 1957، تعليم الجنود اللغة العربية ساعتين في اليوم وثلاثة أيام في الأسبوع، أي بمعدل ست ساعات أسبوعيا[24].

وقد بلغت هذه المدارس درجة كبيرة من الانتشار جعلت المكتب الثاني الفرنسي يسجل في تقريره لشهر جويلية 1958 "إن عدد المتعلمين في مدارس الثوار في بلاد القبائل يكاد يقترب من عدد المسجلين في المدارس العسكرية الفرنسية[25].

ويلاحظ نفس الوضع في الولاية الأولى (الأوراس) تحت إشراف الحاج لخضر[26] إذ تذكر الاستعلامات الفرنسية بأن الدروس كانت تقدم تقريبا في جميع قرى المنطقة.

وتذكر جريدة الثورة (جريدة الولاية الثالثة) بأن جيش التحرير الوطني قد أخذ في تطوير المدارس القرآنية القديمة متخذا كنموذج مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد جاء في نفس الجريدة عدد نوفمبر 1958 "لقد تم إنشاء مصلحة ثقافية مهمتها تطوير التدريس في المدارس القرآنية وإدراج تدريس التاريخ والجغرافيا مع التربية الوطنية حتى أصبح منظر التلاميذ وهم يسيرون في صفوف منتظمة مرددين الأناشيد الوطنية أمرا عاديا ومألوفا"[27].

وفي سنة 1957 جاء في تقرير للولاية الرابعة أنها أنشأت مائة وعشرين (120) مدرسة، وقد سجل أكبر عدد لهذه المدارس في الولاية الأولى في منطقة شمال الأوراس، وفي ربيع سنة 1961 في غابة بني ملول وُجدت جماعة من التلاميذ تتكون من ستين (60) طفلا إلى ثمانين (80) كانوا يقيمون في المدارس بصفة داخليين تحت إشراف معلميهم، وكانت الدراسة يومية، وفي حالة الإنذار بوجود غارة جوية أو هجوم عسكري أُعطيت تعليمات للأطفال بالتفرق في أرجاء الغابة في مجموعات لا تتجاوز الخمسة إلى ستة أطفال.

وكانت الداخلية عبارة على نفق تحت الأرض casemate حيث يقيم المعلم والأطفال وتوجد محلات للبنات وأخرى للذكور، ويتولى المعلمون شؤون تغذية هؤلاء التلاميذ من المبالغ المالية التي يتلقونها شهريا والتي تتراوح من مائة إلى مائة وعشر فرنكات جديدة.

8- البرامج والمواقيت:

لا يختلف التوقيت في مدارس الثورة عن غيره من المدارس الأخرى، فبالنسبة لأقسام الأطفال الصغار (المستوى التحضيري تقريبا) يدرسون خمسة وعشرين (25) ساعة أسبوعيا منها أربع (04) ساعات مخصصة لدراسة القرآن الكريم أي 30.16% من مجمل التوقيت، مع التركيز على الجانب الديني في المنهاج: - لغة، حديث، تاريخ إسلامي - أما المحفوظات فكانت كلها أناشيد وطنية.

أما الأقسام المتوسطة فقد خصصت لها ثلاثون (30) ساعة أسبوعيا منها:

ست ساعات: قرآن كريم.

ساعة ونصف: تربية دينية.

ساعتان: سيرة نبوية.

وخصصت الساعات الباقية للمواد الأخرى: القراءة، الإملاء، النحو، الحساب[28] .

وهكذا كان نشر التعليم العربي بين الأطفال الجزائريين في المدن وفي القرى، الشغل الشاغل للمدنيين والعسكريين من الوطنيين في جميع المراحل التي قطعتها الجزائر من الاحتلال حتى الاستقلال، ومهما اختلفت الأهداف وتباينت الغايات، تبقى النتيجة المرجوة واحدة، وهي إزالة ظلال الجهل وظلامه عن أبناء الجزائر وبناتها.

وإذا كانت الجزائر تعتز بالمنجزات العلمية والثقافية التي حققتها غداة الاستقلال، فإن القاعدة التي وضعتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وغيرها من الأحزاب والجمعيات والقيادات العسكرية لجيش التحرير الوطني، والسياسية لجبهة التحرير الوطني في بعث اللغة العربية ونشرها، كانت لها انعكاسات فعالة في دفع عجلة التعريب والتعليم العربي في الجزائر في السنوات العشر الأولى للاستقلال، وإليها يرجع الفضل في تكوين النخبة المفكرة التي حملت رسالة العلم والثقافة فيما بعد للجيل اللاحق.














[1] - هو التعليم الذي كانت تشرف عليه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وبعض الجمعيات المحلية الأخرى.


[2] - معهد عبد الحميد بن باديس أسسته الجمعية سنة 1947 ليستقبل أبناء المدارس الذين أنهوا تعليمهم الابتدائي لمواصلة دراستهم الثانوية.


[3] - Section d'Administration Spécialisée .


