ضفاف الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ضفاف الكلمة الجميلة و المعبرة

اليومــــــــــية
مـــــــــــــــــــــواعظ


من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن
النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
اذاعة القرآن الكريـــــــم

موقع الأنين

أكثر من 20.000  وثيقة
آلاف الكتب في جميع المجالات
أحدث الدراسات
و أروع البرامج المنتقاة


فضاءات مميزة

المواضيع الأخيرة
» استصدار قرارات توقيف تطال بوخلخال..علجية عيش والقزم الرئيييييييييييششششش
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع

» المتألقه ياسمين ابراهيم
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع

» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo

» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع

» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo

» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo

» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo

» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo

» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo

» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo

» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo

» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo

» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo

» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo

» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
عندما تغتال السياسة المثقفين I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo

ضفاف الابداع
زوارنا من كل مكان
free counters
بطاقات اسلامية


أدعية رمضانــــــــــية

عندما تغتال السياسة المثقفين

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

عندما تغتال السياسة المثقفين Empty عندما تغتال السياسة المثقفين

مُساهمة من طرف محمد بن زعبار السبت أغسطس 28, 2010 6:44 am

أسبوعا على رحيل الأديب المرحوم الطاهر وطار:

عندما تغتال السياسة المثقفين
بقلم الأستاذ: أبو جرة سلطاني

اقترن اسم الطاهر وطار بالرواية الجزائرية منذ صدور رائعته "الزلزال"، وكان يمكن أن يصبح نجيب محفوظ الجزائر بلا منازع، لولا ضيق أفق سياستنا الثقافية التي دأبت على أن تضع الثقافة في آخر اهتماماتها، وتقدم نموذجها الخاص بالثقافة فيما يسميه الجزائريون (الشطيح والرديح)، أي الرقص والكأس، فالسياسة الثقافية ـ تحت الحكم الاشتراكي وسياسة الحزب الواحد ـ ناصبت العداء للفكر الحر، وعادت الثقافة وقتلت روح الإبداع، إلى درجة أن ألغت بعض حكوماتها وزارة الثقافة إلغاءً ماديا أو معنويا، ولم تتخلف جزائر الانفتاح ـ بعد دستور 23 فبراير ـ عن هذه القاعدة التي كانت تضع السياسة الثقافية في ذيل القائمة، وتحصرها في مهرجانات الراي والحوزي و(الياي ياي).
ومع كل الاحترام والتقدير للأنواع الثقافية التي تزخر بها الجزائر (من البوقالة إلى الإلياذة) ،إلا أن العداوة الناشبة بين السياسي والمثقف مازالت مستشرية، وتزداد ضراوتها أكثر إذا ولدت المدرسة الجزائرية مبدعا يكتب بحرف الضاد، ويدافع عن (مشرقية) الجزائر وعمقها العربي الإسلامي، ويرسم معالم هويتها وثوابتها ومبادئها، ولن يُكتب لمثل هذا المبدع الظهور والتألق إلاّ في حالتين:
- أن يحزم حقائبه ويرحل، كحال أحلام مستغانمي.
- أن يدير قلمه باتجاه اليسار، كحال رشيد بوجدرة.
وفي الحالتين، تفقد الجزائر خيرة أقلامها وتظل السياسة تحارب الثقافة وتناصبها العداء، وتحاصر المثقف وتقتل روح الإبداع فيه، وتصادر الشعر والنثر، وتدير ظهرها للذوق الأدبي.. حتى إذا مات شاعر أو رحل كاتب أو اختفى أديب، تجمّع المثقفون في المقبرة ليعطوا الكلمة للسلطة تؤبن فقيدهم ـ في كلمة الوداع الأخيرة ـ لأن السلطة هي مالكة السيف والقلم، أما المثفقون فعاجزون عن تفويض أديب من بينهم، يلقي باسمهم خطبة الوداع على أديب رحل من صفوفهم، بسبب أن المقابر أيضا صارت مسيسة، وإن كلمات التأبين قد تتحول إلى حملة انتخابية مسبقة، لابد أن ينتزعها السياسيون من أيدي المتحزبين ويلقوا بعهدتها إلى رجل دولة أو (رجل دين) يتوفر فيه الحياد الثقافي والسياسي، كونه تابعا "للوظيفة العمومية"!؟
خالجت نفسي هذه المعاني وأنا أتابع "مراسيم" دفن واحد من كبار أدباء الجزائر ومثقفيها، يوم جمعة 3 رمضان 1431 هـ الموافق 13 أوت (أغسطس) 2010م، حيث حضر جنازة الروائي الجزائري الكبير المرحومَ الطاهر وطار بضعةُ آلاف من المشيعين ساروا إلى مقبرة العالية، بعد أن ألقوا على جثمانه نظرة الوداع الأخير بقصر الثقافة، ولما تصفحت الجرائد الوطنية الصادرة نهار الغد (السبت 4 رمضان) أصابتني صدمة مزدوجة:
- سكوت الصحف الناطقة بالفرنسية عن هذا الحدث، وكأن الذي مات نكرة في سياق العموم، أو كأن الأديب الكبير الذي ودعته الجزائر مجرد شيخ مسن داسته سيارة في حادث سير!؟
- وتسابق الذين كانوا أعداء للثقافة لاحتضان الحدث والدفاع عن (عمي الطاهر) وكأنه كان نقابيا كبيرا أو ثائرا متوترا بحجم (غورغي ديماتروف) أو (ليش فاليزا) أو (تشي غيفارا).. فقد تقاطر هؤلاء من كل فجع عميق ليبكوا "فقيدهم" ويسدوا الطريق أمام أسرة الثقافة، التي وقف رجالها ونساؤها متفرجين على كارثة انهيار واحد من أكبر أعمدة الثقافة في الجزائر، وسكتت الأقلام إلا ما كان من مبادرات بعض الصحافيين الذين أدووا واجبهم بالحديث عن مناقب الرجل وإبداعاته و (خسارة الجزائر الفادحة برحيل آخر أعمدة الرواية)!
ومن هنا نبدأ:
عندما كان الأديب المرحوم الطاهر وطار يكابد آخر أوجاعه على فراش المرض بعاصمة "الجن والملائكة" حاول أن يسكب آخر قطرات دم القلب في إبداع رمزي سماه "قصيدة في التذلل" وهي ليست قصيدة بالمعنى الأدبي "النقدي"، لكنها رسالة رمزية وتحفة فنية رائعة، حاول من خلالها غمز قناة العلاقة المتوترة بين الثقافة والسياسة، أو بين الأديب والسلطة، وقد تناول فيها جدلية المثقف الموظف عند السلطة أو الموظف "المتثاقف" في بلاط الملوك، والأديب الحر المغرد خارج سرب "الوظيف العمومي".. فيما يشبه (الأفيون والعصا) وأماط اللثام عن التحولات التي طرأت على عالم الثقافة تحت وطأة السلطة، ليظهر جيل من شعراء البلاط، وخطباء السلطان، ومهرجي الملك.. من الذين يتقنون تدبيج اعتذاريات النابغة الذبياني ويبدعون في "أدب التذلل" لتجسير العلاقة بين السياسة والثقافة، حيث يحول المنصب السياسي بعض النكرات إلى مثقفين كبار، هم القلم الذي يكتب واللسان الذي يخطب والسياط الذي يلهب به الحاكم ظهور المناهضين لحركة التذلل.
لقد دندن صاحب "الحوات والقصر" كثيرا حول هذه الجدلية في "العشق والموت في الزمن الحراشي" وفي "رمانة" وفي "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" وفي "تجربة في العشق".. وسواها لكنه في "قصيدة في التذلل" قرر أن يكشف عن المخبوء، ويعلن عما كان يمور في نفسه منذ خاض تجربة المثقف المتحزب، الذي بدل أن يكتب شعرا ونثرا كان يكتب تقارير الحزب التي كان يرفعها أسبوعيا للمكتب السياسي، يعلمه من خلالها عن الأوضاع العامة للناس ـ من وجهة نظر مثقف ـ ويسجل ملاحظاته بعين المثقف، لتسمعها أذن السلطة التي لم تكن لترتاح لمن يقول لها "نعم .. ولكن" في زمن كانت كل التقارير تتحدث بعنوان واحد هو: "كل شيء على ما يرام" حتى انفجرت أحداث 5 أكتوبر 1988 وانفجر معها الحزب العتيد، وضاع المثقف والسياسي، ودخلت الجزائر في "مأساة وطنية" ولم يبق أي شيء على ما يرام.
هذا هو الموضوع، الذي شغل حيزا واسعا من هموم واهتمامات فقيد الجزائر المرحوم الطاهر وطار، وهو موضوع يستحق منا أكثر من وقفة لأهميته كونه ليس موضوعا مرتبطا به كمثقف كافح وحده ورحل وحده، وفي نفسه شيء من علاقة المثقف بالسلطة، بل لأنه موضوع جاد كان يمثل ـ منذ نشأة الثقافة والسياسة ـ منطقة تجاذب متوترة بين السيف والقلم أو بين السياسي والثقافي، أو بين السلطة والمثقف:
- فالسياسي يريد أقلاما تسبح بحمد السلطة والمثقف يبحث عن فضاءات حرة للإبداع خارج أقفاص السلطة.
- السلطة تبحث عن "وجوه ثقافية" تزين بها واجهتها، والمثقف يعصر أشواقه ويطير مع أحلامه ليصنع واقعا مثاليا، يجدد به أمجاد "الفردوس المفقود".
وداخل المساحات الفارغة، بين السلطة والمثقف، تنشأ الطفيليات التي يملأها أشباه السياسيين وأشباه المثقفين، فيصبح حراس كافور الأخشيدي وطباخوه، والقائمون على ترويض بغاله وحميره.. سياسيين" وناطقين" باسم القصر، كما يتحول خصوم المتنبي السياسيون إلى شعراء وأدباء يكتبون "قصائد في التذلل" تذكر باعتذاريات النابغة الذبياني!
إن موت الطاهر وطار وجنازته قد فتحتا بابا مهما للنقاش في مسألة جد حيوية، لم تمهله الأقدار للكشف عنها بصورة تشفي الغليل، ولكنه نثر معالمها الكبرى في كثير من ابداعاته الأدبية وروائعه القصصية والروائية في طابع أدبي حينا وفي طابع تقريري حينا آخر، كانت "قصيدة في التذلل" آخر صرخة مدوية في وادي السلطة وعلاقتها بالثقافة، ويمكن استخراج المحاور الكبرى لهذه الصرخة في العناوين الأساسية التالية:
- الثقافة لا تنعزل عن بيئتها فلا يمكن "استيراد" أنماط ثقافية، بينما السياسة قد تدير ظهرها للشعب وتستورد أنماطا سياسية، فالثقافة تراكم والسياسة قرار (فمصطلح Politika يعني الكياسة والمرونة والتكيف.. وكلها "شيئيات" اجتهادية لخدمة المصلحة، بينما مصطلح Cultora يعني الاعتقاد والملة والهوية CULT وكلها حيثيات لصيقة بأصل الإنسان)، وهذا هو الفرق الجوهري بين ما يريده السياسي وما يحلم به المثقف.
- لا يمكن للسياسة أن تعيش وتستمر بلا ثقافة.
- كل سلطة لا بد لها من مثقفين.
- السلطة ثابتة وباقية في الحاضر بينما الثقافة مبشرة بالمستقبل.
- حرية السلطة تحددها المصلحة وحرية الثقافة يحددها الضمير.
- السياسة تتعامل مع الواقع بينما الثقافة تتعامل مع الحلم.
- إذا أقحم المثقف نفسه في السلطة رهن حريته وتحول من صوت إلى "بوق".
- السلطة تشريف للسياسيين ولكنها سجن للمثقفين (نموذج المتنبي).
- كل مثقف يرتدي بردة السلطة يرتدي معها قميصين: الذل والهوان.
