هل الحب أعمى ؟...

خلت صغيرتي يافعة فتكشفت لي اللحظة امرأة ، لها أحاسيس الكبار ومشاعـــــــر الكبار أيضاـ

وحري بي أن أعامل صغيرتي معاملة الكبار ، لما تملك من عقل راجح وقلب مفعم بالحس الجميل والراقي .
تعمدت أن أطرق هذا الموضوع بالذات لما له من وقع خاص في نفوس الشباب ، وحتى أستميل شرائح واسعة لمناقشته والوقوف على محطاته ودقائــــقه وجميع وشائجه .. لعلمي الخاص انه بات يشكل الديدن لدى شرائح واسعة منهم .
وراقني حتى اللحظة ما تفضلت به الأخت " ملكة الحزن " بمعالجة مدلولات الكلمة من الوجهة الدلالية والأخلاقية .
وراقني أكثر استرسال تلميذتي الغالية " حنان " فيما أفضت به وهي الصغيرة بعــــــد ، فأعجبني منها سمتها وخلقها العالي ، وأكبر فيها شجاعتها المشفوعـــــة بالحياء الخالص .
ــ نعم نربي أبناءنا على الفضيلة ونزرع فيهم ما أستطعنا الخلق العالي والرفيع ، ونعــــــدهم على الدوام ليكون جانبهم من الطهر سليم وساحتهم الأخلاقية غير مخدوشـــــــــــــة ـ
: نعــــــم لايزال وقع كلماتك في اذني يترد يقولون * وحده القلب يبصر جيدا ، فالأمور المهمة لا تراها العين * اجعلي يا أختاه من قلبك منظارا ولا تنخدعي بالمظاهر و الكلمات
لكي لا تفقدي أعز عزيز لديك وهو كرامتك وكرامة أهلك ، أحسني الاختيار ولا تحبي وتخلصي الا لزوجك ورفيق دربك

لنقف يوما مع أنفسنا ونتساءل ، كيف كنا ؟ وكيف أصبحنا؟ فمن يشاهد أغلب قنواتنا العربية يدرك بأننا وصلنا الى مستو الانحطاط والافلاس الأخلاقي ، فما يقدم لنا عبر الفضائيات العربية يخدش الحياء ، مغنيات ، راقصات يمتعن الأبصار بهز الخصور وكشف ما حرم الله ، أو تلك التي تعرض أفلاما
( عن قصص العشاق و المتحابين ، أو ... أو...أو
[/b] كونها كلمات حية ونابعة من القلب وفيها من الأثرة الحقة الكثير من العنفوان
سأتــــــرك المجال لباقي التعليقات ، ثم اتفضل لاحقا بإعطاء حوصلة للموضوع .

،ولكني مجبــــــر الأن على تقديم التحية بشكل خاص إلى صغيرتي ، تلك التي قرأتيها من على صفحة اسئلة الاختبار ، ولكني بها الأن اخاطبك أنت دون سواك فتقبليها مني بنفس راضية مطمئنـــــــــــة :
ــ ما أسرع وقع الزمن ، وما أصعب فراق الغالية " حنان "

راقتني كثيرا هذه العودة الميمونة من تلميذتي الغالية " حنان " إلى منتداها ضفاف الابداع ، وهي عودة مشفوعة بالطهر والأصالة والخلق السامي والرفيع .
كم نُمني أنفسنا دومـــــــا أن نحضى بدور في هذه الحــــــياة ، ليس كأي دور ..
فعندما تشرئب أرواحنا نحو العلا لمعانقة الصفاء الايماني والنقاء الأخلاقي ، نتجشم أن تنزل بركات هذا العناق لتترى حقيقـــــــــــة في واقع الناس .
الطهر اسمى وأنفس شيء في هذا الدنيا ، أيا كانت منازله وأيا كانت مراتبه .
نعم مصطلح الحب الشائع كثيرا بين أوساط الشباب خاصة في هذه الأيام ، تحكمه الرغبة وتقويه الشهوة ، وهي فلتة للشرود والسقوط الأكيد في الدرن .. كم يؤلمنا لما نرى أو نسمع قصصا تخدش الحياء وتقوض أساسات الأخلاق .
كنت قبل أيام قد أدرجت موضوعا للنقاش بعنوان : فتاة في المرحلة المتوسطة تتعاطى حبوب منع الحمل . لك ان تقرأيه وتعلقي عليه ، لأنه متصل بموضوعنا ، فلم تصل الفتاة ( المسكينة ) إلى هذا المستنقع إلا في حضرة هذا الحب الأعمى ...

تحياتي الحارة إلى تلميذتي الغالية ، ومزيدا من التواصل الفكري معنا .