[4] - حول هذا الموضوع صدر مقال في جريدة المجاهد بعنوان "إن الجثة لن تكون متميزة إذا كانت حاملة لشهادة عليا" في نهاية شهر جوان من سنة 1956. وقد ذكر النص كاملا الكاتب GILBERT MEYNIER


[5] - كان مقرها في سيدي فتح الله رقم 12 نهج هنري ناميا Henri Namia (عبد الحميد بن يمينة حاليا)


[6] - عند كتابة المقال 2006.


[7] - تقع في رقم 02 نهج سيريني Serigny (كمال بالوصيف حاليا).


[8] - أول مكتب عصري تأسس في قسنطينة سنة 1922 وتولى التعليم فيه محمد الشريف الصائغي ولما غادره سنة 1925 خلفه الشيخ مبارك الميلي بعد عودته من الأغواط، وكان مديره الشيخ عبد الحميد بن باديس.


[9] - أرشيف ولاية قسنطينة، الجمعيات، العلبة 1/12.


[10] - مقرها في رقم 02 نهج الرامي السابع Rue Du 7éme Tirailleur (نهج ابن دلول عبد المجيد اليوم)


[11] - أرشيف ولاية قسنطينة، الجمعيات، العلبة 2/12.


[12] - كان الدكتور ابن جلول (1897/1985) طبيبا وسياسيا بارزا في الحركة الوطنية الجزائرية.


[13] - تأسست هذه المصلحة بعد الحرب العالمية الثانية وكانت ملحقة بديوان عامل العمالة (Cabinet du Préfet) وجاءت خلفا لهيئة أخرى هي مصلحة الاستعلامات والتوثيق للمسلمين (S.I.D.M) (Service d'information et de documentation Musulmanes) التي تم إنشاؤها بعد إلغاء مركز الاستعلامات والدراسات (C.I.E) (Centre d'information et d'études) وتحت هذه الأسماء المختلفة كانت المهمة واحدة وهي: مراقبة الشعب الجزائري والأحزاب والنقابات والجمعيات وجميع التنظيمات والأشخاص، ويشرف عليها مسؤول عسكري برتبة رائد أو عقيد (Commandant ou Colonel) وتتم هذه الرقابة بواسطة تحليل المعلومات المتحصل عليها بوسائل مختلفة: تقارير الشرطة والدرك، المكتب الثاني العسكري، مسؤلو البلديات المختلطة، والجواسيس الذين يقدمون المعلومات بمقابل أو دون مقابل (تطوعا).


[14] - أرشيف ولاية قسنطينة، المراسلة رقم 1372، بتاريخ 15/09/1954، العلبة رقم 2/12.


[15] - السيد بالميلي سي الحواس، مدير مدرسة ابن جلول، النهضة فيما بعد، لقاء خاص يوم 07/03/2004 قبل وفاته رحمه الله.


[16] - تأسست في قسنطينة في 23 أكتوبر 1934، وهي غير جمعية السلام التي تكونت في الجزائر العاصمة سنة 1929، وفتحت مدرسة السلام في حي باب الجديد بالعاصمة، وكانت تحت إشراف السيد عمر إسماعيل.


[17] - مقرها في محلات مدرسة التربية والتعليم 16 نهج الشيخ عبد الحميد بن باديس قسنطينة.


[18] - قسم التراب الوطني أثناء الثورة إلى ست ولايات هي:

- الولاية الأولي: الأوراس.

- الولاية الثانية: منطقة قسنطينة.

- الولاية الثالثة: القبائل الكبرى.

- الولاية الرابعة: منطقة الجزائر.

- المنطقة الخامسة: منطقة وهران والجنوب الوهراني.


[19] - توفيق المدني - "حياة كفاح" - ج 3 - الشركة الوطنية للنشر والتوزيع- الجزائر 1982 - ص 442.


[20] - "من جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي" منشورات وزارة الإعلام والثقافة بالاشتراك مع المحافظة السياسية للجيش الوطني الشعبي، الجزائر 1974، ص 42.


[21] - عمار قليل: "ملحمة الجزائر" ج1، دار البعث، قسنطينة، 1991، ص 407.


[22] - المرجع السابق، نفس المكان.


[23] - "من جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي" مرجع سابق، ص 04.


[24] - Gilbert MEYNIER: Histoire intérieur du F.L.N. 1954/1962, Editions CASBAH; ALGER - 2003 - p: 502.


[25] - المرجع السابق - المكان نفسه.


[26] - اسمه الحقيقي عبيدي محمد الطاهر (1916/1998) مناضل ومجاهد من ولاية باتنة، كان قائد الولاية الأولى (الأوراس) بعد استشهاد القائد مصطفى بن بوالعيد، حتى سنة 1959، حيث استدعي إلى تونس من طرف الحكومة المؤقتة.


[27]- المرجع السابق، ص 503.


[28] - المرجع السابق، ص 503.

laanani
عضو متميز
عضو متميز

ذكر عدد الرسائل : 364
نقاط : 1021
تاريخ التسجيل : 08/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى