عمرة في رمضان تعدل حجـــــة ...

خواطر رمضانية

(9 )

عمرة في رمضان تعدل حجـــــة ...

ـ يهيب الكثير من خلق الله إلى التنقل إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة خلال الشهـــــر الفضيل ، والرغبة تحدوهم أن يزوروا الأماكن الطاهــــرة هناك ، وينعموا برؤية موطن النبي عليه الرضوان ، ويتلمسوا عن قرب رسالة السماء وهي تتهدج في بطحاء الجزيرة العربية . ويتحسوا روح الدين وسمت الفضيلة ونقاء الايمان .. فالرحلة ذات قداسة إلى جانب كونها عبادة يؤجر صاحبها وبخاصة في رمضان .. وبذلك ترى خلق الله الكثيرين يتهافتون خلال رمضان على الظفر بمقعد في هذه الرحلة التعبدية .. ويتهافت معهم اصحاب الوكالات ومن سايرهم في الخدمة على اقتناص أكبر عدد من المعتمرين والمعتمرات .. وهنا يدخل جانب المتاجرة ولربما تقديم جانب المنفعة والمصلحة على أساس الرحلة التعبدية .. ويدخل فيها ايضا جانب المباهاة والسياحة الدينية عند بعض أحبابنا الميسورين .. الذين يكررون من الزيارات وقد تصل عند بعضهم إلى العشرة ، وحجتهم في ذلك أن العمرة في رمضان تعدل حجة .. فالحج ركن أساس من اركان ديننا ويقدم على العمرة على سبيل الأفضلية .. وإن جاء اعتبار العمرة كالحج فالمقصود من الحديث أن تشبيه العمرة بالحج من حيث الثواب والأجر ، وليس من حيث الإجزاء .

ومع ذلك ، فالمساواة المقصودة بين ثواب العمرة في رمضان وثواب الحج هي في قدر الأجر ، وليست في جنسه ونوعه ، فالحج لا شك أفضل من العمرة من حيث جنس العمل .

فمن اعتمر في رمضان تحصل على قدر أجر الحج ، غير أن عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة ما ليس في العمرة ، من دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح نسك وغيرها ، فهما وإن تساويا في قدر الثواب من حيث الكم – يعني العدد – ، ولكنهما لا يتساويان في الكيف والنوع .

عموما نهيب بالمسلمين أن يكون تعلقهم كبيرا بالاسلام وبشعائره السمحــــة .. ولكن الذي ينغص بعض هذي السلوكات والأداءات هو دخولها ضمن دائرة المغالاة ولربما المباهاة وحتى السياحة الدينية .. فلايليق بالمرة أن نعتمر لمرات ومرات .. وضرورات الدين تقتضينا أن نحسن التدبير وان نعمد إلى رفع الغبن عن الناس ومساعدة الفقراء والمساكين مثلا .. فالمال الذي أنفقه لمرات ومرات على اعتماري لو اني أجريته في صالح هذا الدين ، أو أعنت به مسلما فقيرا أو محتاجا لكان انفع بكثير.. والفرية أن الكثير من احبابنا يتسابقون للظفر كما اسلفنا بكم هائل من المعتمرين والمعتمرين لينعموا ببعض الفائدة منهم أو من وكالتهم .. ولربما ينسيهم هذا التسابق المحموم جانب الاهتمام بالحاج المعتمر .. والكثير من معتمرينا يرفعون شيكاتهم إلى الناس فور عودتهم ...

ـ عموما نرفع اكف الضراعة لله تعالى ان يكون في عون كل الناس ، وأن يمكنهم من بلوغ تلك الأماكن الطاهرة المقدسة بلوغ عبادة وليس أبدا بلوغ سياحــــــة .. وأن يلهم والدتي حفظها الله التي هي الأن ضمن جموع المعتمرين الصحة والعافية لتقوم بمناسكها على أكمل وجه .

ولمعتمرينا ـ حفظهم الله ـ مثوبة الدعاء لنا ولجميع المسلمين ..

دمتم في امان الله .

ومع خاطر أخر .. تقبلوا مني كامل الحية .