- لا يمكن الجمع بين إمارة السلطة وإمارة الأدب إلاّ في عشق بنات القصر (نموذج ابن زيدون، ونكبة البرامكة).
- الوضع الطبيعي، في السياسات الثقافية، أن تسعى السلطة لتثقيف نفسها لا أن يسعى المثقف ليسيس (أو يحزب) نفسه فيكتب بلسان الحزب ويصبح أدبه "بيان مساندة" للسلطة.
إن من أعظم درجات الوفاء للرجال أن نستكمل "مشوارهم" بإخلاص ونجسد أحلامهم بعد وفاتهم، ومن ألصق أحلام صاحب رواية "اللاز" بنفسه ـ حتى وهو يؤسس الجاحظية ويشارك في تأسيس إذاعة القرآن الكريم ـ أن تكف السلطة عن ممارسة سياسة تبعية الثقافي للسياسي، وأن يتم فك الارتباط نهائيا بين الموظف والأديب، وأن تكتب القصائد خارج البلاط، وأن يتغنى الشعراء بالقيم لا بالأشخاص، وأن ينشر الأدب على مروج الطبيعة لا على البساط الأحمر.. فبهذه الحرية تتنفس الثقافة الهواء النقي خارج أسوار السلطة، ويسَدل الستار عن آخر فصل من فصول صراع السيف والقلم، وتتجسد أحلام المتنبي بتجاوز سباعيات الملك ( الخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس ، والقلم) هذا هو الوضع الطبيعي الذي ينبغي أن تتفجر ينابيعه بين السلطة والمثقف.. ومن أجل ذلك ألف الطاهر وطار رائعتيه:
- الولي الطاهر يعود إلى مقامة الزكي
- والولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء... فبعد أن شرد في "اللاز" وتنكر لواقعه في "عرس بغل" وتعرى في "رمانه" وتنبأ في "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" عاد إلى مقامه الزكي ورفع يديه بالدعاء ثم حذر من "التذلل" للسلطان.. وأفضى إلى ربه وفي نفسه حسرتان:
- حسرة الحسم بين المثال والواقع (كما في رواية تجربة في العشق).
- وحسرة الحسم بين الثقافة والسياسة أو بين المثقف والسلطة (كما سطر ذلك في آخر زفرة قلم، وهو على فراش الموت بديار الغربة تحت عنوان : قصيدة في التذلل).
إن الواقع الثقافي في وطننا ليس على ما يرام، وإن الفن مازال ـ في نظر السياسيين ـ مجرد إعادة ترميم عذرية السلطة والاصطفاف على عتبات السلطان لكيل المديح أو تقديم فروض الاعتذار، أو رثاء الملك الراحل والهتاف بحياة "ولي العهد".. أما غيرها من الألوان الأدبية المتحررة فدونها خرط القتاد، ومن أجل تطهير هذا الواقع الثقافي الكئيب كتب المرحوم الطاهر وطار آخر زفرات تأبين الذات من فوق سرير المرض سماها: "قصيدة في التذلل" ليعلن ـ قبل رحيله ـ أن يدا واحدة لا تصفق، وأنه أكل يوم أُكل الثور الأبيض؟
فهل ينهض المثقف الجزائري بواجب سد هاتين الثغرتين ويساهم بذلك في إبراد جلد "الولي الطاهر" أم ان اتباع "الحلاج" من المثقفين والأدباء والشعراء.. صاروا جميعا كحواريي عيسى (عليهم السلام) ينظرون إلى شبيه نبيهم يُصلب، ثم يكتفون بترديد قوله تعالى : »وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم«؟
ملحوظة: تعرفت على المرحوم سنة 1977، وخلال أزيد من ثلاثين عاما من التحولات.. تغير كل شيء في الجزائر (الرجال والبرامج ، والسياسات والخط الافتتاحي لجميع العناوين السياسية والإعلامية والأدبية).. لكن شيئا واحدا لم يتغير هو الطاهر وطار: لباسه ولحيته، وقلمه، وحلمه، وتواضعه، وحبه الولهان للحرف العربي، وكرهه الشديد للتيار الفرانكفوني كراهة تحريم، هكذا عاش وهكذا مات، فرحم الله الولي الطاهر يوم عاد إلى مقامه الزكي، وعندما رفع يديه بالدعاء، ويوم أن كتب وصيته الأخيرة: "قصيدة في التذلل".
محمد بن زعبار
محمد بن زعبار
عضو مبدع
عضو مبدع

