الإسلام .. هذا الدين الغريب

الإسلام .. هذا الدين الغريب
لقائل أن يقول إذا كان الإسلام الحقيقيّ ليس ذلك الذي صوّره "الفقهاء" للناس على أنّه منظومة فقهيّة معقدّة جدّا و مترامية الأطراف، تحتوي على اختصاصات و مسائل لا تنتهي كلّ واحدة منها تستدعي دراسة معمّقة و مستفيضة لاستيفاء جانب منها فما بالك بكلّها، فما هو إذا؟
الدين الذي أنزل على محمّد صلّى الله عليه و سلّم هو إيمان و إتّبا...ع: إيمان بالله و رسوله و بحث في كل زمان عن خليفته الوارث لسرّ النبوّة و الاعتقاد فيه ثم إتّباعه بدون قيد أو شرط و عدم القدوم عليه بزاد من العلم أو من الأمور المسلّم بها، و إلاّ فيدخل ذلك تحت طائلة الآية: " أتعلّمون الله بدينكم "، (سورة الحجرات ، الآية 16).
قال تعالى: " إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله"، (سورة آل عمران، الآية 31). و كما هو معلوم بالضرورة، فإنّ القرآن صالح حقيقة و لا مجازا لكلّ زمان. ففي كلّ عصر يتعيّن إتّباع الخليفة الراشد لذلك العصر و ذلك هو الإتّباع الحقيقيّ لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم و ما سوى ذلك هو إتّباع لوهم يتوهّمه الناس حسب عقولهم، في حين أنّ الدين الحقيقيّ واقع ملموس و ليس بتصوّر أو وهم. قال تعالى : " إنّ الدين لواقع"، (سورة الذاريات، الآية 6).
و قد قال تعالى في إشارة إلى هذا المعنى: " ... و من يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا"، (سورة الكهف ، الآية 17). بمعنى أنّ علامة إضلال الله للمرء تتمثّل في حجبه و منعه عن الوليّ المرشد، و هو الخليفة الراشد للزمان المعنيّ أو نقول شيخ أو إمام الطائفة الوحيدة التي هي على حقّ و التي هي على ما كان عليه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و أصحابه، و التي لا يضرّها من خالفها المشار إليها في الحديث.
و يفهم بداهة من هذه الآية أنّ الذي كتب الله له الهداية يوفّقه لإتّباع الوليّ المرشد للزمان الذي هو فيه، و ذلك هو أصل الدين و الذي يبدو غريبا، اليوم.
و لكن ألم يقل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: " إنّ الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء"، ( رواه مسلم).
هذا هو جوهر الإسلام الذي ما إنفكّ " شياطين الإنس و الجنّ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا" لطمسه و إبعاد الناس عنه.

:اطرح سؤالا
www.islamunknownreligion.com