ذكر عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما تغتال السياسة المثقفين Empty رد: عندما تغتال السياسة المثقفين

مُساهمة من طرف توفيق السبت أغسطس 28, 2010 5:34 pm

لقد كانت نظرة ابن خلدون للمثقف العربي وخاصة الأديب العربي، وبالأخص الشاعر، على أنه أرض أصبحت قاحلة بعد أن استفرغت كل مكنونها في أدب الكذب والاستجداء، وكأنه لم يعد ينتظر من هذه الأرض أن تلد نباتا جديدا، أو تحيي في النفس عاطفة نبيلة، فراحت أحكامه على المثقفين عامة تتصف بالمرارة‮ ‬والاستصغار‮ ‬كأنهم‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬العبيد‮ ‬أو‮ ‬الولدان‮ ‬البعيدين‮ ‬عن‮ ‬الحياة‮. ‬
وبالفعل‮ ‬فإن‮ ‬المثقف‮ ‬الجزائري‮ ‬أصبح‮ ‬لا‮ ‬يعرف‮ ‬عن‮ ‬شؤون‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية،‮ ‬فهو‮ ‬متعود‮ ‬على‮ ‬الأمور‮ ‬الذهنية‮ ‬لا‮ ‬يعرف‮ ‬سواها‮.‬
وكل ما قاله الأستاذ أبو جرة يكشف معاناة المثقف الجزائري في خضمّ مرارة وقسوة الواقع المعاش.أمثال عمي الطاهر و أحلام مستغانمي ووسيني الأعرج و رشيد بوجدرة الكثير من أمثالهم.
والبلد‮ صراحة ‬بحاجة‮ ‬إلي مثل هؤلاء‮ ‬وبهم‮ ‬يقفز‮ ‬تلك‮ ‬القفزة‮ ‬الهائلة‮ ‬في‮ ‬مجالات‮ ‬التنمية،‮ ‬وكما‮ ‬يقول‮ ‬المثل‮ ‬الإنجليزي‮ "‬إذا‮ ‬لم‮ ‬تمارس‮ ‬السياسة‮ ‬فهنا‮ ‬من‮ ‬يمارسها‮".‬
تحياتي
توفيق
توفيق
عضو متميز
عضو متميز

ذكر عدد الرسائل : 425
نقاط : 1075
تاريخ التسجيل : 09/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما تغتال السياسة المثقفين Empty رد: عندما تغتال السياسة المثقفين

مُساهمة من طرف بوخروف سهام الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 12:52 pm

منذ أيام قرأت مقالك المختار مرات عديدة و قرأته على موقع الشروق مرات أخرى .... و بصراحة كلما فكرت بأفكار الموضوع و ربطتها بصاحبها ( صاحب المقال) إلا و وجدت نفسي لا أستوعب ما أقرأ ، أو لا أفهمه ، أو هكذا أوهم نفسي .
و مع هذا موضوعه ملفت ، و مهم ، كيف و هو يتحدث عن علاقة المثقف بالسياسة ، ، و كيف أيضا و هو ينطلق من أهم حدث عشناه مؤخرا ، ألا و هو فقدان الساحة الأدبية الجزائرية للروائي الفذ " الطاهر وطار" أو عمي الطاهر كما يحلو لمثقفينا تسميته .
صاحب المقال ساءه أن يموت المثقف عندنا فيؤبن من طرف أعدائه ، و أن يدعو إليه بالرحمة ، و يلتف من حوله رهط المنافقين و المحتالين ، و أن يمشي في جنازته من حاصره مرة ، و ربما أداه
....صاحب المقال ساءه أيضا أن ترفع السياسة نعش الأدب و ربما جال بخاطره قول الأشقاء و مثلهم ـ إن سمحوا ـ " يقتلوا القتيل ، و يمشوا في جنازتو"
أنا أيضا مثله ساءني أن يذاع خبر بين الكتاب و المثقفين ، حال موت الأديب ،يدعو إلى كتابة شهادات ،و كلمات في حق الكاتب حتى تجمع في كتاب خاص بأديبنا رحمه الله .
طبعا الخبر عادي و لا سيء فيه ، بالنسبة لرفاقه الحقيقيين ، و حتى معارضيه الجادين أيضا فكلها شهادات لجيل لاحق دون شك سيعتز بفقيدنا أيما اعتزاز، إلا أن السوء الفعلي هو تهافت الأقلام المنافقة للكتابة ، و اعتكاف شخوص لا علاقة له بالأديب ، و آخرون لم تكن تجمعهم به حميمية ، و آخرون و آخرون .....، كل هذا حتى تحتل كلماتهم موقعا في كتاب ..... لست أدري كيف سأسمي هذا و لكنني عبرت عنه مسبقا بالنفاق ، و طبعا مؤسف فعلا أن يكون هذا حال بعض مثقفينا .
عموما لو عدت للموضوع سأجدني أقف عند الفكرتين التاليتين :

"ـ فالسياسي يريد أقلاما تسبح بحمد السلطة والمثقف يبحث عن فضاءات حرة للإبداع خارج أقفاص السلطة.
- السلطة تبحث عن "وجوه ثقافية" تزين بها واجهتها، والمثقف يعصر أشواقه ويطير مع أحلامه ليصنع واقعا مثاليا، يجدد به أمجاد "الفردوس المفقود ".
لعل المقصود هنا سلطة مثالية تؤمن بدور المثقف ، و تسعى لاحتضانه لأنها تعلم بأنه العين الحارسة للمجتمع على تعبير العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله ، و منه فالسلطة تحتويه ، حتى تداري أمورا ، و تنير الأخرى ـ طبعا على هواها ـ وكذلك فالمثقف المقصود هنا مثقف محترم له مبادئ و ثوابت لا تتغير بين الصيف و الشتاء ، و لا تتلون مع موجات الرياح ، و لا تذوب مع درجات الحرارة المتذبذبة .
عندما نتحدث عن المثقف الجزائري ـ و كقارئة لا أكثر ـ للكثير من موروثنا الأدبي الجزائري ( الذي أحترمه كثيرا ) لا أجد مع الأسف كاتبا واحدا يمكنني أن أقول أنه ثابت على مسار ايديلوجى واحد ( و لو لفاصل زمني معين) ، أو واحدا فقط استمات و هو يبلغ أفكاره ....هذا يعني أن أفكار كتابنا و ايديلوجياتهم ليست وليدة قناعة ، و أنما وليدة عشوائيات و ظرف طرأ في المجتمع .
و منه فالسلطة أبدا لا تجتهد مع مثقفينا ، بل لا تهتم أصلا بهم لأن الذي يرقص على الحبلين لا يخيف لأنه لن يصل للهدف و سيسقط بالتأكيد ... و منه فالسلطة بريئة براءة الذئب من دم يوسف ، فالسلطة لا تغتال ، أبدا و لا تهتم .... و المثقف وحدة من يغتال روحه المبدعة ، عندما كان اشتراكيا مرة ، و ليبراليا مرة أخرى ، شيوعيا مرة و إسلاميا مرة أخرى ، جبهويا مرة ، و حمسيا مرة أخرى ....
المثقف يقتل روحه و يغتالها عندما يكتب تحت الطلب (حملة انتخابية ، موسم كروي ، تغير وزاري ....).
المثقف يغتال نفسه عندما يكتب شيئا لا يؤمن به أو عندما يؤمن بما لا يجب الإيمان به ، و عندما ينتظر مكافأة مادية ، و عندما يتحين الفرص للظفر بمنصب ـ كما نرى ـ
طامة المثقف نفسه غير المثقفة مع الأسف .
تحية ...

بوخروف سهام
بوخروف سهام
عضو نشط
عضو نشط

انثى عدد الرسائل : 121
نقاط : 162
تاريخ التسجيل : 01/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى